اغتيال زعيم حزب الله يشعل جبهة لبنان
تقارير من اعداد فريق الرصد في قناة المرصد
المرصد/ فريق الرصد والمتابعة
أعلن حزب الله رسميا يوم السبت 28/9/2024 ، مقتل أمينه العام حسن نصرالله، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه قتله في الغارة التي شنها على الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة.
وقال حزب الله في بيان: "سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة..."، حسب وصف البيان.
وأضاف حزب الله في بيانه: "لقد التحق حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوًا من ثلاثين عامًا، قادهم فيها من نصر إلى نصر مستخلفًا سيد شهداء المقاومة الإسلامية عام 1992، حتى تحرير لبنان 2000 وإلى النصر الإلهي المؤزر 2006، وسائر معارك الشرف والفداء، وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعمًا لفلسطين وغزة والشعب الفلسطيني المظلوم".
وأردف البيان قائلا: "إنّنا نعزي المرشد الأعلي الإيراني علي خامنئي والمراجع العظام والمجاهدين والمؤمنين وأمة المقاومة وشعبنا اللبناني الصابر والمجاهد والأمة الإسلامية جمعاء وكافة الأحرار والمستضعفين في العالم، وعائلته الشريفة الصابرة، ونبارك للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، نيله أرفع الأوسمة الإلهية، وسام الإمام الحسين عليه السلام، محقّقًا أغلى أمانيه...".
وأكد حزب الله أن "قيادة حزب الله تعاهد (الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى) في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو، وإسنادًا لغزة وفلسطين، ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد"، حسب البيان.
وختم قائلا، إن "قائدنا ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار".
حركة حماس تنعي
من جهته، نعت حركة حماس، في بيان حسن نصر الله، معتبرة اغتياله "عملا إرهابيا جبانا". وأضافت "إننا في حركة حماس، وأمام هذه الجريمة والمجزرة الصهيونية، لنجدد تضامننا المطلق ووقوفنا صفا واحدا مع الإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان".
وتابعت "نؤكّد أنَّ الاحتلال الصهيوني يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة، كما تتحمَّل الإدارة الامريكية المسؤولية باستمرار دعمها لهذا الاحتلال سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً وأمنياً واستخبارياً، ومواصلة صمتها وتقاعسها عن إدانة وتجريم ووقف هذا الإرهاب الصهيوني المتصاعد ضدّ الشعبين الفلسطيني واللبناني".
كما رثا زعيم التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري سابقاً) مقتدى الصدر، حسن نصرالله. وقال الصدر، في بيان "وداعا يا رفيق درب المقاومة والممانعة"، مضيفا "كفّيت ووفّيت (يا نصر الله).. عشت شامخا وذهبت شهيدا شامخا أنت ومن معك".
بيان الجيش الإسرائيلي
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن رسمياً، اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقادة آخرين، من بينهم علي كركي قائد الجبهة الجنوبية بالحزب، في الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة. وفي بيان أصدره صباح السبت، قال الجيش الاسرائيلي إن "طائرات سلاح الجو نفذت غاراتها بتوجيه استخباري دقيق من هيئة الاستخبارات والمؤسسة الأمنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية"، مشيراً إلى أن الغارات نفذت "في الوقت الذي كانت قيادة حزب الله داخل المقر".
مقتل نائب القائد العام لحرس الثورة الايرانية
الى ذلك اعلنت طهران مقتل نائب القائد العام لحرس الثورة الاسلامية لشؤون العمليات العميد عباس نيلفروشان، الى جانب الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في هجوم اسرائيل على ضاحية بيروت امس الجمعة.وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه استشهد العميد عباس نيلفروشان في هجوم الكيان الإسرائيلي على بيروت، إلى جانب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
أول بيان من الخامنئي
من ناحيته قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن على إسرائيل أن تعرف أنها لا تستطيع إلحاق ضرر كبير بالبناء القوي لحزب الله، وذلك في أول بيان له عقب إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل حسن نصر الله في غارة على الضاحية الجنوبية يوم الجمعة.
ولم يظهر في كلمة خامنئي إشارة إلى مقتل نصر الله، لكنه قال إن "على المجرمين الصهاينة أن يعلموا أنهم صغار جدا ولا يستطيعون أن يلحقوا ضررا كبيرا بالبناء القوي لحزب الله في لبنان" .
