واشنطن تطالب تركيا بالتدخل
فرانس بريس،وكالة إرنا:- قال رئيس الجمهورية الايرانية مسعود بزشكيان، إن صمت المجتمع الدولي ودعم الدول الغربية لجرائم الكيان الصهيوني يشجع الكيان على مواصلة جرائمه ويهدد أمن المنطقة والعالم.
وفي اتصال هاتفي بين رئيس الحكومة البريطانية "كير ستارمر"، و الرئيس بزشكيان"، ناقشا الجانبان امس الثلاثاء سبل تحسين العلاقات بين البلدين الى جانب السبل الكفيلة بإحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
واعتبر الرئيس بزشكيان صمت المجتمع الدولي ودعم الدول الغربية لجرائم الكيان الصهيوني يتناقضان مع القوانين الدولية كونهما يشجعان الكيان المحتل على مواصلة جرائمه ويشكلان تهديدا لأمن المنطقة والعالم.
وقال إن الحرب من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية ليست في مصلحة أي دولة، معتبرا الرد العقابي على المعتدي يعتبر حل لإيقاف الجرائم والاعتداءات.
وبدوره اكد ستارمر خلال هذا الاتصال على ضرورة إنهاء الحرب في غزة و تسريع ارسال المساعدات اليه.
وأعلن رئيس الحكومة البريطانية استعداد بلاده لتوسيع العلاقات مع إيران في العهد الجديد، معربا عن أمله في أن يبدأ السفيران الجديدان للبلدين مهامهما في أقرب وقت ممكن.
هذا وأعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني في بيان: أن رئيس الوزراء قال إنه يشعر بقلق عميق إزاء الوضع في المنطقة ودعا جميع الأطراف إلى خفض التوترات والامتناع عن المزيد من المواجهة في المنطقة.
وقال ستارمر أيضًا "إن خطر سوء التقدير خطير، والآن هو الوقت المناسب للتفكير الهادئ والرصين" حسب قوله.
وطالب إيران بالامتناع عن مهاجمة "إسرائيل"، وأضاف أن الحرب ليست في مصلحة أحد.
وبحسب بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني، أكد ستارمر التزامه بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن (الاسرى) وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، مضيفا أن التركيز يجب أن ينصب على المفاوضات الدبلوماسية وتحقيق السلام.
وأضاف البيان أن الجانبين اتفقا على أن الحوار البناء بين بريطانيا وإيران يصب في مصلحة البلدين.
وطالب رؤساء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، في بيان مشترك، مساء الاثنين، إيران بالتخلي عن هجوم انتقامي محتمل ضد "اسرائيل" وأعلنوا أنهم يدعمون هذا الكيان ضد هجوم إيران وجماعات المقاومة في المنطقة.
وفي السياق قال رئيس الجمهورية ، "إن ايران تتطلع إلى تطوير العلاقات مع كافة الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا، على أساس الصداقة والثقة والاحترام المتبادل".
وردا على الاتصال الهاتفي الذي أجراه "أولاف شولتز" المستشار الألماني، الإثنين، اعتبر الرئيس بزشكيان أنه من الضروري إزالة العوائق أمام تحسين العلاقات بين إيران والدول الأوروبية.
وأكد، أن "إحدى السياسات الرئيسية للجمهورية الإسلامية هي الحفاظ على السلام والاستقرار والأمن وتعزيزها في الصعيدين الإقليمي والعالمي".
وتطرق رئيس الجمهورية في هذا الاتصال الى تطورات الساحة الفلسطينية قائلا : في الوقت الذي يقوم فيه الكيان الصهيوني بأعمال إرهابية في بلدان أخرى ويضع الأمن الإقليمي والسلام العالمي في مواجهة أزمة خطيرة وذلك بانتهاك كافة المواثيق والقوانين الدولية، وفي نفس الوقت الذي تتواصل فيه الجريمة والإبادة الجماعية بغزة؛ مؤكدا بان شعوب العالم تتوقع من الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا، أن تلعب دورا فعالا لإنهاء الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة، بدلاً من دعم هذا الكيان.
وأكد بزشكيان، أن الجمهورية الاسلامية تلزم على نفسها دائما بالامتثال للقوانين والأنظمة الدولية؛ مضيفا ان "إيران ترحب بتطور التفاعل مع كافة الدول والتأكيد على حل المشاكل عبر التفاوض، لكنها لن تخضع أبدا للضغوط والحظر والبلطجة والعدوان، كما ترى بأن من حقها الرد على المعتدين وفق المعايير الدولية".
وبدوره أكد المستشار الألماني "أولاف شولتز"، في هذا الاتصال الهاتفي، على استعداد بلاده واهتمامها بتحسين العلاقات مع إيران في كافة المجالات؛ مهنئاً باختيار الدكتور بزشكيان رئيساً للجمهورية الاسلامية، ومثمنا مواقفه القيمة.
كما اعتبر شولتز، "إحلال السلام والأمن في المنطقة، أحد أولويات سياسة ألمانيا تجاه غرب آسيا والعالم"؛ مشددا على ضرورة الوقف الفوري للحرب والعنف بغزة وتفعيل وقف إطلاق النار في هذه المنطقة".
"إيران مصممة على الدفاع عن سيادتها"
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن "الجمهورية الإسلامية مصممة على الدفاع عن سيادتها، ولا تطلب الإذن من أي كان لممارسة حقوقها المشروعة".
كنعاني أضاف رداً على البيان المشترك لألمانيا وبريطانيا وفرنسا، أنه "بدون أي اعتراض على جرائم الكيان الصهيوني، تطلب الدول الثلاث بكل وقاحة في البيان من إيران عدم الرد على انتهاك سيادتها وسلامة أراضيها".
واعتبر أن المطالب تفتقر إلى المنطق السياسي، وتتعارض تماماً مع مبادئ وقواعد القانون الدولي، واصفاً إياها بأنها تعتبر دعماً علنياً وعملياً للاحتلال الإسرائيلي.
كما أكد عزم بلاده على ردع إسرائيل، ودعا الدول الثلاث إلى "الوقوف بحسم ضد الحرب في غزة وضد تحريض إسرائيل على الحرب".
وكان زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد دعوا الاثنين إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن شن هجمات على إسرائيل.
وفي بيان مشترك، أكد كل من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، أن الهجمات الإيرانية ستؤدي إلى تصاعد التوترات، وتوسّع رقعة الحرب في المنطقة، وستعرّض فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين للخطر.
واشنطن تطالب تركيا بالتدخل
بدوره، طالب السفير الأمريكي لدى أنقرة جيف فليك، تركيا وحلفاء آخرين لهم علاقات مع إيران إقناعها بخفض التوترات في الشرق الأوسط.
وقال فليك في لقاء مع الصحفيين في إسطنبول مع انتهاء فترة خدمته في تركيا "نطلب من جميع حلفائنا الذين لديهم علاقات مع إيران أن يضغطوا عليهم لخفض التصعيد، وهذا يشمل تركيا".
كما أضاف متحدثا عن الممثلين الأتراك لدى واشنطن "إنهم يفعلون ما في وسعهم للتأكد من عدم تصعيد الأمور".