اعداد المرصد/عن الحرة - رويترز-فرانس بريس
روايتان، إسرائيلية وأخرى من حزب الله في لبنان، جرى تداولهما لما حدث، صباح الأحد، من تصعيد للصراع، وبينما تحدثت الميليشيا اللبنانية عن "هدف نوعي" استهدفته، أعلنت إسرائيل في المقابل عن حجم الخسائر التي تعرضت لها.
وخلال الساعات الماضية، اعتبر حزب الله أنه "أنجز" المرحلة الأولى من هجوم على إسرائيل، وهي كانت "مرحلة استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلا لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود"، بينما أعلنت إسرائيل أنها أحبطت "جزءا كبيرا من الهجوم" الذي شنّه حزب الله على أراضيها ردا على اغتيال القائد العسكري في التنظيم، فؤاد شكر.
وتتركز رواية الجيش الإسرائيلي على تنفيذ ضربة استباقية قبيل هجوم حزب الله، منعت حدوث هجوم أكبر.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، في مستهل جلسة مجلس الوزراء، الأحد: "ما حدث اليوم ليس نهاية القصة. حاول حزب الله مهاجمة دولة إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة في وقت مبكر من الصباح. أصدرنا تعليماتنا للجيش الإسرائيلي بتنفيذ ضربة استباقية قوية لإزالة التهديد".
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في مقابلة مع "الحرة"، الأحد، أن "العمليات مستمرة" ضد حزب الله، إذ تتم "توجيه ضربات استباقية تمنع حدوث أي اعتداءات".
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، في مقابلة مع "الحرة" أن العمليات العسكرية ضد ميليشيات حزب الله في لبنان مستمرة، لافتا إلى أن حالة التأهب مستمرة لتوجيه ضربات استباقية تمنع تلك الجماعة من تشكيل أي خطر على المدنيين في بلاده.
وشدد أدرعي على أن الجيش الإسرائيلي يعمل، منذ الثامن من أكتوبر على إضعاف قدرات حزب الله، وذلك وصولا إلى الهدف الذي تسعى بلاده إليه، بـ"منعه من شن أي هجمات على شمالي البلاد، وتهديد حياة السكان هناك".
سلسلة ضربات شاركت فيها "نحو 100 طائرة
وأكد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله "كان يستعد لتوجيه ضربات بآلاف الصواريخ"، مشيرا إلى تدمير "آلاف منصات" إطلاق الصواريخ التابعة له، في جنوب لبنان، وذلك في سلسلة ضربات واسعة فجر الأحد، شاركت فيها "نحو 100 طائرة" حربية.
وقال المتحدث باسم الجيش، نداف شوشاني، لصحفيين وفق فرانس برس، أن هجوم حزب الله "كان جزءا من هجوم أكبر تمّ التخطيط له، وتمكننا من إحباط جزء كبير منه هذا الصباح"، من دون أن يحدد أهداف حزب الله.
وتشير صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الضربات الاستباقية لم تمنع حزب الله من بدء هجومه صباح الأحد.
تدمير منصات إطلاق الصواريخ (قبل إطلاقها)
ووفقا للجيش الإسرائيلي، تم إطلاق حوالي 210 صواريخ وحوالي 20 طائرة من دون طيار من لبنان على شمال إسرائيل. وتم اعتراض بعض القذائف، بينما سقطت أخرى.
لكن رغم هذا التصعيد الكبير، لا يبدو أنه تسبب في خسائر كبير.
وقال أفيخاي في مقابلته مع الحرة: "لقد منعنا حزب الله من تحقيق مخططه، إذ جرى تدمير منصات إطلاق الصواريخ (قبل إطلاقها)، واعتراض ما جرى إطلاقه، وبالتالي لم تكن هناك خسائر بشرية أو خسائر مادية كبيرة".
وقال الجيش: "ما زلنا في مرحلة تقييم للوضع في أعقاب الهجوم. (...) لا يزال هناك إطلاق نار"، موضحا "لكن يمكنني أن أقول لكم إن الضرر كان بسيطا... أضرار بسيطة للغاية".
