بزشكيان : التعامل البنّاء والمتوازن مع العالم واستيفاء حقوق الشعب
تقارير من اعداد فريق الرصد في قناة المرصد
اقسم الرئيس الايراني الجديد مسعود بزشكيان، عصر يوم الثلاثاء، امام نواب الشعب في مجلس الشورى الايراني، بان يسخر كافة الطاقات والامكانيات في سياق اداء المهام الرئاسية الموكلة اليه من قبل الشعب.
وجرت مراسم اداء اليمين الدستورية لتاسع رئيس لجمهورية ايران، الثلاثاء في قاعة البرلمان، بحضور رئيس السلطة التشريعية محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة القضائية حجت الاسلام غلام حسين محسني ايجئي، وجمع من كبار المسؤولين والقادة العسكريين في ايران الاسلامية؛ الى جانب 104 وفود لـ 86 دولة من انحاء العالم.
وبدات هذه المراسم بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم كلمة رئيس السلطة التشريعية، وايضا كلمة رئيس السلطة القضائية، لياتي دور رئيس السلطة التنفيذية الجديد والذي ادى اليمين وفقا للمادة 121 من دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية، ووقّع على نص القسم، بان يسخر كافة الامكانات والطاقات في سياق تنفيذ المهام التي اوكلها الشعب الايراني اليه.
ومما جاء في نص اليمين الدستورية على لسان الرئيس الايراني الجديد بزشكيان :
انني اتعهد بان لا ادخر اي جهد في سياق حراسة الحدود والدفاع عن الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي للبلاد، وتنفيذ المهام التي اودعها الشعب الايراني في ذمتي، واستعين بالباري عز وجل واسير على نهج الرسول (ص) والائمة الاطهار (ع) من اجل صون هذه الامانة المقدسة كامين ورع ومجاهد، حتى اسلمها الى الرئيس المنتخب الذي سياتي من بعدي.
مهام ثقيلة
هذا وفي كلمة خلال حفل ادائه اليمين الدستورية اكد بزشكيان، بانه سيسخر نفسه، بصفته رئيسا للجمهورية الاسلامية في ايران، للدفاع عن الاسلام ونظام الجمهورية الاسلامية والدستور، وصون مصالح وكرامة البلاد.
كما رحب الرئيس الايراني الجديد بالضيوف والحضور، رؤساء وكبار المسؤولين وقادة عسكريين من ايران وسائر الدول المشاركة في حفل اداء اليمين الدستورية، وتقدم بالتحية الى روح الامام الخميني (رض) مؤسس نظام الجمهورية الاسلامية في ايران، وارواح سائر شهداء الوطن، مخصا بالذكر القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني والرؤساء الشهداء رجائي وباهنر ورئيسي.
واعتبر بزشكيان، حضوره في البرلمان لاداء اليمين الدستورية ايذانا بتولي المهام الثقيلة التي اوكلها الشعب الايراني اليه وفقا للمادة 12 من دستور البلاد، بانه يوم تاريخي، وقال : بفضل الباري عز وجل، وتوجيهات قائد الثورة الاسلامية والتصويت الجماهري الحكيم، اقيمت الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة وبما اتاح فرصا جديدة للبلاد والعالم.
حكومة وفاق وطني و تلبية مطالب الشعب
واكد بانه سيشكل حكومة وفاق وطني، مردفا : ان الفرص التي توفرت بعد الانتخابات، هي بمثابة ساحة جديدة للتعاون والتماسك الوطني فيما بين اعضاء الحكومة، وايضا بين الحكومة والمجتمع، وبين افراد الشعب.
وصرح الرئيس الايراني بانه سيوظف نفسه وحكومته من اجل تلبية مطالب الشعب الايراني، "المنادي بالعدالة ونبذ التمييز وتوفير العيش بكرامة وعدالة والمضي نحو التقدم والازدهار بعيدا عن القلق والذل والتدخلات اللاقانونية"؛ مؤكدا بان المطلوب من جميع المسؤولين في البلاد هو السعي المشترك لتحقيق هذه المطالب الشعبية السامية.
ومضى بزشكيان الى القول : ان الشعب، وبغض النظر عن انتماءاته القومية والمذهبية وسلائقه المختلفة، يشكل قطب التنمية في ايران؛ مبينا ان الادارة الحكيمة لشؤون البلاد هي من ركائز الازدهار والرقي لهذا الشعب الابي.
