هجوم إيران الصاروخي ضد إسرائيل.. كل ما تريد معرفته
تقارير من اعداد فريق الرصد في قناة المرصد
عشرات الصواريخ أطلقتها إيران، مساء الثلاثاء، على إسرائيل، في هجوم هو الثاني لطهران هذا العام.
ورغم إعلان إيران عن موجة ثانية حال إقدام إسرائيل على الرد على الهجوم، أعلن الجيش الإسرائيلي انتهاء الهجوم على البلاد.
وقال الجيش في بيان الثلاثاء إن "الهجوم الصاروخي الإيراني انتهى وإن بمقدور الناس مغادرة الملاجئ".
وفيما لم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بالهجوم، أشار المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، إلى اعتراض إسرائيل "عددا لا بأس به من القذائف الصاروخية".
ما حجم الهجوم الإيراني؟
الجيش الإسرائيلي أعلن أن إيران أطلقت نحو 180 صاروخا باليستيا باتجاه مدن إسرائيلية.
عددٌ يشير إلى أن هجوم الثلاثاء كان أكبر قليلا من رد أبريل/نيسان، الذي شهد إطلاق إيران حوالى 350 مسيرّة متفجرة وصواريخ تم اعتراض غالبيتها من جانب إسرائيل بمساعدة دول أجنبية بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وأظهرت اللقطات التي تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعض الصواريخ وهي تحلق فوق منطقة تل أبيب قبل الساعة 19:45 بالتوقيت المحلي بقليل (17:45 بتوقيت غرينتش).
وقال متحدث عسكري إن إسرائيل سجلت "عددا قليلا من الضربات في وسط البلاد ومناطق أخرى في جنوب البلاد". وفي الوقت نفسه، أعلنت إيران أن 80% من الصواريخ أصابت أهدافها، على حد قولها. لكن الجيش الإسرائيلي أكد أن "عددا كبيرا" من الصواريخ التي أطلقتها إيران تم اعتراضها.
لماذا هاجمت إيران إسرائيل؟
طهران قالت إن الهجوم جاء ردا على مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والقائد في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفورشان، الأسبوع الماضي، وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في يوليو/تموز، مهددة بشن "هجمات مدمرة" في حال ردت اسرائيل.
ويعد هذا الهجوم أحدث تصعيد في حرب الظل الطويلة الأمد بين إسرائيل وإيران.
ففيما لا تعترف طهران بحق إسرائيل في الوجود وتسعى إلى القضاء عليها، تعتقد الأخيرة أن إيران تشكل تهديدا وجوديا.
كيف عقبت أمريكا ؟
أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن، بمساعدة حليفته في الدفاع عن نفسها.
وقال بيان صادر عن البيت الأبيض، إن بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، تابعا الهجوم الإيراني على إسرائيل من غرفة العمليات في البيت الأبيض.
وأضاف البيت الأبيض "أمر الرئيس بايدن بمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الإيرانية وبإسقاط الصواريخ التي تستهدفها".
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جاك سوليفان، إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل كان "غير فعال" وتم "صده".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي "بناء على ما نعرفه في هذه المرحلة، يبدو أن هذا الهجوم صُدّ ولم يكن فعالا"، معتبرا الهجوم "تصعيدا كبيرا من جانب إيران".
البنتاغون: عمل عدواني شائن
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إنه تحدث إلى نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، الثلاثاء، بعد "العمل العدواني الشائن" الذي قامت به إيران ضد إسرائيل.
وقال أوستن في منشور على منصة "إكس": "تحدثت اليوم مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في أعقاب العمل العدواني الشائن الذي قامت به إيران ضد إسرائيل. وأعرب الوزير وأنا عن تقديرنا المتبادل للدفاع المنسق لإسرائيل ضد ما يقرب من 200 صاروخ باليستي أطلقتها إيران".
وأشار إلى "تعهد" وزيري الدفاع بـ"البقاء على اتصال وثيق"، مضيفا: "كما أعربت عن أعمق تعازيّ للأسر المتضررة من إطلاق النار الإرهابي المروع والقاتل في إسرائيل".
