الاتحاد الوطني الكردستاني.. سياسة متزنة في كافة ميادين النضال
قيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني
قبل خمسون عاما وبسبب نكسة ثورة أيلول خيم زمنٌ حالكٌ مليءٌ باليأس والرعب على كافة مدن وأقضية وقرى و جبال و هضاب وسهول كردستان..ولم يصل نواح وصرخات كردستان الجريحة إلى أي ركن أو بقعة من هذا العالم الفسيح وأختنق ملف و وضع وتظلم شعب كردستان تحت غبار الأرشيف الدولي ، في خضم هذا الوضع ومن أنأى المسافات في مملكة الشام(سوريا) همس في أذن شعب كردستان والعالم أجمع صوتٌ شامخ مليء بالأمل والإرادة مبشرا برسالة ولادة قوة جديدة ونهجا جديدأ وكانت القوة والنهج هو الإتحاد الوطني وولادته ، وبعد مرور عام واحد فقط أشعلت هذه القٌوة مشعل ثورة معاصرة برئاسة الرفيق المناضل جلال طالباني على أعلى قمم جبال كردستان ، وقد قدمت هذه الثورة وهذا النهج الحديث كافة سمات إنفرادها وتميزها بشكل منتصر وإيجابي أمام أعين الرأي العام الكردي و العالمي .
و يعود سبب هذا التميز الإيجابي الى إنتهاج سياسة متزنة في كافة ميادين النضال (العسكري والسياسي و الديبلوماسي والإعلامي والتنظيمي و ......إلخ) وكذلك إنتهاج سياسة الثقة بالنفس وبجماهير كردستان، هذا التوازن وهذه الخصوصية كانا عاملان أساسيان في نهوض الإتحاد الوطني بسرعة و إعداد خطة جديدة و ملائمة لظروف المرحلة التي عايشها على الرغم من التحديات المتنوعة والمعوقات الداخلية والخارجية وكبح جماح أحصنتها في ساحة النضال وكذلك كانتا سببا في عدم تخلي الإتحاد الوطني الكردستاني عن أرض و شعب كردستان تحت طائلة أي ظرف بل كان مساندا لشعب وأرض كردستان في كافة العصور والمراحل وأختار لكل مرحلة اسلوبا معاصرا للنضال وآمن دائما بوحدة شعب كردستان و كافة قواه وأحزابه السياسية.
وتعد برقيات الرئيس جلال طالباني في بداية تأسيس الإتحاد الوطني الكردستاني وبرقياته في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم وجهوده لتشكيل الجبهة الكردستانية وصولا الى مرحلة المعارضة العراقية وسقوط النظام العراقي ومسألة الدستور وتشكيل العراق الجديد جميعها تعتبر أدلة على هذه الحقيقة وكان الإتحاد الوطني الكردستاني هو المبادر دوما .
واليوم و بنفس الإرادة والقوة السابقة يسعى الإتحاد الوطني الكردستاني الى مواصلة نضاله الملىء بالأمجاد متأملا أن يخطو نحو مستقبل أكثر إشراقا مدعوما بإستقرار كردستان والمناطق المتنازع عليها والسعي لتحسين العلاقات بين بغداد والإقليم ومعالجة المسائل المعلقة بين الطرفين وتشكيل حكومة خدمية عادلة وتحقيق مشروع السلام في كافة أجزاء كردستان الكبرى ، وقد تجلت بصمات الإتحاد الوطني في تلك الميادين كافة وخصوصا دور السيد الرئيس بافل جلال طالباني .
واليوم فإن جميع الرفاق أعضاء الإتحاد الوطني الكردستاني فخورون بمباركة اليوبيل الذهبي لتأسيس الإتحاد الوطني الكردستاني تحت راية رئيس واحد وإرادة واحدة وسياسة موحدة ورسالة واحدة حيث يستطيع الإتحاد الوطني الكردستاني أن يخطو نحو مستقبل واعد مستمرا في قافلة نضاله وهذا الهدف المقدس في الإستمرار في النضال هي أمانة (مام جلال) في أعناق كافة أعضاء الإتحاد الوطني الكردستاني.
*نشر المقال ضمن سلسلة حلقات في صحيفة كردستاني نوى (اسبع الاحتفاء باليوبيل الذهبي للاتحاد الوطني الكردستاني)/ *الترجمة والتحرير: نرمين عثمان محمد
|