عملية السلام تدخل مرحلة القاء السلاح
تقارير من اعداد فريق الرصد في قناة المرصد
تقرير: المرصد/فريق الرصد والمتابعة-12-07-2025
وسط ترقب وترحيب عالمي وفي خطوة رمزية تعكس تحولا تاريخيا بين حزب العمال الكردستاني PKK، والدولة التركية، ألقى عدد من مقاتلي الحزب السلاح في السليمانية بشمال كردستان العراق، في خطوة رمزية، وصفها سياسيون أتراك وكرد بـ"تاريخية"، معتبرين إياها بداية فصل جديد من السلام والاستقرار في المنطقة، مع دعوات لاستغلال الفرصة لتعزيز الحقوق القومية والهوية الكردية داخل تركيا، بعد صراع دام قرابة 47 عاما.
وفي ظلال كهف جاسنة، في جبال السليمانية الوعرة، وقف مقاتلون ومقاتلات في صف طويل ليلقوا بأسلحتهم، تباعا، في حاوية معدنية.
في مراسم رمزية، جرت الجمعة في إقليم كردستان العراق، أحرق 30 مقاتلا ومقاتلة من حزب العمال الكردستاني التركي (PKK) بنادقهم وأحزمتهم العسكرية كموشر إلى انطلاق خطوات عملية السلام بين الحزب وأنقرة.
في البداية، تقدمت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني “بسي هوزات” يتبعها ثلاثة قياديين آخرين؛ رموا بنادقهم في النار، ثم تقدم المقاتلون الآخرون في المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم “مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي”.
بكى بعض المقاتلين من دون أسلحة، وبدت واضحة ملامح الحزن على وجوه الآخرين أثناء المراسم.
“عاش آبو” هتفوا تمجيدا لزعيم الحزب، عبدالله اوجلان المعتقل في تركيا منذ عام 1999.
وبعد حرق الأسلحة عادوا المقاتلون إلى الجبال؛ أي لم يسلموا أنفسهم إلى السلطات التركية.
وستستمر عملية التخلي عن السلاح حتى نهاية العام 2025.
يلي ذلك تسليم المقاتلين أنفسهم، وتدشين مرحلة جديدة للسلام تتضمن تشكيل حزب سياسي جديد يمثل الكرد في تركيا.
لحظة تاريخية في مسيرة تركيا
وأشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة، ببدء “حزب العمال الكردستاني” تدمير أسلحته، مؤكدا أنها خطوة أساسية على طريق “تركيا خالية من الإرهاب”.وقال أردوغان عبر منصة “إكس”: “آمل أن تكون هذه الخطوة المهمة التي اتُخذت اليوم في طريقنا نحو تركيا خالية من الإرهاب خيرا”.
وأضاف الرئيس التركي: “اللهم وفقنا في تحقيق أهدافنا من أجل أمن أمتنا.. وإرساء سلام دائم في منطقتنا”.
وكان المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” التركي الحاكم عمر جليك، قد قال في بيان صدر عقب البدء بالمرحلة الأولى من عملية تسليم سلاح “حزب العمال الكردستاني”: “اليوم، اتخذت الخطوة الأولى لنزع سلاح مقاتلي حزب العمال الكردستاني وتدمير أسلحتهم في إطار برنامج “تركيا بلا إرهاب”.
وبحسب جليك، “تعد هذه لحظة تاريخية في مسيرة تركيا نحو التخلص من التهديد الإرهابي”، مشيرا إلى “اتخاذ جميع التدابير اللازمة على مستوى الدولة لتطبيق برنامج “تركيا بلا إرهاب” في جميع المناطق”.
وشدد جليك على ضرورة “استكمال عملية نزع أسلحة حزب العمال الكردستاني، وتدميرها، بالإضافة إلى تحديد هوية جميع فروعه وحلها في أسرع وقت ممكن”.