وذكر أن "مصير هذه المنطقة ستقرره قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله".
واعتبر خامنئي أن "لبنان سيجعل العدو الغازي الشرير والمنبوذ يندم على أفعاله".
وأشار إلى أن "العصابة الإرهابية الحاكمة في النظام الصهيوني لم تتعلم درسا من حربها الإجرامية المستمرة منذ عام في غزة"
وتابع إنه "فرض على كل المسلمين أن يقفوا إلى جانب الشعب اللبناني وحزب الله الفخور بإمكانياتهم، وأن يساعدوا في مواجهة النظام الغاصب والظالم والخبثاء.
الرئيس الايراني: واشنطن لا يمكنها التنصل
من جهته أصدر الرئيس الايراني، مسعود بزشكيان، رسالة عقب استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أكد فيها ان استشهاد شخصيات بارزة وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله سيقوي شجرة المقاومة.
وجاء في رسالة الرئيس بزشكيان: "الكلمات عاجزة عن وصف بسالة السيد وشجاعته ونضاله المستمر طيلة حياته"، مضيفا: "انه ألم كبير أصاب قلوب جميع المستضعفین في العالم وإسم السيد حسن نصر الله سيبقى يسطع على جبين الإسلام إلى الأبد".
وأضاف: "إن استشهاد شخصيات بارزة في المقاومة، ومن بينهم السيد حسن نصر الله، يجعل شجرة المقاومة أقوى من أي وقت مضى، ولن ينسى العالم أن الأمر بهذا الهجوم الإرهابي صدر من نيويورك"، مؤكدا: "واشنطن لا يمكنها التنصل من التواطؤ مع الصهاينة".
وأكد الرئيس الايراني: "أن غياب شخصيات بارزة في المقاومة، وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يزيد من قوة شجرة المقاومة ومتأكد أن حزب الله سيسطع كالشمس وراية مكافحة الظالمين لن تبقى على الأرض"، وقال: "لقد تعلمنا بهذه الطريقة أن كل شيء بيد الله تبارك وتعالى وان الطريق الإلهي لن يبقى بدون قائد او زعيم، وهذه الأرض سيرثها عباد الله الصالحون".
السلطات الاربع في العراق
بيان
نستنكر بأشد العبارات العدوان الذي يتعرّض له لبنان الشقيق والذي أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المواطنين، وهو تطور خطير يشكل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في المنطقة.
وإذ نؤكد وقوف العراق الى جانب اشقائه في لبنان وفلسطين، فإننا ندعو الى تعزيز التضامن الكامل مع الشعبين الشقيقين ونجدد مطالبتنا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية وبذل جهود سريعة وفاعلة لوقف الحرب ومنع المجازر بحق المدنيين.
الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للمصابين والجرحى.
د. عبد اللطيف جمال رشيد
رئيس الجمهورية
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)
صدق الله العلي العظيم
في اعتداء آثم جديد، وجريمة تؤكد تعدي الكيان الصهيوني كلّ الخطوط الحمراء، ارتقى الأمين العام لحزب الله اللبناني سماحة السيّد حسن نصر الله، شهيداً على طريق الحق، لينال الحُسنى في الدنيا والآخرة، وسار على نهج الشهداء الأبطال الذين نذروا أنفسهم لقضية مواجهة الاحتلال الغاشم. إنّ الفعل الإجرامي الذي استهدف الضاحية الجنوبية يوم أمس يعبر عن الرغبة المستهترة الساعية إلى توسعة الصراع، على حساب كل شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها.
إن القضايا الكبرى، ومنها القضية الفلسطينية العادلة، ومواجهة لبنان الشقيق للاعتداءات الصهيونية المستمرة، كلها تؤكد بأن الشعوب هي التي ستنتصر في النهاية، على أرضها، وموطن تاريخها وتراثها.
نجدد التحذير والتأكيد، على مسؤولية المنظمات الأممية والدولية، والدول العظمى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وكل الدول ذات النفوذ في المنطقة، في ردع العدوان، ووقف الإبادة الجماعية العرقية للفلسطينيين التي مارسها الاحتلال منذ عشرات السنين، ويمارسها بفظاعة، منذ تشرين الأول الماضي بحق أهلنا في غزّة، وامتدت مؤخراً، لتحاول النيل من شعبنا اللبناني الشقيق فأمعن في القتل العشوائي حتى استشهد المئات من الأبرياء اللبنانيين في أيام قلائل، فلمصلحة من يتسعُ العدوان؟
ونؤكد في هذا اليوم، موقف العراق المبدئي بالوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، وهذا الموقف يستند إلى الشرعية الدولية وإلى المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي تحتم نصرة الشعوب الشقيقة المتمسكة بأرضها ووجودها الحضاري.
