×

  حوارات

  الرئيس بافل لـ كوردستاني نوى: خدمة الشعب والحكم الرشيد اولويتنا دوما



نص حوار الرئيس بافل جلال طالباني مع صحيفة"كوردستاني نوى"

الترجمة : المسرى/ايوب أحمد

اجرى الحوار: د.عدالت عبد الله /رئيس التحرير: بوجه سمح وعزيمة فولاذية، دخل علينا بافل جلال طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني ونحن جالسون في الغرفة التي كنا ننتظره فيها، بدأنا الحوار معه بعد ترحيبه بنا والحديث عن المجال الصحفي خاصة المحطة الجديدة التي تمر بها الصحيفة، كان في جعبتنا حزمتان من الأسئلة والاستفسارات لكن لضيق الوقت صار الاتفاق أن نتوجه إليه بإحداها.

لقد أجاب الرئيس بافل جلال طالباني عن أسئلتنا بصراحة ممتزجة بمعان عميقة وواسعة، كان باديا عليه الحرص الشديد على السعي لحل الأزمات التي تؤرق الناس في كردستان، كما لم يخف قلقه وامتعاضه من وجود طبقات وفئات في المجتمع تعاني الأزمات والضائقات بعد 32 عاما من الحكم، ناهيك عن نقص الخدمات والعجر عن حل الأمور المعيشية.

 رأيناه متفائلا بحاضر ومستقبل حزبه، وعلى قناعة بالقدرة والإمكانية على خدمة شعب كوردستان لو حصل على الدعم والأصوات من الأخير وصار الأكثرية في برلمان الإقليم.

كما أكد الرئيس بافل جلال طالباني خلال لقائنا معه أن أصوات حزبه ستزداد في الانتخابات القادمة، ولم يخف في ذات الوقت رغبته في أن يتصدر حزبه (الاتحاد الوطني) المشهد الانتخابي في كوردستان.

في الحوار التالي مع صحيفة كوردستاني نوي يتحدث الرئيس بافل جلال طالباني حول الكثير من الملفات المهمة بصراحة ووضوح..وهذا نص الحوار:

 

تاريخ ذهبي لم يخلو من المآسي والصعاب

* أود أن ابتدئ الحوار بتذكيرك بشيء ما وهو أنك أمام مسؤولية كبيرة، ستغدو بعد عام من الآن رئيسا لحزب يناضل منذ نصف قرن، كيف ينظر الرئيس بافل جلال طالباني إلى هذا التاريخ وهذه المسؤولية؟

- الجواب في غاية البساطة، تاريخنا تاريخ ذهبي ولم يخلو من المآسي والصعاب وسيل الدماء، ما حققه الاتحاد الوطني الكوردستاني عجزت عنه جميع الأحزاب الأخرى سواء في الشرق الأوسط أو العالم بأسره إلا ما ندر، نحن بدأنا مسيرة الوصول إلى رئاسة الجمهورية من الجبل، وأول رئيس منتخب من الاتحاد الوطني، وكل ذلك تجعل مسؤولياتنا أكبر وأوسع، أود أن أعود في السنة المقبلة إلى الوراء، أود أن نلقي نظرة لخلفنا، أن ننظر لما حققنا؟ وما حققه شهداؤنا؟ وما كسبنا في الساحة السياسية؟ وما حققه الرئيس جلال طالباني ورفاقه على الساحة الدولية وما نحن حققناه؟ مراجعة الماضي مهم قدر أهمية التطلع للمستقبل. ما الذي يسعى لتحقيقه الاتحاد الوطني اليوم؟ لا استحسن عبارة الاتحاد الوطني الجديد، لنكتف بالاتحاد الوطني، أود صياغة سياسيات واضحة وشفافة للتعامل مع المستقبل والمستجدات.

السؤال هنا: لماذا تدخل الناس عالم السياسة ولماذا تتشكل الأحزاب، فالأخير ليست مؤسسات خيرية أو شركات تجارية، هل الاحزاب تتشكل كي تحظى بمكانة وقوة في الحكومة؟ الجواب أن الأحزاب تتشكل لخدمة الشعب.

وإني أنظر إلى كردستان أرى أن المسؤولية أو بعضها تقع على عاتق الاتحاد الوطني، لذلك فإني لست راضيا عما يحدث، شبابنا يمرون بوضع صعب وكذلك أصحاب الاحتياجات الخاصة، كما أن مستشفياتنا ليست في أحس الأحوال، دعني أتوجه إليك بسؤال: منذ متى ولى عهد صدام حسين في كردستان؟

من العام 1991، وفي أي سنة نحن؟ كردستان لا تتمتع بكهرباء على مدار الساعة رغم المبالغ الهائلة التي دخلت أربيل أو خرجت منها.

