وصل رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يوم السبت الى العاصمة بغداد بعد اختتام مباحثاته ولقاءاته في الولايات المتحدة الامريكية
حيث التقى الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن و وزير الخارجية السيد أنتوني بلينكن وقد زار مقر البنتاغون ولقاء وزير الدفاع لويد أوستن وغير ذلك من لقاءات و توقيع بيانات مشتركة (في العدد السابق من مجلة المرصد).
هذا وضمن لقاءات المتعددة ، عقد لقاءا بالعاصمة الأميركية واشنطن، مع عدد من ممثلي ومراسلي وسائل الإعلام الأميركية والغربية والشبكات الإخبارية
وأكد السوداني أن زيارته الحالية إلى الولايات المتحدة تأتي لإرساء مسارات العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، في ظرف حساس ودقيق، يضاف إلى ما تشهده المنطقة من تصعيد خطير ينذر باتساع دائرة الصراع والحرب. جاء ذلك.
وبيّن السوداني أن المرحلة تشهد منعطفاً مهماً في علاقة العراق بالولايات المتحدة، التي ركزت، لأعوام، على التعاون الأمني والعسكري، مؤكداً أن هذه الزيارة شهدت وضع الأسس الصحيحة للانتقال إلى علاقات شاملة في كل القطاعات والجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية، فضلاً عن الجوانب الأمنية ضمن إطار التعاون الثنائي.
وأشار إلى تأكيد العراق التزامه بمخرجات اللجنة العسكرية العليا المعنية بإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق بعد 10سنوات، فالعراق اليوم يختلف عمّا كان عليه في عام 2014، وأن عصابات داعش لم تعد تمثل تهديداً للعراق ومن الطبيعي العمل على إعادة النظر في التحالف واستمراره.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن المسار الثاني في العمل المشترك مع الولايات المتحدة، تَمثل بالاجتماع الأول للّجنة التنسيقية العليا لاتفاقية الإطار الستراتيجي، الذي تناول ملفات الطاقة والاستثمار والنقل والتعليم وتحديات التغيّر المناخي، مبيناً أن الحكومة رفعت شعار العراق أولاً، وأن المصلحة المستدامة تقتضي بناء شراكات متينة لا يقتصر وجودها على الحكومات أو الإدارات، إنما تمتدّ إلى المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين.
الحديث مع ممثلي المراكز البحثية
استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم الجمعة (بتوقيت بغداد)، بمقرّ إقامته في واشنطن، ممثلي المراكز البحثية المتخصصة بالعراق والمنطقة، وذلك على هامش زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وفي مستهلّ اللقاء، أكد أهمية هذه الزيارة التي تزامنت مع الذكرى 21 للتغيير في العراق، وفي وقت يجري العمل فيه على الانتقال بالعلاقة مع أميركا إلى مستوى الشراكة الشاملة من خلال اللجان المشتركة، حيث جرت حوارات بناءة وصريحة مع الرئيس بايدن وأركان الإدارة الأميركية حول آليات الانتقال بالعلاقات الثنائية، وإنهاء مهمة التحالف، اعتماداً على اتفاقية الإطار والشراكة المعطلة منذ سنة 2008.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن وفد رجال الأعمال الذي رافقه في الزيارة تم اختياره بعناية، وجرى تمهيد الطريق لعقد توأمة بين الشركات العراقية والأميركية، واصفاً الجالية العراقية في أميركا بأنها جالية نوعية تضمّ كفاءات يمكن أن تعزز العلاقات الثنائية.
وبين مضيّ العراق في تنفيذ مشروع طريق التنمية، مشيراً إلى أن دراسات الجدوى شخّصت أن المشروع سيكون الممر الأقلّ في الكلفة والأسرع في النقل خلال العقود الأربعة القادمة، مشيراً إلى أن من بين أهداف طريق التنمية توطينَ الصناعات في العراق.
وحول ما يجري في المنطقة، أكد السوداني أن العراق عمل كثيراً من أجل منع اتساع الصراع، وحذر من أنّ استمرار القتل الممنهج للمدنيين سيؤدي للعنف والتطرف، مؤكداً بذل الجهود للحدّ من التصعيد.
واستمع رئيس مجلس الوزراء إلى طروحات ممثلي المراكز، وأجاب عن أسئلتهم واستفساراتهم بشأن العلاقة المستقبلية مع الولايات المتحدة، والتوتر في المنطقة، وعلاقات العراق الخارجية، والتحديات الاقتصادية والمناخية.
ابرز تصريحات السوداني في مؤسسة المجلس الاطلسي
**نبحث عن علاقات أكثر استدامة ترتكز على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والتعاون المثمر. لدينا رؤية واضحة في تنفيذ سياسة الحكومة. رسمنا سياستنا الخارجية على أساس التوازن والابتعاد عن سياسة المحاور واعتماد الدبلوماسية المنتجة في بناء المصالح المشتركة مع دول الجوار والإقليم والمجتمع الدولي.
**نريد أن نجعل العراق نقطة تلاقٍ وليس مكاناً لتصفية الحسابات.
**العراق استعاد عافيته، وننطلق نحو التطوّر والإصلاح وإعمار البنى التحتية، فضلاً عن النهضة الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها البلد.
**تمكّن العراقيون من الانتصار على أعتى تنظيم إرهابي، وهذا الانتصار وحّد أطياف الشعب العراقي.
**خلال أسبوع، أجرينا سلسلة من اللقاءات المهمة والتقينا الرئيس بايدن وتبادلنا الحديث حول تفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي نحو بناء علاقة ثنائية قوية.