دمرنا الأسلحة، والآن جاء دور الطرف الأخر
وقالت بسي هوزات الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني، التي قادت مراسم إلقاء سلاح مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي:" لم تعد الأسلحة عائقا" وأشارت إلى الانتقال إلى السياسة الديمقراطية، ووجهت رسالة لمواصلة العملية" الآن جاء دور الطرف الأخر". وتحدثت بسي هوزات الرئيسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني، التي قادت مراسم إلقاء سلاح مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي المكونة من 30 عضوا، إلى موقع"Numedya24 " عن المراسم، وقالت:" اتخذنا هذه الخطوة بقرار واضح، أنَّه عمل سياسي ونريد أن نرى ردَّا".
وتحدث بسي هوزات باسم المجموعة مشيرة إلى أنَّ العملية بدأت بدعوة من القائد آبو ولم يكن هناك أي تردد.
وقالت بسي هوزات "جاء حضورنا إلى هنا بقرار واضح وشفاف، نعرف سبب وجودنا هنا، هذه الخطوة سياسية بامتياز" وأوضحت بأنَّهم يتحركون بناء على الدعوة التاريخية التي أطلقها القائد آبو في 27 شباط، وأضافت "لم يكن هناك أي تردد من جانب القيادة".
وأفادت هوزات بإنَّ قرار إلقاء السلاح هو دليل على مبادرة حسن النية، وقالت بأنَّ هذه الخطوة لا ينبغي أن تمر دون رد.قالت بسي هوزات "لا نريد أن نكتفي بمجرد نزولنا من الجبل، نريد أن نكون رواد السياسة الديمقراطية في آمد وأنقرة وإسطنبول" وأشارت إلى أنَّ النهج الحالي للدولة يجعل هذا التحول صعبا.
وتحدثت هوزات عن الأسلحة التي تم تدميرها في المراسم، وقالت "بالنسبة لحركة تدعو إلى السياسة الديمقراطية، لم يعد السلاح عائقا، نريد إزالة هذه العقبات بجدية ومسؤولية" وأكدت بأنَّ عملية السلام لن تكون أحادية الجانب.
وأضافت هوزات بأنهم بذلوا كل ما في وسعهم وقدموا تضحيات كبيرة لأجل تقدم مسار العملية، وأضافت " الآن جاء دور الطرف الآخر، ننتظر الخطوات اللازمة" وأكدت هوزات أيضا بأنَّ نهج الدولة سيكون حاسما لأجل استمرار العملية.
ترحيب عراقي-كردستاني بالخطوة التاريخية
رئاسة جمهورية العراق:
اصدرت رئاسة جمهورية العراق بيانا هذا نصه :
ترحب رئاسة الجمهورية بإعلان حزب العمال الكردستاني عملية التخلي عن سلاحه، في خطوة تاريخية مهمة تمهد الطريق نحو إنهاء الصراع المسلح والخروقات الأمنية التي امتدت لعقود من الزمن، راح ضحيتها العديد من المواطنين وتفتح الباب أمام آفاق مستقبلية تسهم في تعزيز فرص السلام في المنطقة.
وتدعو رئاسة الجمهورية ضرورة الالتزام الكامل بالحفاظ على الأمن والاستقرار ودعم الحقوق المشروعة للأطراف كافة.
ونؤكد أن هذه الخطوة تمُثل عنصرا مهما لترسيخ الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، وتفسح المجال أمام تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا على أساس احترام السيادة المتبادل وضمان امن وسلامة الشعبين الصديقين.
وتعلن رئاسة الجمهورية دعمها الكامل لإنجاح هذه الخطوة حتى النهاية، والمساهمة بكل ما من شأنه تحقيق الأهداف المأمولة منها في طي صفحة الماضي المؤلمة، وفتح صفحة جديدة عنوانها التعاون والتنسيق المشترك خدمة للجميع.
رئاسة الجمهورية
12 تموز 2025
رئيس مجلس الوزراء العراقي:
أجرى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، السبت، مباحثات هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جرى خلالها بحث العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقدّم السوداني التهنئة لأردوغان بمناسبة عقد اتفاق السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، مؤكدا أن الاتفاق سينعكس بشكل إيجابي على المنطقة، وسيدفع باتجاه استقرارها ودفع عجلة التنمية فيها، بما يحقق الخير لشعوبها.
