×

  المرصد الايراني

  ماذا سيفعل قادة إيران بعد صنع القنبلة النووية؟



 

*عن موقع "كونفرزيشن"

تعثرت المحادثات المتكررة والمتقطعة مرة أخرى بين إيران والقوى الغربية بشأن برنامج طهران النووي بسبب الخلافات بين الجانبين.

يتناول مقال أمين نعيني في موقع "كونفرزيشن" الذي ترجمه "الخليج الجديد" تطورات المباحثات النووية، حيث ألقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن باللوم على إيران في "قتل فرصة" للعودة إلى طاولة المفاوضات، وأكد أن المحادثات لم تعد أولوية لإدارة بايدن.

ويرى الكاتب أنه في غضون ذلك، يبدو أن إيران تقترب شيئًا فشيئًا من القدرة على صنع سلاح نووي فعليًا. كما قال مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 84%، أي أقل بقليل من 90% المطلوبة لصنع قنبلة.

ويتساءل الكاتب في ظل هذه التطورات: هل بقي أي مجال للاتفاق؟

على مدار العامين الماضيين، كان كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حازمين في جهودهما لإحياء الاتفاق النووي ومع ذلك، لم تثمر المحاولات الغربية حتى الآن، ويرجع ذلك إلى "المطالب المتطرفة" للإيرانيين، بما في ذلك إزالة الحرس الثوري الإسلامي من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

بالرغم من ذلك، يعتقد الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق النووي يظل "الطريقة الوحيدة" للتعامل مع برنامج إيران النووي. أما الولايات المتحدة، على الرغم من عدم إعطاء الأولوية للمحادثات، فهي ليست على استعداد أيضًا للإعلان رسميًا عن انتهاء الصفقة.

وبالرغم من أن مؤيدي الاتفاق يجادلون في كثير من الأحيان بأنه قيّد بشكل كبير القدرات النووية الإيرانية، فإن برنامج طهران النووي قد توسع بالفعل في غضون عامين فقط. ومؤخراً، أوضح منفذ إخباري تابع للحرس الثوري أن إيران لا يمكنها "إغلاق أبوابها أمام الأساليب العلمية لصنع قنبلة لأسباب عقلانية".

ويعتقد الكاتب أن السؤال الكبير هو: ما الذي سيفعله قادة إيران بعد ذلك؟ وفي هذا السياق قال وليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات المركزية ، في فبراير/شباط الماضي، إنه يعتقد أن المرشد الأعلى لإيران لم يتخذ قرارًا بعد بشأن بناء أسلحة نووية.

إذن، ما الذي تفكر فيه القيادة الإيرانية؟ للإجابة على سؤال كهذا، فإن نمط صنع القرار في تاريخ إيران هو عامل حاسم تم تجاهله على نطاق واسع.

 

تاريخ من المداولات المضنية

منذ ثورة 1979، أظهر القادة الإيرانيون نهجًا حذرًا وبطيئًا في اتخاذ القرارات الكبرى. وهذه العملية المطولة لصنع القرار في إيران متجذرة في القلق بشأن بقاء النظام على المدى الطويل، والذي كان يصارع مجموعة من التهديدات الداخلية والخارجية على مدى العقود الأربعة الماضية.

على سبيل المثال، استغرق الأمر 8 سنوات قبل أن تقبل الجمهورية الإسلامية وقف إطلاق النار ومحادثات السلام مع العراق بعد حربهم في الثمانينات.

بالإضافة إلى ذلك، استغرقت السلطات الإيرانية عقدًا من الزمن لتكون جاهزة لمفاوضات جادة بشأن اتفاقية نووية مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى، بعد الكشف عن البرنامج النووي للبلاد في عام 2003.

ومع ذلك، فإن بناء أسلحة نووية سيكون بالتأكيد القرار الاستراتيجي الأهم للقيادة الإيرانية منذ ثورة 1979.

 

ماذا يمكن أن يفعل الغرب؟

حتى الآن، لعبت عملية صنع القرار البطيئة في القيادة الإيرانية دورًا مهمًا في إعاقة تسليح البرنامج النووي.

وقد يوفر هذا التقييد للقيادة فرصة للقوى الغربية، بالنظر إلى الاحتجاجات المستمرة التي تعكر صفو البلاد حاليًا.

وإذا تخلت الدول الغربية عن هوسها بإحياء الاتفاق واستمرت في دعم الشعب الإيراني في احتجاجاته من خلال الضغط الدبلوماسي والاقتصادي، فسوف يرسل ذلك إشارة قوية إلى قادة إيران: التهديدات لوجود النظام لا تقتصر على العوامل العسكرية، ولكنها تأتي أيضًا بشكل متزايد من داخل البلاد.

ويشير الكاتب إلى أنه من المهم أن نلاحظ أنه وسط الاحتجاجات، أكد المسؤولون الإيرانيون ووسائل الإعلام المتشددة مرارًا أن الاتفاق النووي لم يمت، وأن المفاوضات جارية، بالرغم من أن معظمهم عارضوا في السابق أي اتفاق مع الغرب.

يشير هذا إلى أن الجمهورية الإسلامية لن تكون مستعدة للمخاطر التي قد يجلبها زوال المحادثات النووية أي احتجاجات أكثر شراسة من الجمهور إذا تسببت في صدمة اقتصادية أخرى.

لذلك، يتوقع المقال أنه كلما طالت فترة عدم استقرار ميزان القوى بين الشعب الإيراني والحكومة، زاد احتمال أن يتخذ النظام قرارًا حازمًا بشأن الأسلحة النووية على المدى القريب.

وبالتالي، فإن هذا سيوفر للغرب نفوذًا قويًا لتأمين اتفاق أكثر قوة وفعالية على المدى الطويل.


26/04/2023