**وجدنا جواً إيجابياً من التفاهمات، بما يؤسس للمرحلة القادمة.
** اتفقنا على أهمية مواصلة الحوار بين العراق والولايات المتحدة من خلال اللجنة العسكرية العليا.
** التقينا ممثلي الشركات الأمريكية العاملة في العراق، وشركات أخرى لديها رغبة في الدخول للسوق العراقية.
** التقينا المسؤولين في الخزانة الأمريكية وناقشنا ضرورة مراجعة الإجراءات التي اتخذتها، وطالت عدداً من المصارف العراقية.
**تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمعالجة مشكلة المصارف التي حُرمت من التعامل بالدولار.
**الخزانة أشادت بإجراءات الحكومة في إصلاح المنظومة المصرفية وتمكن العراق من تحقيق نسبة عالية في مجال التحويلات المالية، وفق معايير الامتثال العالمي، وبجهود العراق في مكافحة غسيل الأموال.
**مصمّمون على إصلاح الاقتصاد واجتذاب الشركات الرصينة للعمل في العراق.
**ما يجري في غزّة والحرب على شعبها يعرّض المنطقة وأمنها لمخاطر كبيرة وتداعيات لا يمكن التكهن بها.
** علينا جميعاً، بما فيها الولايات المتحدة إيقاف الحرب فوراً ومنع سفك الدماء، وقيام الدولة الفلسطينية التي أقرتها القوانين.
*** هناك صورة سلبية تُرسم عن الوضع في العراق، في حين أن الواقع عكس ما يتم إشاعته، وهناك عمل جاد في كل القطاعات.
مذكرات التفاهم مع الشركات الامريكية
أولًا/ مذكرات التفاهم الحكومية:
1.مذكرة تفاهم بين وزارة الكهرباء وشركة جنرال إليكتريك GE، في مجال تطوير قطاع الطاقة.
2.مذكرة تفاهم بين وزارة النفط وشركة هانويل، لعقد شراكة في مجال تطوير الخطط الإستراتيجية الخاصة بالحقول النفطية والغاز المصاحب.
3.مذكرة تفاهم بين وزارة النفط وشركة جنرال إليكتريك في مجال تطوير الحقول النفطية والغاز المصاحب.
4.مذكرة تفاهم بين صندوق العراق للتنمية وشركة ماك (MACK) الأمريكية للمحركات والمعدات، في مجال تصنيع المركبات المتخصصة.
ندوة حوارية في هوبكنز
وحلَّ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء الأربعاء (بتوقيت بغداد)، ضيفاً في ندوة حوارية أقامتها، على شرف سيادته، جامعة جون هوبكنز في العاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور عدد من الأساتذة والطلبة، حيث فتح باب النقاش وأجاب سيادته عن الأسئلة المطروحة، التي تتعلق بالتحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية والأوضاع في المنطقة.
وألقى في مستهلّ الندوة كلمة، عبر فيها عن شكره لكرم الضيافة، وحفاوة الاستقبال، واعتزازه بالتواجد في رحاب هذه الجامعة المرموقة التي تخرَّجت فيها خيرة العقول.
وفي ما يأتي أبرز ما تحدث به السيد رئيس مجلس الوزراء خلال الندوة:
**زيارتنا إلى واشنطن لبدء صفحة جديدة من العلاقات الثنائية، وعلاقات أكثر استدامة، ترتكز على المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل.
**تدرك حكومتنا دور الجامعات الحيوي في التنمية المستدامة.
**نسعى بقوة إلى إنعاش القطاع الأكاديمي والارتقاء بمجتمع البحث العلمي.
**خصصنا ما يزيد عن ملياري دولار لوزارة التعليم العالي، وابتعثنا 5 آلاف طالب وطالبة لدراسة الماجستير والدكتوراه في الجامعات العالمية.
**يشهد التعليم العالي توسعاً كبيراً، مع زيادة بنسبة 25% في معدل الالتحاق بالجامعات الحكومية.
**يمتلك العراق 31 جامعة حكومية يرتادها 541 ألف طالب، مقابل 165 جامعة أهلية تضمّ 211 ألف طالب، في حين توجد 18 كلية تقنية و 30 معهدًا تقنياً يردتاها 69 ألفاً.
**هناك جامعات متعددة، من بينها الجامعة الأمريكية، فتحت فروعاً لها في عدة أماكن، ما يعني أن العراق صار بيئة جاذبة للتجارب العلمية الناجحة.
**سعينا إلى الاستفادة من الاتجاهات العالمية الناشئة في مجال التعليم الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والانفتاح على أحدث مسارت البحث العلمي.
**عملنا على مشروع مواءمة المناهج الجامعية مع احتياجات سوق العمل، وزيادة التنوع في تكوين أعضاء هيئة التدريس والموظفين.
** تم تقديم المنح الدراسية للطلاب المحرومين.
**أكثر من 60% من سكان العراق هم تحت سن الثلاثين، وهؤلاء يمثلون فئة محتملة من الطلاب المتحمسين للتعليم العالي.
**الجامعات العراقية مستقلة، ولا تمثل مصالح خاصة أو حزبية أو سياسية أو دينية، ولا تحضّ على الكراهية.
** تعكس جامعاتنا حرية التعبير والبحث العلمي، ونرفض أي خطاب عنصري أو طائفي داخل جدران الحرم الجامعي.
**تدعم الحكومة بقوة ازدهار الأفكار والأبحاث العلمية داخل أسوار الجامعة، وتسعى لتحويلها إلى قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
***الانحرافات التي لا تنتمي لاتجاه البحث العلمي الحقيقي ستنكشف وستبعدها مؤشرات التقييم الجامعي الرصين.