×

  قضايا كردستانية

  محافظ كركوك : التعايش ..مفتاحُ حل مشكلة كركوك



حوار صريح مع محافظ كركوك ريبوار طه

 

حلّ محافظ كركوك السيد ريبوار طه ضيفاً على برنامج "بيستون توك" في قناة روداو  واجاب على اسئلة بيستون والحاضرين أدناه النص الكامل للحوار:

 

مسألة الحيوانات السائبة

 ردا على سؤال لطالبة في كلية الطب البيطري حول خطط التعامل مع  مع الحيوانات السائبة  :

محافظ كركوك: لقد أثرت موضوعاً مهماً جداً. مسألة الحيوانات السائبة، وإن أردنا المزيد من الوضوح، لا نقصد القطط، فأنا أحب القطط كثيراً، وفي حينا وخاصة عند بيوتنا، أظن أنه الحي الوحيد الذي لا تهرب فيه القطط عند رؤيتها للبشر لكثرة اعتنائنا بالقطط. في أي حي آخر عندما ترى القطة رجلاً أو امرأة فإنها تهرب، لكن إن جئتم إلى حينا ستأتي القطط وتتمسح بكم وتقترب ولا تهرب منكم.

 أما بالنسبة إلى الذي تتحدثين عنه، أعتقد أنك تقصدين الكلاب. لقد كانت هناك حالات في كركوك في الفترة الأخيرة، ونحن لم نقل اقتلوها بل قلنا عالجوا الأمر. وليكن معلوماً لديك أننا في كركوك لدينا مكان لإيوائها وقد أنشأنا لها محمية ونقدم لها الخدمات وننفق عليها. نأخذها إلى هناك ولم نقل اقتلوها. هذا لكي أصحح لك المعلومة، نحن لا نقتلها لكننا نبعدها عن الأحياء والناس. فالأطفال لا يستطيعون الذهاب سيرا إلى مدارسهم. للأسف، لم يحظ الأمر باهتمام من قبل، لكننا أنشأنا لها محمية الآن.

 

أود أن يتحدث كل كركوكي باللغات الأربع

 * طالب في معهد كركوك التقني: نحن في كركوك ولكون غالبية سكان المدينة من الكورد، من حقنا القومي والقانوني أن تكون اللغة الكوردية اللغة الأولى في كركوك، ثم تأتي اللغات الأخرى ثانياً وثالثاً. لكن للأسف، اللغة الكوردية تأتي في المرتبة الثانية في كركوك، وهذا يسبب مشاكل للمواطنين الكورد في الدوائر وخاصة في جامعات كركوك، حيث يعاني الطلبة الكورد من مشكلة اللغة في الامتحانات من حيث ترجمة الأسئلة والأجوبة في كليات كركوك، حيث إن الطلبة الكورد يمنعون من الإجابة في الامتحانات باللغة الكوردية ويستهان بالكوردية، وتوضع عقبات في طريق الطلبة الكورد في جامعات كركوك. وهذا في الواقع جزء من التعريب، ويشكل خطراً على مستقبل الدراسة الكوردية في مدينة كركوك.

سيادة المحافظ، هناك لجنة بعنوان لجنة الترجمة في الامتحانات النهائية لا تعرف حتى الكتابة باللغة الكوردية، وترجمتهم لا تقدم أي معنى لغوياً. موضوع...وهذه أسباب رئيسة لغياب الطلبة الكورد عن قوائم الطلبة الأوائل، كما يمنعوننا في المناسبات القومية من إقامة نشاطات كما في يوم الزي القومي ويوم العلم ونوروز. باسم آلاف الطلبة الكورد في مدينة كركوك أطلب منكم حل هذه المشاكل ونطالبكم بوعود سيادة المحافظ.

 ريبوار طه: سأبدأ من هنا. بخصوص اللغة، يسعدني أولاً التحدث بصفتي كركوكياً. أود أن يتحدث كل كركوكي باللغات الأربع أو على الأقل اللغات الثلاث. يا أخي، لست أنا من جاء بالكورد إلى هذه المدينة، ولا أنا من جاء بالعرب، ولا أنا من جاء بالتركمان أو المسيحيين. إن الله تعالى خلقنا هكذا. صحيح أنه كان هناك تعريب لهذه المدينة في السنوات السابقة، فهذا هو التاريخ وهذه هي قرارات البرلمان العراقي الذي كنت جزءاً منه، هذا ثابت أن التعريب جرى في كركوك. لكن كقومية وكإنسان، أنا أود أن كل طفل وكل شاب في كركوك يعرف كل اللغات، فهذا أفضل سلاح في أيديكم.

النقطة الثانية، وبالنسبة إلى عدم وجود ترجمة في الدراسة، الإخوة في الجامعة موجودون هنا وعندهم لجنة خاصة بترجمة الأسئلة إلى اللغة الكوردية، وأنتم أحرار، وهذا ليس بجديد. يحق لكل أن يجيد باللغة الكوردية، وعمادة الكلية أو المعهد ملزمة بأن تأتي بأساتذة للترجمة والتصحيح باللغة التي أجبت بها أنت. ليس هناك ما يمنع هذا وكل من ادعى أن هناك مانعاً تعالوا إلي. ليس هناك مانع، وهذا ما يقضي به الدستور، وأنا أتحدث بالدستور، وليس هناك مانع. يوجد أحياناً تعسف، وأحياناً يفكر أستاذ ما بعنصرية تجاهك أو تجاه زميل لك، لكن لا يجوز تعميم هذا على كل الأساتذة. لذا فإن هذا الموضوع منته، وبإمكانكم أن تجيبوا بلغتكم.

 

الكتب الرسمية الآن هي باللغات الأربع

بيستون عثمان: أي أننا نفهم من كلام سيادتكم أنه ليست هناك مشاكل تواجه الدراسة الكوردية في كركوك حالياً وقد تم حل كل المشاكل؟

 محافظ كركوك: لا توجد مشاكل. أحياناً يعمل بعض الأساتذة الكرام بعقلياتهم، لكن لكل طالب الحرية في التحدث باللغة التي يريد. هناك حالة واحدة علينا أن نعرفها، وهي أنك عندما تتحدث فإنك لا تحدث جداراً بل تحدث المقابل وتريده أن يفهم. مثلاً، كان لي اليوم اجتماع مع الفلاحين الكورد جاؤوا من سركران، والشخص الذي استدعيته إلى الاجتماع ليستمع إليهم كان القائد العسكري لتلك المنطقة. عندما كنت أتحدث، كنت أتحدث باللغتين، الكوردية والعربية، وقلت لهم: أنتم لستم هنا لتتحدثوا إلي بل جئتم لتبينوا الأمور لهذا الصديق، وهذا الصديق لا يعرف اللغة الكوردية فقد جاء من بغداد. تحدثوا بالعربية لكي يفهم ما تقولون ويدرك معاناتكم لكي نعثر على حل. أحياناً عندما تتحدث عليك أن تعرف من تحدث، اللغة مهمة للغاية. عندما كنا في البرلمان العراقي قلنا هذا كثيراً، عندما يتحدث نائب كوردي، أحياناً كانوا يتحدثون بالكوردية، لكن من بين 329 نائباً كان هناك 65 نائباً كوردياً والبقية عرب وتركمان وغيرهم، وهؤلاء لا يفهمون، فلمن تتحدث!

 لكن في الكتب الرسمية، دعني أكمل كلامي. الكتب الرسمية الآن هي باللغات الأربع. منذ أن باشرت مهامي أضفت اللغات الكوردية والتركمانية والسريانية على صيغ كل الكتب، وفي لوحات الشوارع، في بعض المناطق لم تكن مكتوبة بالكوردية وقد أوعزت بإضافة اللغة الكوردية إليها.

 

 

حرمان الكورد من الخدمات ومن المدارس والمباني

بيستون عثمان: في السنوات الأخيرة كانت هناك مشاكل كثيرة تعترض الدراسة الكوردية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية. يوم أمس شاهدت برنامجاً تلفزيونياً يتحدث عن أن عدداً من المدارس بني في السنوات الأخيرة لكن اثنتين منها فقط خُصصت للدراسة الكوردية، لكنكم تخبروننا الآن بأن ليس هناك أي مشاكل للدراسة الكوردية في هذه المدينة؟

 محافظ كركوك: لا، الحديث هو عن اللغة الكوردية. المشاكل في مجال التعليم شيء مختلف، لكننا نتحدث عن اللغة الكوردية. بالنسبة للغة الكوردية الكل أحرار ويستطيعون التحدث بلغتهم الأم ويجيبون بها. المهم أن يفهم المقابل ما تقول. أنت طالب موجود هناك لتتعلم والذي يدرسك هو الأستاذ، وعليه أن يفهم ما أقول. وأنا أعلم أن كل طالب في جامعة كركوك تتوفر لديهم ملازم باللغة الكوردية ويجيبون، وهؤلاء الأساتذة الكرام هنا وتوجد لجنة خاصة بالتصحيح، وهذا أمر.

 أما حرمان الكورد من الخدمات ومن المدارس والمباني، فنعم، في عهد السيد عادل عبدالمهدي بنيت 44 مدرسة ضمن مشاريع الصين في كركوك، من بين هذه المدارس الـ44 تم بناء اثنتين في مناطق كوردية والـ42 الأخرى في مناطق أخرى. هذا ظلم لحق بالقومية الكوردية كقومية، وليس كلغة كوردية، فقد حرم الأطفال الكورد من الحصول على مبنى جديد ولكي تكون مدارسهم بدوام واحد وليس بثلاثة كما هو الآن. هذا من نتائج العقلية الشوفينية التي كانت قائمة.

 

القضاء على هذه المحسوبيات والمنسوبيات

بيستون عثمان: كيف تستطيعون مواجهة هذه العقلية الشوفينية وخاصة في الدراسة الكوردية؟ لأنه حسب علمي ليس عدد المدارس فقط بل عدد المعلمين والمدرسين أيضاً الذين تم تعيينهم في السنوات الأخيرة كلهم ذهبوا للدراسة العربية وحُرمت الدراسة الكوردية من تعيين معلمين ومدرسين جدد وتأمين احتياجاتهم؟

 محافظ كركوك: لا، الأمر ليس كذلك. أحياناً يوجد تدخل في التربية. قسم الدراسة الكوردية أحرار ولديهم كادرهم وإدارتهم وكل الإمكانيات. الأمر متوقف عليهم. عند تعيين مدرس أو معلم، لا يقال له أن تذهب إلى الدراسة العربية أو التركمانية أو الكوردية، بل يقال له: يتم تعيينك على ملاك تربية كركوك.

وملاك تربية كركوك فيه عدد من الأقسام: قسم الدراسة العربية، قسم الدراسة الكوردية، وقسم الدراسة التركمانية وهكذا. المعلم أو المدرس قد يذهب أحياناً ويتوسط بأحدهم ليذهب إلى مدرسة للدراسة العربية أو الكوردية. يوجد هنا تقصير من بعض الأخوة، وعليهم القضاء على هذه المحسوبيات والمنسوبيات، وأن يذهب أحدهم إلى مدرسة لأنها قريبة من منزله.

 

موضوع الـ 32% في المناصب والتعيينات

طالب من كلية الاعلام في جامعة كركوك،: هل ستعتمدون على قرار قاعدة 32% لجميع القوميات من حيث المناصب والتعيينات، أم الى قاعدة جديدة، وهل ستكون هذه القاعدة منصفة لجميع القوميات ولاسيما من حيث التعيينات والمناصب؟

محافظ كركوك: موضوع الـ 32% يخص المناصب وكل التعيينات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل بالامكان أن نعيد النظر بالتعيين بنسبة 32%؟ من وجهة نظري أنا أريده وأنت تريده ايضاً، لكن هل تستطبع الحكومة الاتحادية تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع، الجواب كلا. لأن هذا بحاجة الى ميزانية والى تخصيص والى آخره. بالنسبة للمناصب، نعم، من الممكن أن نعتمد على 32% كمرحلة، والان نحن عندما تشكلت الادارة ببذرة وطنية لكل مكونات كركوك من كورد وعرب وتركمان ومسيح شاركوا بهذه الادارة ولأول مرة في تاريخ كركوك، لذا من الممكن ذلك وأنا شخصياً مع هذه الفكرة، وأتمنى من الأخوة العرب والتركمان مساعدتي بذلك، وهذا من مصلحتنا ككورد ومن مصلحتكم أيضاً، وهو سيكون أحد أساسات الاستقرار الاداري للمناصب في هذه المحافظة.

 

لحد الآن لم يتم نقل الصلاحيات الى كركوك،

 طالبة: لماذا لا ينظر أحد الى وضع الاقسام الداخلية. أنا طالبة أقسام داخلية منذ سنتين لا ينظر أحد الى أوضاعنا. هنالك طوابق عدة وهنالك طالبات يشكين من وضعهن الصحي ولا يستطعن الصعود، لذلك لا يوجد من عالج مسألة المصاعد منذ سنتين. نحن في الأقسام الداخلية مظلومون.

 محافظ كركوك: تعلمون أن النظام في كركوك يختلف عن النظام في اقليم كوردستان، فالجامعات والكليات والمعاهد ترتبط بوزارتها، ووزارتها اتحادية. كركوك تختلف عن باقي المحافظات، ولحد الآن لم يتم نقل الصلاحيات الى كركوك، ونحن نتمنى ذلك. سيقومون بالتصويت على ان تكون كركوك مشمولة بنقل الصلاحيات وهذا من حقنا كمحافظة بعد اجراء الانتخابات في مجلس المحافظة أن تنقل الصلاحيات الى كركوك. الحكومة المحلية غير قادرة ادارياً أن تتدخل في الأمور المتعلقة بالأقسام الداخلية والأمور الادارية في الجامعات والمعاهد، لكن أنا على تواصل مع البعض من الأخوة في عمداء الكليات والمعاهد بشكل دقيق وحرفي بتنفيذ طلباتهم.