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية أطلقتا نحو 12 من الصواريخ الاعتراضية لاستهداف صواريخ إيرانية كانت موجهة صوب إسرائيل. كما أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض "عدد كبير" من الصواريخ.
الحرس الإيراني يحذر
من جهته، حذر الحرس الثوري الإيراني من أن أي رد إسرائيلي على هذه العملية سيواجه بهجمات أكثر تدميرا وأقوى.وهدد الحرس الثوري الإيراني بشن "هجمات ساحقة" إذا ردت إسرائيل على عملية إطلاق الصواريخ.
واعتبر أن الهجوم الصاروخي يأتي ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأسبوع الماضي وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية في يوليو/ تموز الماضي.
بزشكيان: لا تدخلوا في صراع مع إيران
واكد الرئيس الايراني، ان الرد الحاسم على عدوان الكيان الصهيوني يأتي دفاعًا عن مصالح ومواطني إيران. وليعلم نتنياهو أن إيران ليست دولة محاربة، لكنها تقف بحزم في وجه أي تهديد. مشددا على ان هذا ليس سوى جزءا من قوتنا. ومحذرا لا تدخلوا في صراع مع إيران.
وقال الرئيس الايرانية في تدوينة له على منصة اكس: استنادا إلى الحقوق المشروعة وبهدف السلام والأمن لإيران والمنطقة، تم الرد بشكل حاسم على عدوان الكيان الصهيوني.
وأضاف: يأتي هذا الإجراء دفاعًا عن مصالح ومواطني إيران. وليعلم نتنياهو أن إيران ليست دولة محاربة، لكنها تقف بحزم في وجه أي تهديد. هذا ليس سوى جزء من قوتنا. لا تدخلوا في صراع مع إيران.
وزير الدفاع الايراني: إجراءاتنا ستكون شديدة جداً
وأكد وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانية العميد عزيز نصير زاده ان عملية الليلة الماضية كانت جزء فقط من القدرات الصاروخية للجمهورية الاسلامية الايرانية.وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه العميد نصير زاده إن هذه العملية كانت ذكية ومخطط لها بدقة ونفذت بنجاح تام واستخدمت فيها منتاجتنا الصاروخية.. ان هذه العملية صممت بما يتناسب مع المنظومات الدفاعية للكيان الصهيوني وكانت عملية ناجحة للغاية.
وأكد أن الأهداف المحددة في هذه العملية، كانت عسكرية وعملانية بالكامل لا سيما الأهداف الاستخباراتية التي استخدمت لاغتيال الشهيد إسماعيل هنية.
وأضاف أنه: إن تجرأ الكيان الصهيوني وقام بالرد، فإن إجراءاتنا ستكون شديدة جدا وسنستخدم تشكيلة أكثر تطورا من أنواع صواريخنا.
وأكد أن عملية الليلة الماضية هي جزء فحسب من القدرات الصاروخية الإيرانية وأن قسما كبيرا من القدرات الصاروخية لم يستخدم بعد نظرا إلى التكنولوجيا المتطورة للغاية وقدرتها على التدمير الأكثر شدة.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
الجيش الإسرائيلي حذر على لسان المتحدثين باسمه، من عواقب وخيمة في أعقاب الهجوم. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، إن الهجوم كان "خطيرا" وأن البلاد ظلت في حالة تأهب قصوى.
وأضاف "سيكون لهذا الهجوم عواقب. لدينا خطط وسنعمل في المكان والوقت الذي نحدده". وفي وقت سابق، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، من أن إيران ستواجه "عواقب وخيمة" إذا نفذت هجوما على إسرائيل، وذلك عقب محادثة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.
وفي بيانه، قال الحرس الثوري الإيراني إن رد طهران سيكون "أكثر سحقا وتدميرا" إذا ردت إسرائيل.
نتنياهو يتوعد: إيران ستدفع الثمن
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران في أول ظهور له عقب الهجوم الصاروخي الإيراني غير المسبوق على إسرائيل.وقال نتنياهو إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل فشل، مشيرا إلى أن دفاعات بلاده كانت السبب وراء هذا الفشل وكذا وعي الإسرائيليين في إشارة إلى التزامهم بتعليمات الجبهة الداخلية.
