×

  المرصد الصيني

  قمة الصين ودول آسيا الوسطى: تعزيز التعاون المتعمق



 

*المرصد عن شينخوا وشبكة الصين

أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة الدول الخمس في آسيا الوسطى، يوم الجمعة 19/5/2023، إقامة آلية بشكل رسمي للاجتماعات بين رؤساء الدول للصين ودول آسيا الوسطى.

وسيتبادل الجانبان -- الصين ودول آسيا الوسطى -- استضافة القمة التي تعقد كل سنتين.

وصدر الإعلان في مدينة شيآن بمقاطعة شنشي شمال غربي الصين، حيث انعقدت قمة الصين-آسيا الوسطى الأولى يومي الخميس والجمعة.

وستُقام القمة القادمة في كازاخستان عام 2025.

واتفق الرؤساء على إقامة أمانة دائمة للآلية في الصين.

واتفقت الدول الست على تعزيز التعاون المتعمق في جميع المجالات، مع إعطاء الأولوية للنقل والاقتصاد والتجارة والاستثمار والصناعة والزراعة والطاقة والجمارك والتبادلات الشعبية.

 

وزير: قمة الصين-آسيا الوسطى معلم جديد في العلاقات بين الجانبين

من جهته قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ يوم (الجمعة) إن قمة الصين-آسيا الوسطى معلم جديد في العلاقات بين الصين وآسيا الوسطى.

صرح تشين بذلك في مقابلة إعلامية بعد اختتام القمة، التي عقدت في مدينة شيآن شمال غربي الصين من الخميس إلى الجمعة.

وقال تشين إن القمة سطرت فصلا جديدا في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وقال إن الكلمة الرئيسية للرئيس شي جين بينغ في القمة كان أول عرض شامل ومنهجي لسياسة الصين الخارجية تجاه آسيا الوسطى من قبل زعيم الصين في العصر الجديد.

وأضاف أن الصين ودول آسيا الوسطى الخمس وقعتا على سبع وثائق ثنائية ومتعددة الأطراف بالإضافة إلى أكثر من 100 اتفاقية تعاون في شتى المجالات.

وقال تشين إن القمة تعطي قوة دفع جديدة لتعميق العلاقات بين الصين وآسيا الوسطى.

وأوضح أن الصين أعلنت على التوالي مع قرغيزستان وطاجيكستان بناء مجتمع مصير مشترك على المستوى الثنائي، مضيفا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ رؤية مجتمع مصير مشترك بالكامل على المستويين متعدد الأطراف والثنائي في منطقة.

وذكر أن القمة خلقت منصة جديدة لتوسيع التبادلات والتعاون في شتى المجالات.

وقال تشين إن إنشاء عدد كبير من الآليات والمنصات الجديدة سيوفر حيزا أكبر وضمانة أكثر فعالية لتوسيع التبادلات بين الصين وآسيا الوسطى على كل المستويات وتعميق التعاون الشامل.

وقال إن القمة فتحت آفاقا جديدة للتعاون متبادل المنفعة.

أعلن الرئيس شي عن سلسلة من مبادرات التعاون الرئيسية في القمة. كما وقعت الصين خلال القمة اتفاقية للإعفاء المتبادل من التأشيرة مع كازاخستان. وتم إطلاق عام الثقافة والفنون لشعوب الصين ودول آسيا الوسطى رسميا، وفقا لما قال تشين.

وقال إن هذه المبادرات والإنجازات ضخت حيوية جديدة في تعزيز التعاون بين الصين وآسيا الوسطى.

 

وقال وزير الخارجية الصيني إن القمة ساهمت بقوة جديدة في دعم النزاهة والعدالة الدوليتين. واتفقت الصين ودول آسيا الوسطى بالإجماع على الدفاع بقوة عن التعددية ومقاومة الأحادية والهيمنة وسياسة القوة، ما يضخ مزيدا من اليقين في عالم يعج بالشكوك.

وذكر أن القمة أرست أيضا نموذجا جديدا للوحدة وتعزيز الذات بين الدول النامية.

وقال تشين إن بناء مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وآسيا الوسطى هو أهم إنجاز سياسي لهذه القمة. وستمنح الصين ودول آسيا الوسطى بعضهما البعض دعما واضحا وقويا فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية مثل السيادة والأمن ومصالح التنمية.

وقال إن الصين ودول آسيا الوسطى ستعملان معا لخلق نمط تعاون تكميلي على نحو عميق ومربح للجميع على نحو كبير.