وفي لبنان، قُتل 3 أشخاص على الأقل، وأصيب آخران، بجروح، الأحد، وفق ما أحصته وزارة الصحة اللبنانية، من جراء الغارات الإسرائيلية.
وعلمت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن إجراءات اتخذت مسبقا لتقليل وقوع إصابات في حال وقوع هجمات من هذا النوع.
وأطلقت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، في وقت مبكر من صباح الأحد، بما في ذلك في مدينة عكا الساحلية، وكتسرين في مرتفعات الجولان، بالإضافة إلى العديد من البلدات في الجليل، وفق " تايمز أوف إسرائيل". وأفادت خدمة الإسعاف "نجمة داوود الحمراء" بأن امرأة أصيبت بجروح طفيفة بشظايا في عكا.
وأعلنت هيئة مطارات إسرائيل، في وقت مبكر الأحد، أنه بسبب الوضع الأمني، تأخرت الرحلات المغادرة من مطار بن غوريون وسيتم تحويل الرحلات القادمة إلى مطارات أخرى.
حزب الله يؤكد نجاح هجماته
في المقابل، أعلن حزب الله "نجاح" هجومه على إسرائيل "لهذا اليوم"، واعتبر أن "ادعاءات العدو حول العمل الاستباقي الذي قام به.. وتعطيله لهجوم المقاومة هي ادعاءات فارغة".
وأشار إلى أنه أطلق هجوما جويا بعدد كبير من المسيرات نحو العمق الإسرائيلي، وفي اتجاه "هدف عسكري نوعي".
ولم يكشف حزب الله عن الهدف النوعي، لكن تقارير إسرائيلية قالت إن من بين أهداف العملية مقر الموساد وقاعدة عسكرية في منطقة غليلوت، وسط إسرائيل، بينما تحدث نتانياهو عن "هدف استراتيجي".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "الجيش تمكن من اعتراض كل الطائرات المسيرة التي أطلقها حزب الله على هدف استراتيجي بوسط إسرائيل. اعترض الجيش جميع الطائرات من دون طيار التي أطلقها حزب الله لغرض استراتيجي في وسط البلاد".
ونقلت رويترز عن متحدث عسكري إسرائيلي إن حزب الله كان يخطط لاستهداف شمالي إسرائيل في المقام الأول، لكن مع بعض الأهداف بوسط إسرائيل أيضا.
وذكر موقع "تجمع الأخبار اليهودية" أن من المرجح أن يكون الهدف الرئيسي للهجوم هو قاعدة غليلوت بالقرب من هرتسليا، حيث يقع مقر الموساد ووحدات الاستخبارات العسكرية المختلفة.
وقالت "جيروزاليم بوست" إن الجيش الإسرائيلي ألمح في بياناته إلى أن حزب الله أراد استهداف مقر الموساد ومقر الجيش الإسرائيلي.
وقال الضابط السابق في الاستخبارات الإسرائيلية، جاك نيريا، في مقابلة مع الحرة إن "الضربة الاستباقية منعت حزب الله من استهداف أماكن ومواقع حساسة في تل أبيب ووسط البلاد".
بداية تصعيد أم "حفظ لماء الوجه"
هذا ويثير إعلان حزب الله اللبناني، عن انتهاء ما أسماها بـ"المرحلة الأولى" من هجومه على إسرائيل، الأحد، تساؤلات حول ما إذا كان هذا الهجوم المنتظر منذ أسابيع كـ"رد" على مقتل القيادي العسكري في صفوفه، فؤاد شكر، قد يستمر أو يتطور لحرب أوسع، أم أنه مجرد محاولة لـ"حفظ ماء الوجه" يكتفي بها، خاصة مع تجدد الدعوات الدولية والإقليمية لوقف تصعيد الصراع.
وأعلن حزب الله، ، صباح الأحد، شن هجوم تخلله إطلاق عدد كبير من المسيرات و"أكثر من 320 صاروخ" كاتيوشا على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل، في إطار رده على مقتل شكر بغارة إسرائيلية في 30 يوليو الماضي.
