*المرصد/فريق الرصد والمتابعة
أعلن التلفزيون الرسمي السوري، صباح الأحد 8/12/2024 ، سقوط نظام الرئيس الهارب بشار الأسد بعد دخول فصائل المعارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام” العاصمة دمشق دون مقاومة.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين كبيرين في الجيش (لم تسمهما) بأن، بشار الأسد، غادر العاصمة على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة صباح الأحد.
من جهته قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الثلاثاء، إن موسكو نقلت بشار الأسد إلى روسيا بشكل “آمن للغاية”. ويوم الإثنين، قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قراراً بمنح الأسد حق اللجوء في روسيا.وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي لقناة “إن بي سي” الأميركية: “الأسد آمن وهذا يظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذا الموقف الاستثنائي”.
ولم يوضح المسؤول الروسي كيف تم نقل الأسد إلى موسكو.
وحول إذا ما ستقوم موسكو بتسليم الأسد للمحاكمة، قال سيرغي ريابكوف، إن بلاده ليست طرفاً في الاتفاقية التي أسست المحكمة الجنائية الدولية.
وفي الـ 27 من تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، شنت “هيئة تحرير الشام” وفصائل متحالفة معها تحت مسمى “إدارة العمليات العسكرية” هجوماً مباغتاً على القوات الحكومية في حلب، وتمددت نحو المدن الأخرى لتعلن اليوم “سقوط النظام” في دمشق.
بداية “عهد جديد” لسوريا؟
وقالت إدارة العمليات العسكرية التي تقودها هيئة تحرير الشام في رسائل نشرتها عبر تطبيق تلغرام “الطاغية بشار الأسد هرب”، و”نعلن مدينة دمشق حرة”.
وأضافت أنه “بعد 50 عاماً من القهر تحت حكم البعث، و13 عاماً من الإجرام والطغيان والتهجير نعلن اليوم نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا”.
وطالبت قيادة الهيئة بعدم الاقتراب من المؤسسات الحكومية التي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق، محمد الجلالي، حتى يتم تسليمها رسمياً.
وكان الجلالي قال في كلمة مصورة بثها عبر حسابه على موقع فيسبوك، إنه سيبقى في منزله وسيواصل دعم جهود تصريف شؤون الدولة، مشيراً إلى استعداه لتسليم المؤسسات الى أي “قيادة” يختارها الشعب السوري.
كما اعتبرت جريدة “الوطن” المقربة من نظام الأسد أن سوريا على أعتاب “صفحة جديدة”.
واعترفت بأنها نشرت أخباراً غير صحيحة خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن الإعلاميين كانوا “فقط” ينفذون التعليمات بنشر المعلومات التي تصلهم.
وأضافت الجريدة، في بيان على صفحتها على “فيسبوك”، الأحد، إلى أن سوريا تقف على أعتاب “صفحة جديدة”، معربة عن امتنانها لتجنب المزيد من إراقة الدماء”.
أحداث استثنائية
قال البيت الأبيض، الأحد، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن وفريقه يراقبون “الأحداث الاستثنائية في سوريا”، ويتواصلون مع الشركاء الإقليميين.
وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض، شون سافيت، في منشور على منصة “إكس”، أن “الرئيس بايدن وفريقه يراقبون عن كثب الأحداث الاستثنائية في سوريا وهم على اتصال دائم مع الشركاء الإقليميين”.
ووثقت تسجيلات مصورة نشرها سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي خلو القصر الجمهوري الواقع على جبل قاسيون بدمشق بشكل تام بعد فرار بشار الأسد من البلاد.
ويضاف اسم بشار الأسد إلى قائمة الديكتاتوريات في تاريخ سوريا والمنطقة، الذي حول البلاد على مدى السنوات الماضية إلى كومة من الخراب وأبناء البلد إلى نازحين ولاجئين.