وأوضح تشين أن الصين ودول آسيا الوسطى ستواجهان بشكل مشترك التحديات الجديدة في المجالات التقليدية وغير التقليدية.

وقال إن الصين ستنفذ مبادرة الأمن العالمي مع دول آسيا الوسطى. وستعارض الصين بحزم القوى الخارجية التي تقوض الحكومات الشرعية لدول آسيا الوسطى وتحرض على جولة جديدة من "الثورات الملونة".

وذكر أن الصين ودول آسيا الوسطى ستقيمان على نحو نشط نمطا متنوعا وتفاعليا للتبادلات الشعبية والثقافية.

ودعا تشين إلى بذل جهود منسقة لتحويل التوافق الهام الذي توصل إليه رؤساء الدول إلى إجراءات عملية.

وقال إن تعاون الصين مع آسيا الوسطى لا يستهدف أي طرف ثالث.، كما أنه لا يخضع لقيود أي طرف ثالث وليس "ناديا حصريا"، مضيفا أن التعاون يعارض سياسة التكتلات ومواجهة الحرب الباردة.

وقال تشين إن التعاون بين الصين وآسيا الوسطى، في ظل توجيه رؤساء الدول الست، سيؤتي ثماره.

 

 

افتتاحية صحيفة"الشعب"الصينية

وضعت قمة الصين-آسيا الوسطى خطة جديدة لتعميق التعاون لبناء مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وآسيا الوسطى، ما يضخ طاقة إيجابية في السلام والازدهار في المنطقة والعالم بأسره.

وفي أثناء إلقاء كلمة رئيسية في القمة يوم (الجمعة) في مدينة شيآن بمقاطعة شنشي شمال غربي الصين، قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ اقتراحا من ثماني نقاط لتعزيز التعاون، تتراوح من توسيع العلاقات الاقتصادية إلى تعزيز التبادلات الثقافية وحماية السلام الإقليمي.

وقال إنه سيجري طرح المزيد من إجراءات تيسير التجارة ورفع مستوى معاهدات الاستثمار الثنائية لدفع حجم التجارة نحو آفاق جديدة. وأعرب عن استعداد الصين لمساعدة دول آسيا الوسطى على تعزيز بناء القدرات في مجالات إنفاذ القانون والأمن والدفاع، في محاولة لحماية السلام الإقليمي.

ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 31 عاما، اتبعت الصين ودول آسيا الوسطى الخمس مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والصداقة والمساعدة المتبادلة والتعاون المربح للجميع، ما يمثل نموذجا جيدا لنمط جديد من العلاقات الدولية.

تفيض العلاقات بين الصين وآسيا الوسطى بالحيوية والنشاط في العصر الجديد. وقد أقامت الصين شراكات استراتيجية شاملة ونفذت رؤية بناء مجتمع مصير مشترك على المستوى الثنائي مع كل دول آسيا الوسطى الخمس. وفي العام الماضي، اتخذ قادة الدول الست خيارا تاريخيا لبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وآسيا الوسطى.

 

عالم يشهد اضطرابات متزايدة

وطيلة العقد الماضي، اتخذت الصين ودول آسيا الوسطى زمام المبادرة في البناء المشترك للحزام والطريق وحققت نتائج مثمرة في البنية التحتية والتجارة والتمويل والتبادلات الشعبية وغيرها من المجالات، ما عزز التنمية الاقتصادية وحسن رفاهية الشعوب في هذه الدول.

في عالم يشهد اضطرابات متزايدة، باتت الحاجة إلى تعزيز الوحدة والتعاون أكثر أهمية من أي وقت مضى. إن جهود الصين لتعزيز العلاقات مع آسيا الوسطى ليست مدفوعة بالمصالح الجيوسياسية. ولا يستهدف التعاون بين الصين وآسيا الوسطى أي طرف ثالث، ولا يسعى إلى التنافس مع الآليات الأخرى. وبدلا من ذلك، تركز الدول الست على العمل معا لتحقيق التنمية والثراء والازدهار بشكل مشترك لاحتضان مستقبل أكثر إشراقا.

يحتاج العالم إلى آسيا وسطى تنعم بالاستقرار والازدهار والتناغم والترابط. إن الجهود المشتركة للدول الست لمحاربة الإرهاب والانفصالية والتطرف، وتعزيز السلام وإعادة الإعمار في أفغانستان، فضلا عن جهودها المستقلة لحماية الأمن الإقليمي، تأتي في إطار مساعي تحقيق السلام والاستقرار في العالم. سيساعد وجود آسيا وسطى تتسم بالديناميكية والازدهار شعوب المنطقة على تحقيق تطلعاتها من أجل حياة أفضل وسيعطي دفعة قوية للتعافي الاقتصادي العالمي.