جاء ذلك، بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ ضربات في جنوب لبنان، لمنع "هجوم كبير" من الحزب المدعوم من طهران.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه دمر "آلاف منصات" إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، وذلك في سلسلة ضربات واسعة، فجر الأحد، شاركت فيها "نحو 100 طائرة" حربية.
وأضاف: "قامت نحو 100 طائرة حربية تابعة لسلاح الجو، بتوجيه من القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات، باستهداف وتدمير آلاف المنصات التابعة لحزب الله الإرهابي والتي تم وضعها وزرعها في جنوب لبنان"، مشيرا إلى أن معظمها "كانت موجهة نحو منطقة الشمال وبعضها نحو منطقة وسط البلاد".
لكن خبراء ومحللين خلال حديثهم لموقع "الحرة"، أكدوا أن ما جاء في بيان الجماعة بشأن "المرحلة الأولى"، "لا يعني أنها ستحاول تنفيذ هجمات جديدة واسعة النطاق على إسرائيل".
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن، إن "حزب الله عندما يتحدث عن 'المرحلة الأولى'، فإنه يهدف إلى إبقاء الأمور غامضة بشأن الخطوات التالية، مما يتيح له إمكانية اتخاذ إجراءات إضافية في المستقبل، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه يعتزم تنفيذ تلك الخطوات".
وأضاف لموقع "الحرة" أن حزب الله "يقول هذا الآن، ولا يعني بالضرورة أن تكون هناك مرحلة ثانية لاحقة"، مشيرا خلال حديثه إلى أن حزب الله "تجاهل حقيقة ما حدث فعلا، حيث أحبطت إسرائيل الهجوم من خلال ضربة استباقية".
"بروباغندا سياسية"
واتفق مع هذا الطرح، المحلل السياسي اللبناني، فارس سعيد، الذي قال لموقع "الحرة" إن حزب الله "يروّج للهجوم من أجل بروباغندا سياسية" أمام أنصاره.
وأضاف: "ما يريد أن يقوله الحزب إنه قام بالرد على مقتل فؤاد شكر. لكن في الحقيقة ما قام به هو 'رفع عتب' وأظهر أنه غير قادر على تنفيذ تهديداته".
وتوقع سعيد خلال حديثه أن "يكتفي حزب الله بما قام به"، مشيرا إلى أن "المجتمع الدولي والرأي العام العالمي يدرك حقيقة تفوق إسرائيل العسكري على حزب الله، الذي ربما وجد نفسه مضطرا للرد وحيدا على مقتل شكر، بعد أن تخلت عنه إيران في هذه المرحلة".
واعتبر المحلل السياسي اللبناني أن ما قام به حزب الله "لا يتناسب تماما مع مقتل قيادي عسكري بارز"، قائلا: "لا يمكن المقارنة بين مقتل قيادي بارز في الحزب، ورد محدود من خلال مجموعة قذائف اسُتهدفت حتى قبل إطلاقها".
وفي بيان ثالث له، الأحد، قال حزب الله إنه "تم إطلاق جميع المسيرات الهجومية في الأوقات المحددة لها ومن جميع مرابضها"، قائلا إنها "عبرت الحدود.. من مسارات متعددة"، مدعيا أنه بهذا تكون "العملية العسكرية لهذا اليوم تمت وأُنجزت".
ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بقطاع غزة في السابع من أكتوبر.
لكن منسوب التوتر ارتفع في الأسابيع الأخيرة، بعد مقتل شكر، في 30 يوليو، بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقُتل شكر قبل ساعات من مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، في ضربة نُسبت إلى إسرائيل. وتوعدت طهران وحزب الله منذ ذلك الحين بالرد على مقتلهما.
"نحو التصعيد"
ولدى الجماعة المدعومة من إيران ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة، وفقا لكتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
ويقول حزب الله إن لديه صواريخ يمكنها ضرب جميع مناطق إسرائيل. والكثير من تلك الصواريخ غير موجهة، لكن الجماعة لديها أيضا طائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات والسفن وقذائف دقيقة، وفقا لوكالة رويترز.