بإمكانكم القول إن الاتحاد الوطني ظل يعاني من مشاكل بعد مرض الرئيس جلال طالباني، وليس كذبا إن قلتم إن بعض المسؤوليات تقع على عاتقنا بلا شك.

هنا شيئ آخر أود البوح به، إنكم  تعرفونني جيدا، فلا أقول شيئا إلا ونفذته، أدعو شعب كوردستان وجماهير كل الأحزاب أن يمنحونا أصواتهم وأن يمدونا بالقوة، فلينظروا ماذا بوسعنا أن نفعله ونحن أكثرية داخل الحكومة؟

 لقد جرب جماهير شعب كوردستان كل شيء تقريبا لا ضير بأن يخوضوا هذه التجربة أيضا وأن يمنحونا الثقة، أضمن لهم أن الاتحاد الوطني عينه على هدف وحيد وهو خدمة الشعب وهذا ما يدفعني للقول: لنمضِ قدما، أشعر بأننا لا نتقدم بل نتراجع في أمور عدة كحرية التعبير والفكر وحرية المعتقد، نعم نحن نتراجع في هذه المسائل.

نرى وأمام الملأ أن الكثير من المسيحيين يتركون عين كاوه في أربيل في وقت كان من المفترض أن تغدو تلك المنطقة جنة للمكون، وهناك نشطاء يعتقلون بسبب تصريح ويتهمون بالإرهاب، كيف تجري الأمور هكذا؟

هناك من يهدد فقط لكونه عبر عن رأيه وهناك من لا يستطيع التظاهر خشية الملاحقة والطرد من الوظيفة! هل هكذا تسير الأمور؟

ولست مخطئا حين قلت نحن لا نتقدم بل نمشي للوراء، فيما مضى كنا (كردستان) مختلفين عن بقية مناطق العراق، كنا نتباهى بكردستان ومحاكمها وحكومتها، لكننا على وشك أن نفقد كل ما حققناه.

 

التاطلع الى أنموذج مغاير

*  هل تسعون أنتم في الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي له مناطق نفوذ خاصة، أن تقدموا أنموذجا مغايرا عن الذي تتعرضون لانتقادات بسببه؟

-إلى حد ما نجحنا في تحقيق ذلك، أنظر الى الوضع الامني في السليمانية وقارنه بالمناطق الأخرى، الناس هنا يتظاهرون للتعبير عن آرائهم حين تضيق بهم الأحوال، ينكبون على الشوارع أو يقطعونها حتى وأني بدوري أبعث للمتظاهرين بالطعام والماء أحيانا، لا يجوز منع الناس من التظاهر والتعبير عن آرائهم.

 هناك من لا دراية له في عالم السياسية يطلب مني عدم السماح بمناهضي الاتحاد الوطني من السكن هنا، أو أن فلانا وفلان يشكل ازعاجا، وأرد بالقول: واجبي أن استوعب الجميع، نعم أنه واجب محتم علينا، فالديمقراطية وحرية التعبير ليست شعارا فحسب.

ويحق لنا أن نفتخر بأن مديتنا أو منطقتنا تضم سائر أطياف المجتمع السياسي، المعارض بوسعه العيش هنا والعمل كذلك، لكن الأمر لا يحدث في العاصمة، هل هناك من لا يحب العيش في العاصمة؟ في حقيقة الأمر أن المعارضين للسلطة يخشون من العيش والسكن في العاصمة، غير أني أرحب بهم جميعا لكني لا افتح حظني لهم.

