أعلنت وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» في بيان، أن وزير الدفاع لويد أوستن، أمر بإرسال غواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط، وتسريع وصول مجموعة حاملة طائرات هجومية إلى المنطقة، قبل هجوم إيراني متوقع ضد إسرائيل - بحسب «CNN».
وبحسب البحرية الامريكية، كانت الغواصة «يو. إس. إس. جورجيا»، التي تعمل بالطاقة النووية والمسلحة بصواريخ كروز، تعمل في البحر الأبيض المتوسط بالأيام الأخيرة، بعد أن أكملت للتو تدريبات قرب إيطاليا.
وأعلنت البنتاغون أن أوستن أمر الغواصة بالدخول إلى مياه الشرق الأوسط. ونادرا ما يتم الكشف علنا عن حركة الغواصات الصاروخية الأمريكية. وتعمل الغواصات التي تتحرك بالطاقة النووية في سرية شبه كاملة.
ويمثل الإعلان عن حركة الغواصة رسالة واضحة لردع إيران ووكلائها الذين تعتقد الولايات المتحدة وتل أبيب أنهم يستعدون لهجوم محتمل واسع النطاق ضد الاحتلال.
وجاء هذا الإعلان بعد مكالمة هاتفية بين أوستن ووزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت. وتحدث الوزيران عن «جهود ردع عدوان إيران وحزب الله اللبناني والجماعات الأخرى المتحالفة مع إيران في جميع أنحاء المنطقة».
وقالت البنتاغون إن أوستن أمر أيضا مجموعة حاملة الطائرات الهجومية «يو. إس. إس. أبراهام لينكولن» بالوصول سريعا إلى الشرق الأوسط.
وكان وزير الدفاع أمر مجموعة حاملة الطائرات لينكولن بالتوجه إلى الشرق الأوسط في 2 أغسطس الجاري، لكن سفنها قامت بزيارات لموانئ في غوام وسايبان على طول الطريق، بحسب البحرية الامريكية.
وتتكون مجموعة حاملة الطائرات لينكولن من حاملة الطائرات، المزودة بطائرات شبح مقاتلة من طراز F-35C، بالإضافة إلى العديد من المدمرات.
وتعمل مجموعة حاملة الطائرات «يو. إس. إس. ثيودور روزفلت» في مياه الشرق الأوسط منذ عدة أسابيع الآن، مما يمنح الولايات المتحدة وجودًا هائلًا في المنطقة.
كما تعمل مجموعة «يو. إس. إس. واسب» للعمليات البرمائية، والتي تضم الآلاف من قوات مشاة البحرية القادرين على القيام بالعمليات الخاصة، بالفعل في البحر المتوسط.
قدرات "خارقة".. تفاصيل الغواصة النووية
هذا واستعرضت صحيفة "يديعوت أحرونوت " الإسرائيلية، قدرات الغواصة الأمريكية "جورجيا" التي تم إرسالها إلى المنطقة لـ"ردع إيران"، مشيرة إلى أنه على الرغم من أنها تُعد "سرية" إلى أنها شوهدت الأسبوع الماضي.
وذكرت "يديعوت" أن واشنطن أعلنت عن إرسال الغواصة "جورجيا" إلى الشرق الأوسط في ظل حالة تأهب تحسباً لهجوم انتقامي من إيران وتنظيم "حزب الله" اللبناني ضد إسرائيل، موضحة أن تلك الغواصة النووية مجهزة بأكثر من 150 صاروخ كروز بعيد المدى، كما سبق وأن شاركت شقيقتها، غواصة "فلوريدا"، في هجوم على أهداف للحوثيين في اليمن يناير (كانون الثاني) الماضي.
القدرة على الوصول لإيران
ووفقاً للصحيفة، تزن الغواصة المسلحة حوالي 19 ألف طن، وقادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ من طراز "توماهوك"، السلاح الأساسي للبحرية الأمريكية لمهام بعيدة المدى، حيث أنه قادر على ضرب أهداف في البر والبحر من مسافة ألف ميل، أي أكثر من 1600 كيلومتر، مشيرة إلى أنه من الناحية النظرية، تكفي هذه المسافة للوصول إلى إيران.
مواصفات الغواصة
وتقول الصحيفة الإسرائيلية إنه إلى جانب صواريخ "توماهوك"، يمكن لجورجيا المساعدة في تنفيذ العديد من العمليات الخاصة، ويمكنها استيعاب طاقم من 66 من أفراد الطاقم، وتصفها البحرية الأمريكية بأنها "منصة متخفية وسرية"، تتمتع بقدرات هجومية غير مسبوقة للمهام والعمليات الخاصة.
تدريبات في المياه الأوروبية
وأشارت يديعوت إلى أن الغواصة كانت موجودة بالفعل في البحر الأبيض المتوسط حتى قبل الإعلان عن نقلها إلى منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، مضيفة أن "جورجيا" شوهدت في خليج سودا بجزيرة كريت اليونانية يوم الإثنين الماضي، في وقت قال قائد الأسطول السادس الأمريكي إن الغواصة كانت في "انتشار روتيني" في منطقة عمليات البحرية في المياه الأوروبية، وبحسب إعلانه، كانت جورجيا تجري تدريبات هناك مع قوات مشاة البحرية الأمريكية وقوات العمليات الخاصة في البحر الأبيض المتوسط.
وبدأ التدريب في وقت مبكر من 17 يوليو (تموز)، ووفقاً للصور التي نشرتها البحرية الأمريكية، أجرت مشاة البحرية تدريباً على الغوص بعيداً عن المكان الجاف بالغواصة.
وأوضحت أن قرار الكشف عن معلومات حول تحركات الغواصة يعتبر خطوة غير عادية، إذ عادة ما يظل موقعها سراً.
وأوضح المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر أن قرار إرسال الغواصة إلى المنطقة هو جزء من تعزيز القوات المصممة لحماية القوات الأمريكية والمساعدة في الدفاع عن إسرائيل و"التأكد من أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة لمجموعة متنوعة من السيناريوهات".
وذكرت الصحيفة أن جورجيا واحدة من 4 غواصات من سلسلة "أوهايو" التي تعمل بمفاعل نووي، والتي كانت تستخدم في الماضي كغواصات لحمل صواريخ باليستية نووية، ولكنها تحمل الآن صواريخ كروز غير نووية، مشيرة إلى أن إحدى الغواصات "الشقيقة" وهي "فلوريدا"، والتي تقع قاعدتها الأم في "خليج كينغز" بولاية جورجيا، أنهت الشهر الماضي مهمة طويلة استغرقت 727 يوماً، شملت التعامل مع التهديدات التي تشكلها روسيا والصين وإيران.