×

  المرصد الايراني

  بيان مشترك حول تعزيز التعاون على أساس العلاقات الاستراتيجية



أكدت الجمهورية الاسلامية الايرانية وسورية في بيان مشترك في ختام زيارة الرئيس الإيراني الدكتور إبراهيم رئيسي بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد، على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية على أساس العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين، وضرورة احترام السيادة الوطنية والاستقلال والحفاظ على وحدة أراضي الدولتين وفق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وفيما يلي النص الكامل للبيان:

تلبية للدعوة الرسمية من رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس بشار الأسد قام رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور إبراهيم رئيسي بزيارة رسمية إلى الجمهورية العربية السورية يومي الأربعاء والخميس الثالث والرابع من شهر أيار 2023، وناقش خلال اللقاءات التي أجراها مع كبار المسؤولين السوريين سبل توسيع وتعزيز العلاقات الثنائية، وآخر المستجدات في المنطقة والأوضاع على الصعيد العالمي.

– أجرى الرئيسان مباحثات معمقة ركزت على سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية على أساس العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين، فضلاً عن مناقشتهما آخر المستجدات على مستوى المنطقة والعالم.

– أكد الجانبان على ضرورة احترام السيادة الوطنية والاستقلال والحفاظ على وحدة أراضي الدولتين وفق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

– أكد الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية من خلال استمرار التعاون السياسي والاقتصادي والقنصلي ومجالات التعاون الأخرى، فضلاً عن استمرار زيارات الوفود رفيعة المستوى بين البلدين.

– أعرب الجانبان عن استعدادهما ورغبتهما باتخاذ كل الإجراءات لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين من خلال الآليات القائمة بما فيها اللجنة العليا المشتركة، كما أكدا على التعاون القائم بينهما فيما يتعلق بإعادة إعمار الجمهورية العربية السورية.

– عبر الجانبان عن ارتياحهما للتعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مشددين على استمرار التعاون المشترك من أجل القضاء على جميع الجماعات الإرهابية بشكل نهائي.

– واستنكر الجانبان بشدة الاعتداءات التي ينفذها الكيان الصهيوني على الجمهورية العربية السورية معتبرين إياها عاملاً مزعزعاً للاستقرار في المنطقة، وأكد الجانبان على حق سورية المشروع في الرد على هذه الاعتداءات بالطريقة المناسبة.

– أدان الجانبان استمرار احتلال الكيان المحتل للجولان السوري وكذلك الإجراءات التي اتخذتها سلطات هذا الكيان المحتل، بما في ذلك قرار ضم الجولان والذي يتعارض مع مبادئ القانون الدولي، حيث يعتبر الجولان السوري أرضاً محتلة على مستوى الوضع القانوني، وأدانا بشدة قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بضم الجولان السوري والذي يعد انتهاكاً سافراً لمبادئ الأمم المتحدة.

– وأدان الجانبان كل أشكال الوجود غير الشرعي للقوات العسكرية على أراضي الجمهورية العربية السورية والتي تشكل احتلالاً، مؤكدين ضرورة إنهائه باعتباره انتهاكاً للسيادة الوطنية للجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها، كما شددا على بسط الجمهورية العربية السورية سيادتها على أراضيها كافة، وأدانا بشدة الممارسات الأمريكية في سرقة الموارد الطبيعية للجمهورية العربية السورية مطالبين بموقف حاسم من المجتمع الدولي لوقف هذه الأعمال.

– أدان الجانبان بشدة الإجراءات القسرية والأحادية وغير القانونية التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية، والتي تعتبر انتهاكاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان الدولي، معربين عن قلقهما إزاء هذا النهج الذي يلحق الأذى بالأبرياء، مؤكدين على ضرورة الإلغاء الفوري لهذه الأعمال اللاإنسانية.

– كما أعلن الجانب الإيراني مجدداً وقوفه بجانب الجمهورية العربية السورية حكومة وشعباً، وكذلك تضامنه معها فيما يخص الزلزال المدمر الأخير في البلد.

– كما أدان الجانبان استمرار الحصار الجائر والعقوبات غير القانونية من جانب الدول الغربية ضد الشعب السوري في ظروف ما بعد الزلزال، وأكدا على ضرورة كسر هذا الحصار بشكل فوري بغية تسهيل إيصال المساعدات الدولية لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال.

– رحب الجانبان بالتطورات السياسية الإيجابية في المنطقة ولا سيما التواصل البناء بين سورية والدول العربية، والاتفاق الإيراني السعودي الذي جرى برعاية صينية، واعتبرا أن هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة نحو مزيد من التطورات الإيجابية التي تخدم استقرار الشرق الأوسط، كما أكدا على ضرورة التضامن والتماسك بين الدول في المنطقة لمواجهة التحديات وتوفير الأمن والرفاهية والهدوء في المنطقة من خلال التعاون الإقليمي الداخلي.

– ثمن الجانبان دماء الشهداء الذين ضحوا لأجل انتصار سورية في حربها ضد الإرهاب.

– ثمن الجانب الإيراني الجهود المبذولة لتهيئة الظروف المناسبة وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم في الجمهورية العربية السورية، وطالب الجانبان المجتمع الدولي بتقديم المساعدات المطلوبة في هذا المجال ووقف استغلال معاناة اللاجئين من قبل بعض الدول لخدمة برامجها السياسية.

– أكد الجانبان على أن الكيان الصهيوني المحتل هو السبب الرئيسي للأزمات وتهديد السلام والأمن في المنطقة، ورفضا الإجراءات العدائية لهذا الكيان ضد المقدسات الإسلامية في القدس الشريف ومحاولاته تغيير الظروف القانونية و التاريخية لبيت المقدس، وأدانا استمرار عمليات الاستيطان غير القانوني وكذلك ممارسات الاحتلال في فلسطين، واعتبرا كل ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الإنسان.

كما أعلن الجانبان دعمهما للحق المشروع للشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الاحتلال وإقامة دولة مستقلة وموحدة وذات سيادة عاصمتها القدس الشريف.