 

الاقليم في التقارير الدولية والاختلاف بين التجربتين

* تعلمون جيدا أن الظواهر السلبية التي لا تحبذها شخصيا لديك مآخذ عليها، هل تعلمون أنها ستصبح على المستوى الدولي تقارير، وهذا يسيئ لسمعة إقليم كوردستان، ولا شك أن وفود السفارات والقنصليات التي تلتقيكم ربما تكون هذه الانتقادات إحدى المآخذ على إقليم كوردستان، برأيكم ما العمل لمعالجة هذه الحالات؟ لا سيما وأنك أشرت إلى أن هناك تجربتين مختلفتين. فالناس هنا لديهم حرية التعبير عن الاعتراض والانتقاد، ولكن هناك مشكلة في مناطق أخرى إلا أنهم في نهاية التقارير يذكرون إقليم كوردستان، ألا تثقل كل تلك الأمور المهام الملقاة على عاتقكم حيال موضوع التعامل مع تلك التقارير؟ لا سيما إنك ذكرت في لقاء بالولايات المتحدة: نحن حزبان مختلفان إذا لم نكن مختلفين فلماذا نحن حزبان اثنان؟ ماذا عساك أن تفعل؟

– إذا لم نكن مختلفين فإن الرفاق في الحزب الديمقراطي كان باستطاعتهم أن يأتوا وينتموا إلى الاتحاد الوطني ولكان هذا أمرا طبيعيا جدا، ولكننا مختلفان.

*إذن ملخص السؤال هو: أن هذا الاختلاف الموجود بين هاتين التجربتين كيف يؤدي إلى نوع من التقييم ويصبح نوعا من الضغط على الأطراف المسؤولة عن هذا الوضع وإلا فإنهم يذكرون إقليم كردستان ككل، في حين أن منع التظاهر واعتقال الصحفيين والناشطين المدنيين ربما يحدث بالدرجة الأولى بمنطقة معينة؟

– نعم هذا صحيح، صحيح ما ذكرت، فهذا يقع علينا جميعا. هذا العام الاتحاد الوطني مختلف جدا عن الأحزاب الأخرى نحن لدينا علاقات مميزة مع البلدان المحيطة بنا. أعتقد أننا الحزب الوحيد الذي تمكننا من زيارة روسيا وإيران وبريطانيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة خلال عام واحد، وفي نهاية العام سأذهب إلى الصين، وبعض هذه البلدان علاقاتهم سيئة جدا مع بعض ولكنهم يرحبون بزيارة الاتحاد الوطني إليهم وأن يتمتع يتلك العلاقات معهم، وتمكنا في كثير من الأحيان من تبديد بعض المشكلات الصغيرة بينها، وهناك أيضا يوجهون لي الحديث نفسه، إنه لشيئ مؤسف حقا، ذكروا لي ذلك، هذه المسائل التي لدينا مآخذ عليها والاتحاد الوطني والديمقراطي والأحزاب الأخرى لدينا آراء مختلفة حيالها ولحسن الحظ فإن آراءنا متفقة على بعض من تلك المسائل، مثل حماية الإقليم واحترام شعبه، وأن نسعى لتطوير كردستان وتوفير الأمن والاستقرار لشعبنا، إننا متفقون في هذه المواضيع، أما اختلافنا في المواضيع الاخرى فدعنا لا ننظر إليها كأنها أمر سلبي بل دعنا ننظر إليها كأنها امور ايجابية، فلو كانت نياتنا حسنة والحكومة حكومة ولا تستخدم كسلاح، ولو كانت المحاكم محاكما ولا تستخدم كسلاح داخل الكابينة الحكومية، بإمكننا مناقشة تلك الآراء المختلفة داخل البرلمان وإثراها وإبداء آرائنا ونلتقي في المنتصف ونبني الثقة، أنا لا أتوقع أن هناك حزبا يريد إيذاء شعبه عن قصد بل أن تلك الأحزاب بحاجة إلى أن تثق بنفسها أكثر لتمنح بعضا من الحريات، إذن بإمكاننا أن نضع معا برنامجا مشابها.

*حينما تلتقون في بعض الأحيان مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني. هل تفتحون معهم هذه المواضيع؟ وتذكرون لهم مآخذكم؟

– نعم، نوصلها وآراؤنا في معظم الأوقات متقاربة من بعضها جدا، حتى أنه في بعض الأحيان عندما تصل اتفاقاتنا إلى مرحلة التنفيذ، هناك سنواجه عقبات وعراقيل.

