×

  اخر الاخبار

  الاتحاد الوطني والتركمان والكوتا



*عبدالخالق عمر عبدالله الساقي

 

ما حملني على كتابة هذه المقالة بعض من مراهقي السياسة المتطفلين الذين اضاعوا الكورسي والمهابة و وفاتهم طبق العسل والباكون على الهريسة هم لم يفعلوا شيئا للتركمان ويتهمون الاتحاد الوطني بان الاتحاد اضر بمصالح و حقوق التركمان في اقليم كردستان العراق ، الواهمون على غرار مقولة جوزيف غوبلز وزير الاعلام والدعاية في حكومة هتلر النازية القائل ( اكذب اكذب ، حتى يصدقونك الناس ثم اكذب واكذب حتى تصدق نفسك).

 ان للتاريخ لسانا كالسيف يقوم اعوجاجهم فاكاذيبهم لا تحجب العلاقة التاريخية للاتحاد الوطني مع التركمان اخواننا في المظلمة والنضال المشترك ضد الانظمة الشوفينية المتعاقبة على حكم العراق واخر هذه الانظمة هي الدكتاتورية البعثية التي كانت تسعى لابادة الشعب الكوردي و حرق الهوية التركمانية عبر جعلهم عربا في كركوك او كوردا في منطقة الحكم الذاتي بشهادة طارق عزيز وزير خارجية جمهورية العراق والذي قال امام انظار المسؤولين الاتراك والاعلام التركي بالحرف واحد لا تركمان في العراق.

عند تشكيل الاتحاد الوطني في دمشق كان الرئيس مام جلال مهتما بوجود و تمثيل التركمان و مشاركتهم في النضال ضد الدكتاتورية وكان على اتصال ببعض الشخصيات الوطنية التركمانية ايمانا منه بحقوقهم الديمقراطية لذلك قام بدعم الحركة التركمانية الديمقراطية برئاسة المرحوم عزالدين قوَجوة و بدعم منه اصبحت الحركة عضوا في الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية(جوقد) التي تأسست في دمشق عام 1981 وشارك عديد من التركمان في صفوف البشمركة للكفاح ضد الدكتاتورية وكان حضورهم مرحبا و بتأييد من الرئيس مام جلال والاتحاد الوطني عموما وبعد الانتفاضة في اجتماع موسع مع كوادر الاتحاد الوطني في اربيل تطرق الرئيس مام جلال الى اهمية الاهتمام بحقوق التركمان والمسيحيين في كوردستان وبالنص قال( عليكم ان تتحيزوا الى اهل عنكاوة و التركمان في اربيل) وكان هذا مفتاح خارطة الطريق للعمل التنظيمي والحكومي في اربيل.

 كان الاتحاد الوطني سباقا في دعوة التركمان الى الانضمام بلعملية السياسية وهذا الموقف يعبر عن الالتزام بالديمقراطية وحقوق الاخرين وخاصة ان الاتحاد الوطني عضو في الاشتراكية الدولية وكون الرئيس مام جلال نائبا لرئيس الاشتراكية الدولية والشخصية الثانية في هذا الكيان الدولي .

كما ان موقف الاتحاد الوطني ونهجه يؤكد على احترام كافة المكونات في اقليم كردستان العراق و تأييد حقوقهم وكيف لم يلاحظوا ان رئيس مام جلال كان ندائه ( كوملاني خةلكي كوردستان ) اي يا جماهير كوردستان وهكذا وجد المئات من التركمان و المسيحيين مكانهم في صفوف الاتحاد الوطني وهناك شهداء في صفوف قوات البشمركة وكان هذا التحشيد من خلال لقاءات الرئيس مام جلال رئيس الاتحاد الوطني و نائبه السيد كوسرت رسول علي وهو رئيس حكومة الاقليم انذاك و الاستاذ عدنان المفتي كان مسؤول المركز الثالث لتنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في اربيل والمعروف عن الاخ كاك كوسرت رسول علي كان البركان المتقد في الجبال ايام الكفاح المسلح والذي دوخ جنرالات البعث انذاك وبعد تحول السلطة من الغاية الى الوسيلة اصبح السياسي الجرئ رجل المواقف الصعبة والذي شاغله و راحة باله الامن والامان ورغف الخبز و حرية شعوب الاقليم ،الذي كان يحن قلبه مع اناة المعدومين المهمشين قبل الانتفاضة و كان يزور البيوتات والشخصيات والشباب للوقوف على واقع الحال في الاقليم .

في هذه المرحلة تم فتح المدارس الخاصة بالتركمان والمكونات الاخرى كحق مشروع لكل قومية و مكون في اقليم كردستان العراق اما نظام الكوتا الخاص بالمكونات كان مختصرا للمكون المسيحي فقط هذا النظام شمل المكون التركماني والارمني لاحقا وكان مقترحا من الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني ولكن بعد  ان خرجت عن الغاية منها اصبحت وبالا على حركة الديمقراطية وكانت تتكرر في كل دورة انتخابية .

هنا اصبح البحث عن صيغة تضمن حقوق المكونات وسلامة الديمقراطية ضرورية اما المركز الثالث للتنظيمات الحزبية للاتحاد الوطني و برئاسة الاستاذ عدنان المفتي الذي تواصل مع سياسة و نهج الرئيس مام جلال و دعم بدوره الحقوق القومية والديمقراطية للمكون التركماني والمسيحي في اقليم كردستان العراق فكانت قائمة التحالف الديمقراطي الكوردستاني لانتخابات برلمان كردستان العراق في سنة 2005 تضم عددا من التركمان حيث لم يكن الكوتا مقررا للتركمان والارمن وهم موجودون في هذه القائمة ان الاتحاد الوطني عمل جاهدا لازاحة اية معوقمات للممارسة التركمان حقوقهم بما في ذلك عزوفهم للعمل السياسي والحزبي لانهم رجال السوق والتجارة وهمهم التجارة و مشغلون بربهم و تجارتهم و طبيعة هذه الشريحة هي الانصياع للحكم السائد للحفاظ على سلامة تجارتهم ثم استحدث المركز الثقافي التركماني و اصبح للتركمان في تنظيمات الاتحاد الوطني لجان حزبية( كوميتة) اما المركز الثقافي فهو الصرح الاهم في حياة الشعوب الذي يحافظ على الهوية القومية للتركمان و تراثهم لان الشعوب تبقى و تستمر طالما حافظت على لغتها و ثقافتها وهذه الموخاة مولودة للثقة بالاتحاد الوطني الذي كما اسلفنا حزب كل المكونات الموجودة في اقليم وهكذا مع الكلدان والسريان والاشوريين .

 اخيرا للتوضيح نقول ان الاتحاد الوطني لم يطالب بالغاء نظام الكوتا وانما طالب بالتوازن في توزيع مقاعد الكوتا في محافظات الاقليم و ذلك لتحقيق العدالة وهناك حقيقة اخرى ان النظام الكوتا يبقى خاصة بالمرحلة المعينة لبناء المجتمع الوطني الديمقراطي و متى تحقق ذلك المواطن لن يشعر بالخوف على مستقبله و خصوصيته ولا على امنه و حقوقه الطبيعية.

 وليكن فهمنا لطبيعة المرحلة نابعا من ايماننا بالتعايش والاحترام المتبادل والالتزام بالدستور و سد اية ثغرات نصطدم بها و تعيق العمل السياسي ...

ختاما سلاما لارواح الشهداء الذين هم اصبحوا افياء امينة لنستظل و نعيش بسلام في افيائهم.

*لواء عسكري المتقاعد


05/05/2024