– أعرب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية فخامة السيد الدكتور إبراهيم رئيسي عن خالص امتنانه وتقديره لأخيه رئيس الجمهورية العربية السورية الرئيس بشار الأسد والمسؤولين والشعب السوري للترحيب الحار وكرم الاستضافة، متقدماً بدعوة رسمية لرئيس الجمهورية العربية السورية للقيام بزيارة رسمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

آية الله رئيسي: سورية حققت الانتصار رغم التهديدات والعقوبات

قال رئيس الجمهورية اية الله "ابراهيم رئيسي"،إن سورية حكومة وشعباً اجتازت مصاعب كبيرة، واليوم نستطيع القول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فُرضت ضدكم”.

وقال اية الله "ابراهيم رئيسي"، خلال اللقاء مع نظيره السوري "بشار الاسد" يوم الأربعاء بدمشق 3/5/2023 : “سورية حكومة وشعباً اجتازت مصاعب كبيرة، واليوم نستطيع القول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فُرضت ضدكم”.

وصرّح آية الله رئيسي في هذا اللقاء:" إنّ العديد من التغيرات الإقليمية والخارجية لم تكن قادرة على التأثير على العلاقات الأخوية بين البلدين واليوم تم إثبات شرعية موقف ومقاومة إيران وسوريا بشكل كامل.

واستطرد الرئيس الايراني حديثه مؤكّداً على أنّ العلاقات الإيرانية السورية مرتبطة بدماء الشهداء الأعزاء ، ولا سيما الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني ، وإن هذا الاسم هو رمز استقرار وقوة العلاقات بين البلدين.

وأشار الرئيس الايراني في هذا السياق إلى أن شرعية موقف إيران وسوريا وانسجام هذا المسار مع العقلانية والمقاومة والوقوف قد تم إثباتها والرد عليها بشكل كامل . كما واقتنع من كان حتى يوم أمس يشكك في موقف إيران السياسي وآرائها ووجهات نظرها بشأن سوريا بأن هذا الموقف كان صائباً وعادلاً.

وتابع الرئيس الايراني مؤكداً على دعم إيران ومساعدتها في تحقيق السلام الدائم والاستقرار والهدوء في سوريا ، وصرّح بأنه ومثلما وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في محاربة الإرهاب فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم.

وبدوره أكّد الرئيس السوري بشار الأسد في هذا الاجتماع على أن سورية حكومة وشعباً لن تنسى محبة إخوانهم الإيرانيين وقال :" إنه يجب أن يكون لإيران حضوراً فاعلاً في إرساء السلام المستقر والدائم وإعادة بناء سوريا."

و أضاف الرئيس السوري : “العلاقات السورية الإيرانية غنيّة بالمضمون، غنيّة بالتجارب وغنيّة بالرؤية التي كوّنتها، ولأنها كذلك كانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرّة وثابتة بالرغم من العواصف الشديدة السياسية والأمنـية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط”.

وفي اشارة الى ان العديد من التغييرات الإقليمية وخارج الإقليمية لم تكن قادرة على التأثير على العلاقات الأخوية بين البلدين ،أكّد رئيسا إيران وسوريا في الاجتماع المشترك للوفدين الرفيعي المستوى أن العلاقات الإيرانية-السورية كانت مستقرة وثابتة حتى في الفترات الصعبة والمعقدة على الرغم من العواصف السياسية والأمنية الشديدة التي ضربت منطقة الشرق الأوسط.

رئيسي : الوضع في ايران وسوريا اليوم يدل على احقية صمود البلدين امام الضغوط

اعتبر الرئيس الايراني "اية الله السيد ابراهيم رئيسي" ان الوضع الراهن في ايران وسوريا، مؤشرا على احقية وصحة مقاومة وصمود البلدين في مواجهة الضغوط؛ لافتا في هذا السياق الى الاقرار الرسمي للامريكيين بالهزيمة النكراء لسياسة الضغوط القصوى التي مارسوها ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الايراني مع نظيره السوري في دمشق ؛ حيث هنأ لمناسبة الانتصارات التي حققتها سوريا حكومة وشعبا في مواجهة اعدائها الارهابيين والتكفيريين والجماعات الانفصالية التي تتلقى الدعم من امريكا والغرب وبعض الدول الاقليمية لتقسيم هذا البلد واثارة الفوضى والذعر فيه.

واضاف : ان الشعب السوري استطاع بتوجيهات رئيسه المحترم وحكومته ان يصمد ويقاوم بالشكل الذي يبعث على الثناء.

ولفت رئيس الجمهورية الى ان الدول التي لم تحقق مآربها البغيضة في ساحات القتال ضد سوريا، تسعى اليوم عبر ساحات اخرى لتمرير اهدافها بما في ذلك فرض الضغوط الاقتصادية والحصار على هذا البلد؛ مؤكدا بان تلك الانظمة ستفشل قطعا.

وعلى صعيد اخر، قال الرئيس الايراني : انني اوجه التحية الى الشعب الفلسطيني العزيز الذي نقف اليوم بالقرب من حدوده، كما نحيي الشهداء الفلسطينيين والسوريين العظام وشهيد المقاومة الكبير الحاج قاسم سليماني.

وتابع : انني اقول للشعب الفلسطيني العزيز، بان الامس كانت الانتفاضة الاولى والثانية والثالثة، واليوم بلغت المقاومة الفلسطينية مكانة شامخة للغاية مما كانت عليها في الايام الماضية.

واعتبر رئيسي بان المعادلات العالمية والنظام العالمي تتجه في صالح المقاومة وعلى حساب التيار الاستكباري والكيان الصهيوني؛ بالشكل الذي لا يمكن مقارنته مع السنوات الماضية.

ومضى الى القول : ان قائد الثورة الاسلامية الحكيم الامام الخامنئي (حفظه الله) لطالما اكد على المقاومة وقد صرح بانه "لو كان ثمن المقاومة باهظا فإن ثمن الاستسلام سيكون اكثر بكثير من ثمن الصمود والمقاومة".