وقال نتنياهو خلال اجتماع سياسي أمني "ارتكبت إيران خطأً كبيراً الليلة.. وستدفع ثمنه.. النظام في إيران لا يدرك مدى تصميمنا على الدفاع عن أنفسنا وتصميمنا على الرد على أعدائنا".
5 سيناريوهات تحدد الرد الإسرائيلي
الى ذلك يتفق المسؤولون الإسرائيليون على أن الرد على الهجوم الإيراني يجب أن يكون "قويا جدا" ولكنهم يختلفون في شكل الرد.
وتتفاوت المواقف ما بين ضرب منشآت النفط والغاز والمنشآت النووية، وتدمر المصافي والسدود إلى رد منسق إقليميا.ولكن حقيقة أن الهجوم الإيراني لم يتسبب بقتل أو حتى إصابة إسرائيليين فضلا عن أنه لم يصب منشآت استراتيجية إسرائيلية قد يحد من شكل الرد الإسرائيلي.
كما أن الهجوم الإيراني كان متوقعا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران فضلا عن إبلاغ إيران الولايات المتحدة الأمريكية مسبقا عن الهجوم قد يحد من الرد.
فيما يظل إشكاليا في إسرائيل أن الهجوم الإيراني استهدف كل أنحاء البلاد ما دفع جميع الإسرائيليين تقريبا إلى الملاجئ قد يجعل الرد قويا، في محاولة لاستعادة الردع الذي أعيد تشكيله على خلفية الضربات المتلاحقة لحزب الله اللبناني أبرز حلفاء إيران في المنطقة.
ومع ذلك فإن ثمة من يرى بأن إضعاف حزب الله وحماس قد يشجع إسرائيل على ضرب المفاعلات النووية الإيرانية شريطة الحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية التي شاركت في صد الهجوم ولكنها تنتظر انتخابات رئاسية الشهر المقبل.
ويمكن استخلاص الرد المحتمل من بيان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي الذي قال في بيان في نهاية تقييم الوضع: "أثبتنا قدرتنا على منع العدو من تحقيق أي إنجاز، من خلال الدمج بين سلوك المواطنين المثالي ومنظومة دفاع جوي قوية جدًا. سنختار متى سنجني الثمن، وسنثبت قدراتنا الهجومية الدقيقة والمفاجئة، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية".
السيناريوهات المحتملة
مجمل هذه الردود تدعو لرسم السيناريوهات التالية وفق رصد شبكة "العين الإخبارية":
السيناريو الأول:
أن تكتفي إسرائيل بهجوم محدود على إيران. فكما فعلت ردا على الهجوم الإيراني الأول في إبريل/نيسان إذ ردت بضربات محدودة في إيران فإن إسرائيل قد تكرر الموقف ذاته من أجل تفادي مزيد من التصعيد بين البلدين.
السيناريو الثاني:
أن تهاجم إسرائيل مواقع نووية في إيران، حيث تستغل تل أبيب الهجوم من أجل تبرير مهاجمة مواقع نووية في إيران مستغلة ضعف حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة وحزب الله في لبنان.
وثمة من ينظر في إسرائيل بأن الفرصة مواتية لمثل هذا الهجوم ولكن الولايات المتحدة الأمريكية التي تقترب من الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل قد تعارض هكذا هجوم.
السيناريو الثالث:
التنسيق لرد دولي على إيران، وقد تستغل إسرائيل الموقف لبناء تحالف دولي يفرض على إيران التراجع عن برنامجها النووي وإلا فإنها ستواجه عواقب عسكرية.
السيناريو الرابع:
الهجوم على إيران وحلفائها، أو ما يمكن اعتباره توسيع المسار الذي تسير فيه إسرائيل بالفعل حاليا.
إذ قد ترد إسرائيل على الهجوم بهجوم على إيران نفسها وعلى حلفائها في المنطقة بما في ذلك في لبنان وسوريا واليمن والعراق.
السيناريو الخامس:
تأجيل الرد إلى ما بعد الأعياد اليهودية. فقد تعمد إسرائيل إلى تأجيل ردها على إيران إلى ما بعد الأعياد اليهودية هذا الشهر مع تركيز هجماتها على حزب الله في لبنان.
|