الرحمة والرضوان للشهيد السيد حسن نصرالله، والمجد والرفعة لكل شهداء لبنان، وشهداء فلسطين، وشهداء المواجهة الحقّة مع قوى العدوان والضلال.
إنّا لله وإنا إليه راجعون
محمد شياع السوداني
رئيس مجلس الوزراء
مجلس النواب
وعقد مجلس النواب السبت جلسة خاصة برئاسة السيد محسن المندلاوي رئيس المجلس بالنيابة وحضور عدد من السيدات والسادة النواب لمناقشة العدوان الاثم للكيان الصهيوني على الأراضي اللبنانية.
وفي مستهل الجلسة، تلا السيد محسن المندلاوي بيانا ذكر فيه أن مجلس النواب يستنكر الاعمال الاجرامية التي يمارسها الكيان الصهيوني واسفرت عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى المدنيين في لبنان، واخرها استشهاد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، مشيرا الى ان هذه الاعمال الاجرامية تكشف عن وحشية هذا الكيان المغتصب، مشيدا بالموقف الرسمي للحكومة العراقية الذي جاء منسجما مع تطلعات الشعب العراقي، مثمنا عاليا جهود المرجعية الدينية الرشيدة التي بادرت بتقديم الدعم الانساني والمالي للشعب اللبناني في هذا الظرف الصعب، مبينا ان حزب الله هو اليوم الحصن المنيع والبوابة الأساسية الذي تصدى للعدوان المستمر في الدفاع عن كرامة الامة واراضينا وهو يخوض اليوم معركة ضد الكيان الصهيوني بصلابة وعزيمة بالتعاون مع جميع جهات المقاومة الأخرى التي تشارك في هذا النضال المقدس ضد الاحتلال الإسرائيلي لا سيما ان الانتصارات تتحقق في غزة.
وطالب السيد محسن المندلاوي الحكومة العراقية بإعلان الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام حدادا على استشهاد السيد حسن نصر الله.
رئيس مجلس القضاء
وأكد رئيس مجلس القضاء الأعلى، فائق زيدان، ، أن اغتيال السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني يمثل جريمة بحق الإنسانية والشعوب والأمم.وقال زيدان في بيان ، انه "ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي ارتقى إلى ربه الكريم إثر غارة للكيان المحتل الجبان".
وأضاف، ان "جريمة اغتيال السيد نصرالله جريمة بحق الإنسانية والشعوب والأمم، فلطالما كان السيد الفقيد نبراسا للمقاومة والنضال ضد المحتل الغاشم، وبرحيله فقدت ساحة الجهاد والمقاومة والكلمة الشجاعة الصادقة فارسا من فرسانها العظماء، حيث نشعر بفداحة هذه الخسارة، ونحن نعزي الأمة الإسلامية والشعب اللبناني الشقيق".
كيف خططت إسرائيل للاغتيال ؟
من ناحيته لمح رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، إلى أن الاغتيالات لن تتوقف، وأن الدور القادم هو دور رئيس حركة «حماس»، يحيى السنوار، الذي تعتقد إسرائيل أنه «لا يستقر بمكان واحد، ويتنقل من مكان لآخر، داخل الأنفاق في قطاع غزة».ولوحظ أن وسائل الإعلام العبرية نقلت عن الجنرالات الإسرائيليين استخدامهم تعبير «صاحب البيت جُنّ»، بقصد بث رسالة تهديد في كل الاتجاهات من مغبة القيام بأي عمل انتقامي منفلت لاغتيال نصر الله، وأن إسرائيل مستعدة لعمل أي شيء؛ رداً على ذلك.
