×

  کل الاخبار

  تكليف رئيس “حكومة الإنقاذ” بتشكيل الحكومة الجديدة بعد سقوط الأسد



 

كلفت إدارة العمليات التابعة لهيئة تحرير الشام، الاثنين، محمد البشير رئيس حكومة “الإنقاذ” في إدلب، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية، بعد سقوط بشار الأسد.

وأمس الأحد، قال رئيس الوزراء  السوري،  محمد الجلالي، إنه اتفق مع  إدارة العمليات على أهمية  الحفاظ على المؤسسات الحكومية  ومحاولة إعادة   400 ألف موظف لأعمالهم.

وقال موقع قناة “الجزيرة” إن تكليف “البشير” جاء بعد اجتماع جرى بين زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، ومحمد البشير، ورئيس وزراء حكومة النظام السابق محمد الجلالي، الذي كُلف بتسيير أمور الحكومة لتحديد ترتيبات نقل السلطة.

ومحمد البشير من مواليد إدلب عام 1983، ويحمل شهادة الهندسة الكهربائية والإلكترونية من قسم الاتصالات في جامعة حلب (2007)، وشهادة الشريعة والحقوق من جامعة إدلب (2021).

وشغل سابقاً مدير شؤون الجمعيات ثم وزيراً للتنمية والشؤون الإنسانية في حكومة “الإنقاذ”، ثم رئيساً للحكومة نفسها.

 

كيف انتهى حكم الرئيس الفار بشار الأسد؟

واعلن  التلفزيون الرسمي السوري،صباح الأحد، سقوط نظام الرئيس الهارب بشار الأسد بعد دخول فصائل المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام” العاصمة دمشق دون مقاومة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين كبيرين في الجيش (لم تسمهما) بأن، بشار الأسد، غادر العاصمة على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة صباح الأحد.

وفي الـ 27 من تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، شنت “هيئة تحرير الشام” وفصائل متحالفة معها تحت مسمى “إدارة العمليات العسكرية” هجوماً مباغتاً على القوات الحكومية في حلب، وتمددت نحو المدن الأخرى لتعلن اليوم “سقوط النظام” في دمشق.

بداية “عهد جديد” لسوريا

وقالت إدارة العمليات العسكرية التي تقودها هيئة تحرير الشام في رسائل نشرتها عبر تطبيق تلغرام “الطاغية بشار الأسد هرب”، و”نعلن مدينة دمشق حرة”.

وأضافت أنه “بعد 50 عاماً من القهر تحت حكم البعث، و13 عاماً من الإجرام والطغيان والتهجير نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا”.

وطالبت قيادة الهيئة بعدم الاقتراب من المؤسسات الحكومية التي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق، محمد الجلالي، حتى يتم تسليمها رسمياً.

وكان الجلالي قال في كلمة مصورة بثها عبر حسابه على موقع فيسبوك، إنه سيبقى في منزله وسيواصل دعم جهود تصريف شؤون الدولة، مشيراً إلى استعداه لتسليم المؤسسات الى أي “قيادة” يختارها الشعب السوري.

كما اعتبرت جريدة “الوطن” المقربة من نظام الأسد أن سوريا على أعتاب “صفحة جديدة”.

واعترفت بأنها نشرت أخباراً غير صحيحة خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن الإعلاميين كانوا “فقط” ينفذون التعليمات بنشر المعلومات التي تصلهم.

وأضافت الجريدة، في بيان على صفحتها على “فيسبوك”، الأحد، إلى أن سوريا تقف على أعتاب “صفحة جديدة”، معربة عن امتنانها لتجنب المزيد من إراقة الدماء”.

 

أحداث استثنائية

قال البيت الأبيض، الأحد، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن وفريقه يراقبون “الأحداث الاستثنائية في سوريا”، ويتواصلون مع الشركاء الإقليميين.

وذكر  المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، شون سافيت، في منشور على منصة “إكس”، أن “الرئيس بايدن وفريقه يراقبون عن كثب الأحداث الاستثنائية في سوريا وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين”.

ووثقت تسجيلات مصورة نشرها سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي خلو القصر الجمهوري الواقع على جبل قاسيون بدمشق بشكل تام بعد فرار بشار الأسد من البلاد.

ولا تعرف الوجهة التي ذهب إليها بشار الأسد، وما تزال المعلومات متضاربة بشأن الآلية التي اتبعها للفرار من دمشق.

وكان بشار الأسد يقيم منذ تسلمه السلطة في القصر الجمهوري الواقع على جبل قاسيون، ويعتبر هذا القصر المقر الرسمي لرئيس الجمهورية السورية، ومركز إدارة شؤون الحكم في البلاد.

ويضاف اليوم اسم بشار الأسد إلى قائمة الديكتاتوريات في تاريخ سوريا والمنطقة، الذي حول البلاد على مدى السنوات الماضية إلى كومة من الخراب وأبناء البلد إلى نازحين ولاجئين.

ورغم هروبه من سوريا، فيما يواجه بشار الأسد مذكرة اعتقال فرنسية وملفات عديدة ينتظر السوريون تحقيق العدالة فيها، أبرزها ملف المعتقلين والمفقودين على مدى عقود من حكم الأسدين.

 

الأسد وسجن صيدنايا

حكم بشار الأسد سوريا 24 عاماً الذي تسلم الحكم عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد الذي حكم البلاد لمدة 30 عام بانقلاب عام 1970.

وشهد الأسد الابن خلال العقد الأخير من حكمه احتجاجات شعبية تحولت إلى أزمة كبيرة في البلاد قتل خلالها عشرات الآلاف من السوريين وتسبب نظامه باعتقال وتعذيب الآلاف في السجون.

و يرتبط اسم الأسدين عند السوريين بسجن صيدنايا سيء الصيت الذي يقع على تلة صغيرة عند بداية سهل صيدنايا، وهي بلدة جبلية تقع على بعد 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، (بالأسماء) مقتل واستشهاد 507567 شخص منذ انطلاقة الثورة السورية في 2011 من أصل ما لا يقل عن 617910 تأكد المرصد السوري من مقتلهم على مدار 13 عاماً.

وتأسس السجن الذي تقدر مساحته بـ1.4 كيلومتر مربع، في ثمانينيات القرن الماضي، وأطلقت عليه “منظمة العفو الدولية” قبل سنوات وصف “المسلخ البشري”، والسجن الذي “تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء”.

ويعتبر “صيدنايا” واحداً من “أكثر الأماكن سرية في العالم”، ولطالما بث اسمه “الرعب في قلوب السوريين”. وهؤلاء ارتبط ذكر هذا المكان عندهم بفقدان الأحبة وغيابهم، بينما حفر في ذاكرة المجتمع الكثير من الأسى، وفق “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”.

وبحسب الرابطة، “بين 2011 و2015 كانت الأوضاع بالسجن في غاية السوء، وتراجعت أعداد السجناء داخله بسبب عمليات التصفية”.

وأعدم فيه خلال 10 سنوات من 30 إلى 35 ألف معتقل، بشكل مباشر أو تحت التعذيب، أو بسبب قلة الرعاية الطبية والتجويع. وفق رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا.

وصباح الأحد، أعنت الفصائل دخول سجن صيدنايا وتحرير كافة المساجين بداخله، وهو سجن اشتهر بعمليات التعذيب والوحشية خلال سنوات حكم الأسدين على مدى 54 عاماً عاش خلاله السوريون عقوداً من القهر والظلم.


09/12/2024