وتابع : انني وبدعم هذا الشعب وتحت رعاية سماحة قائد الثورة وعبر ترسيخ الوفاق بين جميع التيارات والنحل السياسية في البلاد، اعلن بحزم واقتدار بأني سأدافع عن كرامة ومصالح ايران وحقوق الشعب الايراني على الصعيد الدولي، ووفقا لمبادئ العزة والحكمة والمصلحة باعتبارها من اهداف السياسة الخارجية للحكومة الرابعة عشرة في جمهورية ايران الاسلامية.
التعامل البنّاء والمتوازن مع العالم واستيفاء حقوق الشعب
واستطرد قائلا : في سياق التوصل الى هذه الاهداف، سنضع التعامل البنّاء والمتوازن مع العالم واستيفاء حقوق الشعب، نصب برامج الحكومة الـ 14.
واوضح بزشكيان : ان من اولويات السياسة الخارجية للحكومة التي سأقودها، هو تحسين العلاقات مع دول الجوار؛ موجها النصح لهذه الدول بان لا تهدر مواردها الثمينة في مجال التوترات والمنافسات المدمرة.
وصرح الرئيس الايراني الجديد : حكومتى تريد منطقة قوية تتيح الفرص لجميع الدول الجارة بان تتظافر الجهود فيما بينها بهدف ترسيخ التنمية الاقتصادية والرقي وتطوير الوضع المعيشي لشعوبها؛ نحن نريد منطقة لا تعطي الذريعة للاجانب بالتدخل في شؤونها.
وفي جانب اخر من تصريحاته امام البرلمان اليوم، تطرق الرئيس الايراني الجديد الى التطورات داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة ولاسيما المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني بغزة، قائلا : لا يحق لنا ان نتحدث عن الانسانية وسط صمتنا امام هذا الكمّ من الجرائم بحق الابرياء.
وتابع : نحن نبحث عن عالم يعيش فيه الشعب الفلسطيني حرّا، لا تبطش به حرب الابادة، ولا تُدفن فيه امال اطفاله تحت انقاض المنازل.
مستعدون لاحتواء الازمة مع الدول التي لم تدرك مستوى ايران
وصرح الرئيس الايراني : نحن مستعدون لاحتواء الازمة مع الدول التي لم تدرك مستوى ايران بعد؛ وانني ارى بان تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين ايران والعالم، هو حق بديهي للشعب الايراني، وعليه سوف لن ادخر جهدا في سبيل ازالة الحظر الظالم عن البلاد.
وشدد بزشكيان بالقول : حكومتي لن ترضخ للضغوط والاملاءات والمعايير المزدوجة على الاطلاق، وقد اظهرت التجارب على مدى العقدين الماضيين من المفاوضات مع ايران، انه يجب على الدول المتفاوضة بان تتفهم اننا التزمنا بالتعهدات وسنبقى على ذلك، لكن الشعب والقيادة والنظام السياسي في ايران لن تجدي معه الضغوط والمطامع التوسعية.
واردف : يجب التعامل مع الشعب الايراني بلغة الاحترام والتكريم، ذلك ان ايران لطالما وقفت بالاتجاه الصحيح للتاريخ والانسانية، ونحن ماضون على هذا المسار الذي ينبع من تعاليمنا الدينية والثقافية والحضارية.
واكمل الرئيس الجديد : ايران والمنطقة والعالم، بحاجة اليوم الى التماسك والفهم المشترك.
نسعى للانتهاء من تشكيل الحكومة بحلول يوم الجمعة
الى ذلك قال الرئيس الايراني مسعود بزشكيان "سنحاول التوصل إلى نتيجة بشأن تشكيلة الحكومة بحلول يوم الجمعة".وقال في تصريح تلفزيوني، يوم الثلاثاء: تلقينا مجموعة من الملاحظات والمقترحات ونقوم حاليا بمراجعتها وتلخيصها.واضاف: نسعى للتوصل إلى النتيجة النهائية بشأن اختيار أعضاء مجلس الوزراء بحلول يوم الجمعة.وقال: نتوقع المواكبة والمؤازرة من مجلس الشورى الإسلامي.
نؤمن بالتوافق في الداخل والتفاعل مع العالم
هذا واكد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان على ضرورة إتاحة فرصة الحضور والمشاركة لمن كانوا على الهامش لغاية الان، مؤكدا: نحن نؤمن بالتوافق في الداخل والتفاعل مع العالم.
وكتب الدكتور مسعود بزشكيان على موقع التواصل الاجتماعي "اكس" يوم الثلاثاء: نحن نؤمن بالتوافق في الداخل والتفاعل مع العالم.
وأضاف: "الوحدة الوطنية تعني التنازل عن الخلافات التي لم تتشكل إلا على أساس الأنانية، وشعبنا لم يكن يريد في الانتخابات غير هذا".
