نص كلمة رئيس مؤسسة الرئيس جلال طالباني في الذكرى السابعة لوفاة الرئيس مام جلال
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامةْ رئيس الجمهورية المحترم
سيادة مستشار الأمن القومي العراقي المحترم
سيادة ممثل رئيس مجلس الوزراء المحترم
سيادة رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني المحترم
السادة رؤساءِ الأحزابِ والشخصياتِ وأصدقاءِ الرئيسِ الراحل جلال طالباني مع حفظ ِ الألقاب
أصحابُ السيادةِ والمعالي والسعادة
أصحابُ السماحةِ والفضيلةِ والنيافة
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته
بعد منحي شرفَ النيابةِ عن عائلةِ الفقيد الرئيس مام جلال من قبل ِ كل ٍ من السيد بافل جلال طالباني رئيسِ الاتحادِ الوطني الكردستاني والسيد قوباد جلال طالباني نائبِ رئيسِ وزراءِ إقليم ِ كردستان، لأتقدمَ بالشكر ِ الجزيل وعظيم ِ الامتنانِ لكلِ من شَرفنا بحضورهِ ومشاركتهِ في هذا الحفلِ التأبيني تخليداً لذكرى هذا الرجلُ العظيم والقائدُ الفذ والذي سيبقى خالداً في تأريخ ِ العراق ووجدانِ شعبه. حضُوركم في هذهِ المناسبة دليلٌ على صدقِ وفائكِم ونُبلِ مشاعِرَكم تجاهَ رفيقِ دربِ النضال الذي ناضلَ معكم من اجلِ العراقِ وشعبهِ وللرئيسِ الفذْ الذي قدَّمَ أكثرَ من نصفِ قرنْ من حياتهِ في سبيلِ نيلِ الحريةِ والديمقراطيةِ والحياةِ الكريمةِ لشعبه.
الحضور الكرام نجتمعُ اليوم في كركوك لإحياءِ ذكرى مام جلال القائدْ والرئيسْ والرجلْ السياسي الذي عَملَ الكثير من اجلِ هذهِ المدينة المقدسة في قلبهِ وقلوبِ جميع ِ العراقيينَ والتي تُعتبرُ عراقاً مصغراً لما تحتوي من مكوناتٍ وقومياتٍ وأعراق ٍ وأديان ٍ ومذاهبْ.
شهدتْ كركوك وعلى مر ِ السنين اختلافاتٍ وصراعاتٍ عرقيةٍ وقوميةْ ما أدى الى تهديدِ أمن ِ واستقرار ِ هذهِ المدينةْ وحرمانِ مواطنيِها من الخدماتِ وسبلِ العيش ِ والرفاهية .
لقد مارست الحكومةُ العراقيةُ الدكتاتوريةْ السابقة سياسةَ الفتنةِ والتفريقِ ومارست سياسةَ التعريبِ بحقِ أهلهِا ومواطِنيها الأصليينَ من الكُوردِ والتركمان وحرمانِهم من حقوقِ المواطنة واجبار ِ بعض ِ القبائل والعشائر ِ العربيةِ للسكن ِ في كركوك.
لقد أشارَ الرئيسْ مام جلال و في أكثر ِ من مناسبةْ الى أنَ قضيةَ كركوك أصبحت مشكلةً سياسيةْ بسببِ السياسةِ التي مارسَتها الفئةُ العفلقيةْ التي حكمت العراق لعقودْ، وهذه السياسةُ مدانةٌ من قبلِ الجميعْ.
لقد كانَ لمام جلال (رحمهُ الله) الدورَ الرئيسي و الفذْ في تقريبِ مكوناتِ هذهِ المدينة و انصافِ جميع ِ فئاتِها و قومياتِها. كان مام جلال الشخصيةُ السياسيةُ الحكيمةْ ، و القائدُ الذي كانَ يدعوُ الى تكاتفِ جميع ِ مكوناتِ كركوك وتحقيق ِ التفاهم ِ فيما بينُهم، وبَذَلَ الكثيرْ من اجل ِ تحقيق ِ التعايش ِ السلمي و الأخوي و خلقِ التوازنْ الاداري في هذه ِ المدينة. أن الرئيس مام جلال ( رحمه الله) هو صاحب فكرة التوازن الإداري التي اقترحها لإدارةِ المدينةِ من اجلِ الوصولِ الى الحلِ الذي يُرضي جميعَ الأطراف ويَضمنُ مشاركةَ الجميع ِ في المناصبِ الإداريةِ في كركوك.