وقعت على عقد خاص لبناء قسم داخلي في جامعة كركوك بخريطة جيدة جداً وسيكون القسم نموذجياً وفترة تنفيذه لا تستغرق أكثر من سنة، وكانوا يطالبون بالغاء هذا المشروع لكنني أصريت على تنفيذه وتمت احالة المشروع لاحدى الشركات التابعة لهذه المحافظة، وقريباً جداً سيتم تنفيذه. أتمنى أن تصلني الطلبات من الطالبات والطلاب، والذي أستطيعه لن أقصر به، رغم انها من صلاحيات الجامعات وعمادات الكليات لكنني أستطيع القيام ببعض هذه الالتزامات التي هي على عاتقي.

 

سياسة الاتحاد الوطني مختلفة تماماً

طالب: ما هي السياسة المستخدمة في كركوك لخدمة المصلحة العامة من دون التضحية بأي مصلحة سواء قومية أو دينية، واذا حصل في يوم من الأيام تعارض بين مصلحة كركوك ومصلحة حزب، الى أي جهة ستميل صدقاً؟

 محافظ كركوك: عانينا كثيراً في كركوك ومعاناتنا مستمرة الى الان للاسف. كعائلة كنا قبل سقوط النظام وبعد سقوطه في كركوك، وحريص جداً أن استمر في كركوك، ويهمني جداً أن نعمل بآلية وبشكل يكون لمصلحة عامة الشعب في هذه المحافظة.

ربما يجبر الشخص في بعض الأحيان على التصرف بشكل ينفعه في تلك المرحلة، لكن بعد مدة من الزمن تعيد له ذاكرته أن ما قام العمل به هو غير صحيح، وسيعذبه ضميره طيلة حياته.

 أنا قبل كل شيء انسان، لذلك ستكون كل خطواتي مؤثرة علي وأيضاً أحاول في كل خطواتي أن أكون منصفاً لمستقبل أطفالي، بحيث ما مررنا به كأهالي كركوك لا يمرون هم به، وهذه هي مسؤوليتي، وأعتقد أن الكل يريدون الخير لأطفالهم لذلك هذه مسؤوليتي.

 صحيح أنا شخص حزبي وعضو في الاتحاد الوطني الكوردستاني، لكن سياسة الاتحاد الوطني الكوردستاني برئاسة الرئيس بافل مختلفة تماماً.

 الرؤية واضحة جداً من شخص الرئيس للحزب، وأنا أيضاً عضو في المجلس القيادي للحزب لذلك علي أن أخطو نفس الخطوات، وأول ما باشرت بعملي طلبت شيئاً واحداً: دعونا نعمل جميعاً من أجل تحقيق التعايش السلمي الحقيقي بين مكونات كركوك وهذا هو مفتاح الفرج لقضية كركوك بكل مكوناته.

 

بيستون عثمان: هل قابلت موقفاً ما وفي جانب منه مصلحتك الشخصية أو مصلحة حزبك أو مصلحة قوميتك، وفي الجانب الآخر كانت مصلحة كركوك والمصلحة العامة. أي الجانبين ستختار؟

 محافظ كركوك: سأختار المصلحة العامة، وقد أجبت بمنتهى الصراحة. لقد قلت إننا جئنا لنخدم الشعب، ومصلحة حزبي تكمن في أن أعمل من أجل المصلحة العامة، وهذا يتقدم بحزبي. هذه حقيقة. لو أنني عملت عملاً جيداً يثنون علي، لكن الثناء بالنتيجة يكون على حزبي في نفس الوقت.

 

وقعت بناء على مصلحة الكركوكيين

 بيستون عثمان: كيف تستطيعون ترجمة هذا من كلام إلى أفعال؟ لأنك لو نظرت إلى أي شخص، ومن بينهم المحافظ بالوكالة السابق، كان يتحدث بمثل هذا الحديث. فالكلام سهل، ولكن كيف تستطيعون أن تثبتوا هذا عملياً؟ أذكر جيداً أنه كان هناك لقاء للرئيس مام جلال رحمه الله، قال عن كركوك: "إن من واجبنا نحن الكورد أن نفعل شيئاً يشعر فيه الآخرون: المسيحيون، التركمان، والعرب، بأن شراكتهم معنا تصب في مصلحتهم." دعني أجيب أنا عنك، وهو أننا منذ 2005 لم نتمكن من خلق هذا الشعور عندهم. فكيف تستطيعون سيادتكم أداء هذه المهمة الصعبة؟ هذا هو السؤال..

 محافظ كركوك: سأجيب على سؤالك هذا بأمر قد حدث الآن.. عندما جئت إلى هنا، وقد كان هذا الأمر غائباً في الإدارة السابقة وممنوعاً، قالوا هؤلاء طلبة تخرجوا من الأقسام الصحية.

 عندما جئت إلى هنا قيل لي إنه في أيام الشخص السابق لك منع تعيين شابة أو شاب من السليمانية أو من البصرة هنا، وما هو السبب؟ السبب هو أن هذه الشابة كوردية أو هذا الشاب كوردي من كوردستان فلماذا يتعين للعمل في كركوك. قلت كيف هذا؟ قالوا مثلاً قام بمنع نحو 600 أو 700 خريج من المباشرة وتم إلغاء تعييناتهم في مجلس الخدمة وقضي على مستقبلهم. ضاعت منهم الفرصة.

سألت: هؤلاء الشابات والشباب الكورد أو العرب الذين يأتون من زاخو أو من البصرة إلى كركوك ماذا يفعلون هنا؟ هل سيأتون للسياحة والتمتع أم لخدمة المرضى؟ قالوا: يأتون لخدمة المرضى. فقلت: أحياناً عندما يكون هناك مريض داخل عائلة، يمل أفراد العائلة ويضجرون من المريض بعد خدمته لسنوات، بينما جاءت هذه الشابة وهذا الشاب لخدمة المرضى، والمفروض أن توقع الإدارة على تعيينهم مغمضة العين، فما الاختلاف بين الكورد والعرب والتركمان في هذا السياق. قالوا: لأن كركوك مشمولة بالمادة 140 وهذه قضية وما إلى ذلك وأن هذا باب، قال أحدهم للتعريب وقال آخر للتكريد. فقلت: ها أنا أوقع عليه بناء على مصلحة الكركوكيين، لأني أرى أن هذا في صالح الكركوكيين. اخترت أن أفعل هذا، وربما انتقدني بعض الأصدقاء، وكان بعضهم قد زعل من بعيد، ولكن لم ألتفت إلى ذلك، وهذا يعني أني اخترت المصلحة العامة وفضلتها على المصلحة الشخصية التي تقضي بأن أتجنب الانتقاد، فدعني لا أفعل هذا ولكي تقول الأحزاب السياسية والبرلمانيون وغيرهم وغيرهم إن ريبوار رجل طيب. أنا لم أصبح رجلاً طيباً عند هؤلاء. لكنني فعلت عملاً إنسانياً يصب في مصلحة الكركوكيين، وكل الجالسين هناك يعرفون هذه الحقيقة إن كانوا من أهالي كركوك. لذا قمت بالتوقيع على تعيين 600 إلى 700 من خريجي الأقسام الصحية من زاخو والسليمانية وأربيل وبعضهم من محافظات جنوب العراق وهم الآن يعملون في مستشفيات كركوك ويقدمون الخدمات لمرضانا.

 

عيّنوا سبعة عشر ألف معلم، منهم فقط ألفين من الكورد والتركمان

 

طالبة: أنا أودّ التحدّث عن التعيينات. كلّ فتاة كوردية أو كلّ شاب كوردي بعد أن ينهي دراسته في البيت، يذهب اسمه إلى التعيينات. لكن حينما يراجع يرى أن اسمه غير موجود، لقد بيع. وحينما تسأل يأتيك الجواب بأنّ اسمك لم يأتِ إلى هنا. بعد ذلك، حسنا إذا كنت ابنة شهيدٍ، نقدّم عدّة مرّات ولا يأتي اسمنا، يُقال بأنه قد بيع.

 محافظ كركوك: عندما يتعلّق الأمر بي وجّهي السؤال إليّ. هذا هو واقع العراق، كلامها صحيح. ما هو سؤالك لي؟ اسأليني!

 

الطالبة جوان، تسأل: أتمنى أن يُنظَر في أمر هؤلاء الذين تتمّ سرقة أسمائهم أو بيعها في التعيينات.

 محافظ كركوك: لقد فهمت. أقول لكِ أمراً لم أتحدّث عنه قبلاً، وأعتقد سوف أُنتقَدُ كثيراً عليه. نحن لدينا قرابة سبعة آلاف ومئتي درجة توظيف في كركوك بموجب عقد. منذ أن باشرتُ مهامي، لم أقم بذلك. أحد أسباب عدم قيامي بذلك حديث هذه الأخت. وسببٌ آخر هو عندما صوّتوا على هذه التعيينات، أضافوا شهداء القوى الأخرى ولكن لم يضمّوا شهداء البيشمركة.

 قبل ثلاثة أيام، بعد أن ذهبتُ إلى بغداد، إلى الأمانة العامّة لمجلس الوزراء، جلبتُ كتاباً بأن يكون حال شهداء البيشمركة كحال شهداء القوى الأخرى الموجودة في كركوك. ولذلك، بعد هذا الإجراء سوف أطلق هذه الدرجات الوظيفية، وهي حوالي سبعة آلاف ومئتين، سبعة آلاف وثلاثمئة درجة. تبقى مسألة إلى أيّ حدّ أستطيع وسط هذه المزاحمات والتعقيدات أن أكون منصفاً. سوف أحاول أن أفعل ذلك، وقد وضعتُ جميع الشروط.

 لم تكن هناك فقرة بشأن شهداء البيشمركة وقد أضفتها أيضاً. وجّهتُ كتاباً إلى الأمانة العامّة لمجلس الوزراء، وأشكرهم أيضاً لأنهم أجابوا بإنصافٍ على طلبي، والكتاب موجود لدي في مكتبي، ويستطيع أيّ شخص الاطلاع عليه. شهداء البيشمركة أيضاً حالهم كحال شهداء القوى الأخرى، أبناؤهم وبناتهم أخوتهم وأخواتهم. أحاول أن أكون منصفاً.

 سأبذل جهوداً جادة كاك بيستون. أنا شخصياً أؤيد ما قالته، الأمر ليس سهلاً، ولكنني سأحاول. لقد مورِس الكثير من الغُبن والكثير من الإجحاف، ولا أريد أن أنكأ جراحهم كثيراً. على سبيل المثال، عيّنوا سبعة عشر ألف معلم، منهم فقط ألفين من الكورد والتركمان.

 

سر هذا السحر الذي قمت به في هذه المدينة

طالب، يسأل: أريد أن تكشف لي سر هذا السحر الذي قمت به في هذه المدينة. كما يقول سيادته، على مدى سبع سنوات تُركت إدارة فاشلة لهم، خزينة فارغة، وعشرين مليار من الديون. خلال ثلاثة أشهر من إدارتك، نذهب إلى أي منطقة، نرى مشاريع خدمية، نرى أعمال الصبّ وتعبيد الشوارع وتحسين الطرقات، في حين توجه إلى إدارتك سهام الأعداء وبعض من أخوتك. تُرى، كيف قمت بهذا السحر في هذه المدينة في هذه المدة القصيرة وقدمت كل هذه الخدمات؟ في حين أن الإدارة السابقة كانت تمتلك إمكانيات ضخمة، لكنها لم تفعل شيئاً، ومارست تمييزاً كبيراً بين المناطق الكردية والتركمانية والعربية. وأيضاً كم ساعة تعمل في اليوم؟ ألا يسبب هذا مشكلة لك في البيت؟

 محافظ كركوك: الكركوكيون أصحاب ضمير، جميعهم. وأسئلتهم ستكون نابعة من ضمير. الإدارة السابقة، لا أحب الحديث عنها حقيقة، أتضايق حينما أتحدث عنها.

 أي شخص يكون في مكاني، سيكتشف مثلي السلبيات. ولكن لدي قناعة تامة بأن هناك محكمة اسمها المحكمة الإلهية، والمحكمة الإلهية سوف تنهيهم. وإذا كنتُ أنا أيضاً مثلهم، ستنهيني أنا أيضاً. جئنا في أعقاب إدارة منهارة، عن ماذا أحدثكم؟ في البداية، اعتقدنا أن المشكلة بين الكورد والعرب، ولكن تبين لي أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير. هؤلاء حاربوا المؤسسات، هؤلاء لم يتركوا مؤسسات في كركوك.

مدير الدائرة ذاهبٌ إلى عالم آخر، مدراء الأقسام ذاهبون إلى عالم آخر. في ديوان المحافظة، كان هناك أربعة وعشرون أو خمسة وعشرون قسماً، هذا يعني كان هناك خمسة وعشرون محافظاً. معاونوه كانوا محافظين، أخوته كانوا محافظين، هو بنفسه كان محافظاً. خلق هذا الأمر فوضى كبيرة في هذه المدينة. الآن، مدراء الدوائر الخدمية يشتكون مني، يشتكون لأنهم يعملون في أيام الجمعة أيضاً. واشتكوا رسمياً أيضاً عليّ. قالوا: لدينا يوم الجمعة، لا يجوز أن نعمل بعد الصلاة. ماذا فعلنا؟

 بالنسبة للميزانية، ليست هناك ميزانية بالمناسبة. لدينا بعض أموال البترودولار، نستثمرها بطريقة جميلة وصحيحة لصالح المشاريع. أما ميزانية خطة 2024، فلا تملكها كركوك، ولا تملكها المدن العراقية الأخرى أيضاً. هذه لدى سيادة رئيس مجلس الوزراء. أعمل على حساب صحتي، أنا أداوم يومياً لساعات طويلة. أطلب من كل الحاضرين هنا أن يأتوا يوماً إلينا ليروا كم أعمل، وكم ساعة أعمل في اليوم. وهذا ما خلق شعوراً عند الناس بأن هذا المحافظ جاء ليعمل ويخدم، ولكن الوسائل المتاحة له ليست بالشكل المطلوب حتى الآن.