ورغم هروبه من سوريا، فيما يواجه بشار الأسد مذكرة اعتقال فرنسية وملفات عديدة ينتظر السوريون تحقيق العدالة فيها، أبرزها ملف المعتقلين والمفقودين على مدى عقود من حكم الأسدين.
الأسد وسجن صيدنايا
وحكم بشار الأسد سوريا 24 عاماً الذي تسلم الحكم عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد الذي حكم البلاد لمدة 30 عام بانقلاب عام 1970.
وشهد الأسد الابن خلال العقد الأخير من حكمه احتجاجات شعبية تحولت إلى أزمة كبيرة في البلاد قتل خلالها عشرات الآلاف من السوريين وتسبب نظامه باعتقال وتعذيب الآلاف في السجون.
و يرتبط اسم الأسدين عند السوريين بسجن صيدنايا سيء الصيت الذي يقع على تلة صغيرة عند بداية سهل صيدنايا، وهي بلدة جبلية تقع على بعد 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، (بالأسماء) مقتل واستشهاد 507567 شخص منذ انطلاقة الثورة السورية في 2011 من أصل ما لا يقل عن 617910 تأكد المرصد السوري من مقتلهم على مدار 13 عاماً.
وتأسس السجن الذي تقدر مساحته بـ1.4 كيلومتر مربع، في ثمانينيات القرن الماضي، وأطلقت عليه “منظمة العفو الدولية” قبل سنوات وصف “المسلخ البشري”، والسجن الذي “تذبح فيه الدولة السورية شعبها بهدوء”.
ويعتبر “صيدنايا” واحداً من “أكثر الأماكن سرية في العالم”، ولطالما بث اسمه “الرعب في قلوب السوريين”. وهؤلاء ارتبط ذكر هذا المكان عندهم بفقدان الأحبة وغيابهم، بينما حفر في ذاكرة المجتمع الكثير من الأسى، وفق “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”.
وبحسب الرابطة، “بين 2011 و2015 كانت الأوضاع بالسجن في غاية السوء، وتراجعت أعداد السجناء داخله بسبب عمليات التصفية”.
وأعدم فيه خلال 10 سنوات من 30 إلى 35 ألف معتقل، بشكل مباشر أو تحت التعذيب، أو بسبب قلة الرعاية الطبية والتجويع. وفق رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا.
وصباح الأحد، أعنت الفصائل دخول سجن صيدنايا وتحرير كافة المساجين بداخله، وهو سجن اشتهر بعمليات التعذيب والوحشية خلال سنوات حكم الأسدين على مدى 54 عاماً عاش خلاله السوريون عقوداً من القهر والظلم.
محمد البشير رئيسا لحكومة الإنقاذ
وكلفت إدارة العمليات التابعة لهيئة تحرير الشام، الاثنين، محمد البشير رئيس حكومة “الإنقاذ” في إدلب، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية، بعد سقوط بشار الأسد.
ويوم الأحد، قال رئيس الوزراء السوري، محمد الجلالي، إنه اتفق مع إدارة العمليات على أهمية الحفاظ على المؤسسات الحكومية ومحاولة إعادة 400 ألف موظف لأعمالهم.
وقال موقع قناة “الجزيرة” إن تكليف “البشير” جاء بعد اجتماع جرى بين زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، ومحمد البشير، ورئيس وزراء حكومة النظام السابق محمد الجلالي، الذي كُلف بتسيير أمور الحكومة لتحديد ترتيبات نقل السلطة.
ومحمد البشير من مواليد إدلب عام 1983، ويحمل شهادة الهندسة الكهربائية والإلكترونية من قسم الاتصالات في جامعة حلب (2007)، وشهادة الشريعة والحقوق من جامعة إدلب (2021).
وشغل سابقاً مدير شؤون الجمعيات ثم وزيراً للتنمية والشؤون الإنسانية في حكومة “الإنقاذ”، ثم رئيساً للحكومة نفسها.