كان الرئيس مام جلال يقدمُ المشورةَ السياسيةَ لجميع ِ القِوى و الاحزابِ السياسيةِ بما فيهم الاحزابْ الكُوردية حولَ كيفيةِ التعامل ِ مع قضيةِ كركوك و مكوناتِها و كيفيةِ تحقيق ِ التوازن ِ في إدارتِها.
كان الرئيس مام جلال دائما ما ينوهُ الى حساسيةِ الوضع ِ السياسي واهميةِ التعاملْ بدقةٍ شديدة مع صراعاتِها و اختلافاتِها، حيث كان مام جلال يُشَبهُ التعاملَ مع قضيةِ كركوك بإجراء ِ العملياتِ الطبيةِ الدقيقةِ والمعقدةْ في الدماغ وذلك لدرجةِ حساسية ِ الوضع ِ السياسي في هذهِ المدينة داخلياً و إقليمياً.
إنَ الجهودَ المباركةَ التي بَذلَها الرئيس مام جلال أثرتْ و بشكل ٍ ايجابي في تحقيق ِ الاستقرار ِ و التعايش ِ السلمي و تعزيز ِ الوحدة ِ الوطنية ِ في هذهِ المدينة.
كان الرئيس مام جلال يَعتبرُ مدينةَ كركوك مدينةَ التآخي القومي و مدينةً للكُوردِ و التركمان ِ و العرب ولإخوتنِا الكلد والآشوريينْ.
انطلاقاً من فكر ِ و توجيهاتِ الرئيسِ الراحل مام جلال (رحمهُ الله) و تطبيقاً لسياسةِ /(شدة الورد )/ التي كانَ يؤمنُ بها و يحثُ الجميعَ عليها، نحثُ جميعَ الفئاتِ و المكوناتِ والقومياتِ في هذهِ المدينة على العمل ِ بتوجيهاتِ الرئيس مام جلال حولَ جعلِ مدينةِ كركوك رمزاً للتآخي الكوردي – التوركماني –العربي و المشاركةِ جميعاً في حكم ِ هذهِ المدينة دونَ تفريقْ و دونَ ايةِ محاولةٍ لتعريب ِ أو تكريدِ أو تتريكها و ان شاء الله ستكون و ستبقى كركوك رمزاً للتآخي والأخوة ومثالا رفيعا للوئام ِ والتعايش ِ والسلامْ ونُناضلُ من اجل ِ ذلك.
لنجعلَ من هذهِ الذكرى، يوماً للوئام ِ وتوحيد ِ الصفوفِ من أجل ِ تحقيق ِ جميع ِ أهدافِ الرئيس مام جلال والذي كَرَسَ جُلَ حياتهِ من اجل ِ هذهِ الاهدافْ ومن أجل ِ الحفاظ ِ على المُكتسباتِ التي تحققت بدماء ِ الشهداء.
ختاماً ، نيابةً عن عائلةِ الفقيد أتوجهُ مرةً أخرى بالشكرِ الجزيل و عظيم ِ الامتنان لجميع ِ السادةْ الحضور في هذا الحفل التأبيني و كلْ من ساهمَ في التحضير ِ لهُ و تنظيمهِ.
وكذلك تتقدمُ مؤسسةِ الرئيس جلال طالباني بعميقِ شكرِها وامتنانِها لجميع ِ من حضروا في هذهِ المناسبةِ التي نحتفي بها اليوم بالذكرى السابعة لرحيل ِ فقيدِ الأمةِ والوطنْ الرئيس جلال طالباني ( رحمهُ الله) ونستذكرُ معاً هذا الرجل العظيم الذي يفتقدهُ شعبُ العراقِ بجميع ِ أطيافهِ ومكوناتهِ كما تفتقدهُ جميعُ الشعوبِ المناضلةِ للحرية.
والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ
نيابةً عن عائلة ِ الفقيد الرئيس جلال طالباني (رحمه الله)
السفير د. محمد صابر إسماعيل
رئيسُ مؤسسة ِ الرئيس جلال طالباني