 أنا على ثقة بأن الناس أصحاب ضمير، وأصحاب الضمير الحي يفهمونني. وأنا لا أخفي أيضاً أن هذا أثّر على صحتي أيضاً، خلال هذين الشهرين والأسبوعين. وأثّر على غيابي عن أطفالي. والحمد لله، النتيجة هي أننا نريد أن نجعل المدينة جميلة، ويجب أن يفرح الناس أيضاً لأنهم سكان هذه المدينة. وما أفعله، أفعله من أجلهم، وليس فقط للمقيمين في كركوك، لأن بناتي وأبنائي أيضاً يجب أن يكونوا في هذه المدينة، وغداً إذا ما كبروا يجب أيضاً أن يبقوا في هذه المدينة، ويحاولوا أن يكملوا دراستهم في هذه المدينة. نعمل من أجلهم على حساب ما ذكرت، وفي النهاية انظروا إلى النتيجة. لا تنظروا إلى الواقع الحالي، انظروا إلى النتيجة. وضعنا برامج جيدة، وخططنا جيدة للغاية، ويجب أن ننفذها تدريجياً. أنا شخصياً، شخص صبور، ولكن أن أكون صبوراً، لا يعني أنني مهمل، بل أريد أن تكون النتيجة فعّالة، يشعر بها الناس.

 أذكر لكم نموذجاً: في مدينة كركوك، كان يُدفع سنوياً ما بين خمسة وستة مليارات للتشجير في الإدارة السابقة، ولكن هل ترون شجرة في هذه المدينة؟ هل يرى أحد أشجاراً؟ زرعوا الأشجار في الشهر السابع والثامن، وحتى وصلت إلى فصل الربيع، ماتت الأشجار وانتهت. مواصفات الأشجار التي جلبوها لا أحد يعرفها. ولكن من الآن فصاعداً، سوف ترون الأشجار في كركوك، سوف ترون كيف نزرع الأشجار في هذه المدينة. ما هو نوعها؟ ما هي فوائدها؟ كل الأشجار تسمى أشجاراً، ولكن هناك بعض الأشجار، ليس لها أصلاً فائدة، تلحق الضرر أصلاً بالبيئة، وتلحق الضرر بالبنية التحتية للمياه والتربة.

 في عهدنا، لن نقبل بذلك. لقد وضعنا خطة مناسبة لكل شيء. معنا أشخاص ناجحون. معنا مجموعة من الشباب المتميزين. في تصميم المشاريع، لا أعتمد على الدوائر. أتينا بفريق شاب متميز. هم يصممون لنا المشاريع. لا يجوز إذا قال مدير الدائرة والمهندسون، مع احترامي لهم، أن المشروع جيد، يقول ريبوار أيضاً بأنه جيد. كلا. أتأكد من الأمر، أعرض المشروع على هؤلاء الشباب الذين يشبهونكم، الشباب الذين تعتمد الحكومة الآن عليهم. ثم نقوم بالتحسين والتعديل ونحوّله إلى مشروع للناس حتى في النهاية يروا النتيجة.

 

بناء تلك البيوت بعد عملية التحرير بقرار تلك اللجنة

بيستون عثمان: حسناً. ليس فقط هؤلاء الشباب، بل كل كوردستان وكل العراق يترقبون ليعرفوا إلى أي مدى يمكنك تنفيذ الوعود التي قدمتها. ولا شك سنبقى جميعاً نراقب هذا الأمر.سمعتُ أن بيت حضرتك في منطقة بدون سجل عقاري، هل هذا صحيح؟

 محافظ كركوك: المنطقة ليست من دون سجل عقاري. إنه أحد الأحياء التي أُنشئت بعد عملية التحرير. أحد الأحياء الجديدة في كركوك.وهناك طابو ليس رسمياً.

 

بيستون عثمان: أخبرنا في عهدك هذا كيف ستحلّ هذه الأمور

 محافظ كركوك: الآن سأخبرك. كان بيتنا في حيّ آزادي. في عام 2008، بعد الانفجار في مطعم مام عبدالله، قال والدي إنّه لا يستطيع العيش في هذا البيت، بسبب أثر الضحايا في المكان، فانتقلنا إلى دروازة. منذ عام 2008 نسكن في ذلك الحيّ.

هناك من قال إنّ لا خدمات في تلك الأحياء. الشارع الذي أسكن فيه كان محروماً لخمس سنوات من التبليط، ولمدة سنتين أو ثلاثة لم تكن فيه أعمدة كهرباء. لذلك أفهم كلّ هذه المعاناة. أفهم من يعاني من انعدام تبليط الشارع، وأفهم ما الذي تفعله أمٌّ تأخذ أطفالها الملوّثين بالطين إلى البيت، لأنني شاهدت ما تفعله هذه الأمّ، ولذلك أفهم كلّ هذا.

أفهم كم من الصعب أن ترى إطارات سيارتك تتلوّث بالطين وأنت عائد من مغسلة، لأنني عانيتُ شخصياً من ذلك. ولذلك سأعالج مشاكل كلّ الشوارع. لن أترك شارعاً في كركوك دون تبليط. سوف أبلّط جميع الشوارع مهما كلّفني الأمر

 

بيستون عثمان: وكيف ستعالجون الجانب القانوني

 محافظ كركوك: تلك البيوت طبعاً بعد عملية التحرير بُنيت بقرار تلك اللجنة، لجنة المادة 140 التي وزّعت تلك الأراضي، وأعطيت لمرحّل. نحن اشتريناها من مرحّل، وحضرتك أيضاً اشتريتها من مرحّل وبنينا عليها بيتاً. نحن لم نكن جزءاً من المرحّلين، ولكننا اشترينا، أنا شخصياً اشتريت لنفسي، ووالدي اشترى، وأختي اشترت، بهذه الطريقة اشترينا. اشترينا مئتي متر لا أكثر. بالنسبة لحيّ دروازه، هو حيّ من الأحياء الشعبية وأحياء الفقراء، وأنا أفتخر بأنني حتى الآن أقيم في ذلك الحيّ، وأحبّ الحيّ كثيراً وأحبّ ساكنيه، وقد اندمجت معهم. ما هو الحلّ؟ لدينا القرار 320 في مجلس الوزراء العراقي، والذي يقول بأنّه يجب تمليك هذه الأراضي وإصدار طابو لها. ولذلك، أعد بأنّه أحد الإنجازات التي يجب أن تتحقّق في عهدنا هو تطويب تلك البيوت التي قال عنها كاك بيستون بأنّها تجاوزات.

 

يجب تقوية المؤسسات

طالب،: لديّ سؤال بشأن المعلمين المتطوعين. المعلمون المتطوعون في مدينة كركوك لديهم مخاوف كثيرة. ما الذي يمكن فعله لأجلهم، مثل توقيع عقود أو منحهم استثناء في المستقبل؟ كيف يمكن تقديم ضمانات لهم لكي يستمروا؟ وشكراً.

 محافظ كركوك: طبعاً هؤلاء الأخوات والإخوة الذين لم يُعيَّنوا في هذه المدينة، ليس فقط المعلمون المتطوعون، بعضهم من خلال العلاقات وبعضهم عبر وساطات أصبحوا معلمين متطوعين، وبعضهم بطرق أخرى. لا أتحدث عن الآن، أنتم تعلمون عما أتحدث. يجب أن أنجز هذا العمل بإنصاف.

 لا أستطيع منح استثناء لأي معلم وأعيّنه بين سبعة آلاف. ولكن ماذا فعلت الآن؟ وجهتُ كتاباً إلى تربية كركوك أسأل فيه ما هي احتياجاتكم والنقص في الاختصاصات التي تحتاجونها حتى أستطيع أن أحصل على استثناء لبعض هؤلاء المعلمين المتطوعين من الأمانة العامة لمجلس الوزراء. وهذا يحتاج إلى عمل وسأعمل من أجله.

 أنا وجهت كتاباً إلى تربية كركوك وطلبت منهم الردّ بكتابٍ رسميّ لتبيان الاختصاصات التي يحتاجونها من هؤلاء المعلمين، حتى نعمل بموجب الاختصاص. أخوتي، دعونا نكون أكاديميين بعض الشيء واختصاصيين. قلتُ الآن إنهم حاربوا المؤسسات. لا تزجوني في صراعٍ لأقوم بنفسي بإضعاف المؤسسات. أنا ضدّ هذه الفكرة، ولن أقوم بذلك.

 يجب أن نقوي المؤسسات. مؤسسة التربية هي إحدى المؤسسات الأساسية للمؤسسات الأخرى. إذا استطعنا أن نحسّن وضع التربية، أقصد التعليم كأساس، ستتحسن كل المؤسسات الأخرى. لا يجوز أن يكون في المدرسة معلم تاريخ وجغرافيا، وأيضاً هناك عشرين معلم تاريخ وجغرافيا بين المتطوعين، فأعيّن المعلم لأنه متطوع. هذا لا يجوز. تربية كركوك تخبرني بأنها تحتاج إلى هذا الاختصاص، ولديّ هذا النقص. بعد ذلك سأقوم بنفسي وأستخدم إمكاناتي وعلاقاتي مع بغداد وأحاول استجلاب استثناء له.

 

أعددنا ثلاث أوراق سياسات متميزة حول هذه المسائل الثلاث

طالبة،: في بداية حديثك تحدثت عن زرع الأشجار في كركوك. في عهد الإدارة السابقة لم نر مساحة خضراء في المدينة. ولكن بشأن تلوث البيئة، كركوك هي ثالث أكثر محافظة تلوثاً في العراق. البيئة لا تُنظّف فقط بزرع الأشجار. هناك الكثير من القمامة اليومية، ولدينا عدد كبير من السيارات، وكذلك لا نستخدم وسائل النقل العامة، التي للأسف تمّ إهمالها كثيراً في مدينة كركوك. سؤالي هو: ما هو مشروعكم لتحسين وضع البيئة في كركوك؟ ليس فقط الماء والهواء، لأن تلوث البيئة يشمل الماء والتربة أيضاً. التربة التي نأكل منها والماء الذي نشربه. وهناك تلوث كبير فيهما في مدينة كركوك.

 بالإضافة إلى ذلك، كنا قد شكلنا فريقاً في كركوك وعملنا في هذا الفريق على ثلاث مسائل مهمة جداً.

هذه المنظمة، اسمها المعهد الديمقراطي الوطني، هذه الفرق تعمل في سبع مدن في العراق. فريق كركوك كان جميلاً جداً في تكوينه المختلط من عرب وكورد وتركمان ومسيحيين. عملنا على ثلاث مسائل مهمة جداً في كركوك. من ضمنها تكييف مسألة البيئة مع مناهج التعليم، ومسألة تجميع القمامة في مدينة كركوك، والمسألة الثالثة هي مشكلات النقل العام كالحافلات في كركوك.

 أعددنا ثلاث أوراق سياسات متميزة حول هذه المسائل الثلاث، ونود أن نقدمها لسيادتكم أيضاً إذا ما أفسحت لنا المجال، ولو نعقد ذات يوم لقاءً أو اجتماعاً ونقدم الأوراق الثلاث لسيادتكم. ولديّ اقتراحٌ أيضاً. المنظمات إذا اهتممتُ بها ستعمل معكم جنباً إلى جنب. إذا ما تمّ منح 1% مثلاً من ميزانية كركوك للفرق المتطوعة أو المنظمات، سيكون مفيداً للغاية لأن الشباب لديهم طاقات كبيرة ويستطيعون العمل جنباً إلى جنب معكم. سواءً في مجال البيئة أو في مجال التعليم والمدارس، سوف يقومون بعملٍ تطوعي كبير، وسنفعل ذلك وسنكون إلى جانبكم ويسعدنا أن نساعدكم.

 

كانت كركوك أفضل مدينة في مجال الثقافة والنظافة

بيستون عثمان: يطيب لنا ذلك. بالمناسبة، هل أستطيع أن أقول شيئاً؟ في الحقيقة، هذا اعترافٌ لحضرتك أيضاً. قبل أن نبدأ البرنامج، قبل أن أدخل إلى القاعة، خالجني شعورٌ سلبي. كنتُ أعتقد إلى حدّ ما أن الموضوعات التي تُطرح في هذه المدينة قد تثير الكثير من المناكفات والجدال بين الأحزاب المختلفة والاتجاهات والأفراد.

محافظ كركوك: لدي قول أكرّره دائماً، وأقوله في كل مقابلاتي. طبعاً منحنا الله شيئين. أولاً، وهبنا ثروة وطبيعة جيدتين. ثانياً، وهبنا شباباً متميزين. الكركوكيون في السبعينات والثمانينات، إذا ما قرأتم التاريخ، كانت كركوك أفضل مدينة في مجال الثقافة والنظافة، وحتى في مجال الألبسة كنتم مميزين. لهجتكم أيضاً كانت متميزة. المغنون المتميزون في العراق خرجوا من كركوك. الفنانون المتميزون الذين يعملون في الفن نشأوا في كركوك. المثقفون والثوار الصامدون في وجه أنظمة الظلم والطغيان كلهم برزوا في كركوك على مستوى القيادة. لذلك، أنا ككركوكي، أسمح لنفسي أن أقول إن لدينا هكذا أناس.

أقاربنا من السليمانية كانوا يأتون في التسعينات والثمانينات أيضاً، وكانوا يظلّون في منزل جدّي أو منزل والدتي ليومٍ، وفي اليوم التالي، ماذا كان لديهم؟ كان لديهم موعد مع طبيبٍ حتى يعالجهم طبيب كركوكي. الآن، يذهب نصف سكان كركوك ليتلقوا العلاج هناك. هذه المرحلة التي أعادتنا إلى الوراء يجب أن تتوقف. ولا يمكن إيقافها بي وحدي. هذا يجب أن يتم بكم، بنا جميعاً. يجب أن نوصل مدينتنا إلى تلك المرحلة. شبابنا يمتلكون كفاءات، تأكد أخي بيستون، إذا كان لأي منهم أجندة أو مثلاً علاقة حزبية، إذا ما تعلق الأمر بكركوك، يتوحدون. هذه ستكون أجمل صفات الكركوكيين، إن شاء الله.

