×

  بحوث و دراسات

  لحظة واعدة وايضا محفوفة بالمخاطر وعدم اليقين



كلمة الرئيس الامريكي جو بايدن حول آخر التطورات في سوريا

8 كانون الأول/ديسمبر 2024

  

الرئيس: مساء الخير. الشرق الأوسط يشهد كثيرًا من الأحداث.

بعد مرور 13 عاما من الحرب الأهلية في سوريا وأكثر من نصف قرن من الحكم الاستبدادي الوحشي لبشار الأسد ووالده من قبله، أجبرت قوات المعارضة الأسد على التنحي عن منصبه والفرار من البلاد.

 لسنا متأكدين من مكان تواجده، ولكن هناك أنباء تقول إنه في موسكو.

أخيرًا، سقط نظام الأسد، لقد ارتكب هذا النظام فظائع وحشية وقام بتعذيب وقتل مئات الآلاف من السوريين الأبرياء.

إن أي سقوط لنظام الحكم هو عمل أساسي من أعمال العدالة. إنها لحظة واعدة تبشر بفرصة تاريخية للشعب السوري الذي طالت معاناته تتيح له بناء مستقبل أفضل لبلده الذي يفتخر ويعتز به.

كما أنها لحظة محفوفة بالمخاطر وعدم اليقين. وبينما ننتقل جميعًا إلى مسألة ما سيأتي بعد ذلك، ستعمل الولايات المتحدة مع شركائنا والأطراف المعنية في سوريا لمساعدتهم على اغتنام الفرصة لإدارة المخاطر.

كما تعلمون، على مدى سنوات عديدة من الزمن، كان الداعمون الرئيسيون للأسد هم إيران وحزب الله وروسيا. ولكن خلال الأسبوع الماضي، انهار دعمهم – ثلاثتهم – لأن ثلاثتهم اليوم أضعف بكثير مما كانوا عليه عندما توليتُ منصبي. ودعونا نتذكر السبب.

بعد أن اعتدت حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عندما كان رد معظم دول العالم على الاعتداء يعبر عن مدى الرعب، اختارت إيران ووكلاؤها شن حرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل. كان ذلك خطأً تاريخيًا من جانب إيران.

واليوم، بات الوكيل الإقليمي الرئيسي لإيران، حزب الله، في أضعف حال أيضا.

فقبل 12 يومًا فقط، تحدثتُ من حديقة الورود عن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان – وهو اتفاق لم يكن ممكنًا إلا لأن حزب الله قد تم إضعافه بشدة. وفي الوقت نفسه، تم إضعاف حماس بشدة أيضًا.

كما تم إضعاف قدرات إيران العسكرية. وحاولت إيران مرتين مهاجمة إسرائيل، وقامت الولايات المتحدة ببناء تحالف من الدول للدفاع عن إسرائيل مباشرة والمساعدة في دحر تلك الهجمات.

كل هذا جعل من الممكن لإيران وحزب الله الاستمرار في دعم – بل بالأحرى من غير الممكن لهما الاستمرار في دعم نظام الأسد.

وبالإضافة إلى ذلك، فشل الدعم الذي تقدمه روسيا للأسد أيضًا. وذلك لأن أوكرانيا، بدعم من حلفائنا الأميركيين، صمدت في وجه القوات الروسية الغازية وألحقت بالقوات الروسية أضرارًا جسيمة. وهذا ما جعل روسيا غير قادرة على حماية حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط.

(سعال.)  المعذرة، نزلة برد.

والنتيجة النهائية لكل هذا، ولأول مرة على الإطلاق، لم تستطع روسيا ولا إيران ولا حزب الله الدفاع عن هذا النظام البغيض في سوريا. وهذه نتيجة مباشرة للضربات التي وجهتها أوكرانيا وإسرائيل للدفاع عن نفسيهما بدعم غير منقطع من الولايات المتحدة.

وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، اتبعت إدارتي سياسة واضحة ومبدئية تجاه سوريا.:

أولا، أوضحنا منذ البداية أن العقوبات المفروضة على الأسد ستظل قائمة ما لم ينخرط بجدية في عملية سياسية لإنهاء الحرب الأهلية، كما هو موضح في قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في عام 2015. لكن الأسد رفض، لذا نفذنا برنامج عقوبات شامل ضده وضد جميع المسؤولين عن الفظائع التي ارتُكبت ضد الشعب السوري.

ثانيا، حافظنا على وجودنا العسكري في سوريا. إن حربنا ضد داعش – لمواجهة دعم الشركاء المحليين على الأرض – شركاؤهم – لم تتنازل أبدًا عن شبر واحد من الأرض، وقضينا على قادة داعش، وتأكدنا من عدم تمكن داعش من إنشاء ملاذ آمن هناك مرة أخرى.

