×

  المرصد الخليجي

  العراق وقطر.. إعلان نوايا مشتركا ومذكرات تفاهم وترحيب امريكي



 

 

*المرصد/فريق الرصد

اصدر اللمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي آدم هودج بيانا في 16 حزيران/يونيو 2023 للترحيب بزيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى بغداد هذا نصه :

نرحب بزيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى بغداد يوم 15 حزيران/يونيو. وتدعم الولايات المتحدة بشكل كامل سيادة العراق واستقلاله وزيادة اندماجه في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنطقة العربية الأوسع، بما في ذلك تحرك العراق نحو الاكتفاء الذاتي من الطاقة في العام الماضي، وذلك من خلال خطوات لربط شبكة طاقته بشبكات دول مجلس التعاون الخليجي والأردن.

كان مشروعا البنية التحتية هذان على جدول أعمال زيارة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط العام الماضي، ويتم تحقيقهما اليوم بتيسير ودعم نشط من الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، يشتمل المشروع التاريخي الذي أبرم في وقت سابق من هذا العام بين شركة توتال إنرجيز وشركات أمريكية وقطرية على جمع الغاز الطبيعي، وهو مشروع يخدم احتياجات الشعب العراقي ويقلل من الانبعاثات في آن معا.

ونرحب بالدعم الفعال من الشيخ آل ثاني ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وقادة آخرين في المنطقة ومن الشعب العراقي. كما نرحب بمشاركة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في هذه المناقشات لتعزيز التنسيق بين بغداد وإقليم كردستان العراق.

 

السوداني: الدوحة ستبقى من أقوى حلفاء العراق في المنطقة

ووقع العراق وقطر "إعلان النوايا المشترك" وعدداً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وذلك بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ، اللذين ترأسا وفدي بلديهما.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في بغداد، فإن السوداني وأمير قطر عقدا لقاءً منفرداً بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها وتنميتها، بما يعود بالمنفعة على شعبي البلدين وعموم بلدان المنطقة.

وقال أمير قطر خلال مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني في بغداد، إن المباحثات مع السوداني شملت المبادرات الإقليمية لتعزيز العلاقات بين دول المنطقة ومن بينها مشروع الربط الكهربائي. وأشار إلى أنّ الجانبين بحثا آخر التطورات في المنطقة، مؤكدًا على ضرورة تغليب لغة الحوار، ومشيرًا إلى مواصلة دعم العراق والشعب العراقي في تحقيق تطلعاته في تعزيز الأمن والتنمية.

بدوره، أكّد رئيس الوزراء العراقي أنّ قطر ستبقى من أكبر حلفاء العراق في المنطقة. وأشار خلال المؤتمر الصحافي المشترك إلى أنّ مباحثاته مع أمير قطر تناولت الفرص الاقتصادية المتاحة في العراق، إضافة إلى فرص العمل الواعدة في الإعمار والخدمات والتحديات المشتركة بين البلدين. وبحسب السوداني، فإن هناك رغبة جادة من قطر للمشاركة في مشروع التنمية.

 

بنود "إعلان النوايا المشترك"

وتضمن "إعلان النوايا المشترك" ستة بنود بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع" وهي: استمرار ومواصلة التنسيق والتشاور السياسي والأمني وفي القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتوسيع آفاق التعاون الاستثماري والتجاري ولا سيما في طريق التنمية، وتشكيل فريق خاص لمتابعة المشاريع المشتركة المختلفة، ورفع مستوى التعاون الاستثماري والاقتصادي في مجال الطاقة (نفط/ غاز/ طاقة متجددة)، وتنشيط وتسهيل إجراءات الاستثمار والتنقل بين البلدين، وتعزيز التعاون في مجال المناخ والبيئة.

 

تفاصيل الاتفاقات

أما فيما يخص تفاصيل الاتفاقات، فشملت ‏التوقيع على اتفاقيتين في مجالات النقل الجوي والنقل البحري، وتوقيع مذكرة تفاهم بخصوص إلغاء متطلبات تأشيرة حاملي الجوازات الدبلوماسية، والتوقيع على عدد من مذكرات التعاون في مجال الطاقة تخصّ النفط الخام وتجهيز العراق بالغاز المُسال.