 بالنسبة للبيئة، سبق لي أن نمتُ على السطح، وكنا نشاهد النجوم. أتذكر أن أمي عليها رحمة الله كانت تحدّثنا عن النجوم وتسمياتها. مثلاً نجمة الصباح كيف تظهر. أعتقد أن نجمة الصباح كانت تظهر في نهاية الشهر الثامن، أتذكر أنها كانت تذكر لنا أسماء النجوم الأخرى. الآن، حينما تنظر إلى السماء، لا تُرى النجوم في سماء كركوك. هذا يعني أن بيئتنا ملوثة، ويجب أن نصلح هذا. وهذا لا يمكنني إنجازه لوحدي. يجب أن يفهم الناس عليّ، لماذا منذ قدومي أتحدث دائماً عن الشجر. لماذا أتحدث فقط عن الشجر؟ لكثرة ما أكرر الحديث عن الأشجار، أصبحت أرى الأشجار في أحلامي أيضاً. أقسم أنني رأيت الأشجار في منامي مؤخراً. لكثرة ما أقول شجرة الصنوبر، شجرة السرو، شجرة الأكاسيا، لكثرة ما أكرر أسماء الشجر، حلمت بالأشجار في نومي أيضاً.

 يجب أن نجعل مدينتنا جميلة. إحدى وسائل تحسين البيئة هو زرع الأشجار. كل شركة نتفق معها للعمل معنا، يجب أن تجلب لنا ألف شجرة، ويجب أن تتكفل بكلفة زرع ألف شجرة أيضاً. في عهد ريبوار، لن تحصل أي شركة على مشروع ما لم تتكفل بزراعة ألف شجرة. هذا أولاً.

جئتُ إلى هنا وصُدمت. لا أعلم بماذا كان هؤلاء الأخوة مشغولين. كانوا قد فعلوا شيئاً هنا مقابل مبنى المحافظة. كانوا يجلبون كل مخلّفات المستشفيات ويحرقونها هناك. هل كان هذا أمراً صحياً؟ في كل العالم، لم يحدث شيء كهذا. تجلب مخلّفات المستشفيات وتحرقها في هذا المكان، ويتصاعد دخانها ويتناثر بين الناس. لقد فعلوا هذا في فترة انتشار الكورونا. متى كان الكورونا؟ كان في عام 2020 و2021 تقريباً. بدقة 2019 و2020. بعد ذلك، لم يبقَ كورونا. إذاً، لماذا تستمرون في حرق هذه المخلّفات؟ فعلتم ذلك باسم كورونا. ثم حينما أحرقتم المخلّفات لم يكن ذلك حيّاً، الآن المنطقة مليئة بالبيوت. أغلقتُ المكان، وأمرت البلدية بأن تزيل المبنى بالجرافات. يجب ألا يبقَ أثر لذلك المبنى. هنا في كركوك، تخلفنا كثيراً في مجال البيئة. كونوا عوناً لي لكي ننظف المدينة. كونوا عوناً لي.

 

الاستراتيجية بشان القطاع الخاص

آمانج: أنا آمانج، المدير العام لقسم الموارد البشرية والقسم القانوني في شركة تويوتا عراق، سردار كروب. سؤالي هنا لحضرتكم هو: ما هي استراتيجية حضرتكم بالنسبة للقطاع الخاص حتى تكون كركوك محور الشركات الأجنبية والأصيلة لكي تأتي إلى كركوك وتستثمر فيها؟ لأنه من دون الاستثمار والقطاع الخاص لا أعتقد أن كل هؤلاء الشباب يمكنهم إيجاد مكان في الحكومة وفرص العمل.

 محافظ كركوك: سأسألك سؤالاً واحداً. كل أولئك الأخوة الذين مُنحت لهم فرصة الاستثمار في كركوك، وقسم كبير منهم جاءوا من كوردستان، وقسم كبير منهم من كركوك، وقسم منهم جاءوا من جنوب كركوك. هل قاموا بعملهم بالشكل المطلوب؟ أجبني بنعم أو لا.

 

آمانج: أعتقد أنني لا أستطيع تقييم الشركات، ولكن كشركة تويوتا، أستطيع الإجابة.

 محافظ كركوك: نعم. هل يجوز أن تمنح الحكومة أرضاً لشركة باسم الاستثمار منذ عام 2012 و2014، وحتى الآن في عام 2024 لم يوضع قرميد واحد عليها؟ هل يجوز أن أكون صامتاً حيال ذلك؟ هل يجوز ألا أحاسب أولئك الأشخاص؟ لذلك، اتخذت القرار، وهم أيضاً يسمعون صوتي. أولئك الذين قاموا بهذا البيع والشراء، جميعكم الذين حولتم أموالكم إلى الخارج أو إلى المدن الأخرى، إن جئتم إلى كركوك واستثمرتم بها، أهلاً وسهلاً بكم، وإن لم تأتوا سوف أسحب منكم الإجازات، وأنا مسؤول عن ذلك. حتى إذا علمت أنني سأحاكم، فلأحاكم! سوف أسحب منهم إجازاتهم. اذهبوا وسيروا في شارع السليمانية - كركوك - أربيل الحولي. المرحوم نجم الدين كريم منحهم هذه الأراضي، وحتى الآن لم توضع عليها حجرة واحدة.

 

يجب أن ننظم الاستثمار

 بيستون عثمان: من لم يضع حجرة؟

 محافظ كركوك: تلك الشركات. لا أرغب في ذكر اسمها. لا أود الطعن فيها، ولكنني غاضب جداً عليها. فليأتوا ويكملوا أعمالهم، وإلا أنا أعلم كيف أكمل تلك الأعمال. الاستثمار، نعم. إذا أردنا لمدينتنا أن تتطور، يجب أن ننظم الاستثمار. أخوتي، كنت لثماني سنوات في البرلمان العراقي. كان البرلمان العراقي مدرسة لي. كنت أعتقد أنني أعرف كل شيء، حينما ذهبتُ إلى البرلمان العراقي. ولكن عندما ذهبتُ إلى البرلمان العراقي، أدركتُ أنني لا أعرف شيئاً. لمدة سنة لم أتفوه بكلمة. لذلك إذا أردنا أن نجعل كركوك مدينة متطورة، يجب أن نمنح العمل لتلك الشركات، ولكن الشركات التي تأتي يجب أن تعمل، لا أن تتاجر بتلك الإجازة الممنوحة لهم من قبلنا.

 في كركوك، من صلاحيتنا أن نمنح إجازات إلى حد 250 مليون دولار للشركات. تفضلوا بالمجيء، لماذا لا تأتون؟ تحولون أموالكم إلى الخارج. أفضل استثمار يتم في كركوك. إذا أتيتم متأخرين، لن نمنحكم الفرصة. تعالوا في البداية، كونوا معنا في المعاناة. لذلك أنا بابي مفتوح لجميع تلك الشركات. وأطالب واحدة من تلك الشركات، التي أنت تعرفها، بأن تأتي وتكمل أعمالها.

 

سأجعلهم عبرةً في قلب كركوك

بيستون عثمان: هناك أمر، خلال السنوات المنصرمة، الفساد الذي انتشر، الفساد الذي مورس، كان بطريقة بحيث تحوّل إلى ثقافة. إن لم تدفع رشوة، لا تسير أمورك.الكثير من التجار والمستثمرين من كركوك ومن كوردستان، حينما يأتون إلى هنا في كركوك للاستثمار، من بغداد ومدن أخرى، سمعتُ أن أشغالهم ومصالحهم لا تسير في هذه المدينة. يعني هناك احتكار، مجموعة من الناس وضعوا يدهم على الأمر، ومن دون رشوة، لا يمكنك أن تضع حجراً على حجر.

 محافظ كركوك: حسناً. ما تفضّلت به كان صحيحاً قبل مجيئنا، ولكن لن يكون كذلك معنا.

 وإذا كان الأمر كذلك، فليأتني أحدٌ ويخبرني بذلك. ليأتي ويقول لي بأنهم حتى الآن يفعلون ذلك، سأجعلهم عبرةً في قلب كركوك. أعدكم.

 

كل مواطن من كركوك حرٌّ في أن يحمل عَلَمه بيده

طالب من كلية الصيدلة في جامعة كركوك: أننا إن مررنا بشارع كركوك، على سبيل المثال، فإننا نرى أعلاماً متنوعة كثيرة: أعلام القوميات الأخرى، علم العراق، علم التركمان. ونحن أيضاً – الكوردَ – من حقنا في هذه المدينة أن نشعر بوجودنا. فإذا جالَ كورديٌّ في السوق بلباس كوردي أو بالعلم الكوردي، فإنه يشعر بأن في ذلك أمراً غريباً، حيث وُجد نوع من الغرابة. أرجو أن تجيب عن سؤالي هذا، إنْ كان بإمكانك حلّ هذه المسألة أم لا؟

 محافظ كركوك: حسناً. بالنسبة إلى العَلَم. لأقلْ لكم شيئاً: كل مواطن من كركوك حرٌّ في أن يحمل عَلَمه بيده أو على كتفه. قبل ثلاثة أيام كان هناك مهرجان "مسرح الشارع"، في دورته الثامنة بكركوك.

 شارك فيه أكثر من ثمانية بلدان، جاؤوا من بلدان أوروبية ومن بلدان عربية. وأنتم رأيتم بأنفسكم، على طريق بغداد، الفرسان كانوا يحملون علم كوردستان ويرفعونه أيضاً. فلماذا لم يعترضهم أحد؟ لماذا، كالسابق، لم يقل لهم أحدٌ إنه لا يحق لكم أن تحملوا هذا العلم؟ لذلك هناك بعض الأمور أريدها أن تصل كما هي.

 فالناس أحرار في أي عَلَم يخصّهم. أما مؤسسات الحكومة، فإننا، بحسب القانون والدستور، نحل هذه الأمور في بغداد. الناس أحرار في استخدام أي عَلَم يريدون، لا تعقّدوا هذا الموضوع. فليحملوا أي عَلَم يريدون، وليكن عَلَم كوردستان أيضاً في أيدي كل الناس ومحمولاً على أكتاف الجميع. وكل من يحاسبهم، فإننا سنحاسبه.

 

بيستون عثمان: ذاك الذي في يد التمثال، بصفته رمز كركوك؟

محافظ كركوك: تمثال البيشمركة؟ تمثال البيشمركة. بخصوص تمثال البيشمركة، فإني سأحلّ الموضوع لمن البيشمركة؟ اليوم، بصفتي محافظَاً، فإنني أحلّ هذا الموضوع.

 

الكلام النهائي بخصوص حل قضية كركوك هو كلام أهل كركوك

بيستون عثمان: حسناً، هذا هو جانبك العاطفي. أما الجانب السياسي فإني أذكر أن حضرتك عندما انتُخبتَ محافظاً لكركوك، فإن قيس الخزعلي كان له عدد من التصريحات، وريان الكلداني أيضاً كان له عدد من التصريحات، حيث قالوا إننا أمام عدد من التنازلات. حيث وافقنا على أن يكون شخص كورديٌّ محافظاً لكركوك. أيمكنك أن تقول لي، هل تنازلتم عن كون كركوك، كالسابق، ضمن برنامج عمل الاتحاد الوطني الكوردستاني من الخطاب الرسمي للاتحاد الوطني الكوردستاني كانت تُرى بأنها جزء من كوردستان. فهل تنازلتم عن كوردستانية كركوك؟

 محافظ كركوك: بالعقل والمنطق، فإن مسألة كركوك وقضية كركوك وردت ضمن مادة دستورية، ولا أحد يستطيع أن يتصرف في دستور العراق، إن لم تطالب بتعديله ثلاث مدن. وهناك لجنة عليا، وتتطلب إجراءات كثيرة متشعبة لا أريد أن أتحدث عنها. فقضية كركوك هي قضية دستورية، والدستور أوضح تدابيرها وكيفية حل هذه المسألة. لا حزب، ولا فرد، ولا أي شخص يحق له أن يقول إنني أحلها بهذا الشكل أو ذاك.

 الكلام النهائي بخصوص حل قضية كركوك هو كلام أهل كركوك. أما نحن، فإننا نتحدث عن الصيغة التي سنخطو على أساسها خطواتنا. تلك الصيغة التي تسببت في تخريب حياة المواطنين وتدميرها. الصيغة التي تسببت في انحدار الأوضاع في كركوك، يوماً بعد يوم، نحو الأسوأ. نحن نسعى لأن نأتي بصيغة جديدة، ونجعل المدينة في المقدمة، ثم يحل أهل كركوك القضية بجميع مكوناتهم: الكورد، والتركمان، والعرب، والمسيحيين.

 باختصار لم نعطِ أيَّ وعد، أصلاً ليس هناك أيُّ وعد.

 

لم نتنازل عن أي حقّ لكركوك و عن كوردستانية كركوك

بيستون عثمان: أتنازلتم عن أي حقّ لكركوك؟ عن كوردستانية كركوك؟

 محافظ كركوك: لا أنا ولا حزبي تحدثنا في مثل هذا، ولم يخطُ أحد مثل هذه الخطوة، وأنا مسؤول عن كلامي.

 

الادارة السابقة فرّقت وميّزت داخل المناطق العربية

ناشط مدني: ناحية الرياض التي تبلغ مساحتها 951 كم مربع أغلبها زراعية، وفيها 162 قرية يسكنون في 125 قرية فقط، لا يستطيعون الأهالي العودة اليها بسبب الوضع الأمني وقلة مقومات الحياة من حيث الكهرباء والاكساء وغيرها.

