×

  کل الاخبار

  الحاجة إلى التوافق والانسجام مع هذه المرحلة الجديدة



كلمة الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي في المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني الكردستاني 27-09-2023

 

 

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد للّه رب العالمين

وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمةً للعالمين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبينَ الطاهرين

فخامة السيد رئيس الجمهورية المحترم

سيادة رئيس إقليم كردستان المحترم

الأخ العزيز كاكا بافل المحترم

الإخوة والأخوات جميعًا مع حِفظي لكل المقامات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً، لا بد أن نستذكر الواقعة الأليمة التي حدثت في منطقة الحمدانية،

ونسأل الله سبحانه وتعالى لكل الضحايا الرحمة، ولكل الجرحى الشفاء العاجل،

وأن يُلهم ذويهم الصبر والسلوان.

نحن اليوم، وهذه أول زيارة وأول حضور بالنسبة لي، لأرض كردستان العزيزة في شمالنا الحبيب، ونتشرف في هذا اليوم والذكرى والمناسبة، ألا وهي "المؤتمر الخامس للاتحاد الوطني الكردستاني"، ونعتقد أن هذا المؤتمر، الذي نتمنى لكل أعضائه، بل لكل أبناء شعبنا في إقليم كردستان؛ كل التوفيق والخير والنجاح، نعتقد أن هذا المؤتمر يُقام في ظل ظروف خاصة تشهدها كردستان، والعراق والمنطقة بشكل عام، بل نحن نعتقد أننا على أعقاب انتقالة من مرحلة إلى مرحلة أخرى، كما قلت سواء كان العراق كمنطقة، أو العالم.

 لذلك، تمنياتنا لكل أعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني، بالتوفيق في القيام بواجبهم بالشكل الذي يؤدي إلى التوافق والانسجام مع هذه المرحلة الجديدة.

نعتقد أن القادة العراقيين المؤسسين لهذه المرحلة السياسية، استطاعوا أن يتفقوا فيما بينهم في معارضة النظام السابق، وأن يُؤسسوا لمرحلة جديدة، ولنظام جديد شهدناه جميعًا عام 2003 وإلى الآن.

ولكن أعتقد أننا لا نختلف إذا قلنا إن هذا النظام السياسي، وهذه الدولة لم تشهد الاستقرار أو التطور الذي يُلبّي طموح أبناء شعبنا جميعًا، لذلك نعتقد أن الواجب علينا الآن، ونحن أبناء هذه المرحلة، وأبناء هذا الوطن، أن نصل إلى مرحلة التفاهم والاتفاق فيما بيننا لمرحلة سياسية جديدة، تكفل الخير والاستقرار لكل العراقيين من شمالهم إلى جنوبهم.

 

أيها الأحبة..

بكل صدق نقول، إن خير العراق يكفي كل العراقيين، وإنه ليس من المعقول، ولا من المقبول، أن يكون هناك مواطن عراقي واحد يعيش تحت خط الفقر، وإذا كان هناك مواطن عراقي واحد يعيش تحت خط الفقر، فهذه ليست مسؤولية المواطن، وإنما مسؤوليتنا، ونحن نتحمل هذه المسؤولية أمام الله أولاً، وأمام أبناء شعبنا ثانيًا، لكي نقوم بالواجب المطلوب، من أجل أن يعم الخير على كل العراقيين، فخير العراق يغطي كل العراقيين ويفيض، وحتى من الممكن أن يُساهم في مساعدة المحتاجين من الدول الأخرى، لكن إذا تصرفنا بالطريقة الصحيحة.

وقلنا، ونكرر مرةً أخرى، إن هناك مرحلة سياسية ودولة بُنيت عام 2003، استطاع أن يُؤسسها القادة الذين ناضلوا وقاوموا النظام السابق، ولكن كما قلت، إنه لم يكن الاتفاق بالشكل المطلوب الذي يضع النقاط على الحروف. ينبغي أن نتحلى بدرجات الصراحة فيما بيننا، وأن نبدأ حوارًا وطنياً حقيقياً وفق الالتزام بالدستور والقانون والعراق الواحد، وبما يكفل الاستقرار لكل أبناء شعبنا، الذين من ضمنهم أبناء شعبنا العزيز في كردستان.