وفي جانب اخر من تصريحاته الصحفية مع "الاسد" اليوم، اشار "اية الله رئيسي" الى التمييز الذي ساد المنظمات الدولية وبعض الدول عند ايصال المساعدات الانسانية الى منكوبي الزلزال داخل سوريا، قائلا : ان الضمائر الحية لن تتحمل بان يشهد الشعب المنكوب بالزلال في سوريا، محروما من الحصول على الادوات الاساسية للحياة من جانب المنظمات الدولية والدول الاخرى؛ متسائلا "كيف تبرر الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان، هذا المنطق الذي يحرم شعبا عزيزا تعرض للزلزال من اولويات الحياة؟1".

وتابع : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية، وانطلاقا من سياستها الخارجية اعلنت وقوفها الى جانب المقاومة والصمود؛ نحن كنا ولا نزال ندعم الحكومة والشعب العزيز في سوريا، ان كان في فترة الحرب ضد الجماعات التكفيرية واليوم حيث استطاع هذا الشعب ان يتخلص من شر تلك الزمر وبدا في اعادة اعمار بلاده.

وفي سياق منفصل، تطرق رئيس الجمهورية الى المباحثات بين المسؤولين الايرانيين والسوريين والوثائق التي وقعها الجانبان اليوم، في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

واردف القول : ان هذه المذكرات ستتيح فرصا كثيرة لتوسيع العلاقات والتعاون بين طهران ودمشق، ونحن مصمّمون على المضي بهذا الاتجاه.

ومضى الرئيس الايراني الى القول : نحن نرغب في توسيع العلاقات مع دول المنطقة، وذلك بعيدا عن حضور الاجانب الذي لا يجلب لها الامن، كما نعتبر وجود الامريكيين في سوريا اذ لا يصنع الامن بل العكس هو مخل بالامن السوري والاقليمي.

واكمل : اننا نعتقد بان السبيل الى ارساء الامن يكمن في السيادة السورية على كامل اراضيها، وبما يضمن الامن للمنطقة جمعاء.

برنامج التعاون الشامل بين إيران وسوريا

اعتبر رئيس الجمهورية ابراهيم رئيسي، برنامج التعاون الاستراتيجي طويل الأمد بين إيران وسوريا، الذي تم توقيعه امس الاربعاء، بداية لفصل جديد في العلاقات الودية والأخوية بين البلدين.

جاء ذلك خلال لقاء السيد رئيسي، برئيس الوزراء السوري حسين عرنوس قبل ظهر الخميس، حيث اكد على الاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الوزراء السوري للتنفيذ الكامل لوثائق واتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين.

و في إشارة إلى القدرات الكبيرة لإيران في المجالات الاقتصادية، شدد رئيسي على أن التعاون الإيراني ـ السوري يجب أن يستمر ويتسع في المجالات التجارية والاقتصادية حتى يستفيد كلا البلدين.

من جانبه أعرب رئيس الوزراء السوري عن تقديره لدعم ومساعدة إيران حكومةً وشعباً خلال الأزمة السورية، وقال: لن تنسى سوريا أبداً لطف إخوانها الإيرانيين خلال الحرب، وإيران هي أولويتنا في التعاون لإعادة الإعمار.

ورحب عرنوس بتوسيع العلاقات بين طهران ودمشق في مختلف المجالات وخاصة في المجالين الاقتصادي والتجاري ، وقال إنه سيتابع التنفيذ الكامل للبرنامج الشامل و 14 وثيقة تعاون بين البلدين.

وصرح رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي بان الصهاينة وداعميهم الغربيين وبعد فشلهم في تنفيذ خطة تقسيم سوريا ، يسعون لتنفيذ ذلك في السودان، داعيا شعب السودان والعالم الإسلامي للحذر من مؤامرات الصهاينة وان يعلموا ان الوحدة هي اليوم الضرورة الاهم للشعوب الاسلامية.

وفي مقر اقامته في دمشق التي يزروها حاليا، اكد آية الله ابراهيم رئيسي خلال لقائه اليوم الخميس وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، دعم ايران المستمر لسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، مشيداً بالتحركات الدبلوماسية الإيجابية الحاصلة في المنطقة ومؤكداً في هذا الإطار على حكمة السيد الرئيس بشار الأسد وصوابية مواقفه في التعامل مع مختلف القضايا والتحديات التي تواجه سورية.

واوضح أن إيران صديقة لدول المنطقة في الأوقات الصعبة، وقال: ان ايران كانت صديقة وداعمة للحكومة والشعب السوري في فترة المقاومة ، وستستمر الاخوة بين الشعبين المقاومين الايراني والسوري.

واكد رئيس الجمهورية: إن تيار المقاومة ، خاصة في فلسطين ، شل الكيان الصهيوني ، وفشل نهج التوسع والاحتلال واضاف: ان الكيان الصهيوني وبدعم من اميركا ودول غربية واطلاق الجماعات الارهابية صنيعة اميركا، سعوا لتقسيم سوريا لكنهم فشلوا.

وصرح آية الله رئيسي: ان الصهاينة وبدعم من حماتهم الغربيين ينتهجون اليوم ايضا سياسة تقسيم السودان، لذا على شعب السودان والعالم الإسلامي أن يحذروا من مؤامرات الصهاينة وأن يعلموا أن أهم حاجة للشعوب الإسلامية اليوم هي الوحدة وأن الجمهورية الإسلامية منادية وداعية جميع المسلمين إلى الوحدة.

بدوره عرض الوزير المقداد موقف سورية من مختلف التطورات السياسية في المنطقة والعالم، وخاصةً الحراك الدبلوماسي الأخير، بما في ذلك نتائج زياراته الأخيرة إلى عدد من الدول العربية.