 محافظ كركوك: هنالك قرى خاصة في ناحية الرياض التي هي اسمها البوعساف. الادارة السابقة لم تكن ميّزت وفرّقت بين المناطق الكوردية والعربية فقط، بل داخل المناطق العربية أيضاً فرّقت وميّزت بينهم. الكل يعلم ان قرى البوعساف لا يملكون ماء صالحاً للشرب. جاء الي أهالي 7 من قرى البوعساف وقالوا انهم لا يملكون مشروعاً للماء، ولا مشروع طريق، ذلك تتحمل الادارة السابقة الكثير من هذه المسؤولية، والان لا توجد لدينا ميزانية 2024 والحكومة لم تطلقها، لكل المحافظات العراقية وليس فقط لكركوك. لدينا ميزانية خاصة بالمناطق المحررة، وهي في صندوق الاعمار الذي هو في بغداد، حيث عقدنا اجتماعاً معهم وتحدثت مع الاخوان في مجلس محافظة كركوك، حيث حددوا كل المشاريع المطلوبة لتلك المناطق، ورفعناها الى بغداد، والان ننتظر قراراً من بغداد كي يحيلوا هذه المشاريع ويبدأ العمل بها.

 

الاجراءات المتخذة من لمكافحة تلوث الهواء

طالبة: ما هي الاجراءات المتخذة من قبل الحكومة المحلية لمكافحة تلوث الهواء في كركوك وخاصة حرق النفايات، حيث تعاني كركوك في كل ليلة من رائحة كريهة، وهل لديكم خطة لتحسين جودة الهواء وتقليل الانبعاثات الملوثة في المدينة؟

 محافظ كركوك: موضوع التلوث والنفايات في كركوك هي موضوعي أنا، وبصراحة لدي حساسية تامة في هذا الموضوع، لذلك عندما باشرت بعملي باشرت بموضوع النفايات. في الادارة السابقة كانت الشركات العامل في كركوك ترفع 350 طناً يومياً، لكن اليوم يرفعون 1200-1250 طناً، والمدينة لاتزال غير نظيفة. هذه الشركات أنا مجبر على التعامل معهم الى انتهاء عقدهم وهو يوم 1 / 2 / 2025، ومن بعد هذا التاريخ ستأتي شركات أخرى وانا أتحمل مسؤوليتها وسأتابع بنفسي بحيث سيقومون بتنظيف المدينة مثلما نريد كلنا، وهذا وعد مني. بخصوص الأشجار بدأنا بالأنواع المطلوب زراعتها، وليس بشكل عشوائي. جئت بمهندس من ايطاليا يدعى الأخ هاوار، مختص بالحدائق في ايطاليا، وهو الآن يصمم الحدائق وكيفية زراعة الأشجار ويحدد نوع الأشجار المطلوب زراعتها في كركوك.

 

كل مَن سيأتي بعدي يجب أن يتعب

روبار محمد: أنا خريجة علوم السياسة العامة. بوجود محافظ عربي، لحوالي سبع سنوات في كركوك، فقط كان العرب يعيشون. الآن، ريبوار طه خلال سنتين، كيف سيتمكن من تعويض الكورد الذين سُلِبَتْ حقوقُهم؟ كذلك، هل بإمكانه أن يحقق توازناً بين القوميات بحيث يبقى التعايش مستمراً في كركوك بعد مجيء محافظٍ آخر عربيّ في المستقبل؟

 محافظ كركوك: أعِدُكِ بأن كل مَن سيأتي بعدي يجب أن يتعب. كيف يتعب؟ لأن خطوات خدمة الناس، وتحقيق التوازن، وتقديم الخدمات لأولئك الذين أُهمِلوا، وتلك الأحياء التي أُهمِلتْ وتأخرت، والشباب الذين تأخروا، يجب أن يعمل كما نعملُ الآن. لذلك فإنه سيتعب.

 أما مسألة التعايش التي أشرتِ إليها في قسمٍ من كلامك، صدقوني، أتريدون أنْ يرتاح أهل كركوك؟

أتريدون أن تُحلَّ قضيتُها؟ إذاً علينا جميعاً أن نتجه نحو التعايش. التعايش خيرُ وسيلةٍ، ومفتاحُ حلّ مشكلة كركوك هو التعايش. ليس ثمة ما هو أكثر من ذلك. وهذا جيدٌ لنا جميعاً، وجيّدٌ لجميع المكونات. لذلك أعمل بكل جِدّية في هذا الموضوع. من صميم قلبي، أحبّ التعايش. أحب أن أتعايش مع إخواني العرب، والتركمان، والمسيحيين. أحب أن نجلِس معاً على مائدة واحدة، ونتناول الطعام معاً، ونتحرك معاً. هذا من صميم قلبي وليس تمثيلاً. أقول لكم، هذا هو السبب في أنني الآن هنا، حيث أؤمن بالتعايش وأعمل من أجله.

وأنا أدعوكم أن تتعاونوا معي. تخلَّوا عن بعض الأفكار. فلنجعل كركوك مدينة جميلة. كركوك مدينة جميلة، فلنجعلها جميلةً حقاً. سابقاً كنتُ في معهد كركوك، في عهد النظام السابق. كنت في معهد كركوك، وكان بجانبي زملاء، وربما كان والدُ أحدهم مسؤولاً في ذلك العهد، أو عمُّه أو خالُه. لكنْ لم أشعر يوماً أنه يَفُوقُني. علينا أن نكون كذلك. علينا أن نعيد ذلك التعايشَ وتلك المحبة بين المكونات، فذلك من أجل مستقبلكم جميعاً. علينا أن نتخلّى عن التعصّب. التعصب موجود في كلّ مكان، لكنْ نحن كإدارة، لا نفعل ذلك، ولا أسمح لنفسي أن أفعل ذلك.

 بيستون عثمان: إذا كنتُ مواطناً عربياً أو تركمانياً أو كلدوآشورياً من كركوك، فإني سأفكر وأقول إن الكورد حتى الآن لم يتفقوا فيما بينهم، حتى يخدموا أنفسَهم. فكيف لي أن أثق بحضرتك وأنت تقول هذا الكلام؟!

 محافظ كركوك: هم أحرار. حالياً، بما أني محافظ هذه المدينة، فإني أؤدّي هذا العمل النابع من قلبي، ومن قلوب هؤلاء الشباب جميعاً. أعرف أننا سنتعرض للمتاعب وللمشكلات، لكنْ في النهاية، إذا قررت الأكثرية، فإن القرار لها. وذلك يتحقق. فقد تغيرت أشياء كثيرة في العالم. تغيرت أشياء كثيرة في العراق. وتغيرت أشياء كثيرة في كركوك أيضاً. وسنغيرها نحو الأفضل. لا تَغْتَمُّوا.

 

لن أمارس تفرقةً

بيستون عثمان: كيف سنُطَمْئنهم؟

 محافظ كركوك: أُطَمْئنهم بأنني لن أمارس تفرقةً. وهم يعرفون أني يوماً أكون في حيّ كوردي، بعدها بساعة يرونني في حيّ عربيّ، وبعدها بساعة يرونني في حيّ تركماني، وفي مكتبي ألتقي بالعرب والتركمان والكورد. هم يشهدون على ذلك. أُطَمْئنهم عملياً لا بالكلام. لا أريد، بعد أن أغادر هذا المنصب وهذا الكرسي، أن أمشي في الشوارع وأهالي كركوك من إخواننا العرب والتركمان لا يردّون سلامنا. لا أريد ذلك.

 

أسامة: لي طلبٌ من المحافظ، وطلبي هو تجديد قلعة كركوك، فهي أحد رموز هذه المدينة..

محافظ كركوك: أَعِدُكم بأننا سنعمل في هذه القلعة. أعِدُكم بأن تجديد هذه القلعة سيكون في عهدنا.

 

بيستون عثمان: أيها الحضور، المحافظ أبدى عدداً من العهود، هذا اليوم. أليس كذلك؟

 محافظ كركوك: اكتبوها.

 

طالبة: ليس لديّ سؤال. لديَّ مطلبٌ من أهالي كركوك. أولئك الذين تركوا كركوك لأي سبب من الأسباب، أرجو منهم أن يأتوا في أيام 16 حتى 20 من هذا الشهر إلى كركوك، ويمثلوا أنفسهم. لأن الآن هو وقت مجيئهم، ويُثْبِتوا كم كركوك مهمة لكوردستان!

محافظ كركوك: طبعاً، مجلس الوزراء العراقي مشكوراً مؤخراً قراراً جيداً باعتماد إحصاء (1957) أساساً للتعداد في كركوك. مسألة التعداد، أنا رئيس اللجنة العليا في كركوك، لذلك ثقوا بأن العمل سيمضي بشكل جيد. كثيرون يتحدثون عن ذلك. حتى هذه اللحظة، نحسب حساب مليونٍ وثلاثمئة وخمسين ألفَ شخصٍ. هذه تؤثر في الميزانية، وفي درجات التعيينات، وفي مجموعة من المسائل الأخرى أيضاً. لكنْ في الحقيقة فإن عدد أهالي كركوك قد بلغ مليوناً وثمانِمئةٍ وخمسينَ ألفاً إن لم يكن أكثر. إضافة إلى ذلك، فإن هناك أناساً آخرين باسم النازحين، يمكن أن يبلغ تعدادُهم قرابةَ خمسِمئةِ ألف. هؤلاء جميعاً تكون لهم بطاقة وطنية، بحكم أن الإحصاء سيكون وفق هذه البطاقة ويعود إلى مدينته الأصل. وجانب المخاوف الموجودة، فهو حقٌّ ومشروعٌ أيضاً، لكنْ يجب أن نكون دقيقين في هذه المسألة.

فكل الوعود التي تلقيناها من إخواننا في وزارة التخطيط في حكومة إقليم كوردستان، وحكومة إقليم كوردستان ونحن أيضاً، سنطبق ذلك وننفّذه كما هو. وما تبقى هو أن تجري الأعمال بالطريقة التي صدر القرار عليها. وأنا أيضاً أؤيد ذلك بأن يعود كل مواطن إلى مدينته في ذلك اليوم.

 

ساكار: الآن، في ظل حكم المحافظ الجديد، الكورد والعرب والتركمان وجميع الأطراف، في مستوى واحد، فلا يوجد أولٌ وثانٍ. في المعهد التكنيكي، الطالب حرٌّ، بالعربية، بالكوردية، بالتركمانية، بأي لغةٍ يعطي الجواب.

ملاحظة، منذ 2018 حتى الآن، لم يُنفَّذ أيّ مشروع في المعهد التكنيكي، بأي شكل من الأشكال. ستة أعوام كاملة، لم نتسلم من المحافظة ديناراً واحداً لنصرفه عندنا. وعندنا قرابة 2700 حتى 3000، معهد كركوك التكنيكي هو أمُّ جميع جامعات كركوك، الأهلية والحكومية، لكنْ لم يُخصَّصْ للأساتذة مترٌ واحدٌ. يوجد 280 أستاذاً، هم الآن قاعدون هنا، كانوا أساتذتي، لم يُخصَّصْ لهم قطعةُ أرض. أريد أن يكون السيد ريبوار مطَّلعاً على هذه الأمور، ليرى ماذا سيفعل في المستقبل. ونشكره.

 محافظ كركوك: أريد أن يأتوا بمشاريع المعهد. دكتورة ساكار، يسعدني أن تأتوا لي بمشاريعكم لنضعها ضمن خطة عام 2025. أهلاً وسهلاً.

 

* هنالك معضلة لم يستطع أحد أن يحلها، وهي قرية غريب، التي تعاني من فقر الخدمات.

محافظ كركوك: ليست لدي موازنة لعام 2024، أسوة بباقي المحافظات العراقية، لكنني أسعى وأستخدم علاقاتي وأتواصل مع المسؤولين في بغداد من أجل الحصول على بعض من مبالغ البترودولار لتنفيذ هكذا مشاريع. اصبروا علينا قليلاً لحين مجيء سنة 2025 والتي ستكون خطتها شاملة وكاملة لكل المناطق دون تمييز، وهذا وعد مني.

 

واحدة من كوارث الادارة السابقة للمحافظة

* لماذا لا توجد عدالة في التعيينات، حيث هنالك تعيين خريجي الدراسة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية، بدلاً من تعيين خريجي الكليات والمعاهد، ما هو الحل؟

 محافظ كركوك: ما قلتيه هي واحدة من كوارث الادارة السابقة للمحافظة، أنا متأكد من أن الله لن يسامحهم. موضوع التعيينات هي مسألة اتحادية وعلى المحافظين تنفيذها، لكننا نسعى لمنح الفرص الى الشركات لكي تأتي الى كركوك ويعملون فيها كي تحصلوا على فرص عمل، ولدي خطة بهذا الصدد.

 

لا أريد أن أفتح هذه الدفاتر

طالب: لدي ثلاثة أسئلة مختصرة جداً. أولها: حضرتك تحدثت عن مسألة العَلَم والبيشمركة وقلت سأحلها. تبقى قلعة كركوك والمحافظة، هل يمكنك أن ترفع عليهما عَلَمَ كوردستان، كما فعل السيد نجم الدين كريم؟ هذه أولاً. سؤالي الثاني: بخصوص توظيف سبعة آلاف. حدّدوا موعداً ليكون الأمر جادّاً، وقولوا هذا هو الموعد المحدد. منذ الشهر التاسع يقولون هذا هو الموعد لا ذاك الموعد. فكم ألفاً يكون من حصة الكورد؟ وهنا نسبة كبيرة من الكورد. سؤالي الثالث، يا سيد ريبوار: الشوارع منذ ثلاثة أو أربعة أشهر أُنجِزَ نصفُها وبقي نصفها الآخر على حاله.

 محافظ كركوك: طبعاً جميع أسئلته كانت في الماضي، لم يتحدث عن الحاضر. الموضوع هو عن الحاضر. أخي العزيز، لقد قلت بوضوح، لم يسألني أحد لماذا أخّرتها؟ ما فعله إخواننا في البرلمان، الحاصل أنني لا أريد أن أفتح هذه الدفاتر. لم يكن ضمنها شهداء البيشمركه، وأنا لا أسمح لنفسي، إذا كان في كركوك شهيد من البيشمركة ولا تُعيَّنُ أخته أو أخوه أو ابنته أو ابنه، حيث يحقُّ أن يًعيَّن ذووه أسوة بالشهداء الآخرين، وجميعهم على رأسي، سواء أكان تركمانياً، أم عربياً، أم كوردياً، كل الشهداء على رأسي، فأنا لا أفرّق بينهم. لكن ذلك الكتاب الذي جاء بخصوص التعيينات، كانت فيه تفرقة، وإلى أن أصلحته، أخذ وقتاً. الآن، أصلحته، هذه النقطة الأولى. أنا أصلحته، للعلم، بعد أن أصلحتُه أنا أعلن عنه. لم يكن متضمناً ذلك، أي إذا كانت هناك أخت لشهيد من البيشمركه، وقدمت في الاستمارة، لم تكن ضمن الاستمارة تلك الخانة الخاصة بالبيشمركه، الآن أنا أضفت هذه الخانة. المشكلة أنهم لا يستطيعون أن يفهموني.