وتابع رئيس الجمهورية: إن العالم بحاجة إلى استغلال هذه الفرصة الفريدة لحل المشاكل الإقليمية والعالمية بمشاركة إيران القوية وذات العزة والداعية للسلام.
وقال: يجب أن ننظر إلى الشعب الإيراني؛ النساء والشباب والمجموعات العرقية، كفرص وطنية فريدة، يمكنهم تقديم طرق جديدة لحل مشاكل البلاد.
وأكد الرئيس بزشكيان: يجب أن نتيح فرصة الحضور والمشاركة لمن كانوا على الهامش لغاية الان.
لا يمكن إدارة إيران بالطريقة الحالية
وكان الرئيس الايراني قد قال إن إدارة البلاد بالطريقة الحالية «غير ممكنة»، مشدّداً على الحاجة لاتخاذ «قرارات صعبة».وتوجّه بزشكيان، الأربعاء الماضي، إلى مقر الوزارة الداخلية، لحضور اجتماع حكّام المحافظات والمدن الإيرانية. ووجّه من هناك الشكر إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، لرسائل الدعم التي وجّهها له، بما في ذلك خطابه أمام نواب البرلمان الإيراني، الأحد الماضي، الذي شدّد فيه على ضرورة التعاون مع الحكومة الإيرانية.وقال بزشكيان: «بطبيعة الحال، هذا الفوز يتطلب التعاون، والتآزر، والتضامن، والاستجابة لاحتياجات ورغبات الناس، هذا هو بصيص الأمل الذي يمكّننا من تحقيق الوحدة والانسجام الذي كان لدينا في الانتخابات».
ويقول منتقدو بزشكيان إنه لم يقدّم حتى برنامجاً واضحاً لمعالجة التحديات التي تواجه البلاد، على الرغم من مُضِيّ نحو 3 أسابيع من فوزه بجولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية المبكّرة، التي سجّلت جولتها الأولى أدنى امتناع عن التصويت في تاريخ الانتخابات الإيرانية، بتسجيل نحو 40 في المائة، وارتفعت المشاركة نحو 9 في المائة بالجولة الثانية.
وقال بزشكيان إن «كل الأمور التي قلتها في المناظرات، والمبادئ التي كنت أؤمن بها، كانت عن الحق والعدالة، ولم أعِد بأي شيء خاص، ولكن ما قلته كان من أجل تحقيق حقوق الناس، نحن نسعى لضمان حصول كل فرد على حقه».
وتحدّث بزشكيان عن 4 مبادئ في مجال الصحة، قائلاً: «العدالة، مشاركة الناس، العلاقات بين القطاعات، والتكنولوجيا المناسبة». وأوضح: «عندما يكون هناك مشاركة يمكننا إزالة أي مشكلة من طريقنا».
وأكّد بزشكيان: «الفكرة الأساسية هي أنه إذا آمنّا بالناس ومشاركتهم، فلن يكون هناك أي نقص، المشكلة تكمن فينا بصفتنا مسؤولين، وفي سلوكنا، وطريقة حوارنا مع الناس، إذا ساعدنا الناس لن يكون هناك أي عائق أمامنا، بشرط أن يصدّقوا أننا هنا من أجلهم، نحن هنا لخدمتهم، وليس لإصدار الأوامر لهم؛ نحن لسنا أوصياء على الناس، بل نحن خدمهم».
وقال بزشكيان، الثلاثاء، إن بلاده لا تمر بأوضاع جيدة؛ لأنها تَرزَح تحت عقوبات شديدة، وعزا الأمر إلى الخلافات الداخلية، ودعا إلى الوحدة والتكاتف لـ«توجيه لَكمة إلى أفواه الأعداء».
وتعليقاً على الخلافات الداخلية، قال الأربعاء: «نحن لا نتشاجر، ولا يتخلّى بعضنا عن بعض، ولا نختلف كما كان، ولكننا أصبحنا أعداء بسبب بضع كلمات».
التعامل مع الناس بإنصاف
ودعا بزشكيان إلى التعامل مع الناس بإنصاف. وأضاف: «يجب أن يساعد بعضنا بعضاً؛ لأنه لا يمكن إدارة البلاد بالطريقة الحالية، يجب اتخاذ قرارات صعبة، وفي هذه القرارات يجب ألا ندع المحرومين والفقراء يُسحَقون تحت أقدامنا... في التنمية يجب أن نرى الناس، وليس فقط النمو الاقتصادي، لا أستطيع دفع النمو الاقتصادي بأي ثمن، لا ينبغي أن أسمح بأن يواجه الناس الذين يعيشون في هذا البلد مشاكل».
|