وفي حوار نشرته صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية الأربعاء كشف رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا، محمد البشير، أولويات حكومته التي ستستمر حتى مارس المقبل، وملامح سياستها الخارجية المرتقبة، داعيا ملايين السوريين في الخارج إلى العودة لوطنهم، وذلك بعد تكهنات أحاطت بالمشهد الضبابي لمستقبل البلاد وطبيعة القيادة الجديدة.وقال البشير ، أن المرحلة الجديدة ستشهد "ضمان حقوق جميع الطوائف" في البلاد، محددا أولويات حكومته بـ"إعادة الاستقرار والأمن، وإعادة ملايين المواطنين إلى البلاد، وبسط سلطة الدولة، وتوفير الخدمات الأساسية للسوريين".
وأشار إلى أن حكومته ترث "إدارة ضخمة مبتلاة بالفساد، حيث كان الناس يعيشون حياة سيئة"، مستطردا: "لا نمتلك إلا ليرات سورية لا تساوي إلا القليل أو لا شيء.. لا نمتلك احتياطيا نقديا أجنبيا، وبالتالي فإننا في وضع مالي سيء للغاية".
ودعا البشير أيضًا "كل السوريين في الخارج إلى العودة إلى بلادهم"، قائلا: "سوريا الآن بلد حر اكتسب عزته وكرامته".
واشنطن: أخيرا بات للشعب السوري مدعاة للأمل
بات للشعب السوري أخيرا مدعاة للأمل بعد 14 عاما من الصراع. لا شك في أن رفض نظام الأسد الانخراط في عملية سياسية ذات مصداقية منذ العام 2011 واعتماده على الدعم الوحشي من روسيا وإيران قد أديا إلى انهياره. وتدعم الولايات المتحدة بشدة انتقال السلطة بشكل سلمي إلى حكومة سورية خاضعة للمساءلة من خلال عملية شاملة بقيادة سورية.
وللشعب السوري في خلال هذه الفترة الانتقالية كامل الحق في المطالبة بالحفاظ على مؤسسات الدولة واستعادة الخدمات الأساسية وحماية المجتمعات المستضعفة.
سنراقب التطورات عن كثب فيما تتكشف ونتواصل مع شركائنا في المنطقة.
وسندعم أيضا الجهود الدولية الرامية إلى محاسبة نظام الأسد وداعميه على الفظائع والانتهاكات التي ارتكبوها بحق الشعب السوري، بما في ذلك استخدامهم للأسلحة الكيمياوية والاحتجاز الظالم لمدنيين أمثال أوستن تايس.
لقد اطلعنا على تصريحات قادة المتمردين في الأيام القليلة الماضية، ولكننا سنقيم أفعالهم أيضا بدون الاكتفاء بكلامهم فيما يتحملون مسؤوليات أكبر.
ونجدد دعوة كافة الجهات الفاعلة إلى احترام حقوق الإنسان واتخاذ كافة الاحتياطات لحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي.
أنتوني ج. بلينكن
وزير الخارجية الامريكي
8 كانون الأول/ديسمبر 2024
البنتاغون:نتواصل مع قوات سوريا الديمقراطية
الى ذلك قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعمل وتتواصل مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تواجه هجمات من المرتزقة التابعين لتركيا.
وفي حديثه للصحفيين في اليابان، قال إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب الوضع “الديناميكي للغاية” في سوريا.
وعندما سُئل عن التقارير التي تفيد بأنّ قوات سوريا الديمقراطية تعرضت لهجوم من قبل الجماعات المدعومة من تركيا، قال أوستن: “لقد عملنا جنبا إلى جنب مع قوات سوريا الديمقراطية لبعض الوقت وهذا العمل مستمر. لدينا علاقة جيدة معهم وأعتقد أن الأمر سيبقى على هذا النحو”.
وأكد أوستن مجدداً أن وضع القوة الأمريكية لم يتغير، وأنهم سيبقون على اتصال وثيق مع شركائهم في المنطقة مع استمرار تطور الوضع.