 هذه أولاً. ثانياً: أرجوكم، هناك بعض المسائل، المعاناة فيها تزاداد أكثر وتسوء أكثر. فلتكن خطواتنا باتجاه أنْ نُصلِح قضيتنا ومدينتنا. بعض إخواننا الذين أدَّوا أعمالاً في السابق، ماذا فعلوا؟ ماذا نجم عن ذلك؟ تركوا الخراب لي ولك وللناس. لذلك يجب أن نعرف كيف نتعامل. فقضية كركوك ليست قضية سهلة. السيد مام جلال، رحمه الله، كان يقول إنها عملية الدماغ، فعلاً هي كذلك. والآن، هنا أعرف أنها عملية الدماغ، وأعرف كيف أتعامل مع كركوك وهذه الإدارة. ينزعج أحدهم فأراضيه، وفي اليوم التالي ينزعج زميله، فأراضيه، ثم الحزب الفلاني، ثم الجهة الفلانية، ثم كذا وكذا وكذا. هذه هي حياتي في هذه المدينة. الناس تظن أن المسألة تحصر في الخدمات والإدارة. لكن المسألة ليست كذلك. أخ كوردي ساكن في كوردستان يوجه إليّ النقد ويهجم، لكنه لا يعرف كيف أعمل في هذه الإدارة يومياً. لكنْ لنا هدفٌ واحدٌ، وهدفنا هو كركوك. هدفنا معيشة الناس. لنا هدف، هو أن نحسِّن حياة شبابنا، أن نحسّن حياة عائلاتنا، أن نحسّن مستقبل أولادنا. لذلك أرجوكم، هذه الطريقة الجديدة التي بدأنا بها، وحالياً نعمل عليها، دعونا نمضي حتى النهاية، لترَوا ماذا ستكون النتيجة. أنا واثق بأنها ستكون جيدة.

 

لماذا المشاريع في كركوك فاشلة؟

*إلى متى سيبقى شباب كركوك ضحايا التوظيف؟ لماذا لا نسعى لوضع آلية في هذه المدينة حتى نُفْهِمَ شبابنا أن يكونوا أصحاب أعمالهم الخاصة بهم؟ هذا سؤالي الأول. سؤالي الثاني يتعلق بالمشاريع التي لا تستمر في هذه المدينة.

 محافظ كركوك: بخصوص المشاريع، لماذا المشاريع في كركوك فاشلة؟ لا أحد يسأل هذا السؤال. لا أحد يقول لماذا حدث ذلك في ذلك العهد؟ في عهد تلك الإدارة القديمة التي كانت تدير كركوك خلال سبع سنوات، إذا كانت أي شركة تأتي لتعمل في هذه المدينة، السيد بيستون أشار إلى ذلك في كلامه، كان يجب أن تُدفَع نسبة 20% حتى 30% من كلفة مبالغ ذلك المشروع لمسؤولي الإدارة السابقة. كانوا قد افتتحوا لأنفسهم دكاناً هنا. كانوا يمارسون البيع والشراء. قبل أن تُشكَّل الحكومة بشهرين، أنا أرسلت جواباً للمقاولين وقلت لهم: أرجوكم، تخلوا عن شراء المشاريع، لأن هذه الإدارة ستزول، وزالت. والآن أتوا نادمين على عدم إنصاتهم إلى كلامي، وحينها ما كانوا ينصتون إليه. ذلك البيع والشراء، حيث تجعل المقاول يدفع 20% حتى 30%، ماذا تتوقع من ذلك؟ وكلما تُدفَع نسبة 20 – 30%، حينها لا تكون الجودة والكمية والنوعية ضرورية، وفي النتيجة، أثق أن أحداً لا يحاسب المقاول.

 نحن ماذا فعلنا؟ أريد أن تسألني أنا ماذا أفعل؟ الآن، هنا أؤكد مرة أُخرى، أيٌّ من أولئك الذين يُسَمَّون بالمقاولين والشركات، إذا أخذ منهم أي مسؤول شيئاً، فتعالوا أخبروني. لأني لن أسمح بذلك، ولن أقبل بأن يعطي أي شخص هدية لموظف في الدولة، حيث إني رئيس الوحدة الإدارية لهذه المدينة. وإن عَلِمْتُ، فإني سأعاقب الطرفين. وقد شكلنا لجنة واستحدثتُ قسماً. لم يكن هذا القسم موجوداً في تاريخ كركوك. اسألوا عن ذلك. القسم باسم "المتابعة والسيطرة النوعية". أمارس صلاحيات المحافظ. أتيت بأفضل موظفة في ديوان هذه المحافظة، وهي فتاة من هذه المدينة، من عائلة مناضلة من هذه المدينة، تقيم في أحد أحياء هذه المدينة مع والديها وعائلتها، وجعلتها مسؤولة عن هذا القسم.

 ماذا فعلتُ؟ أتيت بعدد من المهندسين من دائرة المياه، ودائرة البلدية، والبلديات، والكهرباء، والطرق والجسور. جمعت خيرة المهندسين. أتعلمون ما الصلاحيات التي منحتها لأولئك المهندسين حتى يتابعوا أعمالهم من حيث الجودة والنوعية والكمية؟ منحتهم صلاحيات المحافظ. الكتاب الموقَّع عليه مكتوب عليه: لديكم صلاحيات المحافظ، للمحاسبة والمتابعة. فإن جرى العكس، فإني أحاسبهم. لذلك، اطمئنوا، فإن الأعمال السيئة التي جرت، نحن لا نسمح لها بأن تُكرَّرَ في عهدنا.

 

شاب مسيحي،: تحدثت عن الكثير من الملفات ومنها عن البلدية وغيرها، نطلب منك توفير 7200 درجة وظيفية، لأن الشباب بحاجة الى العمل.

محافظ كركوك: قريباً جداً ان شاء الله.

 

خطوات تسبق تنفيذ المادة (140)،

طالب: مدينة كركوك مدينة التعايش، ونحن -الكاكائيين- نموذج التعايش في مدينة كركوك. سؤالي للسيد ريبوار: أحد الأخوة هناك، سأل عن المادة (140)، هل ستحلون المادة (140) لأنكم نموذج عن مدينة كركوك، في بغداد أو أربيل أو أي مكان آخر؟ أغلب الكورد والكاكائيين والتركمان، سُلب حقُّهم في المادة (140). هل يمكنك أن تتحدث لنا على هذه المنصة، بأن المادة (140) ستُطبَّق أم لا؟

 محافظ كركوك: في بداية حديثي قلت، عندما ذهبتُ إلى البرلمان، لم أتحدث مدة عام كامل. بعد عام، انفتح عقلي على العمل، وأدركت ما هو عملي. أيها الأعزاء، أنا رئيس الوحدة الإدارية، الوحدة الإدارية بجميع مؤسساتها، ضمن حدود إدارة كركوك، عملي إداري وخدمات وعدد من القضايا الأخرى.

 كذلك أنا رئيس اللجنة الأمنية لهذه المدينة. هذا الموضوع الذي تتحدث عنه، ما له علاقة بالمادة (140) قد توضح في الدستور. تطبيق هذه المادة، وإلى مَن تعود إجراءات تنفيذها ومسؤوليتها. ما يترتب عليَّ، ويكون ضمن مسؤوليتي، فإني لن أتقاعس. في النهاية، ما فهمته منك، هناك خطوات تسبق تنفيذ المادة (140)، التي تنتهي إلى المادة (140). وما يتعلق بي، فإني أعمل عليه. على سبيل المثال، مشكلة الأراضي، فقسم من تلك الأراضي ملك للمحافظة، إلى مَن تعود السلطة؟ تعود إليَّ، وتُحَلُّ عندي. هناك قسم لا يعود إليَّ.

 مسألة كركوك معقَّدة كثيراً. المشكلة معقَّدة كثيراً جداً. تطبيق هذه المادة، لا يكون بإغماضة العين، فهذه تتطلّب اتفاقاً سياسياً مُحْكَماً بين إقليم كوردستان وبغداد. وأن يكون ذلك الاتفاق السياسي ممكن التطبيق، لا أن يكون حبراً على ورق، بحيث كل أربع سنوات يكتب مرةً. هنا، لي مهمات أخرى وأعمال أخرى.

 

لن أسمح بإضاعة حقّ أي شخص

* أنا طالبة في جامعة كركوك، كلية التربية، قسم اللغة الكوردية. سؤالي هو، كثيراً ما أثير الموضوع بطريقة غير مباشرة، لكني أريد أن أقول إننا ذهبنا إلى قسم اللغة الكوردية. في البداية كانت هناك إشاعة بأن طلاب قسم اللغة الكوردية لا يوظَّفون هنا، بأي شكل من الأشكال، لكننا مع ذلك لم نستسلم وتوجهنا إلى قسم اللغة الكوردية بشموخ. وأريد أن نطمئنَّ من كلام السيد المحافظ،.

 محافظ كركوك: أَعِدُكِ بأنني إنْ بقيت في الإدارة، فإني لن أسمح بإضاعة حقّ أي شخص. لماذا؟ ما الفرق بين القسم الكوردي والأقسام الأخرى أو قسم آخر علمي أو غير ذلك؟ كلٌّ منكم عليه واجب في المستقبل، كل واحد منكم سيتحمل مسؤولية، وكلٌّ منكم ستقدمون الخدمات في مستوى مسؤولياتكم. لذلك فإن الإدارة والحكومة ليستا مع ما يتداوله الناس من أحاديث، إن كانت الإدارة حكيمةً ومنصفةً. ثقي بأني أتضامن معكم.

 

الإدارة في كركوك تتطلب حكمة وعقلانية

* فهمي برهان، وهو من حزب حضرتك، تحدث عن ستِّمئة ألف شخص جيء بهم من مناطق أخرى وجرى استيطانهم في كركوك. وهذا يسبب خطر التغيير الديموغرافي في المدينة. بخصوص هذا الموضوع، أليست لك رسالة لهؤلاء الشباب والرأي العام؟

 محافظ كركوك: حسناً. أسأل سؤالاً، يقول إن ستَّمِئة ألف شخص جاؤوا إلى كركوك للتغيير الديموغرافي في هذه المدينة. أتفق مع السيد فهمي. لا مشكلة لدي مع كلامه. لكنْ، أخبروني كيف يكون العمل من أجل عودة أولئك الــ(ستّمئة ألف)؟ كيف يكون العمل من أجل ذلك؟ بعقلية عنيفة؟ أعمل بعنف وشِدة من أجل ذلك، بحيث يؤدي ذلك إلى فرار شركات الاستثمار من المدينة ومغادرتها؟! حتى أنها لن تفكر في العودة مرة أُخرى؟ كذلك أن يتسبب الأمر بالحزن وسفك الدماء وسوء الأحوال بين بيوت الناس وأحيائهم؟! إننا لا نعمل بهذه العقلية، ولن نعمل بها. أما عودتهم، فهو من واجب الحكومة، أن تعيدهم.

على الحكومة أن تهيّئ لهم الأماكن وتخبرهم بأن يتفضلوا إلى تلك الأماكن التي أعدتها لهم، فاذهبوا إليها. وأن تتحدث الحكومة مع المحافظات، في الأنبار أو صلاح الدين أو غيرهما، بأن يهيّؤوا أماكن لهؤلاء الإخوان، ونأتي لهم بالسيارات ونوصلهم إلى هناك. وقد قمنا بهذه الأعمال ولم نتحدث عنها أيضاً ولن نتحدث عنها أيضاً، لكنكم تجعلوننا نُضْطَرُّ على أن نبوح بكل شيء.

الإدارة في كركوك تتطلب حكمة وعقلانية. أنا رئيس اللجنة الأمنية لهذه المدينة، ومنذ اليوم الأول الذي صرت فيه محافظاً لم يحدث أي خرق أمني عسكري بحق مواطني كركوك، سواء أكان كوردياً أم عربياً أم تركمانياً. لذلك هناك أمور لا بد من التخلي عنها. فعملنا إداري، وقسم منه سياسي لكننا نعمل بعقلانية، حتى تكون النتيجة من مصلحة جميع أهالي كركوك. بل إن إخواننا من العرب الأصلاء في كركوك، يتفقون معي ويقولون: فَليَعُدْ أولئك الذين جاؤوا من المدن الأخرى إلى أماكنهم.

 بيستون عثمان: هل بينكم انسجام وتناغم؟

 محافظ كركوك: بيننا أفضل انسجام. لي نائبان، أحدهما من القومية العربية، وأخ عزيز وكان زميلي في الكلية. والآخر من إخواننا التركمان، وهو شخص عزيز جداً جداً. حتى الآن لم يتحدث معي أيٌّ منهما بنفَس قومي. إننا متفقون في الآراء لحل الأمراض المزمنة في مدينة كركوك. وخطواتنا أيضاً كذلك. أما مجلس محافظة كركوك، فأعتقد أنه لم يكن في تاريخ كركوك، كما هي الحال الآن، مثلُ هذا التفاهم بين الحكومة ومجلس المحافظة. في أحد العهود، كانت الإدارتانِ كورديتين، الحكومة كانت كوردية وكان المجلس كوردياً، ولم يكونا متفاهمين. حالياً على العكس من ذلك، فرئيس المجلس أخٌ عربيٌّ عزيز وبيننا أفضل تفاهم، كمحافظ وكرئيس المجلس.