وتناولت المباحثات تطورات الأحداث في المنطقة، وأهمية العمل على إنهاء العدوان المستمرّ على غزة ولبنان، وضرورة إيصال المساعدات العاجلة للمدنيين، بجانب التأكيد على عدم تكرار التصعيد، وحلّ القضايا في إطار الحوار والقوانين والمعاهدات الدولية.
وزارة الخارجية العراقية :
أعلنت وزارة الخارجية، الجمعة، ترحيبها بالإعلان الصادر عن حزب العمالِ الكوردستاني بشأن بدء عملية التخلي عن السلاح.وقال بيان حكومي: أن "وزارة الخارجية أعربت عن ترحيبِ جمهورية العراق بالإعلانِ الصادرِ عن حزبِ العمالِ الكوردستاني بشأنِ بدءِ عمليةِ التخلي عن السلاح، والتي شهدت أولى خطواتِها قربَ محافظةِ السليمانية في إقليمِ كوردستان، وذلك في إطارِ الالتزامِ الذي أعلنهُ الحزبُ سابقا بالتخلي عن العملِ المسلحِ بعد أكثرَ من أربعةِ عقودٍ من النزاع".
وأضاف البيان، أن "الخارجية تعدّ هذه الخطوةَ تطورا مهما يُجسّدُ بداية فعلية لمسارِ نزعِ السلاح، ويُمثّلُ فرصة حقيقية لدعمِ الاستقرارِ وتعزيزِ جهودِ المصالحةِ الدائمةِ في المنطقة، بما يُسهمُ في إنهاءِ حلقاتِ العنف، وفتحِ آفاقٍ جديدةٍ للتفاهمِ والتعايشِ السلمي".
وأعربت وزارةُ الخارجية - بحسب البيان- عن "دعمِ العراقِ الكاملِ لهذا المسار"، مؤكدة أنَّ "هذه الخطوةَ تُمهّدُ لمرحلةٍ جديدةٍ من التعاونِ البنّاءِ مع الجارةِ، الجمهوريةِ التركية، على أساسِ العملِ المشتركِ في معالجةِ التحدياتِ الأمنية، بما يُعززُ سيادةَ العراقِ وتركيا ويَحفَظُ أمنَهما واستقرارَهما".
واختتم البيان، إن "الوزارةُ تأمل أن تُسهمَ هذه المبادرةُ في طيِّ صفحةٍ من التوتراتِ السياسيةِ والأمنيةِ والاجتماعية، وأن تكونَ منطلقا لحوارٍ إقليميّ مسؤولٍ يُعالجُ جذورَ الأزمات، ويُعززُ الأمنَ والتنميةَ لصالحِ شعوبِ المنطقةِ كافة".
الاتحاد الوطني الكردستاني :
وجه السيد بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكورستاني الجمعة 11/7/2025 رسالة بعد خطوة حزب العمال الكوردستاني للتخلي عن السلاح، فيما يأتي نص الرسالة:
إلقاء السلاح من قبل أعضاء حزب العمال الكوردستاني في السليمانية خطوة تاريخية نحو بدء مرحلة جديدة من الحوار والسلام في شمال كوردستان وتركيا.
يؤمن الاتحاد الوطني الكوردستاني بشكل تام أن سفك الدماء سيعمق الخلافات وأن الوقت قد حان لجعل الأسلحة صامتة واللجوء إلى طاولة الحوار لتحقيق المكاسب المشروعة لجميع الأطراف.
بينما نواصل جهودنا لإنجاح عملية السلام، نفتخر بأن أسس السلام التي وضعها الرئيس مام جلال تُنفذ اليوم.
نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة لتطبيع العلاقات بين جميع الأطراف وأن يكون لها تأثير مباشر على استقرار إقليم كوردستان.