في هذا السياق، شدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي خلال حديثه مع "الحرة"، على أن "العمليات مستمرة" ضد حزب الله اللبناني، حيث تتم "توجيه ضربات استباقية تمنع حدوث أي اعتداءات".
وقال أدرعي: "الجيش الإسرائيلي يراقب الأمور عن كثب ويرصد أي تحركات، وبالتالي توجيه ضربات استباقية تمنع حدوث أي اعتداءات، كما جرى اليوم حيث تمكنا من إحباط معظم المخطط الإرهابي".
ونبه إلى أن المشكلة "لا تكمن في الترسانة الضخمة التي يمتلكها حزب الله فقط، التي تقدر بنحو 150 ألف صاروخ"، مضيفا: "القضية تتعلق بضرورة تعامل الحكومة اللبنانية مع ذلك الحزب الذي يشكل خطرا على أبناء شعبها"، متهما تلك الجماعة بـ"إنشاء مستودعات ومخازن أسلحة في مناطق سكنية".
نتانياهو: من يؤذينا نؤذيه
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأحد، إن إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها، وذلك على خلفية الهجوم الذي شنته جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران على إسرائيل.
وبعد اجتماع حكومي طارئ، الأحد، مع تجدد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، إن "المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي أولا، وتطبيق القرار 1701"، مشيرا إلى أنه يجري "سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد".
وقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي وضع حدا لحرب يوليو 2006، أرسى خلال السنوات الماضية، وقفا للأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله، وعزز انتشار قوة يونيفيل في جنوب لبنان. وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها.
ورغم تجدد الدعوات الدولية خلال الساعات الماضية، والمطالبة باحتواء التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، استبعد الخبراء في تصريحاتهم لـ"الحرة"، أن "تؤدي الهجمات إلى صراع أوسع أو حرب تقليدية شاملة"، إذ قال سعيد إن "الأوضاع العسكرية خلال الساعات أو الأيام المقبلة لن تتطور إلى أكثر من قواعد الاشتباكات المعروفة منذ أشهر".
وأضاف المحلل السياسي اللبناني: "من المستبعد تماما أن تندلع حرب تقليدية في الجنوب اللبناني"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة ترفض بطبيعة الحال اندلاع حرب إقليمية، رغم أن إيران تسعى إليها من خلال وكلائها".
وإيران هي الداعم الرئيسي ومورد الأسلحة الأساسي لحزب الله والجماعات التي ترتبط معها بمصالح مشتركة، على غرار حماس في غزة والحوثيين في اليمن، وجماعات مسلحة أخرى في العراق وسوريا.
بدوره، أكد شتيرن على أن "ما جاء من بيانات متلاحقة من حزب الله يشير إلى أن الحرب تحولت إلى حرب إعلامية بالمقام الأول"، لافتا إلى أن "هذا الأمر قد يكون الخيار الأفضل بالنسبة للطرفين، من أن تكون هناك حرب فعلية".
وأضاف أن "هذا بحد ذاته مؤشر إيجابي على الواقع الحالي، وما ستؤول إليه الأمور خلال الفترة المقبلة".
إيران كانت على علم بما يجري وبما هو متوقع
واعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي أن "إيران كانت على علم بما يجري وبما هو متوقع، ويبدو أن هذا الرد جاء بالتنسيق معها وموافقتها، مما يشير إلى أنها فضلت ردا محدودا من حزب الله، حتى لو فشل".
وقال: "هذه كلها مؤشرات إيجابية جدا، وتظهر أن احتمالات نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق قد انخفضت بشكل ملحوظ، مقارنة بما كانت عليه قبل يوم واحد فقط".
مسؤولون أمميون: التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مقلقة
الى ذلك وصف مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل"، التطورات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بأنها "مقلقة"، وحثا جميع الأطراف على وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من التصعيد.
وفي بيان مشترك، قال الطرفان: "سنواصل اتصالاتنا لحثّ الجميع بقوة على خفض التصعيد".
وأكدا أن "العودة إلى وقف الأعمال العدائية، يليه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، هو السبيل الوحيد المستدام للمضي قدما".
