×

  رؤا

وداعاً للاتفاق النووي؟

19/01/2023

الإعلان عن مغادرة جيريت بلانك، مساعد الممثل الخاص للولايات المتحدة لشؤون إيران، الفريق الأميركي في وزارة الخارجية ما هو إلا مؤشر آخر عن القعر الذي وصلت إليه المفاوضات والنتيجة التي باتت شبه حتمية بأن الاتفاق الموقع في 2015 يقترب اليوم من أن يكون في خبر كان والبحث عن البدائل انطلق من واشنطن إلى بروكسل إلى تل أبيب.

مغادرة بلانك المنصب كما أفاد موقع ”أكسيوس "الأربعاء يجعله المسؤول الثالث الذي يترك الفريق بعد آريين طبطاي وريتشارد نيفيو، وهو يطرح أسئلة عن مصير المبعوث روبرت مالي الذي كان يفكر بالمغادرة بحسب مقربين منه الخريف الفائت، ويواجه اليوم إشكاليات مع الكونغرس الجمهوري الذي يهدد باستدعائه لجلسات استماع وطلب رسائله الإلكترونية.

تفكك فريق الخارجية الأميركية حول إيران يؤكد ما كان فتراودان بأن البيت الأبيض هو صانع القرار حول الاتفاق النووي وأن لا الرئيس جوزيف بايدن ولا مستشار الأمن القومي يعطيان أولوية للملف أو يريدان العودة للاتفاق. فمن المنطق السياسي، المفاوضات مع إيران باتت مكلفة شعبيا صورة النظام قبل الاحتجاجات تختلف عما هي اليوم.

ما زاد أزمة الدخول في مفاوضات مع إيران هو قرار المرشد الأعلى علي خامنئي بالدخول وبشكل فاضح في صف فلاديمير بوتين وروسيا في حرب أوكرانيا ومن خلال بيع وتدريب الجيش الروسي طائرات من دون طيار. 

في هذا السياق قال فاديم سكيبيتسكي، مساعد المخابرات العسكرية بالجيش الأوكراني، في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع أن" النظام الإيراني وقع عقدًا مع روسيا لتقديم إجمالي 1750 طائرة مسيرة إلى موسكو.“  وأضاف ”نقدر أن روسيا استخدمت حتى الآن 660 طائرة مسيرة إيرانية من طراز "شاهد" في حرب أوكرانيا وتتلقى 300 طائرة مسيرة أخرى“.

اصطفاف إيران مع روسيا في أوكرانيا له انعكاسات مع المفاوض الأوروبي أيضا وكونها الدولة الوحيدة إلى جانب كوريا الشمالية التي تبيع بوتين السلاح. موقع ”المونيتور“ نقل هذا الأسبوع عن الجانب الأوروبي أن تسليح طهران لموسكو هو مشكلة أكبر من الاتفاق النووي، وأن القوى الغربية بدأت بالنظر في عقوبات لردع إيران في كافة الملفات.

هذه الصورة تعني اليوم أن الاتفاق بصيغته الموقعة من سبع سنوات يقترب من أي يصبح جثة هامدة، فبنوده من حظر تعاملات الأسلحة مع إيران إلى مستويات التخصيب هي فقدت أو على وشك أن تفقد صلاحيتها ما يعني أنه سيكون هناك ضرورة للتفاوض حول اتفاق وبنود جديدة. 

أما المناخ السياسي داخل إيران فهو لا يحبذ فكرة تنازل طهران للغرب. فخلال أسبوع واحد تتصادم القيادة الإيرانية مع فرنسا حول رسم كاريكاتير يسيء لخامنئي، ومع بريطانيا لاستعدادها لإدراج الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية. هذا يضاف إلى الأزمة الإيرانية الداخلية اجتماعيا واقتصاديا، والصراع على خلافة خامنئي. كل هذه العوامل ترجح تريث طهران وإعطاء أولوية لتثبيت وضعها داخليا قبل المقايضة مع الخارج. 

اليوم الاتفاق النووي الموقع مع إيران في 2015 لم يعد حيز التفاوض والتنفيذ، وعلى وقع صفقات الحرس الثوري مع بوتين، وتفكك فريق التفاوض الأميركي فنحن دخلنا فعليا بمرحلة إيجاد بدائل لمنع إيران من تطوير السلاح النووي وزيادة عزلتها دوليا.

 

*موقع فضائية"الحرة"الامريكية

 

  مواضيع أخرى للمؤلف