ثالثا، دعمنا حرية إسرائيل في العمل ضد الشبكات الإيرانية في سوريا وضد الجهات الفاعلة المتحالفة مع إيران التي نقلت مساعدات فتاكة إلى لبنان، وعندما لزم الأمر، أمرنا باستخدام القوة العسكرية ضد الشبكات الإيرانية لحماية القوات الأميركية.

لقد أدى نهجنا إلى تحول ميزان القوى في الشرق الأوسط. ومن خلال هذا المزيج من الدعم لشركائنا، والعقوبات، والدبلوماسية، والقوة العسكرية الموجّهة عند الضرورة، نرى الآن فرصًا جديدة تنفتح أمام الشعب السوري والمنطقة بأسرها.

 

وبالنظر إلى المستقبل، ستقوم الولايات المتحدة بما يلي:

 أولا، سوف ندعم جيران سوريا – بما في ذلك الأردن ولبنان والعراق وإسرائيل – في حال ظهور أي تهديد من سوريا خلال هذه الفترة الانتقالية. وسوف أتحدث مع قادة المنطقة في الأيام القادمة.

وقد أجريتُ مناقشات مطولة مع جميع أعضاء فريقنا في وقت سابق من صباح هذا اليوم. وسأرسل مسؤولين كبارا من إدارتي إلى المنطقة أيضًا.

 

ثانيا، سنساعد على ضمان الاستقرار في شرق سوريا، وحماية أي أفراد – أفرادنا ضد أي تهديدات. وستظل مهمتنا ضد داعش قائمة، بما في ذلك تأمين مراكز الاحتجاز التي يُحتجز فيها مقاتلو داعش كسجناء.

نحن ندرك تمامًا حقيقة مفادها أن داعش سيحاول الاستفادة من أي فراغ لإعادة تأسيس قدراته وإنشاء ملاذ آمن. ونحن لن نسمح بحدوث ذلك.

في الواقع، لقد نفذت القوات الأميركية اليوم عشرات الضربات الجوية الدقيقة داخل سوريا استهدفت معسكرات داعش وعناصر داعش.

 

ثالثا، سنعمل مع جميع الجماعات السورية، بما في ذلك في إطار العملية التي تقودها الأمم المتحدة، لتأسيس عملية انتقالية بعيدًا عن نظام الأسد نحو سوريا مستقلة ذات سيادة – مستقلة – مستقلة – أريد أن أقولها مرة أخرى – ذات سيادة مع دستور جديد وحكومة جديدة تخدم جميع السوريين. وسوف يحدد هذه العملية الشعب السوري نفسه.

وستبذل الولايات المتحدة كل ما في وسعها لدعمهم، بما في ذلك من خلال الإغاثة الإنسانية، للمساعدة في استعادة سوريا بعد أكثر من عقد من الحرب والوحشية التي مارستها عائلة الأسد على مدى أجيال.

 

وأخيرًا، سنظل يقظين. ولا يراودنكم الشك في أن بعض الجماعات المتمردة التي أطاحت بالأسد لها سجلها الخاص من الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان. وقد لاحظنا تصريحات قادة هذه الجماعات المتمردة في الأيام الأخيرة. وهم يقولون الأشياء الصحيحة الآن، ولكن مع توليهم مسؤولية أكبر، سنقيّم ليس فقط أقوالهم، بل وأفعالهم أيضًا.

ونحن ندرك أن هناك أميركيين في سوريا، بمن فيهم أولئك الذين يقيمون هناك، فضلا عن أوستن تايس، الذي تم أسره منذ أكثر من 12 عامًا. ونحن ما زلنا ملتزمين بإعادته إلى عائلته.

وكما قلتُ، هذه لحظة محفوفة بالمخاطر والغموض، لكنني أعتقد أيضًا أنها أفضل فرصة منذ أجيال للسوريين لصياغة مستقبلهم بعيدًا عن أجواء المعارضة.

وهي أيضًا فرصة، رغم أنها بعيدة كل البعد عن اليقين، من أجل شرق أوسط أكثر أمنًا وازدهارًا، يكون فيه أصدقاؤنا آمنين، ويتم فيه احتواء أعدائنا. وسيكون إهدارًا لهذه الفرصة التاريخية إذا تم إسقاط طاغية واحد – فقط لنرى طاغية جديدًا ينهض مكانه. لذا، فإنه يتوجب الآن على جميع جماعات المعارضة التي تسعى إلى أن يكون لها دور في حكم سوريا أن تثبت التزامها بحقوق جميع السوريين، وسيادة القانون، وحماية الأقليات الدينية والعرقية.

لقد كانت الأيام القليلة الماضية تاريخية، وكما تعلمون، فإن الأيام المقبلة هي التي ستحدد مستقبل هذا البلد، ونحن نعتزم التعامل معها بقوة وحكمة وعزيمة.

أشكركم جزيل الشكر. بارك الله في أميركا. وحمى الله قواتنا.

شكرًا لكم.


12/12/2024