خريطة النفوذ داخل "سوريا الجديدة
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز خريطة النفوذ داخل "سوريا الجديدة" حيث تتسابق القوى العظمى على السيطرة على أراضيها نظرا لموقعها الاستراتيجى الممتد من البحر المتوسط إلى نهر الفرات وما بعده.
ووفقا لنيويورك تايمز، فعلى مدار الحرب الأهلية السورية التى استمرت نحو 13 عامًا دعمت إيران وروسيا نظام الرئيس السورى بشار الأسد، بينما دعمت الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى مجموعات من فصائل المعارضة المسلحة.
قلق تركي
وأشار التقرير، إلى وجود مصدرين رئيسيين للقلق فى تركيا، هما قضية اللاجئين والأكراد الذين يعيش عدد كبير منهم فى شمالى شرق سوريا، حيث تقول أنقرة إنهم مرتبطين بجماعات انفصالية كردية فى تركيا، وتستضيف تركيا 4 ملايين لاجئ سورى وترغب الان فى اعادتهم إلى بلادهم بعد سقوط الأسد.
ومع سيطرة هيئة تحرير الشام على دمشق فى الأيام الأخيرة، اندلع قتال بين الجيش الوطنى السورى والأكراد فى شمال شرق سوريا، خاصة حول مدينة منبج، وهى مدينة يسيطر عليها الأكراد بالقرب من الحدود مع تركيا.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن تركيا الآن هى القوة الأجنبية الأكثر نفوذًا على الفصائل المسلحة ما يتيح لها تحقيق أهدافها، مثل شن مزيد من الهجمات ضد الأكراد السوريين، وإعادة اللاجئين إلى سوريا.
أطماع إسرائيلية
وخلال ساعات من سقوط نظام الأسد، حركت إسرائيل قواتها إلى الجولان وتجاوزت المنطقة منزوعة السلاح لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام 1973 كما استهدفت مخازن قالت إنها تحوى أسلحة كيميائية ومواقع دفاع جوى وصواريخ داخل سوريا.
وفى عهد بشار الأسد، شنت إسرائيل بانتظام ضربات جوية ضد مخازن أسلحة ومواقع تابعة لإيران وحزب الله اللبنانى فى سوريا، وفى أبريل الماضى، قصفت طائرات حربية يشتبه بأنها إسرائيلية السفارة الإيرانية فى دمشق، ما أدى إلى سقوط مسؤولين إيرانيين كبار.
ارتباك إيرانى وقلق روسي
ومع فرار الأسد من سوريا، تتوقع نيويورك تايمز أن إيران ستفقد جزءًا كبيرًا من نفوذها العسكرى فى لبنان وسوريا، وأن آمالها فى تشكيل "محور مقاومة" يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط تلاشت، على الأقل فى الوقت الحاضر، وقالت الصحيفة أن ايران أرسلت مستشارين عسكريين لدعم نظام الأسد أثناء الحرب.
وعن روسيا، قالت الصحيفة أن الكرملين ربما يفقد جزءًا كبيرًا من نفوذه فى سوريا مع انهيار نظام الأسد، ومع ذلك، يرى محللون أن روسيا ستحاول على الأرجح الحفاظ على قاعدتها فى طرطوس، التى تمثل الميناء الوحيد لأسطولها فى البحر الأسود على البحر الأبيض المتوسط.
وخلال الحرب السورية، أولت روسيا اهتمامًا كبيرًا بالحفاظ على حليفها فى السلطة كما اعتبرت الرئيس السورى حاجزًا أمام داعش وتنظيم القاعدة، وقالت الصحيفة أن روسيا باعت الأسلحة لحكومة الأسد، ونشرت مقاتلين من مجموعة فاجنر، ووسعت قاعدتها البحرية فى طرطوس بسوريا، كما افتتحت قاعدة جوية بالقرب من دمشق.