 

استغراب دولي من محاولات تاجيل الانتخابات

* لقد كنتم في الولايات المتحدة، تعلم أن أمريكا دولة ديمقراطية تهمها جدا اجراء الانتخابات في موعدها، ماذا كانت وجهة نظرهم حول تأخر الانتخابات، هل هم مع إجراء الانتخابات؟

-إنهم وأقصد الأمريكيين، مع إجراء الانتخابات وإجرائها في أسرع وقت، كما أنهم مع مشاركة جميع الأطراف فيها وأقول لك بمنتهى الصراحة إن الكثير من الأشخاص في امريكا وجميع البلدان التي زرتها كانوا مستغربين من أن حزبا ومن تلقاء نفسه كان له رأي في أن تؤجل الانتخابات، لقد ذكروا أنه في البداية كان ذلك بسبب قرار المحكمة الاتحادية، كلا (كرونولوجيته واضح) التصويت جرى بعد قرار المحكمة الاتحادية، وتحدث بعض الاطراف عن أن لدينا مشكلة الكوتا، كلا ليس لدينا مشكلة الكوتا، لدينا حلان لمشكلة الكوتا أحدهما هو اعادة وضع خمسة مقاعد للكوتا، ثلاثة منها في منطقة حزب آخر واثنان منها في هذه المنطقة، كان هذا اقتراحا، أما الاقتراح الآخر وهو اقتراحي أنا وهو أنه كيف يجبر كل حزب على أن يكون لديه كوتا النساء فليجبر كل حزب على أن يكون فيه كوتا المكونات، المقترحان قائمان فتفضلوا إذا كانت هذه مشكلتكم تعالوا لنتفق عليه.

 وقلت شيئا آخرا ايضا: إذا كانت لديكم مقترحا آخر فلنناقشه على الأقل، أرى أن تأجيل الانتخابات انعكس بشكل سلبي جدا على ذلك الحزب ولكن لم يفت الأوان بعد وهذا أمر طبيعي وهذه ليست سويسرا، ومثل هذه المشاكل واردة . رسالة الاتحاد الوطني هي أننا نرغب في إجراء الانتخابات ونتوق لها وسنحصل على نتيجة جيدة جدا فيها وربما كان هذا من أحد الأسباب التي تجعل بعض الاطراف تريد تأجيل الانتخابات.

 

سنستخدم البرنامج نفسه في انتخابات كردستان

* أنتم كاتحاد وطني، كيف هي استعداداتكم للانتخابات؟

-استطيع أن اقول: بأن الذين يعملون معي في هذا الملف يذهبون إلى أن الاتحاد الوطني لم يكن مستعدا للانتخابات  كما هو الحال في هذه المرة.

فنحن أعددنا برامجنا منذ عام وستة أشهر وقد جربناها في انتخابات مجالس المحافظات إذ تمكنا من اثبات أننا الحزب رقم واحد في كوردستان بتلك الانتخابات بينما كان آخرون يتوقعون حصولنا على خمسة مقاعد ولكننا حصلنا على ستة مقاعد في كركوك وحدها.

 هذا هو البرنامج الجديد التي عملنا عليه وهذا البرنامج الذي تمت تجربته سنجري عليه بعض التغييرات وسنستخدم البرنامج نفسه في انتخابات كردستان. وأنا متفائل ومسرور جدا.

 

نعم ،نريد أن نفوز

*لديك جملة مشهورة تقول فيها “نريد أن نفوز”؟

- هل هناك من يدخل انتخابات أو لعبة لا يريد أن يفوز فيها؟ أنا أتوقع لهذه الانتخابات أن تقترب اصواتنا من أصوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني، أؤكد لك أن أصوات الحزب الديمقراطي ستقل غير أن هدفي دون لف ودوران هو أن يصبح الاتحاد الوطني الحزب رقم واحد في كوردستان، ولا سيما اذا استمرينا على هذه السياسة ومنحنا الشعب الكوردي القوة بأن نكون أقوى داخل هذه الحكومة ونجري إصلاحات أكثر ونخدم اهلنا أكثر وأن نعيد تلك الحرية التي تعودنا عليها ويطالبوا بها أهلنا، هدفي هو أن يصبح الاتحاد الوطني الحزب الأول في الانتخابات القادمة وارى أن بوسعنا ذلك.

 

ايمان راسخ بالحريات

* دعني أطرح سؤالا عليكم في مجال الإعلام، فأنا اجتمع كل صباح مع العاملين في صحيفة كوردستاني نوي في قاعة صالون كوردستانى نوي لوضع خطط عمل اليوم القادم، وهناك على جدار الصالون لوحة فيها صورة لمام جلال مع مقولة له وهي “من كان يريد انتقاد الاتحاد الوطني فأنني أود أن ينشر في كوردستاني نوي وليبدأ بي”، السؤال هو: هل السيد بافل مع أن الحرية مهمة للإعلام؟

-أنا لا أؤمن بحرية الإعلام فحسب بل أؤمن بالحرية في كل شيء، انا أؤمن بأن يتمكن الناس من قول ما يريدون فإذا عبر عنه بشكل أخلاقي فهذا حسن، أما إذا عبر عنه بشكل سيء فهو المتضرر ولست أنا ، لم يكن لدي مشكلة أبدا مع ذلك، مع الاسف أن هذا ليس مقبولا في كوردستان الآن عند بعض الأطراف.

