بزشكيان رئيسا لإيران.. وعود بالإصلاح داخليا وخارجيا
تقارير من اعداد فريق الرصد في قناة المرصد
حث الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، الإيرانيين على التمسك به في "الطريق الصعب" الذي سيمضي فيه، وذلك بعد فوزه على منافس من غلاة المحافظين في الانتخابات الرئاسية.
وجرت الجولة الثانية يوم الجمعة 5/7/2024 بين بزشكيان، المعتدل الوحيد بين أربعة مرشحين، والمفاوض النووي السابق سعيد جليلي، وهو من غلاة المحافظين.
هذا واعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات في الجمهورية الاسلامية الايرانية محسن اسلامي يوم السبت عن حصيلة ثامنة واخيرة لنتائج الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الايرانية في دورتها الرابعة عشرة.
ووفقا لما اعلنه المتحدث فقد حصل مسعود بزشكيان على 16 مليونا و 384 الفا و 403 اصوات فيما حصل سعيد جليلي على 13 مليونا و 538 الفا و 179 صوتا، بعد فرز 30 مليونا و 530 الفا و 157 صوتا من مراكز الاقتراع في البلاد وخارجها.
وفي الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، التي أجريت في 5 يوليو/تموز، توجه أكثر من 30 مليوناً و500 ألف شخص إلى صناديق الاقتراع. وفي هذه الفترة من الانتخابات، كانت المنافسة بين سعيد جليلي ومسعود بزشكيان وكانت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات نحو 50 بالمئة.
وتعهد جراح القلب البالغ من العمر 69 عاما بتبني سياسة خارجية عملية وتخفيف التوتر المرتبط بالمفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 وتحسين آفاق الحريات الاجتماعية والتعددية السياسية.
أمامنا طريق صعب
وقال بزشكيان في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس "إلى الشعب الإيراني العزيز: انتهت الانتخابات، وهذه مجرد بداية لعملنا معا. أمامنا طريق صعب. ولا يمكن أن يكون سلسا إلا بتعاونكم وتعاطفكم وثقتكم".
وأضاف: "أمد يدي إليكم وأقسم بشرفي أني لن أتخلى عنكم في هذا الطريق. فلا تتركوني".
وجاءت الانتخابات بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو الماضي.
وأشاد خامنئي بزيادة الإقبال على الانتخابات، وهنأ بزشكيان على فوزه ونصحه بمواصلة سياسات رئيسي.
سياسة خارجية
هذا وعزز فوز بزشكيان الآمال في تحسين علاقات إيران مع الغرب مما قد يوجِد مجالا لتسوية خلافاتها مع القوى العالمية حول أنشطتها النووية.
وتزامنت الانتخابات مع تصاعد التوتر في المنطقة بسبب الحرب في غزة وتبعاتها في لبنان، وهما من حلفاء إيران، فضلا عن زيادة الضغوط الغربية على إيران بشأن برنامجها النووي سريع التقدم.
وفي ظل النظام الإيراني المزدوج الذي يجمع بين الحكم الديني والجمهوري، لا يستطيع الرئيس إحداث أي تحول كبير في السياسة بشأن البرنامج النووي أو دعم الجماعات المسلحة في مناطق مختلفة بالشرق الأوسط إذ أن خامنئي هو من يتولى كل القرارات المتعلقة بشؤون الدولة العليا.
غير أن الرئيس يمكنه التأثير من خلال ضبط إيقاع السياسة الإيرانية، وسيشارك بشكل وثيق في اختيار خليفة خامنئي، الذي يبلغ من العمر حاليا 85 عاما.
من جهته، دعا جليلي أنصاره إلى "احترام" نتائج الانتخابات، قائلًا على التلفزيون "علينا جميعنا بذل جهود لمساعدته".
الرجل الشديد التقوى
وبيزشكيان ليس شخصية بارزة في معسكر الإصلاحيين والمعتدلين الذين تراجع تأثيرهم في مواجهة المحافظين في السنوات الأخيرة.