واستعرض الوزير المقداد كذلك التحضيرات الجارية للمشاركة باجتماع وزراء خارجية سورية وإيران وروسيا وتركيا في موسكو في الأيام القادمة، وأكد المقداد في هذا الصدد تمسك سورية بموقفها الداعي لإنهاء الوجود العسكري التركي غير الشرعي على الأراضي السورية.

وصرح وزير الخارجية السوري: إيران لديها قدرات جيدة في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والعلوم والتكنولوجيا ، يمكن استخدامها لتحسين مستوى العلاقات بين البلدين ، ويجب علينا متابعة تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين البلدين على محمل الجد.

إيران تدعم باستمرار سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها

في إطار الزيارة التي يجريها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق إلى سورية، استقبل الرئيس رئيسي اليوم في مقرّ إقامته بدمشق الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين والوفد المرافق له.

وجدد الرئيس رئيسي خلال اللقاء دعم بلاده المستمر لسيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، مشيداً بالتحركات الدبلوماسية الإيجابية الحاصلة في المنطقة ومؤكداً في هذا الإطار على حكمة السيد الرئيس بشار الأسد وصوابية مواقفه في التعامل مع مختلف القضايا والتحديات التي تواجه سورية.

بدوره عرض الوزير المقداد موقف سورية من مختلف التطورات السياسية في المنطقة والعالم، وخاصةً الحراك الدبلوماسي الأخير، بما في ذلك نتائج زياراته الأخيرة إلى عدد من الدول العربية.

واستعرض الوزير المقداد كذلك التحضيرات الجارية للمشاركة باجتماع وزراء خارجية سورية وإيران وروسيا وتركيا في موسكو في الأيام القادمة، وأكد المقداد في هذا الصدد تمسك سورية بموقفها الداعي لإنهاء الوجود العسكري التركي غير الشرعي على الأراضي السورية.

الرئيس الايراني: أرى مستقبل سورية مشرقاً تماماً

أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن زيارة سورية ستشكل منعطفاً إيجابياً وجيداً لتنمية العلاقات بين طهران ودمشق، وسيكون تأثيرها على العلاقات الاقتصادية بين البلدين والمنطقة كلها.

وافادت "سانا" انه خلال منتدى رجال الأعمال الذي نظمته الغرفة التجارية السورية بالتعاون مع الغرفة التجارية السورية الإيرانية المشتركة في مبنى وزارة الخارجية الخارجية يوم الجمعة قال رئيسي: “من دون أدنى شك فإن هذه الزيارة التي أجريتها إلى الجمهورية العربية السورية ستشكل منعطفاً إيجابياً وجيداً لتنمية العلاقات بين البلدين، وسترون بالتأكيد تأثيرها على النشاطات والعلاقات الاقتصادية بينهما، وفي المنطقة كلها أيضاً”.

وأضاف رئيسي: إن “الأمر المهم هنا هو أن إرادة كلا البلدين تتمثل بتوسيع العلاقات العامة بينهما، ومن المهم أيضاً أن إرادتكم أنتم أيها التجار الأعزاء ستكون في تحقيق وإضفاء الطابع العملي على ما اتفقنا عليه في كلا الحكومتين، وإنني على ثقة تامة بأنه من خلال جهودكم الحثيثة التي تبذلونها في الجوانب الاقتصادية والتجارية ستتغير بالتأكيد ظروف كلا الشعبين نحو الأفضل”.

وقال رئيسي: “آمل أنه كما انتصرت سورية في مجال المقاومة والوقوف ضد الأعداء حكومةً وشعباً فهي ستنتصر وستشهد تقدماً كبيراً في إزالة المشاكل والعقبات الاقتصادية التي تواجه الشعب السوري بمساعدة التجار والمسؤولين المعنيين فيها”.

ولفت رئيسي إلى أن الأعداء استهدفوا سورية وشعبها وثرواتها النفطية والغازية التي يتم نهبها، فهي بلد غني حيث الأرضية الزراعية كانت دائماً موجودة فيها كما هو الإبداع لدى الشعب السوري في مجال الزراعة والصناعة ولذلك يتم استهدافها ويمارس عليها الظلم من قبل الأعداء مؤكداً أن الخروج من هذه الظروف ممكن عبر الإرادة الحقيقية و”أنا أرى مستقبل سورية مشرقاً تماماً”.

وأضاف رئيسي: إن “إحدى الطرق للالتفاف على العقوبات والحظر الغربي هي الاتصالات والعلاقات بين الدول التي يتم فرض العقوبات عليها”، مشيراً إلى أن تقدم إيران خلال فترة العقوبات كان أكبر من الماضي فهي حولت الحظر المفروض عليها إلى فرص، وأرى أن الإمكانية في سورية متاحة أيضاً لتحويل العقوبات إلى فرص”.

وفي هذا الإطار نوه رئيسي بتجارب إيران الجيدة في المجال الاقتصادي بما فيها الكهرباء وتوليدها والبتروكيماويات والزراعة والصناعة والعلم والتكنولوجيا حيث تم اتخاذ خطوات جيدة في هذا المجال لتبادل التجارب مع سورية.

ووصف رئيسي منتدى رجال الأعمال بـ”الاجتماع الجيد” حيث يطرح الاقتصاديون وأصحاب العمل والتجار رؤاهم ووجهات نظرهم، ونتعرف على المشاكل وما يريده البلدان على أساس توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية في جميع المجالات.

وأشار رئيسي إلى اجتماعه أمس مع الرئيس بشار الأسد حيث جرت مباحثات حول العديد من المواضيع التي طُرحت اليوم، وتم اتخاذ قرارات بهذا الخصوص حيث إن إجراء اللقاء وهدفه كان حل المشاكل وإزالة العراقيل أمام تجار البلدين، وكل الإجراءات المطلوبة جاءت في توقيع 15 وثيقة لفتح صفحة جديدة.

وقال رئيسي: إن “حجم التبادلات التجارية الحالية بين البلدين ليست مقبولة من وجهة نظرنا، ولا يرتقي إلى العلاقات السياسية الممتازة بيننا ونحتاج إلى قفزة في هذا المجال لتوسيع العلاقات” مشيراً إلى أن الاجتماعات المشتركة بين سورية وإيران مفيدة لتنفيذ الاتفاقيات بين البلدين، ومن المناسب تشكيل غرفة مشتركة بين إيران وسورية ولبنان.