في ليلة أمس، كان مجموعة من الإخوة الكرد في لقاء معي، وحينها أنا قلتُ رأيي، وأكرره أمامكم، رأيي هو أن شعبنا الكردي، هو شعب يحب الحياة، ويحب السلام، لا يعتدي على الآخرين، لكنه يدافع عن نفسه بقوة، هكذا شعب هو ثروة يجب الحفاظ عليها، وأول من يجب أن يقوم بهذا الواجب هم إخوتنا القادة الأعزاء في إقليم كردستان.

نحن بكل صدق ومحبة، نمد أيدينا للبدء بمرحلة جديدة، يسودها الاستقرار والأمان والرفاه والخير لكل أبناء شعبنا من زاخو إلى الفاو.

النقطة التي يجب أن نذكرها بصراحة، هي أنه عندما جاء وفد حكومة إقليم كردستان، السيد مسرور بارزاني قال: هذا لقائي الأول معك، وسمعت عنك كثيرًا، أنا سألته: سمعتَ خيرًا أم شرًّا؟ قال: سمعتُ عنك الصراحة والصدق، قلتُ له: هذه شهادة أفتخر بها.

لذلك، بمنتهى الصراحة والصدق أوجه كلامي قائلاً: إن النجاح في تجربة نظام الحكم الفيدرالي في العراق، الذي يُعوِّل عليه أبناء شعبنا في كردستان، يستلزم الإيمان بالدستور الذي من أهم مفرداته الإيمان بوحدة أرض العراق، وكما أن النظام الفيدرالي يعطي الحقوق، فإن عليه التزامات، نقولها بصراحة وبِنيّة صادقة، وليس عندنا أي شيء آخر: كل عراقي في كل أرض العراق؛ في وسطه وجنوبه وغربه، لا يقبل، بل يتألم إذا كان هناك موظف في كردستان لا يستلم راتبه لمدة شهر، فضلاً عن ثلاثة أشهر، كل العراقيين هم أصحاب غيرة وكرم ومروءة، ولا يقبلون هذا الوضعِ.

علينا أن نعترف، كقادة سياسيين، أننا نتحمل هذه المسؤولية باختلافاتنا، وعلينا أن نتحمل المسؤولية في اتفاق جديد، يحقق العدالة والرفاه لكل أبناء شعبنا.

وهذه الزيارة، التي كما قلت إنها الأولى لي، وقد قلت لفخامة السيد رئيس الإقليم: إن هذه ليست أول زيارة لي للسليمانية؛ إنما أول زيارة لي للإقليم، واستغرب من ذلك، فقلتُ له: استفتاح خير إن شاء الله، ونحن نستبشر كثيرًا بالخير، وأملنا في الإخوة في قيادة الاتحاد الكردستاني، أن يكون مؤتمرهم مكلَّلاً بالنجاح، وأن يُركّز على القضايا الأساسية التي تمس حاجاته وتطلعاته.

أبناء شعبنا الكردي في الإقليم، وفي ذكرى الاتحاد الكردستاني، لابد أن نستذكر الراحل العزيز، بل الشخصية الكردية صاحبة هَمِّ القضية الكردية، وصاحبة الهَمِّ الوطني، الراحل مام جلال طالباني (رحمة الله على روحه الطاهرة). أملنا بالإخوة قادة الاتحاد الكردستاني، وفي مقدّمتهم كما قال الدكتور العبادي، الرئيس السابق للاتحاد الأخ بافل طالباني، وإن شاء الله الرئيس القادم، أملنا بهم في السير على هذا الطريق، وإكمال طريق مام جلال في الدفاع عن قضايا كردستان، والدفاع عن وحدة أرض العراق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

نبارك لقيادات وأعضاء الاتحاد

الى ذلك قدم الأمين العام لعصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، الجمعة، التهاني والتبريكات الى بافل طالباني بمناسبة تجديد انتخابه رئيسًا للاتحاد الوطني الكردستاني.

وكتب الخزعلي، في تغريدة على موقع “اكس” تويتر سابقاً، قائلاً إن” أجمل التبريكات وأطيب التهاني لأخينا العزيز بافل طالباني، بمناسبة تجديد انتخابه رئيسًا للاتحاد الوطني الكردستاني”.

وأضاف أننا “نبارك لقيادات وأعضاء الاتحاد، نجاح أعمال مؤتمرهم الخامس آملين منهم العمل الجاد لخدمة أبناء شعبنا في الإقليم، والحرص الأكيد على وحدة العراق أرضًا وشعبًا”.


30/09/2023