لكن الرجل الشديد التقوى تمكّن من كسب دعم هذا المعسكر، لا سيما تأييد الرئيسين الأسبقين محمد خاتمي وحسن روحاني، وكذلك وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، مهندس الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع القوى الكبرى في العام 2015.
وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام محلية أنصارًا لبيزشكيان يعبّرون عن فرحهم في شوارع طهران وتبريز حتى قبل صدور النتائج الرسمية.
ورحّب إيرانيون بعد فوز بيزشكيان، بالانتصار فيما اعتبر آخرون أن ذلك لن يحدث أي تغيير.
وقال المهندس أبوالفضل (40 عامًا) "نحن سعداء جدًا لفوز السيد بيزشكيان. نحن بحاجة إلى رئيس واسع المعرفة لحلّ المشاكل الاقتصادية".
من جهتها، قالت ربة المنزل رؤيا (50 عامًا) "هؤلاء المرشحون يطلقون فقط شعارات. حين يستلمون السلطة، لا يفعلون شيئًا للشعب".
علاقات بنّاءة مع الولايات المتّحدة والدول الأوروبية
ودعا المرشح الإصلاحي إلى "علاقات بنّاءة" مع الولايات المتّحدة والدول الأوروبية من أجل "إخراج إيران من عزلتها".غير أن صلاحيات الرئيس في إيران محدودة إذ تقع المسؤولية الأولى في الحكم في الجمهورية الإسلامية على عاتق المرشد الأعلى الذي يُعتبر رأس الدولة. أما الرئيس فهو مسؤول على رأس حكومته عن تطبيق الخطوط السياسية العريضة التي يضعها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وأوصى خامنئي السبت الرئيس المنتخب في رسالة تهنئة "باستخدام القدرات العديدة للبلد خصوصًا الشباب الثوريين" لدفع الجمهورية الإسلامية إلى الأمام.
كسر نمط سلسلة من الانتخابات الوطنية
واعتبر خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز في منشور على منصة إكس أن فوز بيزشكيان "يكسر نمط سلسلة من الانتخابات الوطنية شهدت تشديد المعسكر المحافظ قبضته على جميع مراكز السلطة".
لكن مع ذلك، "تستمر سيطرة المحافظين على المؤسسات الأخرى في الدولة" وفق قوله.
وأضاف "الصلاحيات المحدودة للرئيس تعني أن بيزشكيان سيواجه معركة شاقة لتأمين المزيد من الحقوق الاجتماعية والثقافية في الداخل ومشاركة دبلوماسية في الخارج، وهو ما تم التأكيد عليه خلال حملته الانتخابية".
ويقدّم بيزشكيان الذي تولى تربية أطفاله الثلاثة بمفرده بعدما قضت زوجته وطفلهما الرابع في حادث سيارة في العام 1993، نفسه على أنه "صوت الذين لا صوت لهم".
ويدعو إلى إيجاد حل دائم لقضية إلزامية الحجاب، أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت البلاد إثر وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر 2022 بعد توقيفها لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
متابعة دقيقة في الخارج
ولقيت هذه الانتخابات متابعة دقيقة في الخارج، إذ إنّ إيران، القوّة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب كثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب في غزة إلى الملفّ النووي الذي يُشكّل منذ سنوات عدّة مصدر خلاف بين الجمهوريّة الإسلاميّة والغرب ولا سيما الولايات المتحدة.
وتعهد بيزشكيان التفاوض مع واشنطن لإحياء المفاوضات حول النووي الإيراني بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة في العام 2018 بقرار اتّخذه دونالد ترامب الذي كان رئيسا للبلاد حينها وإعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران.
وكانت شخصيّات معارضة داخل إيران وكذلك في الشتات، دعت إلى مقاطعة الانتخابات، معتبرة أنّ المعسكرين المحافظ والإصلاحي وجهان لعملة واحدة.