ترقب أمريكى.. ومخاوف من عودة داعش
ووفقًا للصحيفة، لم تكن العلاقات الامريكية-السورية ودية، حيث قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا فى عام 1967 وأدرجت سوريا على قائمة "الدول الراعية للإرهاب" فى 1979، ويكمن الاهتمام الرئيسى للولايات المتحدة فى سوريا حاليًا فى القضاء على "داعش"، الذى لا يزال يحتفظ بوجوده فى أجزاء من شمال شرق، ووسط البلاد.
وفى عام 2019، خلال الولاية الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترامب، سحبت الولايات المتحدة معظم قواتها من سوريا، لكن نحو 1000 جندى من القوات الخاصة ما زالوا متمركزين فى البلاد، حيث يعملون بشكل وثيق مع القوات الكردية السورية التى دربتها الولايات المتحدة.
وقال الرئيس جو بايدن المنتهية ولايته أن الجيش الأمريكى يشن غارات جوية فى سوريا لمنع "داعش" من إعادة تشكيل نفسه فى الفراغ الأمنى، الذى خلفه الإطاحة ببشار الأسد.
احتمالات اندلاع حربًا أهلية أكثر شراسة
وتوضح خريطة نشرتها صحيفة وول ستريت الأمريكية من يسيطر على أى منطقة فى سوريا بعد سقوط نظام الأسد، المناطق الملونة بأخضر فاتح تقع تحت سيطرة جبهة تحرير الشام، والمناطق بالأخضر المتوسط تحت سيطرة الميلشيات المدعومة من تركيا، والملونة بالأصفر تسيطر عليها الجماعات المدعومة من أمريكا، بينما تعبر مناطق اللون الأبيض المخطط عن تلك التى فقدها نظام الأسد.
وتشير خريطة انتشار القوى والجماعات المسلحة فى الداخل السورى حالة من القلق لدى مراقبين، بشكل تتزايد معه احتمالات اندلاع حربًا أهلية أكثر شراسة من سنوات الفوضى التى عاشها السوريين بالفعل.
وقالت الصحيفة الامريكية أن المناطق الملونة بالاسود لازالت ضمن المناطق المتنازع عليها بين الجيش الحر وقوات سوريا الديمقراطية، والتى بالأخضر الغامق مجموعات اخرى، وأخيرا المناطق الملونة بالأبيض أقصى اليسار تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
بعد سنوات من الاحتجاز خلف خطوط المواجهة المتجمدة، شن المتمردون تقدمًا خاطفًا، بلغ ذروته بإسقاط الرئيس والاستيلاء على العاصمة فى نهاية الأسبوع وبعد الاستيلاء على حلب، ثانى أكبر مدينة فى سوريا، فى نهاية نوفمبر واصلت الجماعات المسلحة هجومهم جنوبًا للسيطرة على مدينة حماة يوم الخميس الماضي.
واستمر التقدم بوتيرة سريعة، حيث سقطت حمص، ثالث أكبر مدينة فى سوريا، يوم السبت قبل وقت قصير من فقدان القوات الحكومية أيضًا السيطرة على العاصمة.
بلومبيرغ: روسيا أقنعت الأسد بمغادرة سوريا
هذا وبعد تسارع تقدم المعارضة السورية نحو دمشق وانهيار جيش النظام، تدخلت روسيا لإنقاذ حليفها بشار الأسد بعدما أيقنت أنه فقد السيطرة على البلاد.وبحسب وكالة بلومبيرغ، فقد عرضت موسكو على الأسد وعائلته ممرًا آمنًا للفرار، ونظمت الاستخبارات الروسية عملية هروبه، ما أدى إلى إنهاء حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من خمسين عامًا، وجنبته مصيرا مشابها لمصير القذافي أو صدام حسين.
وجاء في تقرير بلومبيرغ، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يطالب بمعرفة سبب عدم اكتشاف جهاز الاستخبارات الروسي للتهديد المتزايد لحكم الأسد حتى فات الأوان، وفقًا لما قاله شخص مقرب من الكرملين على دراية بالوضع.وأقنعت روسيا الأسد بأنه سيخسر المعركة ضد المعارضة بقيادة فرع القاعدة السابق هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع المعروف بـ"أبي محمد الجولاني" وعرضت عليه وعلى عائلته ممرًا آمنًا إذا غادر على الفور، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الوضع.