 

إضافة إلى ذلك جرى توقيع مذكرة تعاون لتأسيس شركة نفط مشتركة وأخرى تخصّ إنشاء مصفى، والتوقيع على أربع مذكرات تعاون للهيئة الوطنية للاستثمار، الأولى مع شركة أورباكون القابضة القطرية، والثانية مع شركة (اليغانسيا هلث كير) القطرية، ومذكرتا تعاون مع شركة استثمار القابضة القطرية في مجال تطوير المدن الجديدة، وفي بناء وتطوير الفنادق، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع).

 

تعزيز العلاقات

من جانبه، قال أمير قطر في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي إن"الزيارة إلى العراق تعكس عمق العلاقة بين بلدينا"، مبيناً أنه" تم بحث تعزيز العلاقات في مجال الطاقة والتجارة والاقتصاد".

وذكر أنه "تم توقيع اتفاقيات بين القطاعين الخاصين في العراق وقطر"، لافتاً إلى "مناقشة المبادرات الإقليمية لتعزيز العلاقات بين دول المنطقة ومن بينها مشروع الربط الكهربائي".

وشدد على أهمية "العراق بالمنطقة، كما أن أمنها جزء من استقرار المنطقة"، مشيراً إلى "بحث آخر التطورات في المنطقة وشددنا على ضرورة تغليب لغة الحوار".

وأكد أمير قطر على أنه اتفق مع السوداني على "وجوب أن ينمو حجم التبادل التجاري بين العراق وقطر".

 

مكانة العراق

من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي إن بلاده "تملك احتياطياً نفطياً يصل إلى 145 مليار برميل"، معرباً عن رغبة العراق بـ"استثمارات متبادلة مع الأشقاء وخاصة في قطر".

كما أعرب السوداني عن استعداد بغداد لـ"العمل مع الأشقاء لتحقيق السلام والتنمية والازدهار"، مشيراً إلى أنه بحث مع أمير قطر "الفرص الاستثمارية في البناء والإعمار داخل العراق، ومشاركة الشركات القطرية بمشاريع البنى التحتية".

وجدد رئيس الوزراء العراقي التأكيد على أهمية "تنسيق المواقف إزاء التحديات المشتركة في المنطقة"، مضيفاً أن "العراق استعاد مكانته الطبيعية ودوره في المنطقة، وهو مستعد للعمل مع الأشقاء والأصدقاء لتحقيق السلام والازدهار".

ولفت إلى أن" الدول العربية ودول المنطقة قادرة على إنشاء تكتل اقتصادي ناجح"، مشدداً على ضرورة "إيجاد تكتل اقتصادي بين البلدان العربية والمنطقة".

 

وأعلن السوداني أن العراق "سيستضيف نهاية هذا العام (مؤتمر بغداد 2023 للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي)".

 

زيارة ستؤسس لشراكة وتعاون طويل بين البلدين

وتعليقاً على الزيارة الأهم التي يجريها زعيم عربي لبغداد منذ تشكيل الحكومة العراقية نهاية أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي، لـ"العربي الجديد"، إنها ستؤسس لشراكة وتعاون طويل بين البلدين في مختلف المجالات.

وأضاف النعيمي أن "تطابق وجهات النظر بين بغداد والدوحة حيال ضرورة التوصل إلى حلول لمختلف أزمات المنطقة، مهم جداً"، معتبراً أن "البلدين يدخلان مرحلة تعاون اقتصادي وتجاري وآخر في مجال الطاقة وبملفات سياسية إقليمية، ستنعكس بشكل إيجابي على المنطقة ككل".

 

انطلاقة جديدة في علاقات البلدين

وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، قد أكد أن الزيارة تتضمن مباحثات حول طريق التنمية، وقال في تصريح للقناة العراقية الإخبارية، إن "زيارة أمير قطر ستسهم في دفع العلاقات العراقية- القطرية إلى الأمام كثيرا"، مبينا أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يريد أن يعطي لهذه العلاقات دفعة قوية وهو ذات التوجه من أمير قطر".