 

كوردستان بحاجة لمعارضة حقيقية

* إننا في إعلام الاتحاد الوطني الكوردستاني اتخذنا توجها في العمل الصحفي لتتحول تدريجيا إلى منصة يجد الجميع أنفسهم فيها، منصة تطرح همومهم ومشكلاتهم أي طرح مشكلات حياتهم عبر قنواتنا بدلا من الحديث عنها في قنوات المعارضة التي تبالغ فيها في الغالب أو تضرب من خلالها أحزاب السلطة أحيانا ولاغراض سياسية. هل ترى بأن يكون لقنوات الاتحاد الوطني دور في طرح تلك الانتقادات والمشكلات؟

- في الحقيقة أن هذا من صلب عمل الإعلام، لا سيما في إعلام حزب كالاتحاد الوطني الذي يؤمن بالحرية والديمقراطية.

تحدثت عن المعارضة، إحدى المشاكل التي تواجه إقليم كوردستان هي أن بعض أطراف المعارضة عندها يتحولون أحيانا أضحوكة عند الناس، (مع احترامي لا أود أن انتقص من شأن أي طرف) ولكن هناك حزم من الوعود تطلق شعبويا ولا يمكن لها أن تنفذ، يطلقون الوعود دون تنفيذها ويتحدثون عن هذه الامور ولا يفعلون شيئا حيالها، كنت أتمنى أن تكون المعارضة عندنا اكثر التزاما وأكثر ترتيبا. فهناك أطراف كما سمعت لديهم أطروحات واقعية وبامكانهم التعبير عن أرائهم بلغة جيدة وحسنة.

كوردستان بحاجة للمعارضة ولكن معارضة حقيقية، وليس معارضة تتبنى لغة شديدة أو خادشة، ينبغي أن تكون المعارضة مراقبة لأداء أصحاب السلطة، ينبغي لها أن قادرة على مراقبة الأحزاب المشكلة للحكومة، ولذلك أعيد القول: إن كوردستان بحاجة إلى معارضة ولكننا نرجو أن تكون معارضة يعتز بها الناس.

 

يجب أن تتحدث مع جميع الاطراف

* هناك صورة نمطية منتشرة عنك وهي أنك ترغب في علاقات صداقة مع جميع احزاب كوردستان والعراق، هل هذا برأيك مبدأ في العمل تؤمن به؟ إلى أي حد كانت هناك استجابة وتلببية لهذا الأسلوب من العمل؟

- أنا أؤمن بأنه يجب أن تتحدث مع جميع الاطراف، فهذا هو أهم شيئ، حتى مع أعدائك، في البداية نتحاور مع الاصدقاء ومن ثم مع الأعداء، لا بد أن يعرف الطرفان بعضهما ويفهمان بعضهما، لا بد أن تعرف ما هذا، وكيف تستطيع التأثير عليه وكيف تستطيع الاتفاق معه حتى إذا أردت هزيمته فلا بد أن تفهمه.

إحدى مشكلات البلدان الكبيرة جدا هي أنها لا تملك أي شكل من أشكال الحوار فيما بينها وليس بإمكانهم إيذاء بعضهم، إذن كيف سيتفقون فيما بينهم؟ إنني أؤمن جدا بالحوار، أحد الأمور التي تعلمتها من الرئيس مام جلال (الذي لا نستطيع أن نفعل مثله، لانه لا أحد تمكن من ذلك) لكنني أرى أن الاتحاد الوطني الكردستاني لديه الآن علاقات مع معظم البلدان والأطراف، وعلاقاته أفضل بكثير مع علاقات الأحزاب الكردستانية الأخرى.

 

شبابنا هم مستقبل بلدنا ولكنهم مهمشون

* معروف عنكم اهتمامكم بشريحة الشباب والطلبة؟

-لا بد أن يكون كذلك ولا بد أن نفعل ذلك، لان هذا هو مستقبل بلدنا، فهم مهمشون، أتألم حين يهاجر الشباب إلى أوروبا ويغرقون في البحار، إنه خطأنا، الأحزاب ومنها الاتحاد الوطني، ولكن من العجيب أن الاتحاد الوطني هو الحزب الذي يعترف بخطئه، أعتذر منكم، أمهلوني فرصة وسأعيد الأمور إلى نصابها.

