×

  المرصد الايراني

  القمة العراقية الايرانية في طهران..علاقات استراتيجية وتعاون مثمر



*المرصد /بانوراما

وصل فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، يوم السبت 29 نيسان 2023،  إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في زيارة رسمية ترافقه السيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد وذلك تلبيةً لدعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وترأس فخامته وفدا رفيع المستوى ضم السيد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الدكتور فؤاد حسين، ومعالي وزير الكهرباء زياد علي فاضل، ومعالي وزير الموارد المائية عبد عون ذياب، ومستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي، إضافة إلى عدد من المستشارين وكبار المسؤولين.

وجرت مراسم استقبال رسمية لفخامة رئيس الجمهورية بقصر سعد آباد في طهران من قبل فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي.

وشهدت مراسم الاستقبال عزف النشيدين الوطنيين العراقي والإيراني، ثم قام صاحبا الفخامة باستعراض حرس الشرف.

 

أهمية التنسيق والتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك

بعد ذلك أجرى رئيس الجمهورية ونظيره الإيراني جلسة مباحثات ثنائية، تناولت العلاقات بين البلدين الجارين وسبل تعزيزها وتطوير التعاون المشترك في مجالات الطاقة والموارد المائية والبيئة والمناخ والسياحة وبما يخدم المصالح المتبادلة، وتم التأكيد على أهمية التنسيق والتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك وبما يرسخ الأمن والاستقرار في المنطقة بصورة عامة.

كما تم التطرق إلى عدد من المسائل المهمة بين البلدين، وضرورة  توحيد الجهود من أجل تخفيف حدة التوترات على الصعيد الإقليمي والدولي والعمل المشترك لتعزيز فرص السلام.

وبعد اللقاء، بدأت المباحثات الرسمية بين الوفدين العراقي والإيراني، حيث ترأس فخامة الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد الجانب العراقي فيما ترأس الوفد الإيراني الرئيس إبراهيم رئيسي.

 وجرت، خلالها المباحثات، مناقشة آليات الارتقاء بواقع التعاون البنّاء بين البلدين.

وقال الرئيس الايراني إن تحسين العلاقات بين إيران والعراق لا يرضي أعدائنا و اضاف: ستوسع إيران والعراق تفاعلاتهما بما يتوافق مع مصالح البلدين في المنطقة وسيفيد تعزيز العلاقات بين طهران وبغداد وتوطيدها المنطقة بالإضافة إلى تأمين مصالح البلدين.

وصرح رئيسي في اجتماع وفدي إيران والعراق رفيعي المستوى، بأن زيارة الرئيس العراقي لإيران ستكون خطوة كبيرة في تحسين العلاقات وقال: العلاقات بين البلدين وكذلك تنفيذ الاتفاقيات الموقعة لها اتجاه متزايد ومرضي، لكن على الرغم من ذلك هناك العديد من القدرات لتطوير العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وشدد الرئيس الايراني على توسيع التعاون في المجالات الاقتصادية والطاقة والعبور والنقل والتبادلات التجارية والتعاون الأمني، إلى جانب أهمية الإسراع في تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين.

من جانبه، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف راشد في هذا الاجتماع على اهتمام بلاده بتوسيع العلاقات مع إيران وذكر أن البلدين لديهما قدرات متنوعة لتوسيع التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي والتبادلات التجارية.

 

المؤتمر الصحفي المشترك

وبعد محادثات وفدي البلدين عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا أكد فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد أن زيارته إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأتي تأكيداً للعلاقات التاريخية المتينة التي تربط بين شعبينا وبلدينا الجارين والصديقين.

وقال السيد الرئيس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني، اليوم السبت 29 نيسان 2023 عقب المباحثات الموسوعة بين الجانبين في طهران إن "العلاقات بين العراق وإيران متماسكة وتزدادُ قوةً"، مشددا على أهمية العمل على تطويرها بالتنسيق والتعاون المستمر على الصعد كافة، ومنها مراعاة حصة العراق من المياه؛ خصوصاً وأن معظم الروافد على نهري دجلة وشط العرب مصدرها الجمهورية الإسلامية.