من جهة أخرى أكد الرئيس الإيراني أن الشعب السوري تحمل خلال 12 عاماً مصاعب ومتاعب جمّة وظلماً كبيراً، معتبراً أن التكفيريين الذين شنوا هجوماً على الشعب السوري بدعم من الغربيين عليهم أن يكونوا مسؤولين أمام الأخلاق والقانون والتاريخ.

وقال رئيسي: “للأسف لا توجد أي آلية لمحاكمة الظالمين والتكفيريين في العالم رغم أنهم ألحقوا خسائر جمة بالشعب السوري، ونأمل أن تتحقق قريباً العدالة كي يتحمل نظام الهيمنة مسؤولية تجاه الشعب السوري والشعوب الأخرى”، مجدداً وقوف إيران الدائم شعباً وحكومة وقيادة إلى جانب الشعب السوري كما وقفوا معه خلال السنوات الماضية ومستذكراً الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الانتصار على الإرهاب وخاصة القائد الشهيد قاسم سليماني.

وحول اقتراحات ومطالب رجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية من البلدين قال رئيسي: إن بعض المشاكل التي طُرحت خلال هذا الاجتماع مثل المشكلة المتعلقة بالمصرف المشترك والتأمين أو شركة التأمين المشتركة تم طرحها أمس واليوم أيضاً خلال الاجتماعات واللقاءات بين وزيري الطرق والاقتصاد ونظيريهما السوريين وتم اتخاذ قرارات جيدة في هذا الشأن.

وبالنسبة لموضوع إصدار الضمانات التي تم الإشارة إليها من أجل المناقصات الأجنبية للشركات الإيرانية قال رئيسي: إنه تمت المصادقة على هذا الموضوع داخل إيران ويجب إطلاع التجار السوريين أيضاً عليه.

وفيما يتعلق بموضوع استثناء البضائع التي تدخل إلى سورية أوضح رئيسي أنه تمت إضافة هذا الموضوع إلى الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بين البلدين مؤكداً أن إرادة كلا الحكومتين تتمثل بتوسيع العلاقات الاقتصادية وتذليل العقبات المترتبة عليها.

ايران وسوريا توقعان 15 وثيقة للتعاون برعاية رئيسي البلدين

وقعت ايران وسوريا 15 وثيقة للتعاون الثنائي، خلال اجتماع مشترك عقد في دمشق يوم الاربعاء، برعاية وحضور رئيس الجمهورية الاسلامية "اية الله السيد ابراهيم رئيسي" ونظيره السوري "بشار الاسد".

واكد الرئيسان في تصريح لهما خلال الاجتماع، على دور "خطة التعاون الشامل وطويل الامد المشتركة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية" وبما يحقق مصالح شعبيهما وسائر شعوب المنطقة.

الى ذلك، اعرب "اية الله رئيسي" عن سعادته لقاء الانتصارات التي حققتها الحكومة والشعب السوريين وجبهة المقاومة على الارهاب والعبور من هذه المرحلة العصيبة.

وقال الرئيس الايراني : ان التطورات الاقليمية والدولية الكثيرة، لم تؤثر سلبا على اواصر الاخوة القائمة بين طهران ودمشق.

ومضى رئيسي الى القول : ان العلاقات الايرانية السورية متشابكة مع دماء شهدائنا الابرار ولاسيما الشهيد الحاج قاسم سليماني، باعتباره هامة لتجسيد العلاقات المستدامة والرصينة بين البلدين.

واشار رئيس الجمهورية الى، ان "الحكومة والشعب السوريين تمكنا من اجتياز المشاكل الكبرى واليوم اننا نستيطع القول بانكم انتصرتم رغم كافة التهديدات والحصار المفروض عليكم".

واستطرد : ان احقية مواقف ايران وسوريا، وتناغم هذا المسار مع المنطق والمقاومة والصمود بات متجليا وحقق ثماره، حيث ان اولئك الذين كانوا بالامس يشككون بالموقف والمكانة السياسية والرؤى الايرانية حيال سوريا، اقتنعوا بان هذا الموقف قائم على الحق والعدالة.

وصرح رئيس الجمهورية : ايران وقفت في مرحلة الحرب ضد الارهاب الى جانب سوريا حكومة وشعبا، وستبقى جنبا الى جنب الاخوة السوريين في مرحلة العامار والتقدم ايضا.

في المقابل، أكّد الرئيس السوري على، أن "سوريا حكومة وشعباً لن تنسى محبة إخوانهم الإيرانيين.. يجب أن يكون لإيران حضور فاعل في إرساء السلام المستقر والدائم وإعادة بناء سوريا."

و أضاف الرئيس السوري في هذا اللقاء : العلاقات السورية الإيرانية غنيّة بالمضمون، غنيّة بالتجارب وغنيّة بالرؤية التي كوّنتها، ولأنها كذلك كانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرّة وثابتة بالرغم من العواصف الشديدة السياسية والأمنـية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط.

رئيسي : إيران ستبقى إلى جانب سوريا وشعبها

أكد رئيس الجمهورية آية الله السيد "ابراهيم رئيسي" أن إيران التي كانت إلى جانب سورية في الماضي ستبقى كذلك في المستقبل، وهي مصرة على الوقوف باستمرار مع الشعب السوري ودعم محور المقاومة.

وفي لقاء خاص مع الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” وقناة السورية شدد رئيسي على أن الموقف السوري محق ومصيب، فسورية ورغم التهديدات والعقوبات ضدها تقف ضد قوى الشر العالمي من أجل إحقاق الحق والسلام.

ولفت  إلى أن الأمريكيين احتلوا بعض المناطق في سورية لنهب ثرواتها في محاولة لتحقيق أهدافهم التي فشلوا في تحقيقها عبر الإرهاب، ولكن مقاومة الشعب السوري ستهزم مخططاتهم، وسيكون النصر حليف سورية في النهاية.

