*أنتوني بلينكن
نص كلمته في مؤتمر الأمن السيبراني/مركز موسكون-6 أيار/مايو 2024
تقع الثورات التكنولوجية اليوم في صميم تنافسنا مع منافسينا الجيوسياسيين. فهي تشكل اختبارات حقيقية لأمننا. وتمثل أيضًا محركًا للإمكانية التاريخية – لاقتصاداتنا وديمقراطياتنا وكوكبنا. وبعبارة أخرى: لم يعد الأمن والاستقرار والازدهار مجر أمورًا تقتصر على العالم الملموس.
فالخيارات التي نتخذها اليوم، في هذا العقد الحاسم، سوف يتردد صداها لأجيال عديدة. ولهذا السبب من المهم بالنسبة لي أن أكون هنا معكم – لأشارككم كيف تفكر إدارتنا، تحت قيادة الرئيس بايدن، في نقطة التحول هذه، وللتحدث عن الخطوات التي نتخذها لتعزيز قدرتنا التنافسية التكنولوجية، وحماية قيمنا الديمقراطية، وتعظيم إمكانات التقنيات الحيوية والناشئة وتقليل مخاطرها. …
الاختبار الماثل أمامنا هو ما إذا كان بإمكاننا تسخير قوة هذا العصر المضطرب وتوجيهها نحو الاستقرار والازدهار العالميين.
إن الرئيس بايدن مصمم ليس فقط على اجتياز هذا “الاختبار التكنولوجي”، بل على التفوق فيه. …
بيد أن الميزة التي نتمتع بها لا تأتي فقط من قوتنا المحلية.
وهي تنبع أيضا من تضامننا مع غالبية دول العالم التي تشاركنا رؤيتنا المتمثل في وجود مستقبل تكنولوجي نابض بالحياة ومنفتح وآمن، ومن شبكتنا التي لا مثيل لها من الحلفاء والشركاء الذين يمكننا العمل معهم في قضية مشتركة لاجتياز “الاختبار التكنولوجي”.
نحن ملتزمون ليس بـ “السيادة الرقمية” وإنما بـ “التضامن الرقمي”.
اليوم، تكشف وزارة الخارجية الأميركية النقاب عن استراتيجية الولايات المتحدة الدولية للفضاء السيبراني والتقنيات الرقمية، والتي تتعامل مع التضامن الرقمي باعتباره نجمنا الشمالي الذي نسترشد به.
فالتضامن لا يوجّه نهجنا في التعامل مع التقنيات الرقمية فحسب، بل مع جميع التقنيات الأساسية الرئيسية.
لذلك ما أود القيام به الآن هو أن أطلعكم على خمس طرق تتعلق بكيفية وضع ذلك موضع التنفيذ.
دعوني أخبركم كيف نضع ذلك موضع التنفيذ:
• أولا، نحن نقوم بتسخير التكنولوجيا من أجل تحسين ليس فقط أحوال شعبنا وأصدقائنا، بل أحوال البشرية جمعاء. …
• خط جهدنا الثاني يتعلق بالحوكمة، أي صياغة قواعد الطريق لضمان أن تحافظ التقنيات التأسيسية على قيمنا الديمقراطية، وتحمي من الأضرار. …
• بالطبع، لكي تقوم الولايات المتحدة بكتابة قواعد الطريق، ينبغي عليها أن المشاركة المنافسة في جميع أنحاء العالم في التقنيات التي ستشكل تجربتنا الرقمية والمادية – وبالتالي واقعنا الجيوسياسي. هذا هو الخط الثالث لدبلوماسيتنا التكنولوجية. …
• سيعتمد التنافس بفعالية في الخارج على الخط الرابع من جهودنا الدبلوماسية: أي بناء أنظمة تكنولوجية مرنة وموثوقة. …
• خامسًا، وأخيرًا، نحن نتبنى مبدأ “فناء صغير وسياج مرتفع” لحماية التقنيات الأكثر حساسية.