بنغلاديش .. الاعلان حل البرلمان وتشكيل حكومة انتقالية
تقارير من اعداد فريق الرصد في قناة المرصد
واشنطن تدعو بنغلادش لاحترام مبادئ الديموقراطية
*المرصد/فريق الرصد
أعلن رئيس بنغلاديش محمد شهاب الدين حلّ البرلمان، الثلاثاء، تمهيداً لتشكيل حكومة انتقالية بعد استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة ومغادرتها البلاد.والتقى شهاب الدين بالقوات المسلحة والأحزاب السياسية المختلفة وممثلي المنظمات غير الحكومية وممثلي الطلاب منظمي الاحتجاجات.
وصرح شهاب الدين للصحفيين بعد اللقاء، أنه حلّ البرلمان من أجل تشكيل حكومة تصريف أعمال انتقالية.
ويعد حلّ البرلمان مطلباً رئيسياً لقادة الاحتجاجات الطلابية، وحزب المعارضة الرئيسي "حزب بنغلاديش الوطني" الذي يطالب بإجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر.
وقال قائد حركة "طلاب ضد التمييز" ناهد إسلام، في تسجيل مصور "قررنا أن يتم تشكيل حكومة انتقالية يكون الحائز على جائزة نوبل الدكتور محمد يونس الذي يتمتع بقبول واسع، كبير مستشاريها". كما كتب القائد في الحركة نفسها، آصف محمد، على فيسبوك "نثق بالدكتور يونس".
وفي تصريح خطي حصلت عليه وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء، أبدى محمد يونس استعداده لتولي رئاسة حكومة انتقالية وعد بها الجيش يوم الاثنين.
وقال يونس في التصريح: "لقد تأثرت بثقة المتظاهرين الذين يريدونني أن أترأس حكومة انتقالية"، مضيفاً: "لقد وضعت السياسة دائما بعيداً... لكن اليوم، إذا كان من الضروري العمل في بنغلاديش، من أجل بلدي، ومن أجل شجاعة شعبي، فسأقوم بذلك"، داعياً إلى تنظيم "انتخابات حرة".
وقالت المديرة التنفيذية لمركز يونس، لامية مرشد، لبي بي سي إن "يونس الموجود حالياً في باريس، سيعود إلى دكا قريباً".وفي وقت سابق، قال يونس في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ذي برنت" إن بنغلاديش كانت "بلداً محتلاً" في عهد حسينة، مضيفاً "يشعر جميع سكان بنغلاديش اليوم أنه تم تحريرهم".
ومحمد يونس (84 عاماً) هو أحد أشهر الاقتصاديين والمصرفيين في العالم، وله تجربة في مكافحة الفقر في بلاده، إذ نجح في إنشاء وتأسيس بنك "غرامين" (بنك الفقراء)، الذي يهدف إلى الحد من الفقر من خلال توفير قروض صغيرة للفقراء من دون ضمانات، لكنه واجه انتقادات من حسينة التي اتّهمته بـ"مص دماء" الفقراء.
"الشرطة تعلن إضرابها"
وأعلنت نقابة الشرطة الرئيسية في بنغلاديش، الثلاثاء، أن عناصرها سيبدؤون إضراباً، غداة سيطرة الجيش على البلاد.وأفادت "جمعية شرطة بنغلاديش" التي تمثل آلاف الشرطيين، في بيان أنه "إلى أن يتم ضمان سلامة كل أفراد الشرطة، نعلن الإضراب".وأضافت جمعية شرطة بنغلاديش في بيانها "نطلب الصفح عما قامت به قوات الشرطة للطلاب الأبرياء"، بعدما استخدمت الشرطة العنف وأطلقت النار على المتظاهرين.
وأكدت أن الشرطيين "أُرغموا على إطلاق النار" ثم وصفوا بأنهم "أشرار".
وتقول الشرطة إن أكثر من 450 مركز شرطة تعرض للهجوم، الاثنين، كما قتل عدد من ضباط الشرطة خلال الاحتجاجات.
كيف بدأت الاحتجاجات؟
حكمت حسينة بنغلاديش من عام 2009 وفازت بانتخاباتها الرابعة على التوالي في يناير/كانون الثاني بعد تصويت دون معارضة حقيقية.واتهمت جماعات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ قبضتها على السلطة والقضاء على المعارضة، بطرق تشمل القتل خارج نطاق القانون لنشطاء المعارضة.وبدأت المظاهرات، الشهر الماضي، بسبب إعادة تطبيق نظام الحصص الذي خصص أكثر من نصف الوظائف الحكومية لمجموعات معينة، وتصاعدت الاحتجاجات رغم أن المحكمة العليا في البلاد خفضت من حجم الخطة.
واندلعت الاحتجاجات، التي استمرت منذ أوائل يوليو/تموز، بمطالبَ سلميةٍ من طلاب الجامعات، بإلغاء الحصص في وظائف الخدمة المدنية، التي يُخصص ثلثها لأقارب المحاربين القدامى في حرب بنغلاديش من أجل الاستقلال عن باكستان عام 1971.
وزعم الناشطون أن النظام تمييزي ويجب إصلاحه، لكن وعلى الرغم من تلبية مطالبهم إلى حد كبير، فقد تحولت الاحتجاجات منذ ذلك الحين إلى حركة مناهضة للحكومة على نطاق أوسع.
وأدت الاحتجاجات إلى مقتل ما لا يقل عن 413، بحسب تعداد أجرته وكالة الأنباء الفرنسية استناداً إلى بيانات صادرة عن الشرطة ومسؤولين حكوميين وأطباء في المستشفيات في بنغلاديش.
دعوات امريكية
من جهته دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء السلطات الجديدة في بنغلادش لاحترام "مبادئ الديموقراطية" بعدما أبدى محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام استعداده لتشكيل حكومة انتقالية في دكا.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي إنّ "أيّ قرارات تتّخذها الحكومة الانتقالية يجب أن تحترم مبادئ الديموقراطية ويجب أن تحفظ سيادة القانون وأن تعكس إرادة الشعب".
بدورها، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ التي التقاها بلينكن وزارت بنغلادش مؤخرا، جميع الأطراف إلى تجنب العنف.
وقالت وونغ عقب محادثات في أكاديمية سلاح البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ميريلاند "ندعو جميع الأطراف إلى احتواء التصعيد واحترام الحقوق العالمية، ونحضّ على إجراء تحقيق كامل ومستقل ومحايد في الأحداث التي وقعت في الأسابيع الأخيرة".
|