وتوعد قائد الجيش الإسرائيلي، هاليفي، بـ«الوصول» إلى كل من يهدد المدنيين الإسرائيليين. وقال في بيان: «لم نستنفد كل الوسائل التي في متناولنا. الرسالة بسيطة: كل من يهدد مواطني إسرائيل، سنعرف كيف نصل إليه». وقال الناطق بلسان الجيش إن قواته ترصد كل التحركات لدى القوى المعادية، من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ويبدو أن الجيش الإسرائيلي يتوقع أن يؤدي اغتيال نصر الله ورفاقه إلى انفجار عمليات انتقامية، لكنه لم يجزم كيف ستكون، وفي أي نطاق، وبأي حجم، ولذلك أعلن عن رفع درجة التأهب إلى أقصى الحدود، في سلاح الجو وسائر القوات.وأكد أنه نشر جنوداً من قوات الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لتنفيذ مهمات عملية وقتالية في الجبهة الشمالية، مشيراً تحديداً إلى قوات «عتصيوني» (6) و«هناحال الشمالي» (228) التي أُرسلت لتعزيز الجهوزية القتالية في الجبهة الشمالية مع لبنان. وتُضاف هذه القوات إلى لواءين وعدة كتائب أخرى في الاحتياط تم نشرها على طول الحدود الشمالية. كما تم استدعاء ثلاث كتائب احتياط للقيام بمهام «عملياتية وتعزيز الدفاع» في منطقة الضفة الغربية، بعد تقييم للوضع الأمني أجرته قيادة منطقة المركز في الجيش.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، قد أعلن، ظهر السبت، أن جيشه قضى على أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله في غارة الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال أدرعي إن الجيش قضى أيضاً على علي كركي قائد جبهة الجنوب في «حزب الله» وعدد آخر من القادة، موضحاً: «أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات (...) على المقر المركزي لـ(حزب الله) الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية.
لقد نفذت الغارة في الوقت الذي وجودت فيه قيادة (حزب الله) داخل المقر، وقاموا بتنسيق أنشطة إرهابية ضد مواطني إسرائيل».
وأضاف أدرعي: «خلال 32 سنة من قيادته لتنظيم (حزب الله) كان حسن نصر الله مسؤولاً عن قتل عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع، بالإضافة إلى تخطيط وتنفيذ الآلاف من الأعمال الإرهابية ضد دولة إسرائيل وفي أنحاء العالم».
وتابع المتحدث: «لقد كان نصر الله صاحب القرار الرئيسي في التنظيم وصاحب الكلمة الوحيدة والنهائية عن كل قرار استراتيجي اتخذه (حزب الله)، وفي بعض الأحيان عن قرارات تكتيكية أيضاً. سيواصل جيش الدفاع استهداف كل من يروج ويتورط في أعمال إرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل».
قنابل ذكية تخترق الأرض والمباني تحت الأرض
وتبين أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم في هجومه قنابل ذكية تخترق الأرض والمباني تحت الأرض، وألحقها بصواريخ فتاكة، ونفذ ثماني ضربات متلاحقة لتفجر ما مجموعه 80 طناً من المواد المتفجرة. وبحسب وسائل الإعلام العبرية، تم الحصول على معلومات استخبارية دقيقة في صبيحة الاثنين الماضي، عن اجتماع للقيادة بحضور نصر الله. فقرر الجيش إطلاق عملية الاغتيال، التي أعدت مسبقاً منذ سنوات.
ولأن عملية اغتيال كبيرة كهذه يمكنها أن تدهور الأوضاع إلى حرب، قرر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، دعوة المجلس الأمني - السياسي المصغر في الحكومة (كابينت)، وأطلع الوزراء على الخطة وتبعاتها، في يوم الأربعاء الماضي. وجرى نقاش حول ما إذا كان ملائماً بالفعل سفر نتنياهو إلى الولايات المتحدة لإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة. فأكدت المخابرات أن سفر نتنياهو سيكون غطاء جيداً للعملية. ففي «حزب الله» يتوقعون أن إسرائيل لن تقدم على مثل هذا الاغتيال وهو في الخارج. لذلك سافر نتنياهو، بعد ساعات قليلة.
المنطقة تدخل عصرا جديدا
وبإعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، تكون المنطقة وليس لبنان وحسب قد دخلت مرحلة جديدة حبلى بالتطورات والأسئلة المفتوحة على كل السيناريوهات والاحتمالات.