لقد أثبتت السنوات الـ 31 الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ودول آسيا الوسطى الخمس أنه طالما أننا نسير على الطريق الصحيح، فإننا بالتأكيد سنجني ثمارًا غنية. وأصبحت آسيا الوسطى المكان الذي بدأت فيه مبادرة "الحزام والطريق"، وأصبح خط السكك الحديدية السريع بين الصين وأوروبا المزدحم اليوم مشهدًا طبيعيًا، كما أن الصين الشريك التجاري الأكبر أو الرئيسي لدول آسيا الوسطى لسنوات عديدة، وبلغ حجم التجارة باستمرار ارتفاعات قياسية. وفي الوقت نفسه، تم تعميق التعاون بين الجانبين في المجالات الأمنية وغيرها، على سبيل المثال، أقامت الصين تعاونًا وثيقًا مع إدارات إنفاذ القانون والقضاء في آسيا الوسطى في عملية مكافحة الأنشطة الإرهابية المتطرفة. وأنشأت إدارات الوقاية من الوباء والصحة في كلا الجانبين منصة تعاون لتبادل المعلومات والوقاية المشتركة من الوباء خلال عملية الوقاية من كوفيد -19 والسيطرة عليه. وإن الفوائد التي جلبها التعاون بين الجانبين على الدول والشعوب هي فوائد ملموسة.

لقد كان التعاون بين الصين ودول آسيا الوسطى مستقرًا للغاية على مر السنين، ولم تتأثر بالعوامل الجيوسياسية تقريبًا، والسبب الأساسي وراء ذلك، هو التعاون بين الطرفين لم يشمل أي عناصر جيوسياسية. ومع ذلك، يرغب بعض الأشخاص في الولايات المتحدة والغرب المقيدين بمنطقهم الضيق في النظر إلى التعاون بين الصين وآسيا الوسطى من منظور الجغرافيا السياسية، ما يجعل استنتاجاتهم عبثية. وكلما زاد تشويه سمعة الصين "لحصاد آسيا الوسطى" و "إنشاء مجال نفوذ"، كلما عكسوا سيكولوجيتهم المظلمة الخاصة باستخدام دول آسيا الوسطى الخمس كأدوات جيوسياسية، وهذا نوع من الغطرسة الإمبريالية وقصر النظر الشديد لا يمكن إخفاؤه. ولا تحمل قلوبهم وعيونهم إلا المواجهة، وقد أصبح تدميرهم للعالم بارزًا بشكل متزايد، كما أنهم تلقوا يقظة غير مسبوقة من المجتمع الدولي.

 

مركز اهتمام للجيوسياسيتين الغرب والولايات المتحدة

في الواقع، كانت آسيا الوسطى مركز اهتمام للجيوسياسيتين الغرب والولايات المتحدة منذ فترة طويلة، واستخدموها كبيدق للعب ضد الصين وروسيا. وإن هذا النوع من التفكير هو أكبر ازدراء لدول آسيا الوسطى، وكأن الأخيرة ليس لديها وعي ذاتي، وقدرة على تقرير المصير، والاستقامة الذاتية. ولا يفهم ولن يثق الغرب في المساواة والاحترام المتبادل بين الصين ودول آسيا الوسطى. لكن دول آسيا الوسطى لديها تفاهم عميق، لقد شعرت بالاحترام والصدق وحسن النية من تبادلاتها مع الصين، لذلك تتحسن الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين باستمرار، مما يجعل من الصعب على الأطراف الخارجية استفزازها.

تنعقد قمة الصين وآسيا الوسطى علنيا بثقة، لأننا لا ننخرط في ألعاب جيوسياسية أو ألعاب محصلتها صفر، وللتعاون بين الجانبين رصيد إيجابي يستحق الاعتزاز به بين بعضنا البعض والعالم أيضاً. وبغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي ومدى تطور الصين في المستقبل، ستظل الأخيرة دائمًا جارًا جيدًا وشريكًا جيدًا وصديقًا جيدًا وأخًا جيدًا يمكن لدول آسيا الوسطى الوثوق به والاعتماد عليه. كما أن الواقع أصبح واضحًا بشكل متزايد أنه كلما زادت مثل هذه الصداقات، زاد السلام والهدوء والتعاون والتنمية في هذا العالم.


20/05/2023