بافل جلال طالباني
رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني
11 تموز 2025
**من جهته وجه قوباد طالباني نائب رئيس مجلس وزراء اقليم كوردستان الجمعة 11/7/2025، رسالة بعد خطوة حزب العمال الكوردستاني بالقاء السلاح، فيما يأتي نص الرسالة:
تم اليوم تسجيل التاريخ في السليمانية، اعضاء حزب العمال الكوردستاني ومن موقع القوة وكجزء من مبادرة كبيرة وشاملة للسلام القوا سلاحهم.
السليمانية وكمدينة عرفت ببناء جسور الوئام وحل المشاكل عن طريق الحوار، اليوم جسدت دورها هذا مرة اخرى، وبكل امل نحو السلام والديمقراطية سنستمر بدعم هذه العملية.
رئيس اقليم كردستان:
نرحب بالخطوة التي اتخذها اليوم حزب العمال الكوردستاني (PKK) بشأن إلقاء السلاح، وذلك في مراسم أقيمت في إقليم كوردستان حضرتها قيادة (دام بارتي) وممثلو إقليم كوردستان وعدد من السياسيين والشخصيات ووسائل الإعلام التركية.
إنها خطوة أخرى مهمة ومفرحة باتجاه إنجاح عملية السلام. نحن واثقون أنها ستمضي بعملية السلام إلى مرحلة جديدة وستتبعها خطوات عملية تتقدم بالعملية في المسار الصحيح.
بهذه المناسبة، نؤكد التزامنا الكامل بدعم ومساندة إنجاح عملية السلام، ونحن مستعدون كما كنا دائما لتقديم كل المساعدة والتسهيلات اللازمة وتنفيذ أي مهمة تقع على عاتقنا في هذا السياق.
عملية السلام تجري في وقت تمر فيه المنطقة بمرحلة ووضع حساس تتطلب من جميع الأطراف إلى بذل كل الجهود من أجل إنجاح السلام. فالجميع منتصر في السلام، ونجاح السلام يخدم تركيا وعموم المنطقة والأطراف كافة.
الشكر والتقدير والثناء لفخامة الرئيس أردوغان ومبادرته ودعمه ومساعيه لإنجاح عملية السلام، ونقدر دور السيدين باخجلي وأوجلان، وجميع الذين يعملون على إنجاح السلام.
نيجيرفان بارزاني
رئيس إقليم كوردستان
11 تموز 2025
أردوغان يعلن التحرك لمناقشة الأسس القانونية لحل القضية الكردية
صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها خلال اجتماع حزبه التشاوري حول إلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح، عن إنشاء لجنة مشتركة في البرلمان مع حزبي الحركة القومية، والمساواة للشعوب والديمقراطية، لمناقشة الأسس القانونية لإتمام حل الأزمة الكردية.
وأدلى أردوغان، يوم السبت، بتصريحات خلال الاجتماع التشاوري والتقييمي الثاني والثلاثين لحزبه في كيزيلجاهامام. وفي خطابه، تطرق إلى تسليم حزب العمال الكردستاني السلاح يوم أمس، مشيرا إلى أنهم اتخذوا سلسلة من الخطوات بناء على دعوة تاريخية من شريكهم في التحالف، دولت بهتشلي، وأنهم يديرون عملية حساسة للغاية وحذرة.
وفي سياق حديثه، أضاف أردوغان ما يلي: “كما هو معلوم، عقد التنظيم الإرهابي، بدعوة من إمرالي، مؤتمره وأعلن عن حل نفسه. وبالأمس، نفذ التنظيم قراره، وبالأخص قام بإلقاء أسلحته في مراسم خاصة. اعتبارا من الأمس، نأمل أن تكون آفة الإرهاب التي دامت 47 عاما قد بدأت في الوصول إلى نهايتها. بدأت تركيا، اعتبارا من الأمس، في إغلاق صفحة طويلة، مؤلمة، شاقة، ومليئة بالدموع. اليوم، لا يجب أن ننسى، هو يوم جديد. اليوم، فُتحت صفحة جديدة في التاريخ”.