فاغتيال نصرالله حدث مفصلي بين مرحلتين باعتبار أنه يطوي حقبة كاملة من الصراع بين "حزب الله" وإسرائيل كان الأمين العام لـ"حزب الله" رمزها المحوري والأقوى ليس على مستوى لبنان وحسب بل أيضا على مستوى كل الهيكلية الإقليمية لإيران، بحيث تحوّل الرجل خلال العقدين الماضيين وبالتحديد منذ حرب صيف عام 2006 وبالأخص بعد اغتيال امريكا للجنرال الإيراني قاسم سليماني الشخصية الأكثر ثقلا في "محور المقاومة"، إلى درجة أنه أصبح الشخصية الثانية، من حيث الحضور وقوة التأثير، في المنظومة الإيرانية بعد المرشد علي خامنئي.
هاشم صفي الدين أبرز مرشح لخلافة نصر الله
رغم السرية والغموض اللتين تكتنفان عملية اختيار القيادات في التنظيمات الشبيهة بـ«حزب الله»، يتصدر الأسماء المرشحة لقيادة التنظيم الحليف لإيران في حال تأكد الاغتيال، هاشم صفي الدين، ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، القائد السابق لـ«فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني.
يشبه صفي الدين ابن خالته في الشكل والجوهر وحتى في لثغة الراء. أُعد لخلافته منذ 1994، وجاء من قم إلى بيروت، ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب. أشرف على عمله القائد الأمني السابق للحزب عماد مغنية.
كان صفي الدين «ظل» نصر الله بامتياز، والرجل الثاني داخل الحزب. وعلى مدى ثلاثة عقود، امسك الرجل بكل الملفات اليومية الحساسة، من إدارة مؤسسات الحزب الى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية بيد نصر الله.
ويعد صفي الدين، المدرج على قائمة الإرهاب الامريكية منذ عام 2017، من كبار مسؤولى الحزب الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الجناح العسكري، إلى جانب علاقاته الوثيقة جداً مع الجناح التنفيذي.
تربطه كذلك بطهران علاقات ممتازة، فهو قضى سنوات في حوزة قم يتعلم فيها، إلى أن استدعاه نصر الله إلى بيروت لتحمل مسؤوليات في الحزب. كما تزوج ابنه رضا في 2020 بزينب سليماني، ابنة العقل المدبر للمشروع الإقليمي لإيران قاسم سليماني الذي اغتالته غارة امريكية في بغداد في العام نفسه.
اسم صفي الدين طرحته صحيفة إيرانية لخلافة نصر الله قبل 16 عاماً. لكن المطلعين على كواليس الحزب يقولون إن القرار اتخذ قبل ذلك بكثير. فوفقاً لما أكده قيادي سابق بارز في «حزب الله» لـ«الشرق الأوسط» آنذاك، فإن اختيار صفي الدين تم بعد نحو سنتين من تولي نصر الله منصب الأمين العام في 1992، خلفاً لعباس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل.
يحدد القيادي السابق توقيت الاختيار بلحظة «استدعاء» صفي الدين من مدينة قم في إيران إلى بيروت على وجه السرعة عام 1994 لتسلم مركزه الذي مكنه السيطرة على كل المفاصل المالية والإدارية والتنظيمية في الحزب.
وما يزيد من حظوظ اختيار صفي الدين لخلافة نصر الله، هو المسار المتشابه إلى حد الغرابة بين الرجلين داخل الحزب. غير أن نصر الله الذي لا يكبر ابن خالته بأكثر من عامين، يبدو أكبر منه بكثير من حيث الشكل، ناهيك من الحضور السياسي والشعبي.
ولا يوجد الكثير من المعلومات عن صفي الدين، فهذا الرجل ظل لفترة طويلة شبه مجهول في الأوساط السياسية اللبنانية، إلى أن دفعته الإجراءات الأمنية المشددة المحيطة بحسن نصر الله، إلى الظهور محله في مناسبات الحزب، خصوصاً جنازات عناصره وقياداته الذين قتلوا في لبنان أو خلال قتال الحزب في سوريا ضد المعارضة إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد، أو في مناطق انتشاره الأخرى لمساندة البرنامج الإقليمي الإيراني.
لكن المعلومات القليلة التي تتوفر عنه تقول إن صفي الدين من مواليد عام 1964، من بلدة دير قانون النهر في منطقة صور جنوب لبنان، ومن عائلة «لها حضور قوي» بالمعيار الاجتماعي، وهي عائلة قدمت أحد أشهر نواب المنطقة في الستينات والسبعينات وهو محمد صفي الدين، بالإضافة إلى العديد من رجال الدين البارزين.
|