وأشاد فخامة الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد بمواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية المساندة للشعب العراقي في مواجهة قساوة النظام الدكتاتوري، كذلك اهتمام ورعاية الجمهورية الإسلامية للعراقيين الكرد بعد أن تعرضوا إلى القصف الكيمياوي في حلبجة، وآخرها مساندة العراق في قتال مجرمي تنظيم داعش الإرهابي.

وعبّر رئيس الجمهورية عن تهانيه لتطور وتحسن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية، معربا عن آمله بأن تسهم هذه الخطوة على تثبيت الأمن والاستقرار والتعاون في المنطقة بصورة عامة.

وفي ما يلي نص حديث فخامة رئيس الجمهورية في المؤتمر الصحفي:

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي المحترم

السيدات والسادة المحترمون

السلام عليكم ورحمة الله

في البدء أتوجه بالشكر لكم فخامة الرئيس على دعوتكم الكريمة لنا لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ونود أن نعبّر عن سعادتنا بهذه الزيارة، وهي تأتي تأكيداً للعلاقات التاريخية المتينة التي تربط بين شعبينا وبلدينا الجارين والصديقين.

إن هذه العلاقات لا تقتصر فقط على المؤسسات الحكومية في بلدينا، بل في المجالات كافة؛ إذ يربطنا التاريخ المشترك والجغرافية المشتركة والدين الواحد فضلاً عن القوميات والأعراق المتنوعة. تربطنا كذلك تجارة مشتركة وعلاقات اجتماعية مشتركة. وعلى هذا الأساس، هذه الحقائق الواضحة، فإنّ ما بيننا وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثابت وغير قابل للتغير، وهذا الأمر يستند على قناعة شعبينا وسعيهم للتعاون في مختلف المجالات مع التأكيد على الاستقلالية والمصالح المشتركة لكلا البلدين.

 

 فخامة الرئيس ..

إن تناول التفاصيل التاريخية للعلاقات العراقية الإيرانية تحتاج إلى ساعات طويلة، والشعب العراقي المعروف بوفائه لن ينسى وقفة الجمهورية الإسلامية حينما عانينا ظلم وقساوة الدكتاتورية؛ حين فتحت أبوابها أمام الشعب العراقي بكل طوائفه وقومياته للهروب من طغيان الدكتاتورية وتعسفها. ولن ينسى كذلك اهتمام ورعاية الجمهورية الإسلامية للعراقيين الكرد بعد أن تعرضوا إلى القصف الكيمياوي في حلبجة، وآخرها مساندتنا في قتال مجرمي تنظيم داعش الإرهابي.

 

 سيادة الرئيس .. الحضور الكرام

إن العلاقات بين البلدين متماسكة وتزدادُ قوةً، وعلينا جميعاً العمل على تطويرها بالتنسيق والتعاون المستمر على الصعد كافة، ومنها مراعاة حصة العراق من المياه؛ خصوصاً وأن معظم الروافد على نهر دجلة وشط العرب مصدرها الجمهورية الإسلامية. كذلك يجب علينا إيلاء التعاون في محاربة المخدرات وتجارتها الأهمية القصوى، فهي الآفة التي استحالت سرطاناً يفتكُ بالشعوب. ومن المهم كذلك تبادل المعلومات بين مؤسسات البلدين الرسمية لتحسين البنية التحتية وتقديم أفضل الخدمات لشعبينا.

وفي لقائنا قبل قليل أدخلنا بعض التفاصيل لحل معظم الأمور الموجودة على طاولة المفاوضات، ونحن من جانبنا نبذل كل الجهود للوصول إلى نتائج إيجابية.

وفيما يخص الأمن والاستقرار في المنطقة، يسرني أن أتقدم لكم بالتهنئة لما شهدته العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والمملكة العربية السعودية من تطور وتحسن، آملين أن تساهم هذه الخطوة على تثبيت الأمن والاستقرار والتعاون في منطقتنا بشكل يخدم شعبينا وبلدينا وشعوب المنطقة كافة.

 وفي الختام أكرر شكري فخامة الرئيس على دعوتكم ووجودنا في بلدكم.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

 

الرئيس الإيراني: زعزعة أي نقطة في العراق هي زعزعة لأمن إيران ككل

من جانبه، عبّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، خلال المؤتمر الصحفي، عن شكره لفخامة رئيس الجمهورية لتلبيته دعوة الزيارة، مؤكدا أن المباحثات تطرقت إلى مواضيع مهمة في المجالات التجارية والأمنية.