موقف ضد حملة القمع ضد الاحتجاجات
واكتسب بزشكيان شهرة لموقفه ضد حملة القمع ضد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2009، والعنف الذي ارتكبته شرطة الأخلاق سيئة السمعة في عام 2022 في أعقاب وفاة مهسا أميني، داخل حجز شرطة الأخلاق بعد احتجازها لعدم التزامها بقواعد الجمهورية الإسلامية الصارمة بشأن ملابس النساء. وقُتل المئات واعتقل الآلاف بينما كانت السلطات تسعى إلى سحق الاحتجاجات، وفقا للأمم المتحدة.
وخلال احتجاجات عام 2022، قال بزشكيان في مقابلة مع قناة IRINN التلفزيونية الإيرانية: "هذا خطأنا. نريد تطبيق الإيمان الديني من خلال استخدام القوة. هذا مستحيل علميا".
وأضاف: "أنا أتحمل جزءا من اللوم، وعلماء الدين البارزين والمساجد يتحملون جزءا من اللوم، وهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تتحمل جزءا من اللوم. يجب على الجميع التقدم إلى الأمام ليتحملوا المسؤولية، بدلا من القبض على تلك الفتاة وضربها وتسليم جثتها في نهاية المطاف (لأسرتها)".
والده أذربيجاني ووالدته كردية
ولقد قدم بزشكيان نفسه كمرشح لكل الإيرانيين. وقال في مناظرة رئاسية جرت مؤخرا: "من بين أنصاري من اليسار واليمين، حتى أولئك الذين لا يصلون".
وبعد أن فقد زوجته وأحد أبنائه في حادث سيارة عام 1994، كرس جزءا كبيرا من وقته للسياسة. وترشح بزشكيان للرئاسة في انتخابات عامي 2013 و2021، لكنه فشل في إحراز أي تقدم.
وينحدر الرجل البالغ من العمر 70 عاما من عائلة مختلطة عرقيا - والده أذربيجاني ووالدته كردية. والفارسية ليست لغته الأم. وقد أدى ذلك إلى تحسين صورته لدى الأقليات في إيران، ولكن ذلك جعله عرضة لهجمات معادية للأجانب من بعض المعارضين.
ابرز من هنأ الرئيس الايراني المنتخب
هنأ العديد من قادة ورؤساء الدول والمسؤولين في العالم الرئيس الايراني المنتخب مسعود بزشكيان على فوزه في الانتخابات الرئاسية.
العراق:
هنأ رئيس جمهورية العراق د.عبد اللطيف جمال رشيد، ، الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، بفوزه في الانتخابات الرئاسية.وقال رشيد، في تدوينة له على منصة "X": "نُبارك للجمهورية الإسلامية الإيرانية نجاح الانتخابات الرئاسية، ونهنئ مسعود بزشكيان الرئيس المنتخب بفوزه في الانتخابات، ونتمنى له التوفيق والنجاح بمهام عمله وبما يحقق طموحات وتطلعات الشعب الإيراني".وأضاف: "نؤكد حرصنا على تعزيز العلاقات بين العراق وإيران وبما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الجارين".
من جهته هنأ رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مسعود بزشكيان بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وعبَّر سيادته في برقية بعثها إلى السيد بزشكيان، عن تمنياته له بالنجاح والتوفيق في مهامه، مؤكداً عمق العلاقات بين البلدين الجارين الصديقين، وأهمية مواصلة التنسيق بأعلى المستويات، وفي المجالات كافة، وبما يخدم المصالح المشتركة.
وبارك رئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة، محسن المندلاوي، السبت، للجمهورية الإسلامية الإيرانية نجاح الانتخابات، فيما هنأ الرئيس الإيراني الجديد بفوزه في الانتخابات.وقال المندلاوي، في بيان: "نُبارك للجمهورية الإسلامية الإيرانية نجاح الانتخابات الرئاسية، ونهنئ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، فوزه في الانتخابات الرئاسية، متمنين لإيران الجارة الشقيقة دوام التقدم وللشعب الإيراني الأمن والاستقرار، وإلى بزشكيان النجاح في مهامه".
