أكد رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الدكتور كامل الدليمي أن ما تعرضت له الأخوات الإيزيديات والمسيحيات والشبكيات والنسوة الأخريات وأطفالهن من اعتداءات وانتهاكات على يد عصابات داعش الإرهابية هي جرائم كبرى ضد الإنسانية، يندى لها الجبين، وتقشعر منها الأبدان، موضحا أنها تهدف لإعادة الزمن إلى عصور الجهل والظلام.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رئيس ديوان الرئاسة ممثلًا عن فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، خلال المؤتمر الخاص للإبادة الجماعية للمكون الإيزيدي، حيث نقل معاليه تحيات السيد الرئيس للحاضرين وهم يستذكرون واقعة أليمة استهدفت حرمة الوطن، ووجهت سهام غدرها نحو مكون كريم من مكونات شعبنا العراقي الأصيل.
وفيما يأتي نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السيادة والمعالي والسعادة
السيدات والسادة الحضور الكرام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من دواعي فخرنا تمثيل فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد في هذا المؤتمر الوطني الكريم.
ويسرنا بهذه المناسبة الطيبة أن نبلغكم تحيات فخامته وأمنياته بالتوفيق والسداد ونحن نستذكر اليوم واقعة أليمة استهدفت حرمة الوطن ووجهت سهام غدرها نحو مكون كريم من مكونات شعبنا العراقي الاصيل.
السيدات والسادة.
لقد مرت عشرِ سنواتٍ على الجريمة البشعة التي أرتكبتها خفافيش الظلام من أفراد تنظيم داعش الارهابي بحق اهلنا من المكون الايزيدي ، وقد استباحوا في حينها حرمة أبناء الوطن وأراقوا دماء الابرياء ودنسوا أعراض نساءٍ عراقياتٍ آمناتٍ وأختطفوهن مع الاطفال بقوة البطش الهمجية ، بعد أن قتلوا الرجال وعاثوا في الأرض فسادا فدمروا واحرقوا ونهبوا كل ما تراه العين او تصل اليه اليدان وأهلكوا الحرث والنسل .
أيتها السيدات أيها السادة الحضور ..
إن ما تعرضت له الأخوات الايزيديات والمسيحيات والشبكيات والنسوة الاخريات واطفالهن ، لاعتداءات وانتهاكات يحرمها الدين الإسلامي الحنيف وجميع الأديان والأعراف السماوية والانسانية وعدتها منظمات حقوق الانسان والدول والانظمة الحرة جرائم كبرى ضد الإنسانية يندى لها الجبين وتقشعر منها الابدان, تهدف الى اعادة الزمن الى عصور الجهل والظلام والاتجار بارواح الناس ، من خلال ايقاف عجلة التحضر وفتح أسواق النخاسة والسبايا واستعباد خلق الله الاحرار ، كل ذلك لم يكن له مسوغ سوى أرضاء شهوات المجرمين والإيغال بالحقد تجاه النسيج العراقي الجميل الذي طالما اتسم بالتفاهم والتعايش وقبول الآخر ضمن خارطة الوطن الواحد.
لقد سعت رئاسة الجمهورية وبالتعاون مع مجلس الوزراء وباقي سلطات الدولة لوضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات وتعزيز حقوق الانسان ، بالسبل العسكرية والامنية ثم التشريعية والقانونية ، وبذلت الجهود وما زالت تعمل لتخفيف الاحزان وتضميد جراحات اهلنا، وطرحت رئاسة الجمهورية مشروع قانون الناجيات الايزيديات برقم (8) لسنة 2021 وطُبقت العديد من فقراته، وكان أبرزها استحداث المديرية العامة لشؤون الناجيات الايزيديات من اجل السعي لاعادة الحقوق وصون الحياة الكريمة الامنة بعيداً عن الانتهاكات والخطف والسبي والتغييب ، وهنا نوجه دعوة للجهات المعنية ونهيب بها الى ضرورة تطبيق ما تبقى من فقرات القانون ، ذاك لأن الكثير من الضحايا ينتظرون عودة حقوقهم الكاملة وما زالت الكثير من الاسر تأمل استعادة أبنائها المفقودين وبناتها المختطفات ولَمِ شمل الاسرة.
الحضور الكريم ..
ان رئاسة الجمهورية وبتوجيهات مباشرة ومستمرة من فخامة الرئيس تعمل بجميع دوائرها وموظفيها على تقديم الدعم والعون لأبنائنا من المكون الايزيدي والمكونات العراقية الاخرى التي تضررت بشكل مباشر من الارهاب الداعشي والعمليات العسكرية ، وتتحرى اية معلومة وصولاً لاعادة الحق الى نصابه وتحقيق العدل والمساواة في عراقنا الحبيب.
لقد كان ملف النازحين ولا يزال يشغل حيزاً كبيراً من عملنا ونأمل تعزيز جهود إعادة اعمار مدينة سنجار وتنظيم الامور الادارية فيها لتقديم الخدمات الاساسية وتهيئة البيئة المناسبة لعودة النازحين والعيش بأمان وسلام في مناطقهم .
سدد الله خطاكم ووفق مسعاكم وأعان قواتنا المسلحة وتشكيلاتها كافة ، وهي تقارع الشر وتحارب الباطل وتحقق النصر بهمة مقاتلينا الابطال.
رحم الله شهداء العراق من اقصاه الى اقصاه وحفظ بلادنا وشعبنا الأبي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".