وأكد أن "الزيارة ستؤسس لعلاقات أكبر وأوسع وأشمل"، مبيناً أن "أحد الملفات التي ستبحث خلال الزيارة هو مشروع طريق التنمية والاستعدادات التي أبدتها المؤسسات القطرية"، لافتاً إلى أن "مشاركة قطر في المشروع ستكون فعالة من ناحية الدعم والاستثمار، وهي إحدى النقاط التي ستناقش في الزيارة".

وختم المتحدث باسم الحكومة العراقية قوله إنه "في ما يتعلق بميناء الفاو وطريق التنمية، فالعراق يثمن عالياً المشاركة القطرية في الاجتماع الوزاري الذي عقد في بغداد مؤخراً، واهتمام قطر به، وهذه المشاريع الاستراتيجية الكبرى، معنية بتحول العراق لدولة الترانزيت ما بين الشرق والغرب، ويربط التجارية التركية – الأوروبية عبر العراق، ونأمل أن تكون لقطر مساهمات كبيرة جداً في المشاريع الاستثمارية داخل العراق، كما أن ملف المناخ من الملفات المهمة المشتركة لدى العراق وقطر، وهناك إمكانية لبذل جهود وتكوين لجان مشتركة للعمل معاً، ووضع خطط لمواجهة التغيّرات المناخية".

 

دعم كبير للعراق

وقدمّت قطر خلال السنوات الماضية، دعما كبيراً للعراق على مستويات مختلفة، سيما السياسي، إبان أزمة تشكيل الحكومة العام الماضي، وتمثل في دعوتها لمختلف الأطراف للحوار والتهدئة، إلى جانب دعم جهود إعادة إعمار المدن العراقية المدمرة عقب استعادة السيطرة عليها من تنظيم داعش، من خلال منح ومساعدات مباشرة، خصوصاً في قطاع التعليم والصحة.

كما تنازلت الدوحة، في سياق دعمها لكسر الحظر المفروض على الملاعب العراقية، عن حق استضافة بطولة "خليجي 25" التي أقيمت في البصرة أخيراً، ومنحتها للعراق.

وتعتبر الزيارة المقررة الثانية لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العراق، بعد مشاركته في أعمال مؤتمر قمة بغداد، في نهاية شهر أغسطس/آب 2021، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، ووزراء خارجية وممثلين عن دول أخرى، أبرزها إيران وتركيا، والسعودية، والكويت، والإمارات.

 

"تفعيل الدور العراقي في المنطقة"

فيما اعتبر مقرر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، "، أن زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى بغداد "استمرار لحراك العراق نحو تقوية علاقاته بمختلف دول المنطقة والعالم"، وفقا لقوله.

وأضاف أن ذلك "يؤكد عودة العراق لدوره الفاعل في المنطقة والعالم، ويؤكد أن العراق يحظى بدعم إقليمي كبير من أشقائه، مما يساعده في تجاوز الكثير من أزماته، خصوصا الاقتصادية، من خلال دعوة الشركات الكبرى للعمل في العراق".

أما رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري فاعتبر، ، أن الزيارة "تؤسس لجانب دبلوماسي مهم، وثقل هذه الزيارة سوف يرتكز على الجانب الاقتصادي، خصوصاً أن الدوحة أبدت في الآونة الأخيرة رغبتها بأن تكون لها مساحة استثمارية في مجال استخراج الغاز".

وأوضح الشمري أن "ملفات المنطقة، ستكون مطروحة خلال زيارة أمير قطر إلى بغداد، خصوصاً أن هذه الملفات شائكة، كما سيتم بحث دور العراق وقطر في تقريب وجهات النظر وعقد مصالحات بين الأطراف الإقليمية، ولهذا، ستكون الزيارة زيارة دعم للعراق وشعب العراق، وهذا مهم، لكن الأهم أن يستثمر صناع القرار العراقي زيارة كبيرة بهذا المستوى".

 

 

 

 


18/06/2023