وأشار إلى أن الحل لمخاوف دول جوار سورية هو عودة كل الأراضي السورية لسيادة الدولة، مشدداً على أنه يجب ألا يكون هناك أي قوات تركية على أي بقعة من الأرض السورية.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

المذيع: مرحباً بكم سيادة الرئيس إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق.

رئيسي: أرحب بكم وبالشعب السوري العزيز مع جزيل الشكر على حفاوة الاستقبال الذي لقيناه من الشعب السوري والحكومة ومن فخامة الرئيس بشار الأسد.

سؤال: كيف تقيمون مخرجات العلاقات المتميزة والوطيدة والراسخة بين سورية وإيران عبر أربعة عقود ونصف من حياتها وكيف تنظرون إلى مداها المستقبلي؟

رئيسي: بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران شهدت العلاقات السورية الإيرانية شكلاً وصورة جديدتين، فمواقف الرئيس الراحل حافظ الأسد بعد انتصار الثورة كانت مواقف متميزة منها وباتجاه القضية الفلسطينية وتحرير القدس الشريف وجبهة المقاومة، فتميزت سورية عن غيرها من الدول بهذه المواقف وأصبح لها مكانة خاصة، كثيرا ما أعلن الرئيس حافظ الأسد دعمه لمحور المقاومة، مواقفه محقة وقوية تجاه الكيان الصهيوني، واستمرت هذه المواقف في عهد الرئيس بشار الأسد، حيث وضعت سورية نفسها في صدارة دول المقاومة وفي الصفوف الأمامية، وقفت سورية بوضوح وقوة ضد الجشع الصهيوني وأطماعه واعتداءاته، وتبوأت مكانة مرموقة بهذا الحلف متعاونة مع كل من يقف ضد الكيان الصهيوني، وطالما أكد الرئيس الأسد هذه المواقف، وجدنا في إيران أن الوقوف ضد الكيان الصهيوني مع الشعب الفلسطيني أصبح القضية الأولى للسياسة الخارجية الإيرانية، حيث أعلن سماحة الإمام الخميني أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للعالم الإسلامي، ومسألة تحرير القدس الشريف لها الأولوية دائماً، ولتحقيق الوحدة الإسلامية أعلن سماحته يوم الجمعة الأخير في شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس، لينتبه المسلمون جميعهم لهذا اليوم ولأهمية تحرير القدس.

وأضاف رئيسي: العلاقات بين بلدينا قويت وتزايدت باطراد، حيث قام محور الشر بقيادة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بنسج المؤامرات المختلفة ضد سورية، أرادوا أن يتزعزع الأمن فيها عبر دعمهم الجماعات الإرهابية والتكفيرية، وكانوا يتطلعون إلى تقسيم سورية وارتكاب المجازر فيها، فاستهدفوا التجمعات السكانية وارتكبوا جرائم مروعة، وثمة سؤال كيف تم إنشاء هذه الجماعات، وكيف تم دعمها، ومن سهل لهم الوصول إلى سورية؟ أريد أن أستند إلى تصريحات الأمريكيين أنفسهم، أحد المرشحين إلى الانتخابات الأمريكية قال: نحن من أنشأ داعش، اعتراف أمريكي واضح وإقرار جلي على مرأى ومسمع العالم كله، فكيف يدعون أنهم يريدون محاربة داعش؟ تناقضهم واضح، هم أنشؤوا داعش والجماعات التكفيرية ويتشدقون بأنهم يريدون محاربتها، على الرغم من التهديدات والعقوبات ضد سورية التي فرضها الأمريكيون والغرب، نعتقد أن الموقف السوري محق ومصيب، فسورية تقف ضد قوى الشر العالمي من أجل إحقاق الحق وتحقيق السلام، نحن في إيران وبقيادة الإمام الخامنئي مصرون على الوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم محور المقاومة باستمرار.

سؤال: سورية عانت خلال سنوات الحرب العجاف وما زالت من تبعات الإرهاب وتدميره البنى التحتية، إضافة إلى احتلال القوات الأمريكية وميليشيا قسد المرتبطة بها لآبار النفط، ما شكل عبئاً على الاقتصاد ومعيشة الشعب السوري، طهران قدمت المساعدة لسورية في هذا الجانب، ما هو تقييمكم للعلاقات الاقتصادية السورية الإيرانية في وضعها الحالي؟

رئيسي: سورية ليست دولة فقيرة بل هي غنية بأبنائها وزراعتها وثرواتها الباطنية، ويمكن أن تشهد نمواً اقتصادياً كبيراً، ولكن الأمريكيين احتلوا بعض المناطق في سورية طمعاً بخيراتها ونهباً لثرواتها أمام مرأى ومسمع العالم كله، أريد أن أقول إن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية متحالفون مع الكيان الصهيوني، ولن يستطيعوا أن يضعفوا سورية عسكرياً، لذلك يحاولون أن يضعفوها من باب الاقتصاد والحصار الاقتصادي، ولا شك لدينا أنهم سيهزمون أيضاً في هذا الشأن عبر مقاومة الشعب السوري، وسيكون النصر حليف السوريين في النهاية، دلالات ذلك واضحة في النظام العالمي لصالح جبهة المقاومة، الدلالات تؤكد ذلك على عكس أهداف الصهاينة والأمريكيين، ما يحدث اليوم عالمياً هو نوع من التحول إلى عالم جديد وقوى جديدة تتشكل ضد الأحادية الأمريكية.

