نحن في عصر تتحمل فيها الدبلوماسية جانباً أساسياً من مسؤوليات
الارتقاء بالعلاقات وتطويرها
أكد فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد ضرورة تنشيط السياسة الخارجية وعلاقات العراق بمحيطه الإقليمي والدولي بالشكل الذي يواكب التطورات الحاصلة في العالم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها فخامته أثناء مشاركته، الأحد 24 تشرين الثاني 2024، في الاحتفالية التي أقامتها وزارة الخارجية على حدائق ساحة الاحتفالات ببغداد بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيسها.وفي ما يأتي نص الكلمة:
" بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من دواعي السعادة أن نكون هنا اليوم محتفلين ومهنئين بالعيد المئوي للوزارة.
أحر التهاني معالي الوزير، لكم ومن خلالكم إلى السادة وكلاء الوزارة وكادرها المتقدم وجميع منتسبيها بمختلف المستويات الوظيفية.
كانت جهودكم وجهود زملائكم ممن تحملوا المسؤولية بعد 2003 متميزة بكل ما تطلبته المسؤولية من إعادة بناء الوزارة واختصار الزمن من أجل النهوض بمهامها الدبلوماسية وذلك في ظروف بالغة التعقيد.
لقد نجحتم في ذلك وبما يحق لنا أن نقدّر الأدوار المهمة التي قامت بها الوزارة في تطوير الجهود الدبلوماسية التي ساعدت في تعزيز موقع العراق وتمتين علاقاته بمختلف الدول الصديقة وذلك بعد عقود من المشكلات وضعف العمل الدبلوماسي في الحقبة الدكتاتورية.
إننا في عصر تتحمل فيها العلاقات الدبلوماسية جانباً مهماً وأساسياً من مسؤوليات الارتقاء بالعلاقات وتطويرها بما يعمق الصلة بالدول الصديقة وبالحضور الفاعل في الأمم المتحدة ومنظماتها، وكلنا ثقة بإمكانات وزارة الخارجية من أجل الارتقاء بالحضور الدبلوماسي العراقي وبالتقدم في مختلف الميادين والعلاقات والعمل المشترك.
نستذكر هنا باعتزاز وتقدير الرواد الأوائل الذين أسهموا في صنع الدبلوماسية العراقية. لقد كانت جهودهم المهنية والوطنية عاملاً مهما في بناء الدولة العراقية وفي تنظيم صلتها بالمجتمع الدولي على أسس التعاون والمصالح المشتركة، فكانوا بهذا رواداً مؤسسين يستحقون منا الثناء والاحترام إزاء ما نهضوا به من مهمات ومسؤوليات للارتقاء بالوزارة التي نحتفل اليوم بعيدها المئوي.
وفي هذه المناسبة فإننا نحرص في جميع لقاءاتنا الدولية على توضيح صورة العراق الآمن والمستقر بعد نجاحه في تجاوز كافة التحديات التي كان آخرها احتلال تنظيم داعش الارهابي لمساحات واسعة من الأراضي العراقية وقبلها أعمال العنف بالإضافة إلى التحديات السياسية والاقتصادية لذلك ندعو وزارة الخارجية ومن خلالها جميع سفاراتنا في دول العالم لتوضيح الصورة الحقيقية والمشرقة للأوضاع في العراق وبما يشجع الدول والشركات العالمية الرصينة للعمل في العراق والمساهمة في عجلة التطور والازدهار المنشود.
كما نؤكد على أهمية السياسة الخارجية والعلاقات الدبلوماسية وضرورة تركيز وزارة الخارجية على تنشيط هذا الجانب بالشكل الذي يخدم العراق ويواكب تطورات المنطقة والعالم خصوصاً في هذه الظروف التي تهدد أمن وسلام المنطقة والعالم.
في هذا الإطار نشير باهتمام إلى ضرورة تحقيق الأمن والسلام وإيقاف الأعمال الإجرامية ضد مواطني غزة ولبنان. نؤكد أهمية السلام الدائم القائم على احترام حقوق الفلسطينيين في دولتهم وعلى كامل ترابهم الوطني. كما نؤكد وجوب إيقاف جريمة الحرب ضد لبنان واحترام سيادتها وأمنها وسلامها.
السيدات والسادة الحضور
في هذه المناسبة المئوية نبارك انعقاد المؤتمر الثامن للسفراء العراقيين الذي ستقيمه الوزارة، وهو محطة مهمة في مراجعة العمل الدبلوماسي وفي التخطيط وتطوير السياسات الدبلوماسية.
أمامكم وأمامنا جميعاً الكثير مما يمكن تطويره ويرتقي بالعمل الدبلوماسي. وكلنا استعداد للتعاون معا بما يذلل الصعاب ويطور التفاهم مع الدول الصديقة من أجل خلق بيئة إنسانية قائمة على التعاون البنّاء وضمان المصالح المشتركة ويرسخ الأمن والسلام في العالم.
أكرر تهانينا، متمنين مواصلة الجهود في البناء والتقدم.
وكل عام وأنتم بخير ونجاح وتقدم".
البعثات الدبلوماسية ينبغي أن تكون مرآة عاكسة لصورة العراق الحقيقية
من جهة ثانية و خلال استقبال فخامته في قصر بغداد، الإثنين 25 تشرين الثاني 2024 نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية السيد فؤاد حسين، والسادة وكلاء الوزارة، بالإضافة إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية العراقية في الخارجأكد فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، أن البعثات الدبلوماسية العراقية ينبغي أن تكون المرآة العاكسة لصورة العراق الحقيقية وما يشهده من تطور واستقرار في أعقاب تخطيه التحديات والمخاطر الأمنية التي واجهته، جدد السيد الرئيس في بداية اللقاء التهنئة بالذكرى المئوية لتأسيس وزارة الخارجية، وانعقاد مؤتمر السفراء الثامن، متمنيا أن تسهم توصياته في تميز مخرجات عمل الدبلوماسية العراقية مع الدول الشقيقة والصديقة.
وأضاف فخامة الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد أن المنطقة تشهد اليوم أوضاعاً معقدة تستوجب جهودا دبلوماسية للحفاظ على العلاقات السياسية الإيجابية مع دول المنطقة، واعتماد لغة الحوار والتفاهم، والعمل والتنسيق المشترك للحد من تصاعد التوترات والأزمات الدولية، وبما يسهم في ترسيخ السلم والأمن الدوليين.
وثمن رئيس الجمهورية الجهود التي تبذلها الوزارة من أجل الارتقاء بالعمل الدبلوماسي الذي أسهم في تعزيز علاقات العراق الخارجية، وخدمة أبناء الجالية العراقية في دول العالم المختلفة، مؤكدا أن رئاسة الجمهورية حريصة على دعم عمل البعثات الدبلوماسية العراقية وبما يسهم في تعزيز وتطوير جهودها.
من جانبه أثنى السيد وزير الخارجية على دعم فخامة رئيس الجمهورية المتواصل لعمل البعثات، وتذليل الصعوبات والمعوقات التي تواجهها.