أكد رئيس مركز الرفد للدراسات والاعلام الدكتور عباس الجبوري أهمية دور الاتحاد الوطني الكوردستاني في الحفاظ على العملية السياسية العراقية، داعيا إلى مشاركة الجميع في صنع القرار السياسي في البلاد.

وقال الجبوري خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن الهدوء في العملية السياسية يمكن قراءته أحيانا بالهدوء الذي يسبق العاصفة، فالسياسة في العراق لازالت كالرمال المتحركة، مضيفا أن هناك إستقرار سياسي لكن الحكومة لم تستطع تنفيذ برنامجها الذي وعدت الجمهور به، مشيرا إلى أن المعوقات التي وضعت أمام الحكومة هي التي كانت السبب في عدم تنفيذها لبرنامجها بشكل كامل.

المطلوب مشاركة الجميع في صنع القرار

وشدد الجبوري على أن المطلوب من جميع القوى السياسية في العراق المشاركة في صنع القرار السياسي حتى تستطيع تلبية متطلبات الشعب، مشيرا إلى أن الحكومة تجاوزت الكثير من المشكلات حين بدأت بحملة الإعمار، لافتا في الوقت نفسه إلى أن مجالس المحافظات حاليا وبالتزامن مع حملة الاعمار التي تقوم بها الحكومة الاتحادية، لا تمتلك خطة للعمل واصفا ذلك بالمشكلة الكبيرة، منتقدا عدم قدرة القوى السياسية على اكمال تشكيل مجالس عدد من المحافظات وتسمية المحافظين، مؤكدا ان ذلك ينعكس سلبا على تقديم الخدمات في تلك المحافظات مثل كركوك وديالى.

مجالس المحافظات تشكل عقبة في طريق التنمية المستدامة

ويرى الجبوري أن مجالس المحافظات الآن شكلت عقبة في طريق التنمية المستدامة بالبلاد، موضحا أن الجميع كان يتمنى أن تكون مجالس المحافظات إمتداد للحكومة الاتحادية وتنجز بعض المشاريع، مشيرا إلى أنه على عكس ذلك شرعت بعض المجالس في صرف الامتيازات لأعضائها وهو ما يعكس أن المجالس لازالت تراوح مكانها وباتت تشكل عبئا على العملية السياسية التي فيها نوع من الاستقرار. مشددا على أنه يمكن التعويل على القيادات الشابة مثل الرئيس بافل طالباني،

الرئيس بافل طالباني لعب دورا مهما خلال فترة الانسداد السياسي

وأشاد الجبوري بدور الاتحاد الوطني الكوردستاني ورئيسه بافل جلال طالباني في العملية السياسية، مشددا على أنه يمكن التعويل على القيادات الشابة مثل الرئيس بافل طالباني، لافتا إلى أنه لعب دورا مهما جدا خلال فترة الانسداد السياسي من خلال ربط الحلقات المنقطعة بين الاقليم والحكومة الاتحادية، مؤكدا ان الرئيس بافل طالباني وبروحيته الشبابية وعلاقاته مع القوى السياسية استطاع أن يؤسس لقاعدة الاصطفاف مع العراقيين كعراقي، مشيرا إلى أن بافل طالباني يذكرنا بوالده الرئيس مام جلال الذي جمع العراقيين وكان أفضل رئيس عراقي بعد 2003.

العملية السياسية ولدت مشوهة ولم تكتمل بإسلوبها السياسي

من جانب آخر أكد الجبوري أن هناك عامل داخلي وآخر خارجي مؤثر على العملية السياسية في العراق وأداء القوى السياسية، موضحا أن العملية السياسية ولدت مشوهة ولم تكتمل بإسلوبها السياسي الحقيقي بل جاءت بأحزاب جاءت بأناس للسلطة دمروا المؤسسات في البلاد، مشددا على ضرورة أن يدير البلاد أناس أكفاء وقادرين على العمل ويعملون من أجل الخدمة وليس من أجل المنصب والامتيازات، داعيا الوزراء والمسؤولين إلى العمل لخدمة المواطنين وانجاز المشاريع بهدوء دون الترويج عبر الاعلام وتصوير أنفسهم على أنهم يعملون، لافتا إلى أن هناك 750 ألف موظف درجة خاصة ورواتبهم بالمليارات وهذا ليس عدلا، داعيا إلى تطبيق قانون العدالة الاجتماعية.

العراق الوحيد القادر على تصدير كميات من النفط تعوض منظمة أوبك

وشدد الجبوري على ضرورة أن يكون القرار السياسي العراقي عراقيا خالصا ولا يأتي بقرارات خارجية، مؤكدا أن العوامل الخارجية لعبت دورا سلبيا في العملية السياسية، موضحا ان أبناء البلد لن يستطيعوا الاستفادة من ثرواتهم إن سلبت الإرادة وسلمت إلى إرادات أخرى، لافتا إلى أن العراق البلد الوحيد في المنطقة القادر على تصدير كميات من النفط تعوض منظمة أوبك، مؤكدا افتقار العراق لمبادئ أساسية في إدارة الدولة والأحزاب السياسية غير قادرة على فهم ذلك.

المواطن والموظف في الاقليم يدفع ثمن الصراعات السياسية

وعن العلاقة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان، شدد الجبوري على أن أحد الأسباب التي تجعل التوتر بين الاقليم وبغداد مستمرا هو عدم الاعتماد على مواد الدستور، موضحا أن العمل بمبدأ التوافق أثر على العلاقة بين الجانبين، منتقدا رفض البعض ارسال الحكومة الاتحادية لرواتب الموظفين الذين هم مواطنون عراقيون ومن حقهم استلام رواتبهم وإبعادهم عن الصراعات السياسية، مشددا على أن المواطن والموظف في الاقليم يدفع ثمن الصراعات السياسية.

*المسرى