وأضاف: “لقد انتصرت تركيا. لقد انتصر شعبي. انتصر التركي، والكردي، والعربي؛ كل مواطن من مواطنينا البالغ عددهم 86 مليونا. أؤكد مرة أخرى؛ لن نكون طرفا في أي محاولة تستهدف وحدتنا، وسلامتنا، ووطننا، ودولتنا، وأمتنا، وسلامنا، وشرف وفخر دولتنا، ولن نسمح بمثل هذه المحاولات بأي شكل من الأشكال”.
وقال مخاطبا الكرد “الآن سنجلس ونتحدث. ليس بالأسلحة. سنتحدث وجها لوجه، وقلبا بقلب. أخي الكردي، هل لديك مشكلة؟ سنجلس ونتحدث. أخي العلوي، هل لديك مشكلة؟ سنحلها بالحوار. صدقوني، سيأتي الخير إلى مائدتنا”.
“ليست مشكلة مواطنينا الكرد فقط، بل مشكلة إخواننا الكرد في العراق وسوريا هي مشكلتنا أيضا. نناقش هذه العملية معهم، وهم أيضا سعداء جدا. نواصل العمل مع الحكومة السورية وشركائنا الدوليين. وأعتقد بصدق أن صفحة الإرهاب ستُغلق هناك أيضا، وستنتصر الأخوة”.
الحزب الكردي: سنحمي هذه العملية بكل فخر واعتزاز
أكد الرئيسان المشتركان لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب، بأنَّ مراسم تدمير أسلحة حزب العمال الكردستاني هي دعوة لحياة ديمقراطية وحرة، وأضافا: "الآن هو الوقت المناسب لنا لوضع القوانين معا واتخاذ خطوات نحو تركيا ديمقراطية عبر السياسة الديمقراطية" وذلك في بيان هذا نصه (ترجمة المرصد) :
يشهد اليومَ منعطفا تاريخيا ممتدا لقرنٍ من الزمان في الشرق الأوسط وتركيا. وتُعدّ دعوةُ السلامِ عبر الفيديو، التي أُطلقت بعد 26 عاما من مذبحة إمرالي، أقوى تعبيرٍ عن هذا النداءِ إلى الروحِ العريقةِ لهذه الأراضي.
يُبشّرُ حفلُ حرقِ سلاحِ حزبِ العمالِ الكردستاني، الذي أُقيمَ استجابة لدعوةِ إمرالي، ببدايةِ عهدٍ جديدٍ لحلِّ القضيةِ الكرديةِ وبناءِ تركيا الديمقراطية.
أكّدَ قرارُ حزبِ العمالِ الكردستاني التخليَ عن السلاحِ على أن القضيةَ الكرديةَ، بل جميعَ مشاكلِ تركيا، ستُحلُّ بالطرقِ الديمقراطية.
يُمثّلُ حفلُ وداعِ أعضاءِ حزبِ العمالِ الكردستاني دعوة لحياةٍ ديمقراطيةٍ وعادلةٍ ومتساويةٍ وحرة. لقد عزّزَ هذا الحفلُ أملَ شعبِنا بالمستقبل.
لقد ازداد أملنا في رؤية اليوم الذي ينتهي فيه قرن من المعاناة وتنتصر فيه الأخوة. السلام مكسب مشترك لنا جميعا.
لن نترك أي فرد أو شريحة من المجتمع خلفنا في هذه الرحلة المقدسة. من أراضي الأناضول الخصبة إلى سهول تراقيا الخصبة، ومن شواطئ البحر الأسود المتموجة إلى مدن بلاد الرافدين القديمة، سيكون كل مواطن شاهدا وشريكا في هذا التحول الديمقراطي.
سيكون الشعب هو المنتصر. المنتصرون هم المساواة والديمقراطية والسلام. سندافع عن هذه العملية بشرف وصبر وإصرار.
