تتنافس كبرى القوى العالمية على السودان.. فما الأسباب؟ ولماذا يجب أن تولي واشنطن اهتمامها للسودان؟
يرى عضو بمجلس إدارة المجلس الأطلسي، وخبير الشؤون الإفريقية، أحمد الشرعي، ضرورة أن تكون الحرب في السودان أولوية للمسؤولين بواشنطن.
وفي مقاله الأخير بمجلة ناشونال إنترست الأمريكية، قال الشرعي إن أعداء الولايات المتحدة، استغلوا ابتعادها عن إفريقيا ليندفعوا بدلًا منها في محاولة لتحقيق مصالحهم الخاصة، لكن لا تزال أمام واشنطن فرصة واعدة لدعم الديمقراطية بدول القارة.
حالة من التخبط
يلفت المقال المنشور في 25 إبريل 2023، إلى أنه منذ استقلال السودان، يعيش البلد الإفريقي في “حلقة سياسية مفرغة” من الحكم غير الديمقراطي والانقلابات العسكرية، والتخبط السياسي.
وحسب مقال خبير الشؤون الإفريقية، من الخطأ الاعتقاد بأن الوضع الحالي للسودان، لن يضر سلبًا بمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، فالقوى العالمية تتنافس بالفعل للسيطرة على النفط والذهب والموانئ الاستراتيجية في السودان.
وفق أحمد الشرعي، تهدف روسيا إلى بناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، ويشدد المقال على أن النتيجة الحتمية إذا ما ابتعدت واشنطن عن السودان أن يقترب بدوره من هذه القوى، ولا سيما الصين.
وترى الصين، وهي أكبر مستهلك للطاقة في العالم، أن إفريقيا تمثل “أرض الميعاد” في ما يتعلق بموارد النفط والغاز، ويكفي خام النفط السوداني لتلبية 10% من احتياجات الصين من النفط.
الصين وحضور متزايد في القارة السمراء
تدعو ورقة سياسة الصين تجاه إفريقيا الصادرة عام 2015 إلى تعزيز التعاون مع القارة السمراء، على الصعيد التقني والعسكري. وبالفعل ارتفعت الصادرات الصينية من الأسلحة إلى دول القارة، بنحو متزايد خلال الأعوام القليلة الماضية، حسب معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي. ووفق المقال، السودان واحد من هذه الدول.
وعلاوةً على ذلك، من تبعات الحرب في السودان تدفق اللاجئين على دول الجوار، ومن ثم مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وقد يمتد ذلك إلى منطقة شرق إفريقيا برمتها، وهي منطقة ذات أهمية حيوية للمصالح الأمريكية، كما يشير خبير الشؤون الإفريقية أحمد الشرعي.
المساعدات الإنسانية.. ضرورة حتمية
وفقًا للمقال، من الضروري كذلك بعد الإجلاء الناجح للدبلوماسيين الأمريكيين أن تشرع واشنطن في الإلقاء بثقلها على الصعيد الإنساني، من أجل تخفيف المعاناة وإنشاء ممرات آمنة للسماح للمدنيين المحاصرين بالهروب إلى مناطق أكثر أمنًا.
وختامًا يشدد المقال على أن هذه فرصة حقيقية للولايات المتحدة لتعزيز الديمقراطية، لكن عن طريق السلام وليس الحرب، وأنه لم يفت الوقت حتى اللحظة وما زالت توجد فرصة للحاق بالركب ودعم القارة السمراء في سبيل تحقيق مزيد من الرخاء والاستقرار، ومن أجل تعزيز الديمقراطية، كما يشير الشرعي.
بيان مشترك للآلية الثلاثية ودول الرباعية بشأن السودان
وفي 27 نيسان/إبريل 2023 صدر البيان التالي عن الآلية الثلاثية (الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) والأمم المتحدة) ودول الرباعية (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) بشأن السودان.
بداية البيان:
ترحب الدول الأعضاء في الآلية الثلاثية ودول الرباعية بإعلان القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع عن تمديد وقف إطلاق النار الحالي لاثنتين وسبعين ساعة إضافية وتدعو إلى تنفيذه بالكامل. ونرحب أيضا باستعدادهم إلى الانخراط في حوار يرمي إلى التوصل إلى وقف أكثر ديمومة للأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق. إن هذه المرحلة الدبلوماسية الأولية الرامية إلى إنشاء عملية لتحقيق وقف دائم للأعمال العدائية وترتيبات إنسانية ستساهم في العمل على تطوير خطة لخفض التصعيد على النحو المحدد في بيان الاتحاد الأفريقي الصادر في 20 نيسان/أبريل والذي أقرته جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والترويكا وشركاء آخرون.
وزارة الخارجية الأمريكية
مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية
27 نيسان/أبريل 2022