 

نريد أن يعود الناس إلى أماكنهم.

طالب كاكائي: أبارك لريبوار لتعيينه محافظاً، وهو مناسب لهذا المقام، لأنه دائماً يخدم الشباب، ويخدم أهالي كركوك. اليوم لم آتِ إلى هنا بصفتي شاباً، ولم آتِ بصفتي طالباً، لكنْ بصفتي ممثلاً عن عدد من العائلات الكاكائية أتيت إلى هنا، مثل قرى: طالباني، داودية، جهة حويجة، فجميعهم عادوا إلى أحوالهم الطبيعية، أما الكاكائية فإنهم حتى الآن لم يعودوا بصورة كاملة، وليس لهم دعم ومشاريع هناك، وتوجد سيطرة ما بين توبزاوا وعلي سَرا، حيث لا يستطيع الكاكائية الذهاب والإياب في الساعة السادسة، والساعة السادسة منيرةٌ، ولا يستطيعون أن يدفنوا الموتى هناك في الخامسة، وعليهم أن ينتظروا إلى اليوم التالي ليدفنوا الميت. وهناك علي سَرا أيضاً، حيث احتل الجيش قريتنا، ونحن نريد منكم أن تحلوا لنا هذه المشكلة، وأنتم تعلمون أننا عشائر، والعشائر لا تريد أن تعيش في علي سَرا، نريد أن يعود الناس إلى أماكنهم.

محافظ كركوك: بخصوص المنطقة التي يتحدث عنها، هي منطقة محاذية لتلك المناطق التي كانت في بقايا داعش. طبعاً، تلك الإجراءات لها علاقة بسلامة المواطنين الذين يريدون الخروج ليلاً. مع ذلك أيضاً، طرحنا هذا الموضوع في اجتماع اللجنة الأمنية، وحتى هذه اللحظة أنتظر أولئك الإخوان الذين في تلك المنطقة، إن كانوا يستطيعون أن يتكفلوا أمن تلك المنطقة، ليوضحوا إلى أي درجة يمكن أن يُفتَح ذلك الطريق ليلاً، لأن لذلك الطريق علاقةً مباشرةً بحياة المواطنين. نحن لا نعمل بالعاطفة، إننا نعمل بطريقة أننا إذا فتحنا الطريق في آخر الليل، فإلى أي درجة يمكن أن يكون ذهاب وإياب الناس من هناك آمناً. وأنتم أيضاً تعرفون بأن أحداثاً مؤلمة جداً قد جرت هناك، والحقيقة أننا لا نريدها أن تُكرَّرَ.

 

قضايا اتحادية، الناس لا تفصل بينها

طالبة: أنا بصفتي ابنة رجل كركوكي، اعتُقِلَ سياسياً في عام 1991 بتهمة أنه كوردي، وفي عام 2007، حاول هذا الرجل أن يعود له حقه بصفته سجيناً سياسياً، لكن مثل آلاف الأشخاص الآخرين، لم يكن هناك ردٌّ على محاولاتهم، ولم تُرَدَّ لهم حقوقهم. وحتى الآن، يطالب بإعادة حقوقه كسجين سياسي. خلال الأشهر التي كان فيها سجيناً، صدر القرار بإعدامه رمياً بالرصاص، لكن حالياً، بعد خروجه من السجن، لم يحصل على حقوقه، في حين أن أناساً كثيرين حصلوا على حقوقهم. فأين حقوق هذا الرجل؟ أنا كفتاة أطالب بحقوق والدي.

 سؤال آخر إن سمحتم لي. أنا بصفتي طالبة في كلية الطب بكركوك، في المرحلة الرابعة. أربعة أعوام وأنا في الكلية، أرى بناءً يجري فيه تسيير الأمور فحسب، لكن لا توجد قاعة للدراسة. لدينا قاعة واحدة فقط، تسمى بقاعة المؤتمرات. هذه القاعة الوحيدة لدينا، ولا يوجد مكان ندرس فيه. منذ المرحلة الأولى حاولنا أن نزرع الأشجار لتجديد جامعتنا، لكن كلية الطب بكركوك أقل من جميع الأقسام. لماذا ليس لنا بناء مناسب لدراستنا؟ لماذا لا توجد قاعة للدراسة؟

 بيستون عثمان: هذه الأخت تطالب بحقوق والدها. وهي تطلب ذلك من حضرتك، أتعرف لماذا؟ لأنها ربما تلقى أملاً.

 محافظ كركوك: ما يتعلق بي، فإني أحققه لها. لكن ليكن معلوماً لحضرتكم، فإن مسألة السجناء السياسيين توجد لجنة عليا في بغداد، وليس هنا. وهذه القضايا هي قضايا اتحادية، مشكلتي أن الناس لا تفصل بينها. هذه القضية لا علاقة لها بالحكومة المحلية مطلقاً. فمنذ عام 2003 حتى عام 2017، كانت الإدارة والسلطة بيد الكورد، فلماذا لم تُحل قضية والد هذه الأخت؟ اتصلت هاتفياً مع رئيس اللجنة في بغداد وقلت له: لماذا هذا الرفض؟ هناك قانون خاص بالسجناء السياسيين. هذا قانون صدرت تعليمات بخصوصه. أنتِ تقولين إنه سجين سياسي، لكنه يجب أن يعرف ماذا سيقول أمام اللجنة القضائية. فإن تحدثتُ الآن، سيقولون إن ريبوار لا يريد أن يعمل في الموضوع. عندما يسأله القاضي: لماذا اعتُقِلتَ؟ يجب أن تكون الإجابة بأدلة بأنه كان في تنظيم سياسي في ذلك العهد، أو أن أخاه كان في تنظيم سياسي، أو كان أحد أقاربه في صفوف البيشمركة.

 اللجنة أحياناً تتعامل بعقلية تعسفية، ولم تكن عادلة بالشكل المطلوب. لذلك، ما يتعلق بي، كإدارة، ليس ضمن مجال عملي المباشر، لكنني مستعد لتوجيه كتاب إلى تلك اللجان لإعادة النظر في تلك القرارات مرة أخرى. القرار الذي تصدره اللجنة يكون ملزِماً، إلا إذا عدتَ مرة أخرى وقدمتَ تظلُّماً وفق إجراء قانوني. وأنا مستعد للقيام بهذا من أجل والدك.

 أما بخصوص كلية الطب بكركوك، فقد عملنا على تخصيص قطعة أرض لبنائها. ونتحضر لإنشائها هنا، لأن جامعة الطب يجب أن تكون بالقرب من المشفى. إذا لم يكن ذلك ممكناً، فسنبحث عن موقع آخر مناسب بالقرب من مشفى آزادي. هناك مطلب آخر يقول أصحابه: لا يجوز أن تكون هنا، ويجب تخصيص موقع آخر. سنرى أي من الحلين سيُنفَّذ. لكنْ، أعدكم بأنه سيكون بناءً مناسباً لطلبة الطب.

 

بيستون عثمان: أي أن طالب الطب في كركوك يدرس في الكابينات؟!

محافظ كركوك: لا، لا. ليس كلهم. هناك بعض الأقسام. وقد يجري قبول كثير من الطلبة من مدن أخرى، وهم كركوكيون، ثم يأتون ويكلفونني ويكلفون آخرين ليأتوا بهم إلى هنا، فنأتي بهم، وليس لهم مكان، لذلك تُخصص الكابينات لبعض الأقسام والصفوف والمراحل.

 

هنالك مغيبون حقيقيون في كركوك

* طموحكم هو التعايش السلمي في كركوك، في ظل وجود ثلاث مكونات، هي الكورد والعرب والتركمان. ما هي نظرتكم للتعايش السلمي بين المكونات الثلاث بما أن رئاسة السلطة التنفيذية في المحافظة من القومية الكوردية وهنالك اتهامات من الشارع العربي بأن الكثير من أبنائهم مغيبين من قبل قوات كوردية؟

 محافظ كركوك: تحدثنا في هذا الملف في كل المفاوضات السابقة. مشكورة جهود رئيس الوزراء حيث شكّل لجنة عليا بهذا الملف، وهذه اللجنة من جهات ذات مستوى عال جداً ومهامها حسم هذا الملف. هل هنالك مغيبين حقيقيين في كركوك وأين هم وما هو مصيرهم وكيف حدثت هذه الأمور. هذه اللجنة حكومية وملفها خاص بيد رئيس الوزراء، ونحن نريد انهاء هذا ملف في كركوك، وقد ناقشنا هذا الموضوع في مجلس محافظة كركوك وستكون لنا خطوات بهذا الموضوع قريباً جداً.

 

أريد أن تهتم كل القوميات، الكورد، التركمان، العرب، الكلدوآشوريون، بلباسهم القومي

بيستون عثمان: أتسجلون هذه الوعود؟ بصورة جِدّية لو أنني كنت في مكانكم - أولئك من حي البوابة، لا مشكلة، فليكن لهم أيضاً من يمثلهم - شكّلوا مجموعةً فيما بينكم، ومارسوا النشاطات، وقوموا بزيارة المحافظ، وأخبروه بأن الوعد الفلاني لم يُنفَّذ. مثلاً، 10/03 يوم الزي الكوردي، قبل ذلك بأسبوع تعالوا إليه، وقدموا له طلب دعوة وأخبروه بأن هذه الدعوة من أجل يوم الزي الكوردي. وفي 10/03 ننتظر حضورك في الجامعة.

 محافظ كركوك: أريد أن تهتم كل القوميات، الكورد، التركمان، العرب، الكلدوآشوريون، بلباسهم القومي. وإن دققتم في الأمر، فإنني إذ أكون هنا بهذه المناسبة، رأيت أربعة أنواع من لباسكم، إذا نظرتم إلى صفحتي في الفيسبوك، فسترونها. فهذه أفضل خطوة، حيث يجب على كلّ منّا أن يحترم الآخر ويحترم لباس الآخر.

 فلباس كل قومية له أصوله وأعرافه وتراثه، لذلك يجب أن يلقى احتراماً. القومية الكوردية كذلك، والقوميات الأخرى كذلك. أطمْئنكم، أيها الإخوة الأعزاء، لا تستبقوا الأحداث، وأنا أعرف أنه يتحدث عن الماضي، لكن ليكن حديثنا عن الحاضر وعن المستقبل. وإن شاء الله لن تُكرَّر هذه الأمور عندنا. حاولوا بأي شكل من الأشكال ألا تقوموا بأي شيء بالعنف أو بالتعصب. جميل جداً الزي الكوردي الذي ترتديه أنت، وفي الوقت نفسه، عليك أن تحترم أخاك العربي وأخاك التركمانيَّ، فهم أيضاً يرتدون لباسهم القومي.

 

الاتحاد الوطني لم يقدم أي تنازلات تمس هوية كركوك

طالب: هذه الإدارة التي تشكلت بموجب اتفاق فندق الرشيد ببغداد بين كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني وعدد من الكتل الأخرى، المترئسون لتلك الكتل والذين كانوا متواجدين يومها هناك كانوا السادة: الشيخ وصفي العاصي، قيس الخزعلي، ريان الكلداني، ومهيمن الحمداني. هؤلاء الأربعة، كل واحد منهم شارك في برنامج، أي أربعة برامج مفصلة. لا أدخل في تفاصيل البرامج، ولكنهم جميعاً حرصوا على توجيه رسالة أود أن أعرضها عليكم. وهي هكذا، أنا أنقل كلامهم ولن أزيد عليه شيئاً، هذا ما قالوه بالضبط: إنهم لم يتفقوا مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني لأنه قال إن كركوك مدينة كوردستانية ولا يقر بعراقيته. لكن الاتحاد الوطني الكوردستاني لم يعد كما كان في السابق. وقال الشيخ وصفي العاصي: "إنهم لو كانوا مثلما كانوا في السابق، لم نتخذ هذه الخطوة"، وأضاف: "وعدونا بعدم رفع علم كوردستان بأي شكل من الأشكال، وأن لا يعود البيشمركة والآسايش." وقد آذاني قولهم لأنك إن كنت من الاتحاد الوطني أو من الديمقراطي الكوردستاني، فأنت في النهاية كوردي. حتى إنه قال: "ما هي أهمية المحافظ، وقد حصلنا على كل تلك المديريات." هناك شيء: إذا حصل شيء في إقليم كوردستان، فإن الأحزاب ترد على الادعاءات ببيانات. نحن لا نريد بياناً يرد على هذا من الاتحاد الوطني الكوردستاني، أريد من منكم رسالة باللغة العربية لهؤلاء، تقول فيها إنكم تضللون جماهيركم، ونحن لم نتفق على هكذا أمور. أرجو أن نكون واضحين.

 محافظ كركوك: شكراً لك على طرح هذا السؤال المهم. أود أن أقول بوضوح إنني ابن مدرسة الرئيس مام جلال، رحمه الله، الذي علّمنا كيف نمارس السياسة وكيف ندير الأمور بحكمة وتوازن. فيما يتعلق بما ذكرته، أؤكد أن الاتحاد الوطني الكوردستاني لم يقدم أي تنازلات تمس هوية كركوك أو قضاياها الأساسية مثل المادة 140 أو كوردستانية المدينة. لم نتفق على أي أمور تنتقص من حقوق أهالي كركوك أو القومية الكوردية.

 أهل كركوك هم وحدهم من يقررون مستقبل مدينتهم. لا أنا ولا حزبي ولا أي طرف سياسي آخر يملك الحق في اتخاذ قرارات تتعلق بهذا الشأن خارج إطار الدستور العراقي الذي ينظم هذه القضايا. أود أن أؤكد مجدداً أن الحديث عن وعود بعدم رفع علم كوردستان أو عدم عودة البيشمركة والآسايش ليس سوى تضليل لا أساس له. لم نتفق على أي شيء من هذا القبيل، وهذه الأمور لا تمثل نهجنا أو مواقفنا.