بهذه المشاعر، نحيي من كل قلوبنا مبادرة نزع السلاح والانتقال إلى السياسة الديمقراطية التي أطلقتها مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي بعزم تاريخي في 11 يوليو/تموز 2025. لأن هذه الخطوة تُبشر بعهد جديد، ليس فقط في النضال المشروع من أجل حرية الشعب الكردي، بل أيضا في سعي تركيا والشرق الأوسط بأكمله نحو السلام والمساواة والتحول الديمقراطي. الآن هو الوقت المناسب للتحرك معا من أجل تركيا ديمقراطية مستقبلية من خلال وضع ترتيبات سياسية وقانونية ديمقراطية. حان الوقت لتكثيف النضال من أجل سياسات ديمقراطية.
تولاي حاتم أوغلاري - تونجر باكيرهان
الرئيسان المشاركان لحزب الديمقراطية
١١ يوليو ٢٠٢٥
بهجلي: اوجلان أوفى بوعده
من جهته أدلى رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي بأول تصريح له بعد مراسم تدمير أسلحة حزب العمال الكردستاني، واصدر بيانا هذا نصه(ترجمة المرصد) :
تشهد بلادنا، من جهة، والمناطق المحيطة بها، من جهة أخرى، تقدما تدريجيا وتنتقل إلى حقبة جديدة مفعمة بالأمل.تركيا على وشك الخلاص من ويلات الإرهاب الانفصالي، الذي رسّخ ماضيه ما يقرب من نصف قرن من العنف والوحشية.
تماشيا مع "الدعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي" التي انبثقت من بيان إمرالي في ٢٧ فبراير، عقدت منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية الانفصالية مؤتمرها الثاني عشر في الفترة من ٥ إلى ٧ مايو ٢٠٢٥، معلنة حلَّ وجودها التنظيمي ونزع سلاحها.
في الواقع، وكما يتضح من رسالتها المصورة الأخيرة، أوفت القيادة التأسيسية لحزب العمال الكردستاني بوعدها، والتزمت بالتزاماتها، وتوقعت التهديدات العالمية والإقليمية في الوقت المناسب.
علاوة على ذلك، حافظ حزب الديمقراطية على خط سياسي حكيم ومسؤول، ملتزما بصدق بهدف تركيا خالية من الإرهاب، ووقف إلى جانب أخوة راسخة منذ ألف عام بتصريحات وتقييمات متوازنة ودقيقة.
لقد تبنى رئيسنا وحكومته، اللذان تبنّا منذ البداية التزام "تركيا خالية من الإرهاب"، الذي أصبح سياسة دولة، وأظهرا كل أنواع التفاني، هذه العملية حتى النهاية.
حافظ حزب الحركة القومية وتحالف الشعب بثبات على فطنتهما السياسية وصمودهما في النضال، دون الخضوع لأي استفزاز أو تلقين تخريبي.
لقد تقدم هدف تركيا خالية من الإرهاب بمبادرات حكيمة وصحيحة.
اعتبارا من اليوم، بدأت المنظمة الإرهابية الانفصالية بتسليم أسلحتها على دفعات، في الوقت الذي بدأت فيه التطورات التاريخية تُشير إلى نهاية حقبة مظلمة.
أما الأوساط السياسية والأيديولوجية، التي انخرطت في الاستغلال والتشهير والإنكار للحفاظ على مناخ الاستفزاز، فقد خاب أملها من الآمال المزدهرة ومناخ السلام والهدوء المتنامي.
في الواقع، هذه أيام بالغة الأهمية لتركيا ومنطقتنا.
التطورات الإيجابية والمؤثرة تُمثل نقطة تحول، وفي هذا السياق، يفرح الضمير الجماعي.
تركيا خالية من الإرهاب هي الطريق إلى مستقبل مليء بالرخاء والأمن والسلام.
تركيا خالية من الإرهاب هي القوة المطلقة والدائمة للوحدة الوطنية والتضامن.