سؤال: سيادة الرئيس تتحدث عن هذا النظام العالمي الجديد، الحقيقة أن هذا النظام بات ربما أكثر اتضاحاً في هذه الفترة، سواء من جهة الانتصارات التي حققتها جبهة المقاومة التي تحدثت عنها كثيراً في معرض إجابتك، أو من حيث بعض الدول التي باتت تخطب ود كلا جناحي المقاومة، أعني إيران وسورية، السؤال هو كيف ترون مستقبل هذا النظام العالمي الجديد؟

رئيسي: شهدنا في إيران تجربة العقوبات والتهديدات، ولكن ذلك لم يفتّ في عضدنا ولم ينجح في إضعافنا، وهذا ليس من وجهة نظرنا فقط بل من وجهة نظر البيت الأبيض الذي أعلن أن هذه السياسة فشلت في إيران، ونحن حوّلنا هذه التهديدات والعقوبات والحصار إلى فرصة لنا، الفلسطينيون قاموا بالأمر نفسه رغم الحصار والتهديدات وغيرها، لا بد من ذلك ليعرف الغرب أن هذه الأسلحة لا تفيد ولا تجدي نفعاً، أمريكا لا تغير مواقفها لكنها تغير أسلحتها.

سؤال: أنا أتحدث سيادة الرئيس عن الإرهاصات التي يمكن أن نعرف من خلالها أن ثمة نصراً وثمة نجاحاً لقوى المقاومة وثمة نظاماً عالمياً جديداً، كيف نقرأ الإرهاصات التي يُفهم من خلالها أن ذلك سيكون؟

رئيسي: الوضع حالياً في المنطقة اختلف تماماً، علاقات جديدة يشهدها العالم، منظمة شنغهاي للتعاون مثلاً ونحن أعضاء فيها، منظمة بريكس أيضا (الصين، روسيا ، الهند ، البرازيل وجنوب إفريقيا)، طاقات حقيقية تستخدمها هذه الدول وهذه المنظمات، كلها دلائل على نظام عالمي جديد ومختلف، بالمقابل القدرات الأمريكية والغربية تضمحل باستمرار، دورهم في العالم كله انحدر وضعف وتراجع، حتى أصدقاؤهم لا ثقة لهم بهم، كانت الولايات المتحدة ترعب الجميع بجبروتها العسكري، لكن وجودها في العراق وأفغانستان وغيرها أظهر هشاشتها، سفكت الدماء ودمرت البيوت والمدن، وهذا تاريخها، 20 عاماً في أفغانستان وغيرها، 35 ألف طفل معاق في أفغانستان بسببها، وفي العراق الحالة نفسها، اكتشفوا بعد ذلك كله أن لا جدوى لوجودهم في العراق، مثلاً نشهد اليوم أن الظروف تغيرت ولا تميل موازين القوى لمصلحتهم عسكرياً واقتصادياً، الدولار اليوم يستبدل بعملات أخرى، وبدأت التعاملات المالية بعملات وطنية ومحلية، إذاً المكانة السياسية لأمريكا والغرب تنحدر وتأخذ مكانها دول أخرى.

سؤال: في سياق مرتبط سيادة الرئيس إلى أي حد برأيكم ستؤثر الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بتأخير جهود مكافحة الإرهاب، وفي عزم سورية وإيران على التخلص من وجود آخر إرهابي على الأرض السورية؟

رئيسي: قبل أن أجيب أريد أن أشير إلى أن لسورية مكانة خاصة في قلوبنا وعند كل الشرفاء، قاومت سورية طيلة 12 عاماً من الفتنة والحرب التي شنتها عليها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، اليوم أصبحت الظروف مختلفة تماماً من حيث أن الكثير من الدول التي كانت حتى الأمس القريب تفرض قيوداً عليها قد غيرت من مواقفها، ما الذي حدث؟ المقاومة انتصرت، أتت أكلها وغيرت الوضع في المنطقة والعالم، هذا التغيير في الوضع أصبحنا نشهده بشكل واضح وجلي، أما بالنسبة لسؤالكم فالكيان الصهيوني اليوم يعيش في وضع مختلف عما كان عليه سابقاً، فهو لم يستطع أن يواجه مجموعات مقاومة في فلسطين، الأرض ليست أرضهم فهي محتلة، لم يستطيعوا أن يواجهوا المقاومة في غزة ولا حتى في الضفة، حيث أثبت الفلسطينيون أن زمام المبادرة بيدهم وليس بيد الصهاينة، فرض الصهاينة كامب ديفيد وشرم الشيخ وغيرها، اليوم لا يتحدثون عن المفاوضات لأنهم يعرفون أن لا أحد يثق بهم بتاتاً، ولا أحد يثق بأمريكا، أريد أن أضرب مثالاً على الحروب الإسرائيلية الأخيرة، تموز 2006 وغيرها، سلسلة من الهزائم لحقت بالكيان الصهيوني، قبته الحديدية فاشلة وهو كيان هش، ما يحدث في الداخل الإسرائيلي يشير وبشهادات قياداتهم إلى سقوطهم ونهايتهم الوشيكة، حتى أقل من الوقت الذي حدده السيد قائد الثورة الإسلامية، لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً ولا يستطيع أحد أن يفعل لهم شيئاً، كيف إذاً هذا الكيان الضعيف سيستطيع أن يقف بوجه سورية وإيران؟.

سؤال: سيادة الرئيس هل هذه القناعة التي تتحدث عنها هي التي وصلت إلى بعض دول المنطقة وأدت إلى عدد من المصالحات؟ تتحدث عن المصالحة الإيرانية السعودية التي لاقت ترحيباً في الإقليم وفي سورية، إلى أين وصلت هذه المصالحة؟ بعض المحللين يقولون إن إعادة افتتاح السفارتين في العاصمتين بات قاب قوسين، وكيف ستؤثر مثل هذه المصالحة على موازين القوى في المنطقة؟ تحدثت عن هشاشة “إسرائيل”، هذه القناعة ربما وصلت إلى عدد من حكام الدول في المنطقة فاختلف الحال قليلاً أو كثيراً.