وأشاد الرئيس الإيراني بالعلاقات بين البلدين، مؤكدا أنها لا تشبه العلاقات العادية بين دولة وأخرى، ومبينا أنها تسير بشكل جيد في مجالات البنى التحتية، والنفط والغاز والطاقة، لافتا إلى أن إيران تعتبر زعزعة أي نقطة في العراق هي زعزعة لأمن إيران ككل.

وبشأن ملف المياه، أكد الرئيس الإيراني" أننا ملتزمون بمنح العراق حصته، ونريد أن نتعاون مع العراق في هذا الجانب، حيث تقرر خلال لقاء الوفدين اليوم استمرار المباحثات بين وزارة الموارد المائية العراقية ووزارة الطاقة في إيران للوصول إلى حلول".

ورحب رئيسي، السبت بالرئيس العراقي والوفد المرافق له وقال: جرت محادثات جيدة بيننا حول مختلف المجالات.

وأكد: ان العلاقات بين البلدين هي علاقات استراتيجية وتجاوزت قيمة التبادل التجاري والاقتصادي بينهما عشرة مليارات و هي مرشحة للزيادة.

وأضاف: وتتواصل العلاقات بين البلدين في مجال البنية التحتية والمياه والكهرباء والغاز والطاقة بحيث يمكننا استخدام القدرات الموجودة  لتلبية الاحتياجات لهذين البلدين.

وأوضح: تم التوصل إلى تفاهم أمني مع العراق وان اي انعدام الامن في العراق نعتبره انعدام الامن في ايران لان يهمنا الامن العراقي مؤكدا ان التفاهم  الامني بين البلدين من شانه ان يسهم في ضمان الامن في المنطقة.

وتعليقا على تواجد القوات الأمريكية في المنطقة قال رئيسي: كلما نعتبر الحوار بين دول المنطقة مفيدا كلما نعتبر تواجد القوات الاجنبية غير مفيد ونعتقد انه يمس بالامن الاقليمي.

وصرح: ان العلاقات الجيدة بين إيران والعراق تفوق التعاون الثنائي و تتوسع لتشمل التعاون الاقلمي والدولي.

 

ضرورة التعاون بين دول المنطقة لمكافحة الجريمة المنظمة

وشدد على ضرورة التعاون بين دول المنطقة لمكافحة الجرائم المنظمة والمخدرات وصرح: قلنا للاوربيين اذا لم تقم ايران بمكافحة المخدرات فكنا نشهد ان اوروبا بأسرها تعاني من المخدرات لذلك عليها ان تقدم الشكر لايران.واشار الى واجبات الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجرائم المنظمة واضاف ان دعم الامم المتحدة في هذا المجال لم يتجاوز الاقوال و الاشادة بلجنة مكافحة المخدرات بينما ان مكافحة المخدرات تستدعي العمل على ارض الواقع.

واضاف ان عزم العراق على مكافحة المخدرات من بواعث الامل و الارتياح.

 

ملتزمون بمنح العراق حصته

واشار الى حصة دول المنطقة من مصادر المياه فيها وقال هناك حقوق لدول المنطقة من مصادر المياه يجب الالتزام بها واننا نؤكد على الحفاظ على حصة ايران والعراق من نهر اروند رود منعا لاي خلاف في هذا المجال.

واضاف اننا تحدثنا اليوم حول ضرورة اجراء المحادثات بين وزيري الطاقة لدى البلدين لحل القضايا الثنائية والفنية مؤكدا ان ايران تتعاون مع العراق بهذا الخصوص.

واعرب الرئيس الايراني عن امله في ان تشكل زيارة الرئيس العراقي لطهران منعطفا لتعزيز العلاقات بين ايران والعراق.

 

 

مباحثات مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران

والتقى فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، السبت ٢٩ نيسان ٢٠٢٣ في العاصمة الإيرانية طهران، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران سماحة آية الله العظمى السيد علي خامنئي.