وأضاف: "نتطلع إلى توطيد العلاقات الثنائية في مختلف الأصعدة بما يُسهم في ازدهار ورفاهية البلدين الشقيقين ويصب في مصلحة الشعبين الكريمين".
الصين:
أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة إلى مسعود الرئيس بزشكيان، لتهنئته على انتخابه رئيسا لإيران، قال فيها أن الصين وإيران تتمتعان بتاريخ طويل من التبادلات الودية، وأن العلاقات الثنائية حافظت على تنمية سليمة ومطردة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل أكثر من نصف قرن مضى.
روسيا:
عبر الرئيس الروسي في برقية التهنئة الى الرئيس الايراني المنتخب مسعود بزشكيان عن تطلعه في زيادة مستوى التعاون مع إيران في كافة المجالات، بما في ذلك "لمصلحة تبسيط الأمن الإقليمي".
السعودية:
هنأ الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، محمد بن سلمان، مسعود بزشكيان، في برقيتين منفصليتن، بفوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مؤكدا على حرصهما على تطوير وتعميق العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين، وتخدم مصالحهما المشتركة.
قطر:
بعث أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، برقية تهنئة إلى مسعود بزشكيان بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، متمنيا له التوفيق وللعلاقات بين البلدين المزيد من التطور والنماء.
سلطنة عمان:
هنأ سلطان عمان هيثم بن طارق، في رسالة، مسعود بزشكيان بفوزه بالانتخابات الرئاسية الإيرانية.
منظمة شنغهاي للتعاون:
هنأ الأمين العام لمنظمة شنغهاي للتعاون، تشانغ مين الرئيس بزشكيان على انتخابه رئيسا للجمهورية الاسلامية وقال: "أؤكد لكم أن أمانة شنغهاي ملتزمة بالعمل مع الزملاء الإيرانيين".
الكويت:
بعث أمير الكويت مشعل الاحمد الجابر الصباح ببرقية تهنئة إلى بزشكيان، عبر فيها عن خالص تهانيه بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، كما تمنى للجمهورية الإسلامية الإيرانية المزيد من الرقي والازدهار وكل التوفيق والسداد وموفور الصحة والعافية.
دولة الامارات :
بعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، برقية تهنئة إلى الرئيس الايراني المنتخب مسعود بزشكيان بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، برقيتي تهنئة مماثلتين.
سوريا
هنأ الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، مؤكداً العمل على تعزيز العلاقة الإستراتيجية بين سورية وإيران وفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي.
الاذربيجان:
قال الرئيس الآذربيجاني، الهام علييف في برقية تهنئة للرئيس بزشكيان: "إننا نولي أهمية كبيرة للعلاقات بين جمهورية أذربيجان والجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تعود الى الجذور الدينية والثقافية المشتركة والصداقة والأخوة"، معربا عن ارتياحه لتطور التعاون الثنائي بين البلدين في العقود الأخيرة، خاصة في مجالات الاقتصاد والنقل والطاقة.
باكستان:
قال رئيس وزراء باكستان، محمد شهباز شريف في رسالة وجهها إلى منتخب الأمة الإيرانية: “أهنئ أخي الدكتور بزشكيان بفوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية وأنا على استعداد للعمل معه بفارغ الصبر لتعزيز العلاقات الطويلة الأمد بين البلدين.وهنأ الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، الدكتور مسعود بزشكيان بفوزه في الانتخابات الرئاسية الايرانية، معربا عن أمله في أن تصبح العلاقات بين البلدين الشقيقين أقوى في العهد الجديد.
قادة و رؤساء دول اخرى:
هنأ رئيس جمهورية طاجيكستان وبيلاروسيا وأوزبكستان، ووزير خارجية كوريا الجنوبية واليابان، ورؤساء وزراء الهند وماليزيا وأرمينيا وصربيا واقليم كردستان، وملك البحرين، في رسائل منفصلة، الرئيس المنتخب مسعود المبارك بزشكيان لفوزه في الانتخابات الرئاسية الإيرانية وتمنوا له التوفيق والنجاح.
|