×

  رؤا

كرد عفرين في 2023: آمال كبيرة.. مصاعب كثيرة

19/01/2023

فتح الله حسيني

كاتب وصحفي كردي من سوريا

مع بدء العام الجديد، يدخل بدء الهجوم الجوي التركي على مقاطعة عفرين عامه الخامس، وتظل تطلعات الكرد العفرينيين الى مدينتهم الآمنة، المسالمة، الجميلة أكثر من ذي قبل، بعد أن عانوا كثيرا من مرارة المخيمات، وسط الامكانات المحدودة للادارة الذاتية الكردية، التي تتحمل أعباء أكثر من عشرة مخيمات للنازحين والمهجرين قسراً في الجزيرة والشهباء.

رغم أن قوات سوريا الديمقراطية، وتطلعات مجلس سوريا الديمقراطية تتجه نحو تسوية الوضع السياسي في عفرين، الا أن القضية برمتها مرتهنة بالتوافق الروسي – الأمريكي في هذا المضمار، لا سيما وأن تركيا تحتل هذه المقاطعة بعد مقاومة دامت 58 يوماً وسط بطولات كبيرة، ولكن بالأخير احتلت عفرين وذبل معها الكثير من رهانات الكرد في سوريا، بعد أن نزح اكثر من 300 ألف كردي من مناطق سكناهم وباتوا مشردين في مرمى مخيمات  "العصر" و" الشهباء" على مقربة من مقاطعتهم منتظرين آفاق التسوية أو بدء الانسحاب التركي، أو حلول سياسية تعيدهم الى ما كانوا عليه قبل العام 2018، ومع ذلك فهم متعلقون بالآمال، وهذه الآمال ليست زائفة طالما أن أولويات القوات الكردية تحرير المدينة عاجلا أم آجلا، اذاً لن تصبح عفرين "لواء اسكندرون" ثانية، طالما أن هنالك مطالبين بالحقوق، رغم أن المجتمع الدولي وقف عاجزاً عن إقناع الكردي العفريني وكل الكرد معهم بأن مدينتهم كانت المدينة الأكثر استقراراً والأكثر جمالاً والأكثر أماناً في عموم الخارطة السورية.

 

مع كل ماعاناه الكردي العفريني منذ خمس سنوات خلت، الا أن أعينه ما زالت تترقبَ حلولاً سياسية أو عسكرية لاعادتهم الى موطنهم الأصل، وهو ليس شعاراً ترميه الادارة الذاتية أو الكرد في سوريا، لأن الحلم الكردي يبدأ من عفرين ولكن لن ينتهي به، لأنها بكل علانية بوابة الكرد نحو البحر الأبيض المتوسط، وهو الحدود البحرية الدولية الى تمكن الكرد من رسم خارطة حلم بها في كردستان، وهذا أيضا ليس شعاراً نرميه هنا، بل حقيقة واقعة والكثير من الخرائط تغيرت وستتغير لأن التعنت من جانب الدول المحتلة لكردستان لن تطول أكثر ممما طال لأكثر من ماءة عام وأكثر.

قد يخيم السوداوية وانعدام التفاؤل بعض الشي، وهذا شي طبيعي، لكن القادم سيكون أفضل بالنسبة للكرد في سوريا طالما أن القضية مرتبطة بارادة الكرد الصلبة التي قارعت الارهاب، وقاومت الهجمات الجوية والبرية معاً الى أن احتلت عفرين.

اذاً حاولت تركيا مع فصائل المرتزقة السوريين قلع الزيتون بعملية "غصن الزيتون" لكن سيقول لسان حال الكردي العفريني ومعه كل الكرد بأن قلع الشجر وتهجير البشر كانا مجرد محاولة لا أكثر..

 

 

 

 

 

  مواضيع أخرى للمؤلف