مع إتمام تسليم الأسلحة في الموعد المحدد، ستُترك الذكريات الأليمة وراءنا، وستصبح الأمة التركية مهندسة ومحور القرن الجديد.
أتقدم بالشكر الجزيل للجميع، وخاصة رئيسنا، الذي ساهم وعمل ودعم لتحقيق هدف "تركيا خالية من الإرهاب". أدعو الله أن يكون هذا العصر الجديد مباركا على أمتنا النبيلة.
داوود أوغلو: "هذه ليست النهاية، إنها البداية"
قال رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو بشأن مراسم تدمير مجموعة تابعة لحزب العمال الكردستاني لسلاحها "ما نحتاج إليه هو قيادة هذه العصر" وكما رحب رئيس حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان بالمراسم بفرح وسعادة.
وأصدر كل من داود أوغلو وباباجان بيانا عبر حسابهما على منصة X " تويتر سابقا" بشأن مراسم تدمير مجموعة تابعة لحزب العمال الكردستاني لسلاحها.
وصف داود أوغلو مراسم إلقاء السلاح بأنَّها "ليست النهاية، بل البداية" وأكد بأنَّ هناك خطوات مهمة سوف تتخذ قريبا، وقال" لا يمكننا تحقيق التوازن بين الحرية والأمن والتعايش السلمي القائم على حقوق الإنسان دون إرساء قواعد قانونية، طريقنا صعب للغاية، ومحيطنا مليء بالمخاطر، ما نحتاجه هو أن نضع الحسابات السياسية الصغيرة جانبا، وأن نمهد الطريق لعصر جديد يشعر فيه 85 مليون بأنَّهم مواطنون متساوون وأحرار".
وأعرب علي باباجان عن ترحيبه بمراسم تدمير أسلحة حزب العمال الكردستاني بفرح وسعادة، وقال: "آمل أن تكون هذه الخطوة مباركة لبلدنا، وأن تكون وسيلة للسلام والأمن والاستقرار، سنواصل متابعة العملية بإيجابية واهتمام، وسنستمر في مواصلة توجيه كلمات النصح والمشورة والتوعية".
أوزيل: السلام الشامل يتحقق بالعدالة والديمقراطية
وصف رئيس حزب الشعب الجمهوري (CHP) أوزغور أوزيل مراسم حرق مقاتلو حزب العمال الكردستاني لأسلحتهم بأنها "تمنح الأمل" وقال: "من الممكن بناء السلام الشامل في تركيا من خلال تأسيس العدالة والديمقراطية".
ونشر اوزيل بيانا في الاعلام الرقمي قال فيه: "حزبنا إلى جانب السلام".
أوزيل الذي استقبل حرق الأسلحة بـ "سعادة"، أعرب عن امتنانه، في المقام الأول، للمرحوم سري سريا أوندر وجميع الاوساط السياسية والسلطات التي عملت ودعمت هذه العملية، وقال:
نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لعملية إسكات السلاح بشكل كامل، يجب إدارة هذه العملية بمشاركة جميع الأطراف، والمجتمع بأكمله، بخطوات سريعة وحاسمة، تحت مظلة البرلمان.
قال أوزيل: "لا يمكن تحقيق السلام الشامل في تركيا إلا بتطبيق العدالة والديمقراطية. إن الوضع الذي يتم فيه تعيين فيه الوكلاء مكان رؤساء البلديات، وتُجرِّم فيه التحقيقات دخول الكرد إلى المجالس البلدية، ويُعتقل فيه السياسيون المنتخبون بطرق غير قانونية، وتُعطَّل فيه المنافسة الديمقراطية، هو العدو الأكبر للسلام وأكبر عقبة أمام تعزيز الجبهة الداخلية. بلدنا بحاجة إلى تركيا ديمقراطية وخالية من الإرهاب، السلام ضروري للازدهار، والوحدة من أجل السلام، والديمقراطية، والعدالة من أجل الوحدة، لكي نستفيد من السلام سنناضل بحزم من أجل مستقبل مشترك".
|