×

  رؤى حول العراق

  مصداقية الحراك الديمقراطي مرتبطة بأولويات الشعب



د. شيلان فتحي شريف

 

في كل عملية  سياسية مثمرة لابد من التاكيد على مدى الارتباط بينها و بين اهتمامات الناس و وهمومهم واحتياجاتهم  الحياتية المهمة، وفي العملية  الديمقراطية الحديثة في العراق يجب التاكيد على هذه النقطة حتى يكون جدوى الخيار  الديمقراطي مرتبطة بهموم الشعب و اولوياته في المجال الاقتصادي والاجتماعي، ذلك لان العملية الديمقراطية في بلادنا مازالت في بداية الطريق و تحتاج  الى تثبيت اركانها وتوثيق الربط بين قيمها التحررية وجدوى التزامها تجاه المجتمع وقضاياه الملحة.

الميل الخفي للدكتاتورية و التراجع عن الالتزامات الديمقراطية التي نلمس بعضا من مظاهرها بين الحين والآخر يدخل من ثقب الرتابة السياسية و ابتعاد السياسة الفعالة  عن حركة المجتمع و همومه الحياتية.

 والامر يكون في اقليم كردستان اكثر وضوحا حيث مشاكل الاقليم مع الحكومة الاتحادية في بغداد و خصوصا المتعلقة منها برواتب الموظفين الضائعة بين دفوعات حكومة الاقليم و مطالب الحكومة الاتحادية التي لا تنتهي ، ما ضاعف  من معاناة المواطن الكردستاني وخاصة فئة  الموظفين الذين لجأوا إلى المحكمة الفدرالية  من اجل إنصافهم  عبر إصدار قرارات ملزمة للحكومتين ! ومطالباتهم بضرورة استبعاد قوت الشعب  عن الصراعات السياسية.

والحقيقة فان السياسة الحالية المتعثرة  في العراق مرتبطة  بمعيشة الناس  بطريقة سمجة يصل الى الابتزاز السياسي  في غياب تنظيم حركة المطالب  المجتمعية و استحقاقات أفراده   المعيشية.

و بدلا من ظاهرة الابتزاز المعيبة وحجب رواتب الموظفين  وقوت الناس كرهينة  مقيتة بالصراعات غير المجدية و المدمرة لثقة الشعب بنخبه السياسية ، فان من واجب الحراك السياسي للاحزاب الملتزمة بأخلاقياتها السياسية ووعودها تجاه مؤيديها وتحمل مسؤولياتها  تجاه الناس و خدمة المجتمع الربط الجوهري والعادل بين العملية السياسية و عناوينها الديمقراطية والدستورية كالبرلمان و الحكومة المنتخبة.

ان تنشيط العملية الديمقراطية  وديمومتها و تعزيز دور البرلمان و الحكومة المنتخبة في اقليم كردستان حيث خرجنا من انتخابات حامية الوطيس  مؤخرا،  او في التجرية الديمقراطية في العراق  كله ، اذ  نتجه في العام القادم نحو انتخابات تشريعية جديدة ، مرتبطة ارتباطا وثيقا بتبني برامج وطنية تنموية و خدمية تؤكد على  ضمان حاجات الناس وتوفر  لهم الحياة الكريمة والرفاه والتقدم في مختلف المجالات وذلك من اجل اعادة شئ من المصداقية  والثقة للعملية الديمقراطية الفتية في العراق.

*اكاديمية و محاورة إعلامية


28/11/2024