وجرى، خلال اللقاء، استعراض علاقات الصداقة الراسخة والقائمة بين البلدين، حيث أكد فخامة الرئيس أهمية تعزيزها وتقويتها وبما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الجارين.

بدوره رحب سماحة المرشد الأعلى بالسيد رئيس الجمهورية، مؤكداً حرص الجمهورية الإسلامية على دعمها الدائم للعراق ووقوفها إلى جانبه تحقيقاً للاستقرار في المنطقة على الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية.

كما تمت مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المتبادل.

وبحسب وكالة الانباء الايرانية فقد  أكد قائد آية الله الخامنئي أن تقدم العراق وازدهاره واستقلاله ورفعته أمر مهم جدا بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وقال: إن تطوير التعاون الثنائي وتنفيذ الاتفاقات المبرمة يخدم مصلحة البلدين.

 

اعداء الداء لتوسيع العلاقات بين إيران والعراق وتعميقها

وأضاف ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف الى جانب العراق وأمنيتنا هي تقدم العراق.

واعتبر أن تطوير التعاون رهن بالمتابعة الجادة للاتفاقيات التي تم التوصل إليها ، وخاصة الاتفاقيات الأمنية والاقتصادية الأخيرة ، وقال: هنالك اعداء الداء لتوسيع العلاقات بين إيران والعراق وتعميقها ، ولولا الاواصر التاريخية والعقائدية الراسخة بين البلدين ، لربما عادت العلاقات إلى ظروف عهد صدام.

 

كرم الشعب العراقي في استضافة الزوار الإيرانيين في مراسم الأربعين الحسيني وغيرها

وإشار إلى كرم الشعب العراقي في استضافة الزوار الإيرانيين في مراسم الأربعين الحسيني وغيرها رغم ثماني سنوات من الحرب بين البلدين ، وقال إن معنى هذه الظاهرة بالغة الأهمية هو أن هناك عوامل وحدة بين الشعبين والبلدين ، وان العوامل السياسية الخارجية لا يمكنها التأثير عليها ، لذا يجب استثمار هذه الفرصة لتعميق العلاقة أكثر فاكثر، ويجب أن يكون هناك حرص ويقظة جادة لاستمرارها.

واعرب عن ارتياحه للوضع القائم للحكومة ودولة العراق ، واعتبر ذلك من نتاج وحدة الشعب والمكونات والفئات العراقية، واضاف: ان للعراق شخصيات وافكارا جيدة وشبابا مفعمين بالحماس والحيوية ، وينبغي استثمار هذه الثروة الوطنية والحفاظ على أسس هذه الوحدة.

بدوره اعرب الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد في هذا اللقاء ، الذي حضره أيضا الرئيس الايراني آية الله ابراهيم رئيسي ، عن سروره الكبير للقاء قائد الثورة الإسلامية وقال: ان علاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي علاقات متواصلة وراسخة في مختلف الأبعاد والمجالات.

وفي إشارة إلى لقاءاته ومحادثاته مع المسؤولين الإيرانيين، قال: إن جهود العراق كلها تهدف إلى تعميق العلاقات مع إيران وتنفيذ بعض القضايا المتبقية بين البلدين.

كما ثمن الرئيس العراقي مساعدة ودعم إيران حكومة وشعبا للعراق في مختلف المراحل ، وخاصة على صعيد مكافحة الإرهاب.

 

مباحثات مع رئيس مجلس الشورى الإيراني

وزار فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، السبت 29 نيسان 2023، مقر مجلس الشورى الإسلامي الإيراني في العاصمة الإيرانية طهران حيث التقى رئيس المجلس السيد محمد باقر قاليباف.

وأشار السيد الرئيس، خلال اللقاء، إلى أهمية تعزيز التعاون الثنائي في القضايا التي تهم الطرفين والملفات والمجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني استمرار دعم بلاده للشعب العراقي ، معبراً عن رغبة إيران في أن تكون علاقات الصداقة بين البلدين والروابط المشتركة بين الشعبين الجارين وطيدة وراسخة الجذور.

كما أشاد قاليباف بجهود السيد الرئيس الرامية إلى استتباب الوضع الأمني والوفاق السياسي في العراق، متمنيا لهذه المسيرة دوام الاستمرار من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار.


30/04/2023