×

  رؤا

المطالب القومية هزمت القلق الاقتصادي في انتخابات تركيا

23/05/2023

سلطت مؤسسة "المركز الأطلسي" البحثية الضوء على نتائج الانتخابات التركية، التي أجريت في 14 مايو/أيار، وأسفرت عن فوز تحالف حزب الرئيس، رجب طيب أردوغان، (العدالة والتنمية) بأغلبية البرلمان، والتوجه نحو جولة إعادة للانتخابات الرئاسية بين أردوغان ومرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، وأورد موقعها إجابات لخبرائها على 4 أسئلة حول دلالات النتائج.

وأشار تقرير نشره موقع المؤسسة، إلى أن التوقعات الغربية بأن كرد تركيا سيلعبون دور "صانعي الملوك" في الانتخابات لم تتحقق، إذ حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 8.8% من الأصوات فقط، بانخفاض 3% تقريبًا عن عام 2018، وهبط عدد مقاعده البرلمانية من 67 إلى 62.

وحتى في المناطق ذات الأغلبية الكردية في الجنوب الشرقي لتركيا، كان السباق تنافسيًا، حيث تقدم تحالف الرئيس، رجب طيب أردوغان، على حزب الشعوب الديمقراطي في نصف المحافظات، وحصل حزب الشعب الجمهوري المعارض على 5 مقاعد برلمانية بينما سيطر حزب الشعوب على نصف أصوات المحافظات تقريبًا، ما يؤشر إلى صعود واضح للأصوات القومية، والتي لعب دورا كبيرا بالانتخابات، بينما لم تتمكن المعارضة من إقناع الناخبين بضرورة التغيير على أساس المخاوف المتعلقة بالأداء الاقتصادي.

يجيب الزميل غير المقيم بالمجلس الأطلسي، ريتش أوزن، بأن النتائج تعكس اختيار الناخبين بين تحمل ألم الوضع الاقتصادي والتسامح مع مخاطره لصالح خيار مجرب، وبين تحمل مخاطرة اختيار ائتلاف معارض ومتنوع أيديولوجياً، وغير مجرب.

ويرى أوزن أن المعارضة أحرزت تقدمًا مقارنة بعام 2018، لكن نتائجها جاءت أقل من التوقعات أيضا، مشيرا إلى أن الحوافز الاقتصادية والدوافع القومية لعبا دورًا كبيرا في قرارات الناخبين.

أما مدير برنامج المجلس الأطلسي في تركيا، دفني أرسلان، فيرى أن الإقبال الكبير على التصويت أظهر التزام الشعب التركي بالعملية الديمقراطية، وأن النتائج أظهرت انقسام الناخبين مع زيادة في الأصوات الداعمة للتوجه القومي.

ويرى أرسلان أن الوضع الاقتصادي لم يلعب دورًا مهمًا بالنسبة لناخبي حزب العدالة والتنمية، الذين تأثروا بالمشاعر القومية وتأييدهم لقيادة أردوغان، كما لم يؤثر الزلزال الأخير على قرارات الناخبين بشكل كبير.

 

أما الباحث بالمجلس الأطلسي، جرادي ويلسون، فيرى أن تراجع تأثير الوضع الاقتصادي في تصويت الناخبين الأتراك جاء لصالح تغليب كفة الأحزاب اليمينية، مشيرا إلى أن الناخبين لم يقتنعوا برؤية المعارضة أو قدرتها على مواجهة تحديات البلاد، بينما ركز حزب العدالة والتنمية على إنجازاته السابقة، والتي لاقت صدى لدى الناخبين.

 

ما رأيك في تكوين البرلمان الجديد، وما هو تأثيره على الفائز النهائي بالسباق الرئاسي؟

يجيب أرسلان بأن تحالف الشعب (حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية) أصبح يتمتع بأغلبية تشريعية، لكنه يفتقر إلى المقاعد اللازمة للتعديل الدستوري، مشيرا إلى أن الأصوات الداعمة للقوميين سيكون لها دور مهم في جولة الإعادة بانتخابات الرئاسة.

فيما يرى أوزن أن نتيجة حزب الحركة القومية فاقت التوقعات، بينما كان أداء حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد ضعيفًا، ما قد يؤثر على معنويات تحالف المعارضة في جولة الإعادة.

تجيب الزميلة بالمجلس الأطلسي في تركيا، يفغينيا جابر، بأن السياسة الخارجية لم تكن محط تركيز كبير في الانتخابات التركية، لكن ظهرت مزاعم بالتدخل الروسي.

وأضافتا أنه لم يتم تداول أي دليل على تدخل روسي مؤثر في توجيه الناخبين، لكن تأثير روسيا على السياسة الداخلية التركية يمكن أن يمتد إلى ما وراء الهجمات الإلكترونية. ورجحت أن يظل النفوذ الروسي عاملاً رئيسياً في السياسة الخارجية والداخلية لتركيا.

 

ما هي توقعاتك لجولة الإعادة الرئاسية بالنظر إلى أن الجولة الأولى أظهر تقدمًا لأردوغان؟

يجيب أرسلان بأن رد فعل السوق على النتائج أشار إلى وجود مخاطر اقتصادية، ولذا فمن المتوقع أن يحول أردوغان خطابه نحو سياسات اقتصادية جديدة مع التوجه لجذب أصوات القوميين.

ولا يرجح جرادي ويلسون تمكن كليتشدار أوغلو من التغلب على فارق التصويت لصالح أردوغان في جولة الإعادة "ما لم تكن هناك تطورات كبيرة غير متوقعة".

أما يفغينيا جابر فترى أن الدعم غير المتوقع للمرشح القومي، سنان أوغان، قد يلعب دورًا حاسمًا في جولة الإعادة، إلى جانب المشاعر المعادية للمهاجرين.

فيما يلفت أوزن إلى أن محاولات أردوغان لبث الشكوك حول كليتشدار أوغلو ودعمه من الكرد القريبين من حزب العمال الكردستاني قد نجحت، ولذا افتقر تحالف كليتشدار أوغلو إلى دعم القوميين وواجه الضعف أمام المخاوف الأمنية للمواطنين.

  مواضيع أخرى للمؤلف