من جانبه، شدد رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، بعد اجتماع حكومي طارئ، على ضرورة "وقف العدوان الإسرائيلي أولا"، مطالبا بتطبيق القرار 1701".
وأشار ميقاتي إلى أنه يجري "سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد".
وأرسى القرار الدولي الذي وضع حدا لحرب 2006، وقفا للأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله، المصنف إرهابيا في الولايات المتحدة.
كما عزز القرار انتشار قوة "يونيفل" في جنوب لبنان. وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها، حسب وكالة فرانس برس.
وفي نفس السياق، حذرت مصر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، ودعت إلى الاستقرار في البلاد.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن مصر تحذر من "مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، وشددت على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة"، وفقا لوكالة رويترز.
رئيس الحكومة اللبنانية يطالب بـ"وقف الهجوم الإسرائيلي أولا"
من جهته قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، الأحد، بعد اجتماع حكومي طارئ مع تجدد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، إن "المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي أولا، وتطبيق القرار 1701"، مشيرا إلى أنه يجري "سلسلة من الاتصالات مع أصدقاء لبنان لوقف التصعيد".
ونقل بيان صادر من المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة اللبنانية، أن ميقاتي أكد خلال الاجتماع على "موقف لبنان الداعم للجهود الدولية، التي يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة".
في سياق متصل، دعا مكتب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان وقوة يونيفيل في بيان مشترك نقلته وكالة فرانس برس، "الجميع إلى وقف إطلاق النار والامتناع عن المزيد من التصعيد" على ضوء "التطورات المقلقة على طول الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
وقال الطرفان: "سنواصل اتصالاتنا لحثّ الجميع بقوة على خفض التصعيد". وأكدا أن "العودة إلى وقف الأعمال العدائية، يليه تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701، هو السبيل الوحيد المستدام للمضي قدما".
وأرسى القرار الدولي الذي وضع حدا لحرب يوليو 2006، وقفا للأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله، وعزز انتشار قوة يونيفيل في جنوب لبنان. وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها.
مصر تحذر من "مخاطر فتح جبهة جديدة" للحرب في لبنان
وحذرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الأحد، من "مخاطر فتح جبهة جديدة للحرب في لبنان"، داعية إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
وجاء في البيان أن "مصر أعربت عن متابعتها بقلق بالغ التصعيد الجاري على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية"، مشددة على "أهمية الحفاظ على استقرار لبنان وسيادته، وتجنيبه مخاطر انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار شاملة".
وقالت القاهرة إن "التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب لبنان، تعد مؤشرا واضحا على ما سبق وأن حذرت منه مصر من مخاطر التصعيد غير المسؤول على خلفية تطورات أزمة قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع".
وأشار البيان إلى أن مصر "أعادت التأكيد على حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب الجارية في قطاع غزة، لتجنيب الإقليم المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين".
الولايات المتحدة تؤكد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"
وأكدت الولايات المتحدة أنها "ستواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي شن ضربات "استباقية" واسعة على جنوبي لبنان، لمنع "هجوم كبير" من قبل حزب الله، والذي شنه الأخير بالفعل بـ"أكثر من 350 صاروخ كاتيوشا".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، شون سافيت، في بيان، إنه بتوجيه من الرئيس جو بايدن "يتواصل المسؤولون الأميركيون الكبار بشكل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين".
وأضاف: "سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسنواصل العمل للحفاظ على الاستقرار الإقليمي".
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في وقت متأخر، السبت، إن وزير الدفاع، لويد أوستن، تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، وأكد "التزام واشنطن بالدفاع عن إسرائيل".
وجاء في بيان للبنتاغون نقلته وكالة رويترز، أن أوستن "تحدث مع وزير الدفاع الإسرائيلي لمناقشة الدفاع عن إسرائيل ضد هجمات حزب الله اللبناني".
وأضاف البيان: "أكد الوزير أوستن على التزام الولايات المتحدة الراسخ بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات من إيران وشركائها ووكلائها بالمنطقة".