الكمياوية أعلى مراحل البعثية
الانصات المركزي 8/4/2017 :
وأخيراً أكد الأسد من جديد عن أصالته البعثية بعد أن تلحف منذ بداية الثورة السورية برداء الطائفة العلوية، استغلالاً للاستقطاب المذهبي في المنطقة. فالكيمياوية أعلى مراحل البعثية، والبعثي يظل بعثياً، يسارياً كان أم يمينياً، علوياً كان أم سنياً، سورياً كان أم عراقياً، صحافاً أم معلماً، لا فرق.
في حين كان حافظ الأسد الأب أقرب الى هدوء البكر منه الى تهور صدام وهو بالمناسبة هدوء ماكر، فإن أزمة الأسد الابن كشفت عن حقيقة العفلقية في الفكر البعثي، وعن تهور قصوي (نسبة الى قصي صدام حسين) حين تشتد الأزمة ولا تنفرج، فالبعثي الهادئ سرعان ما يغدو كيماويا حين يزعل من توازنات المشهد السياسي وموقعه في المعادلة. إن لحظة الحقيقة الكيمياوية في "أدلب" ستعيد رسم خريطة التحالفات بين أطراف الملف السوري سورياً واقليمياً، وعلى أصحاب القضايا العادلة كالشعب السوري التواق للحرية والانعتاق، والشعب الكردي التواق الى منظومته القومية في "روج افا" في لجة تضارب المصالح أن يتهيأوا لمرحلة ما بعد الأسد، بعيداً عن المتاركة مع دمشق أو التغزل بالمحيط الاخواني، فالضربة الترامبية قادمة كما ضربة بوش الأب والابن ضد البعثية الصدامية.
وعلى بغداد الشيعية ان تبتعد عن الاصطفاف الخفي مع دمشق لمجرد الأصول المذهبية المشتركة مع الطبقة العلوية الحاكمة واستجابة لحاجات آنية لمحاور طهران، فلم يكن الأسد يراعي الجذور المذهبية يوم كان يرعى الارهاب القاعدي ضد العراق الجديد. والابتعاد عن أسد دمشق حاجة أخلاقية حتى لا تتحول بغداد ما بعد بعث صدام الى بغداد متواطئ مع بعث الأسد فتخسر قيمتها الاعتبارية كضحية للغول البعثي وتتشبه بعواصم عربية خذلت الشعب العراقي في مقاومته ضد البعث الصدامي.
وأيضاً على المعارضة السورية اذا ما أرادت ان يكون لها دور في جهود أمريكا ترامب لتأديب الأسد ان تبتعد عن الحضن التركي بنسخته الأردوغانية الاسلاموية، فالأردوغانية ربيبة الطورانية وهي والبعثية سواء بسواء تتغذيان من الاستعلاء القومي والتموضع المذهبي. فكما ان البعثية تتغذى على اشلاء الاستقطاب القومي والمذهبي فان الطورانية هي شقيقة العنصرية الحصرية نسبة لساطع الحصري السوري القوموي الذي مزج بين الكمالية والطورانية فأنتج فكراً عقيماً يشكك في عراقية وعروبة الجواهري شاعر العرب الأكبر ويحرم على كرد العراق أبجديتهم بحجة انها تحور في قواعد لغة القرآن مثله مثل أردوغان الذي يحرم الشعب الكردي من لغته وهويته القومية.
وماذا أيضاً؟ فإن على السياسة الرسمية في اقليم كردستان أن تبتعد عن كل ميل ولو صغير نحو الاستقطاب الاقليمي مع المحور التركي نكاية ببغداد الشيعية، فحركة التحرر الكردستانية تستمد شرعيتها من الديمقراطية ومن حق تقرير المصير ولا تحتاج الى التكالب وفقاً لعقود النفط. فابتعدوا ولنبتعد عن المذهبية فهي نتنة ولنتجنب التلاعب مع أنظمة آيلة الى السقوط وآيديولوجيات رجعية تدعي الاسلاموية وهي رجس من عمل الشيطان.
لحظة الحقيقة قادمة، وهي لحظة جاءت على دفعتين، دفعة قضت على بعث صدام في عاصمة الرشيد، ولحظة ستقضي على بعث الأسد في دمشق حاضرة الأمويين. وطبعاً لا عزاء للكمالية والأردوغانية، فهل تتعظون ونتعظ؟!
|