 

تحسين دور المرأة داخل الاتحاد الوطني

* هناك أمور أخرى، سأطرحها على شكل أسئلة عليكم، أولها في ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني كان لدينا في كوردستاني نوي ندوة يتحدث فيها كل مرة مختص أو أكاديمي حول مرحلة من مراحل تاريخ الاتحاد الوطني وفي الندوة التي كانت لأكاديمية تنتمي للاتحاد الوطني وتحدثت عن دور المرأة داخل الحزب وكان لديها ملاحظات انتقادية وأعربت عن أمنياتها بأن تصل توصيتها إلى رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني وكانت تشعر بأنه يجب تحسين دور المرأة داخل الاتحاد الوطني الكوردستاني ومراعاة نوعية الكادر النسوي، بالإضافة إلى تطوير قدرات الكوادر اعتمادا على مبدأ التقييم، ماذا تقول حيال ذلك؟

-أتفق مع ما تذهب إليه، أولا وفيما يخص مسألة الحضور أؤمن بمبدأ يدعى  Meritocracy ويعني أن الشخص يتقدم وفقا لكفاءته وجدارته. وهذا أمر حاولنا تطبيقه داخل هذه القيادة، ولكن دور النساء مهم جدا، كان لدينا داخل الحزب كوادر نسوية قوية ومتمكنة وما زلنا، أنظر إلى اعضاء المكتب السياسي، أنظر إلى قيادياتنا من النساء، فهن يعملن بشكل أكثر خبرة واحترافية من الرجال في العديد من المجالات وأرجو أن لا يزعل الرجال من قولي هذا، وشخصيا أشيد بهن من هذه الناحية، إلا أن عددهن قليل، وفيما يخص مجال تطوير الكوادر لدينا برنامج جيد وأعددنا لهم دورات ويعجبني أن يزداد دور النساء والشباب (كي لا ننسى الشباب) لكنني أؤمن  بألا نقلد النساء مناصب فقط لكونهن نساء وكذلك الحال مع الشباب والشيوخ، بل نقلدهم المناصب وفق مبدأ أنهم متمكنون وخاضعون لمبدأ Meritocracy .

 

ما من أحد لا يعلم مدى جهدنا في هذه المهمة

* لقد أجريت مؤخرا زيارات مكوكية إلى بغداد لمعالجة أزمة الرواتب ومعيشة الناس ويشهد لك بذلك الشعب، هل يمكنك تطمين الناس بأن هذا الموضوع قد أخذ على محمل الجد من قبلكم وسيظل ممثلو الاتحاد الوطني مواظبين على حرصهم على تلك المسالة؟

- بإمكاني القول إنه ولربما من الأفضل ألا أقوله، ما من أحد في كوردستان ليس على دراية بمدى جهدنا وتعبنا في هذه المهمة، وإن شاء الله يتمكن الآخرون المتنفذون في الأحزاب الأخرى من التوصل لاتفاق متين وان يضعوا مصلحة شعبنا فوق مصلحتهم، للأسف لا أعتقد أن يكون لدى الجميع هذا التوجه بعد.

 

حول حاضر الاتحاد الوطني ومستقبله

*هناك الكثير من الأسئلة، ولكن أهم ما يمكنني طرحه هو أن هناك الكثير من الناس والمناضلين وذوي الشهداء ومؤيدي الاتحاد الوطني وأنصاره يرغبون بالحصول على اطمئنان حول حاضر الاتحاد الوطني ومستقبله على لسان السيد بافل، هل تخطون الآن خطواتكم بطمأنية وتفاؤل؟

-أطمئنهم وأضعهم على رأسي وفي عيني.

 

 كونوا جريئين واحرار

*شكرا جزيلا، أرجو أن تسنح الفرصة بين الحين والآخر ومن خلال صحيفة كوردستاني أن نتمكن من إيصال رسالة الاتحاد الوطني إلى اعضائه ومؤيديه وجماهير شعب كردستان.

- كلما كنتم جريئين وأحرارا وتعطون للمواطنين فرصة ومساحة لشرح انتقاداتهم لنا، فأنا مستعد للقائكم، ومتى ما أصبحتم مثل إعلام بعض الأطراف الأخرى فإني لن ألقي عليكم التحية حتى.


06/06/2024