وقال شخصان إن عملاء المخابرات الروسية نظموا الهروب، ونقلوا الأسد جواً عبر القاعدة الروسية الجوية في سوريا. وقال أحدهما إن جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة كان مغلقا لتجنب تعقب مسارها.
ونقل الموقع عن رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات ومقره موسكو، رسلان بوخوف، قوله: "كان هذا بمثابة السيطرة على الأضرار، ومن المنطقي جدًا أن تطلب روسيا من الأسد الاستسلام لأنها تريد تجنب حمام دم".
أول تعليق رسمي لإيران بعد سقوط حليفها الأسد
في أول تعليق رسمي لإيران بعد سقوط نظام بشار الأسد، دعت طهران إلى إنهاء الصراعات العسكرية والبدء بحوار وطني بمشاركة الجميع.وقال بيان للخارجية الإيرانية، الأحد، إن طهران تدعو إلى "إنهاء الصراعات العسكرية على الفور ومنع الأعمال الإرهابية وبدء حوار وطني بمشاركة جميع فئات المجتمع السوري".
وأضافت أنها "لن تدخر جهدا في المساعدة على إرساء الأمن والاستقرار في سوريا"، وأنها "ستواصل مشاوراتها مع كافة الأطراف المؤثرة وخاصة في المنطقة."
وقالت طهران، التي كانت حليفة الأسد في قمع شعبه على مدى سنوات، إنها مستمرة في دعم الآليات الدولية وخاصة قرار مجلس الأمن 2254 لمواصلة العملية السياسية في سوريا.وتوقعت أن تستمر "العلاقات الطويلة الأمد والودية بين الشعبين الإيراني والسوري على أساس اتباع نهج حكيم وبعيد النظر من البلدين."
واعتبرت أن مستقبل سوريا والقرارات بشأن مصيرها يقع على عاتق الشعب السوري وحده، وأنها "تحترم وحدة سوريا وسيادتها الوطنية".
رسالة الفاتيكان لقيادة الحكم الجديد في سوريا
ووجه بابا الفاتيكان فرنسيس الثاني، الأربعاء، رسالة إلى قيادة الحكم الجديدة في سوريا بعد إسقاطهم الرئيس المخلوع بشار الأسد، دعاهم من خلالها إلى “تحقيق الاستقرار في البلاد والحكم بطريقة تعزز الوحدة الوطنية”.
وجاءت دعوة بابا الفاتيكان هذه خلال عظته الأسبوعية في الفاتيكان، والتي قال فيها “آمل أن يجدوا حلولا سياسية تعزز الاستقرار والوحدة في سوريا على نحو مسؤول ودون صراعات أو انقسامات أخرى”.
ودعا أيضا الجماعات الدينية المتنوعة في البلاد إلى “السير معا بود واحترام متبادل من أجل خير الأمة”.
إحراق ضريح حافظ الأسد
الى ذلك أظهرت صور ومقاطع فيديو، الأربعاء، احتراق ضريح الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد في مسقط رأسه القرداحة بمحافظة اللاذقية.وبالتزامن مه عملية الإحراق، كان مسلحون معارضون وشبان يتجولون داخل الضريح، حيث دفن بعد وفاته عام 2000.
وأظهرت صور ألسنة النيران تتصاعد من مجسّم قبر قبل تدميره.وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أحرق مسلحون من فصائل معارضة الضريح بعد أيام على سقوط الرئيس بشار الأسد الذي خلف والده في الحكم.
وحسب ما أضاف المرصد فقد اعتدى مسلحون، ينتحلون صفة أمنية، على المواطنين وممتلكاتهم في مسقط رأس رئيس النظام السابق.