 رسالتي لهؤلاء الأطراف، وباللغة العربية كما طلبت، هي أننا كاتحاد وطني كوردستاني نعمل من أجل خدمة أهالي كركوك بجميع مكوناتها ونحترم حقوق الجميع. نحن ملتزمون بالدستور العراقي، ونؤمن بأن التعايش والتفاهم بين جميع المكونات هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل لكركوك. لذا أقول: كفاكم تضليلاً لجماهيركم، فنحن لم نتفق على أمور تمس حقوق الشعب الكوردي أو هوية كركوك. نحن هنا لنبني، لا لنعزز الانقسامات أو ننشر الأكاذيب. وأخيراً، أدعو الجميع إلى قراءة الواقع بعقلانية والابتعاد عن الاتهامات التي لا تخدم مصلحة أحد. نحن هنا لخدمة الناس وحل مشاكلهم، وليس لتأجيج الخلافات.

 

 بيستون عثمان: ذكرتم سركران قبل قليل، وأنت تجيب على سؤال، وقلت إنك جمعت الفلاحين والمسؤول العسكري. هل هناك أي نتيجة أو أي حل لموضوع سركران قريباً؟

محافظ كركوك: أجل، سأنجز لهم بعض الأمور. وقد كانوا عندي اليوم، جاؤوا جميعاً. وفي الأيام المقبلة، ربما غداً، سيكون لنا اجتماع كبير آخر مع الفلاحين ومع الإخوة العرب المستفيدين الذين جاؤوا في عهد النظام السابق كمستفيدين. سأجتمع بهم، ومع القوات المتواجدة في تلك المنطقة. يجب أن نقوم بتصنيف المشاكل. لا يمكن أن أحرم الفلاحين من 100 ألف دونم من أجل ألف دونم عليه نزاع. لن أسمح بهذا في عهدي.

 

خدمة النساء واحترامهن

باخجة إسماعيل: ماذا تم تقديمه لنساء مدينة كركوك خلال الأعوام السبعة الماضية؟ وهو المحافظ الوحيد الذي عيّن الآن كادراً لنساء مدينة كركوك لإدارة شؤونهن في مجلس المحافظة. ماذا ستقدم مستقبلاً لنساء مدينة كركوك؟ وما هي مشاريعك لنا نحن النساء؟.

 محافظ كركوك: سأجيب بشيء يتعلق بسؤالها. عندما جئت إلى هنا، وبينما كنت أسير في الممرات وغيرها، لاحظت أن الرجال يتقدمون النساء والفتيات عند السير فيها. اذهبوا واسألوهم، لن أذكر أسماء، لكني أوقفت اثنين من أولئك الزملاء، وقلت: عندما أكون معكم يجب أن تتقدمنا النساء والفتيات. أي لو كنا عند باب، يجب أن تسبقيني أنتِ في الدخول، وإن دخلنا، يجب أن تدخلي أنتِ أولاً.

 ما الأصل في هذا؟ أود أن أخبركم شيئاً، هذا ليس من أجل أحد، بل هذا من أجل والدتي، رحمها الله. أود أن تلمسوا بعضاً من إنسانيتي هنا. وأرجو كل الذين قد يفكرون في إبداء قلة احترام لفتاة أو سيدة أن لا يفعلوا ذلك من الآن. فقبل أن تحمل الأرض أياً منا، جملتنا أمهاتنا تسعة أشهر وتسعة أيام في بطنها. أي أن لأمنا من الحق علينا أنها سبقت هذه الأرض في حملنا. لذا أرجوكم، إن كان بين أحدكم وواحدة زعلاً، كأن تكون أمه أو أخته أو زوجة أخيه، فليذهب ويصالحها.

 

هكذا اريد كركوك

طالبة: كيف تود أن ترى مدينة كركوك بعد انتهاء عملكم كمحافظ لكركوك؟

 محافظ كركوك: أريد عندما أفتح باب منزلي والزقاق الذي أنا فيه نظيفاً، وأرى الاشجار في الشوارع والأرصفة كلها نظيفة، واريد عندما أذهب الى المجالس أن أرى كوردياً وتركمانياً وعربياً ومسيحياً يسيريون سوية، ويبتسمون ويحتفلون سوية. هذا الذي أتمناه، وأتمناه لأولادي وبناتي في كركوك.

*نحن نريد محافظاً قوياً، لا يهم من أي قومية كان، مثل عبدالكريم قاسم الذي رفع شعار "نفط العراق للعراقيين". نحن نطالب بنفط كركوك للكركوكيين.

محافظ كركوك: منذ أن جئنا، حاولت استقدام الكثير من الشركات الأجنبية إلى كركوك، وسأزف إليكم خبراً مفرحاً وهو أننا تقدمنا خطوات جيدة مع شركة (BP) في كركوك.سيعودون إلى كركوك، وعودتهم إلى كركوك ستكون بنية تحتية جيدة لمستقبل هذه المدينة والبنى التحتية النفطية في هذه المدينة والآبار النفطية. ثم سيكون لذلك مردود اقتصادي، كما تعلمون، وحركة جيدة في المدينة مع توظيف عدد كبير من الشباب. نحن في الإدارة أبدينا لهم الاستعداد لتكون خطواتنا جميعاً تسهم في تسهيل عودتهم والعمل في كركوك. وأعتقد أنهم سيأتون قريباً وسيكون ذلك موضع ارتياح للجميع.

 كمية انتاجهم ستكون قليلة ، تقارب 370 ألف برميل نفط. هي كمية قليلة وترتفع وتنخفض. ليس الإنتاج في المستوى المطلوب، وكان ينبغي أن يكون أكثر. دعني أقولها بأمانة، من المؤسف أن الحكومات المتتابعة، الحكومات الاتحادية، كانت مقصرة تجاه المؤسسات النفطية والغازية في كركوك ولم تولها الاهتمام اللازم. وكل البنية التحتية القائمة تعود إلى أيام النظام السابق، ولم يفعلوا غير أمور بسيطة. لكن لحسن الحظ، استطعنا تسهيل الأمور. وهناك الآن شركة أهلية تعمل على هدرجة البنزين في كركوك، وأعتقد أن المشروع سيكتمل خلال شهرين. أتصور أن العمل سيدشن مع دخولنا العام الجديد وسيحول 12 ألف برميل من مادة نفتا إلى بنزين عالي الأوكتان يومياً. وهذا أيضاً سيخلق فرص عمل لشبابنا كما سيؤمن مادة البنزين لكل المنطقة، كركوك والمدن المحيطة بها.

 

حول القطاع السياحي

*طالبة: حول القطاع السياحي. لدينا الكثير من المواقع مثل آلتون كوبري وقرةهنجير. المواقع مناسبة لكنها مهملة من الناحية السياحية. أود أن أعرف ماذا عند سيادتكم من برامج في هذا المجال؟ 

محافظ كركوك: بالطبع، الوضع موات في كركوك ليس فقط للسياحة الترفيهية إلى المواقع الطبيعية، بل بإمكاننا العمل على السياحة الدينية أيضاً. أحد الإخوة تحدث هناك عن القلعة. هل تعلمون أن قبر النبي دانيال موجود هناك؟ ذات مرة أخبرت صديقاً فقال مستغرباً: "كيف؟" قلت: "هو كذلك." هو مسؤول ولا أريد ذكر اسمه.

لدينا هذه الأمور في كركوك ونستطيع أن نستثمر كل هذا بصورة جيدة. للأسف، في كركوك، ليس هناك مكان تقصده العوائل للاستجمام. لهذا ومع مباشرتي مهامي، إن كان الكركوكيون مطلعين، أصدرت قرارين بإنشاء متنزهين كبيرين في كركوك، أحدهما في شمال كركوك والآخر في جنوب كركوك.

 قررت إنشاء متنزهين لا تقل مساحة الواحدة منهما عن 100 دونم من الأرض. أعدنا السيد هاوار من إيطاليا إلى هذه المدينة، والمسكين يلطم كل يوم ويقول: "ريبوار، أريد العودة"، لكننا نمنعه من العودة. فهو متخصص في الحدائق وأنشأ حدائق في إيطاليا حيث يقيم منذ 45 سنة، وهو كركوكي وأخٌ لأحد شهداء هذه المدينة الخالدين. أريد أن أبلغكم بأن الخطوات تتجه نحو خلق متنفسات للأهالي يريحون فيها، وخاصة العوائل والشباب. في هذه الأيام، مررت بمكان بالقرب من الجسر وكان معي صديقان. هناك مكان يسمى حديقة الرحاب إن كنتم تذكرون، فيه دولاب هواء أظن أنه متوقف منذ 45 سنة وقد أتى عليه الصدأ. وهناك أيضاً لعبة سفينة نوح، أظنها معطلة منذ 40 سنة وأتى عليها الصدأ أيضاً. وهناك أيضاً قاعة بناها أحدهم، لماذا بناها وهي خالية؟ لا شيء فيها. فاتصلت فوراً بمدير البلدية وطلبت منه حسم الموضوع، لأني أريد في الأيام المقبلة، أي في الأسبوع القادم، أخذ جرافات وتسويتها بالأرض لنحولها إلى حدائق فيها أشجار وأشياء جميلة تتنفس فيها العوائل. خطواتنا تمضي بهذا الاتجاه، ورغم افتقارنا إلى الدعم والتمويل المادي، فإنني واثق من أن نتائج أعمالنا ستظهر بعد فترة. وأتفق معك في أننا علينا أن ننشئ ما يجذب الناس إلى مدينتنا.

 

ملفات راكان الجبوري التي رفعناها في حينه كانت 21 ملفاً

بيستون عثمان: كان هناك سؤال عن راكان الجبوري، والملفات الاثني عشر، ولم تجب عليه؟ إن لم تكن تمانع، فلنبدأ بهذه الملفات الاثني عشر ثم ننتهي بأسئلة عبد الرحمن كنجو. 

محافظ كركوك: أولاً، ملفات راكان الجبوري التي رفعناها في حينه كانت 21 ملفاً. هو قال 14، لكنها لم تكن 14 بل 21 ملفاً. تم حسم قسم منها في المحكمة، وقسم آخر باقٍ حتى الآن، وأنا واثق في المحكمة وأنها ستبت فيها كما يجب. لم أتركها، ونحن نعمل ما علينا، وقبل أن نعيد أي ملف إلى المحكمة، يجب إجراء تحقيق إداري. وعندما ينتهي التحقيق الإداري عندي، يُرفع الملف إلى المحكمة. بعض هذه الملفات مرفوعة إلى المحكمة حالياً، وبقي أمر البت فيها في يد المحكمة.

بخصوص الأخ عبدالرحمن، أحد أسئلة عبدالرحمن كان عن الملعب الأولمبي الذي هو واحد من أحلام كل الشباب الرياضيين في كركوك وكل الشباب وكلنا في الواقع. في الحكومة الاتحادية يتابع هذا الملف ستة وزراء، أعتقد ستة أو خمسة وزراء إن لم أكن مخطئاً، وزراء شباب ورياضة، ولا يزال هذا الملعب لم يتم ترميمه. الملعب شُيّد في عهد النظام السابق، وما بقي على هؤلاء هو الترميم فقط وتأهيل الملعب. وللتاريخ، قام سيادة مام جلال رحمه الله بمنح 15 مليون دينار لكل عائلة من العوائل الثلاثمائة التي كانت تسكن في الملعب من أجل إجلائهم عنه ثم تأهيل الملعب لشباب كركوك. ومنذ أيام مام جلال وإلى الآن، يُؤجل الأمر من سنة لأخرى ولم يُحسم أمر الملعب.

أعدك، وسجل هذا الوعد أيضاً، في الشهر الخامس أو السادس، في نهاية الخامس أو نهاية السادس من 2025، سيفتتح الملعب على يد أخيك هذا، إن كنت لا أزال حياً. هذا أولاً، بالطبع عملت عليه ولهذا أتحدث بثقة هكذا. عقدت اجتماعات وذهبت إلى بغداد واجتمعت مع الوزير، وأنجزت كل الأمور، حتى أننا قمنا بتأمين سلفة للشركة التي كانت تعاني من مشكلة السلفة.

ثانياً، تحدثت عن الري. أيها الشباب، اذهبوا جميعاً وزوروا سد خاصة، سد خاصة تشاي، الواقع عند منطقة جيمن باتجاه كوجك. قمنا بمد شارع في عهدنا. في السابق كان على الكركوكيين أن يسيروا 20 دقيقة للوصول إلى السد، لكن الآن يمكن الوصول إلى السد في ست دقائق من شارع شوراو الحولي، ست دقائق بالسيارة. اذهبوا، افتتحت الشارع في هذه الأيام. اذهبوا وشاهدوا السد. فخامة عبداللطيف رشيد، رئيس جمهورية العراق، عندما كان وزير الموارد المائية، تم إنشاء السد في عهده، وهو مكان جميل. كل من شعر بالملل أو بحالة نفسية سيئة، ليذهب إلى هذا السد ويتأمل مياهه الجميلة. وسننشئ مشاريع جميلة هناك، أحد مشاريعنا يقع وراء السد وهو إنشاء غابة سنراها جميعاً إن شاء الله وإن مد الله في أعمارنا. هذا بالنسبة لموضوع المياه الذي تحدثتم عنه.

 أما عن المياه، فقد قمت بإعداد أفضل مشروع لمياه الشرب لحي (بنجة علي)، والذي سينفذ في الأيام القادمة ومدة العمل في المشروع سنة، وبعد السنة سننتهي من مشكلة مياه بنجة علي. وجميعكم يعرف عن معاناتهم. هناك مشروع آخر وعدوا به منذ 2007 أهالي كركوك، وهو مشروع ماء آلتون كوبري. وقد حملته بنفسي إلى السيد وزير الإسكان والإعمار، السيد بنكين، وهو يقوم الآن بدراسة المشروع وبحث متطلبات إدراجه، وآمل أن يُحال المشروع هذا في عهد هذا الوزير.

أما عن وضع البيت الكوردي. أنا أيضاً أود لو أن البيت الكوردي متماسك وجيد. لكن الذنب ليس ذنبي ولا ذنبك. نحن لا نتدخل، بل نكتفي بالعمل وتقديم الخدمات. أليس هذا أفضل؟


28/11/2024