رئيسي: إيران والسعودية دولتان كبيرتان، وعودة العلاقات بينهما ستغير المعادلات في المنطقة وتنظمها، فالشعوب المسلمة في المنطقة تتجه نحو دعم المقاومة ودعم العدالة، النقطة المهمة هي أنه في ذروة الخلاف بيننا وبين السعودية كان سماحة السيد قائد الثورة يؤكد دائماً أنه لا يجب أن يغيب عن الذهن أن العدو الرئيسي هو الولايات المتحدة و”إسرائيل”، نحن نرفض ولا نقبل أن تعدّ السعودية عدواً لنا، أو نكون عدواً لها أبداً، اليوم اتضحت الحقائق للكثير من دول المنطقة، وإيران فوبيا التي كان يتحدث عنها العدوّان الأمريكي والإسرائيلي كانت فقط لبث الرعب في المنطقة، هذه هي الآلة الإعلامية الشريرة للعدو، ونعتقد أنه مثلما استطاعت سورية أن تواجه الجماعات التكفيرية التي قدمها الإعلام الغربي على أنها تطالب بالحق والحرية، استطعنا أن نكشف زيفهم الإعلامي حول إيران، ليس في قواميس الغرب شيء عن الحق والحرية والكرامة والإنسانية، بعض الدول كانت تتعاون وتتعامل مع هذه المنظمات ومع “داعش”، وكانوا يدعمونهم ويزودونهم بالسلاح، لكنهم فهموا الآن أنهم أخطؤوا تماماً، موقفنا موقف حق والجميع سيعرف عاجلاً أو آجلاً أن مواقف سورية وإيران قائمة على الحق والعدالة وعلى العقلانية والمقاومة.

سؤال: الجانب الإيراني حاضر في اللقاءات التي احتضنتها موسكو فيما يخص مسار استعادة العلاقات السورية التركية، وعلاقة الجمهورية الإسلامية حالياً قوية مع الدولتين، ولطالما كانت كذلك خلال السنوات الماضية، ما هو الدور الذي تقوم به طهران في تطوير هذا المسار؟

رئيسي: لاحظوا أننا في اجتماع أستانا الذي عقد في طهران بمشاركة الرئيسين الروسي والتركي، أكدنا أنه يجب أن تعود كل الأراضي السورية للدولة السورية، ويجب المحافظة على وحدة الأراضي السورية، أصدقاؤنا في تركيا قالوا نحن نشعر بانعدام الأمن في بعض نقاط الحدود التركية السورية، فاقترحنا عليهم بأن الحل هو أن تفرض الحكومة السورية سيادتها على كامل أراضيها، وبعد ذلك سيستتب الأمن ولن نشهد انعداماً للأمن هناك، فالطريق للحيلولة دون انعدام الأمن ليس أن يسيطر الأتراك على بعض الأراضي السورية، بل العكس تماماً، وترون كيف سيعود الأمن إلى هذه المناطق، لا يجب أن يكون ثمة قوات تركية على أي بقعة أرض سورية، نعم نتفهم القلق والمخاوف لبعض دول جوار سورية، لكن الحل لهذا القلق وهذه المخاوف هو بعودة هذه الأراضي إلى السيادة السورية، ما أكدنا عليه هو أنه يجب الحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي السورية، ويجب الاعتراف بسيادة الدولة السورية على أراضيها، ويجب أن تغادر كل القوات الأمريكية الأراضي السورية.

سؤال: على أي حال كان السؤال سيادة الرئيس يتحدث عن الوساطات فيما يتعلق بإعادة العلاقات السورية التركية، لكن طالما تطرقت إلى أستانا، 19 جولة عقدت في محادثات أستانا، وإيران دائماً إحدى الدول المهمة والضامنة لمسار أستانا، هل تتوقعون أن تعقد الجولة الـ 20 ويكون ختامها مسكاً وما هو دور إيران في هذا الموضوع؟

رئيسي: نحن نؤدي دور الوساطة بين سورية وتركيا، وهو دور مهم، وإيران لاعب مهم في المنطقة والعالم، ونحن على استعداد لهذا الدور لتقريب وجهات النظر بين هاتين الدولتين المسلمتين، وحل مشاكلهما البينية عبر الحوار والمفاوضات بينهما، في اجتماع أستانا تطرقنا لهذا الموضوع، وفي اجتماعات وزراء الخارجية أيضاً.

سؤال: في أول زيارة لرئيس إيراني إلى سورية بعد أكثر من 12 عاماً من الحرب الإرهابية ضدها، كيف وجدتم سورية؟

رئيسي: أنا سعيد جداً بهذه الزيارة، رأيت أن سورية ذات إرادة قوية ضد العدو، هذه الروح وهذه النزعة موجودة عند كل فرد من أفراد الشعب السوري الذي تحمل مصاعب كبيرة وعقوبات، ونشهد نقصاً كبيراً في المواد، علماً أن سورية دولة غنية، لكن العدو يحاول أن ينهب ثرواتها ويحرص على ألا يستثمرها أصحابها، هذا الشعب الذي تحمل كل الصعوبات خلال 12 عاماً تجب الإشادة به وبحكومته، أنا أظن أن المسار في المستقبل سيكون مختلفاً، وسنشهد ظروفاً اقتصادية جيدة في سورية، وسنلمس تحسناً مطرداً، لأن الشعب السوري وحكومته عازمان على تغيير هذا الوضع، وعبر العلاقات الطيبة بين سورية وباقي الدول سيتغير الوضع بشكل مؤكد، العزم والإرادة اللذان يتمتع بهما الشعب السوري كفيلان بتغيير مستقبله إلى الأفضل حتماً.

المذيع: شكراً جزيلاً لكم على هذا الحوار الجميل، ومرحب بكم في دمشق، ونتمنى أن تثمر زيارتكم الكريمة هذه إلى سورية مزيداً من التعاون والتفاعل بين البلدين، ومزيداً من الرخاء للشعبين الصديقين في سورية وإيران.

رئيسي: نتمنى أن يحقق الشعب السوري انتصارات في جميع المجالات، ونحن كما قلت بالأمس: كما كنا إلى جانبكم سابقاً بالتأكيد سنكون إلى جانبكم في المستقبل أيضاً.

وكالة الانباء الايرانية


06/05/2023