حوار مع وزير شؤون البيشمركه في حكومة اقليم كوردستان
أكد وزير شؤون البيشمركه في حكومة اقليم كوردستان، أن قوات البيشمركه كان لها دور مهم في هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وقدم تضحيات جساما في مواجهاتها مع الارهابيين، حيث قدمت أكثر من 2000 شهيد و10 آلاف جريح.
وفي مقابلة أجراها معه مانيش راي، المحلل الجيوسياسي لشؤون الشرق الأوسط، بمقر وزارة البيشمركه في أربيل، والمنشورة في الموقعين الألكترونيين The Insight International و PUKMEDIA، يقول شورش إسماعيل وزير شؤون البيشمركه: "لم تعد هناك عقبات كبيرة أمام توحيد قوات البيشمركه، وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تدعم العملية، كما هنالك مذكرة تفاهم بين الحزبين الحاكمين في كوردستان، الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، لتوحيد قوات البيشمركه بحلول نهاية العام 2026".
أكثر من ألفي شهيد و10 آلاف جريح
وتحدث وزير البيشمركه خلال المقابلة عن مخاطر عودة ظهور داعش في سياق التطورات في سوريا، والإصلاحات المخطط لها في وزارة البيشمركة، والتوقعات من الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وعن دور قوات البيشمركه في هزيمة تنظيم داعش، قال شورش إسماعيل: "لفهم الدور الذي تلعبه البيشمركة في مكافحة الإرهاب، يتعين علينا التعمق في ماضي هذه القوة. تاريخيًا، قاتلت قوات البيشمركة، من أجل إنقاذ الشعب والمنطقة، ضد نظام صدام حسين البعثي الوحشي وجماعات إرهابية أخرى، لذا، عندما ظهر داعش كتهديد كبير في عام 2014، كانت لدينا بالفعل الخبرة للتعامل مع مثل هذه القوة، واجهنا داعش بكل قوتنا، وفي الوقت نفسه، قدمنا أيضًا الكثير من التضحيات، حيث قدمنا أكثر من 2000 شهيد و10000 جريح في القتال ضد داعش. ولكن بالاستناد الى خبرتنا وتصميمنا، تمكنا من هزيمة داعش ووقف توسع هذه الجماعة الإرهابية".
داعش مازال التهديد الأبرز لاستقرار المنطقة
وحول احتمال ظهور مخاطر التنظيم الارهابي من جديد، أوضح وزير البيشمركه، قائلا: "التهديد الذي يشكله داعش لم ينته بعد، وتظل هذه الجماعة المتطرفة التهديد الأبرز لاستقرار وسلام المنطقة"، مؤكدا "لقد تغيرت تكتيكاتهم القتالية، لايزال تنظيم داعش ينفذ عملياته من خلال خلاياه بشكل متكرر للغاية، وحتى بعد خسارة الأراضي الواسعة التي كان يسيطر عليها غي الماضي، فإننا نلاحظ أنشطة عسكرية عالية جدًا من داعش. وبما أن أيديولوجية التنظيم لا تزال حاضرة بقوة، فلاشك لديه القدرة على الظهور مرة أخرى كتهديد كبير، كما من الممكن أن تساعد التطورات الأخيرة في سوريا في خلق ظروف مؤاتية لداعش لتقوية نفسه".
ماضون في توحيد البيشمركه والإصلاحات بدعم التحالف الدولي
وبشأن توحيد قوات بيشمركه كوردستان، أكد شورش إسماعيل أنه "لم يتبق عائق يذكر بهذا الشأن، حيث تستمر عملية توحيد جميع وحدات البيشمركة، ونحن نتلقى الدعم بهذا الصدد من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، كما هنالك مذكرة تفاهم بين الحزبين الرئيسين الحاكمين في الاقليم، الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، لتوحيد قوات البيشمركة بحلول نهاية العام 2026".
وفيما يخص سير عملية الاصلاح والتطوير لقوات البيشمركه، والمشكلات التي تواجه هذه العملية، قال: "لقد أخذنا هذه الإصلاحات على محمل الجد. تم إنشاء مديرية مستقلة تحت إشراف وزارة شؤون البيشمركة، والتي تشرف على 35 نقطة من الإصلاحات المخطط لها، والأولوية في هذه الشأن لبعض المجالات المهمة، مثل إنشاء سلسلة قيادة شفافة والتدريب والخدمات اللوجستية، في عملية التحديث، ونحن نتلقى الدعم المستمر في هذا المجال من الولايات المتحدة والدول الأخرى ضمن التحالف الدولي".
تسليح قوات البيشمركه
وأشار وزير شؤون البيشمركه، الى أن "الحكومة الاتحادية تمنعنا من شراء الأسلحة الثقيلة والمتطورة، ولاتوفر حتى الذخيرة للأسلحة التي نمتلكها، ونستغرب هذا السلوك من قبل الحكومة الاتحادية ، حيث ان قوات البيشمركة ساهمت أيضا في مواجهة أي تهديد يواجه العراق، لقد دافعت قواتنا عن اقليم كردستان والعراق ونحن نتوقع المزيد من التعاون من قبل السلطات العراقية"، مضيفا "نحن نمتلك بالفعل بعض الاسلحة الثقيلة وفي الماضي لم تعارض الحكومة العراقية ذلك، ولكن مؤخرا احتج البعض على نقل الاسلحة الى قوات البيشمركة من قبل الولايات المتحدة، ونعتقد أن الأحكام المسبقة والتفكير الضيق هي التي تساهم في بروز مثل هذه الاحتجاجات".
وشدد على أن "هناك حملة تضليل بأن امتلاك قوات البيشمركة للاسلحة الثقيلة يمكن ان يشكل تهديدا للجيش العراقي، ولكن الحقيقة هي أن البيشمركة لم تشكل تهديدا لأحد قط، كما يجب ألا ننسى أنه عندما لم يتمكن الجيش العراقي من محاربة داعش وهرب، كنا القوة الوحيدة التي دافعت عن الأراضي العراقية وأنقذت المدنيين، لذا أؤكد هنا قوة البيشمركه هي في مصلحة العراق ككل".
إشراك الاقليم في الاتفاقات الثنائية
وبشأن تأمين احتياجات قوات البيشمركه، قال شورش إسماعيل: "في أي اتفاقية تبرم من قبل الدول العضو في التحالف الدولي مع الحكومة الاتحادية، يجب أن نكون جزءاً من مثل هذه الاتفاقيات، نحن نلعب دوراً أساسياً في مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة، لا أقول ينبغي أن نكون طرفاً ثالثاً في هذه الاتفاقيات، ولكن يجب مراعاة أن حكومة إقليم كردستان، وفقاً للدستور، هي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في العراق، وبالتالي ينبغي أن نكون جزءاً من أي اتفاقية متعلقة بجهود مكافحة الإرهاب".
وعما إذا كانت سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة ستؤثر في المنطقة وخاصة في كوردستان، أم لا، قال وزير البيشمركه: "لا نستطيع الجزم ما إذا كانت سياسات الإدارة الأميركية الجديدة ستتغير أم لا. لكن المسؤولين الذين تم اختيارهم للعمل في الإدارة الجديدة -جميعهم تقريباً - كانت لديهم وجهات نظر إيجابية بخصوص إقليم كوردستان والبشمركة في الماضي، ونحن نعتقد أن السياسات في الولايات المتحدة يتم إقرارها على المستوى المؤسساتي بعد الأخذ في الاعتبار الوقائع على الأرض".