×

  تركيا و الملف الکردي

  ترحيب تركي بنداء أوجلان و إردوغان: «فرصة تاريخية»



 

*المرصد/فريق الرصد والمتابعة

رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الجمعة أن دعوة مؤسس حزب العمال الكردستاني في تركيا عبد الله أوجلان إلى حله، ومسلحي المجموعات إلى إلقاء السلاح والانتقال إلى العمل السياسي، تشكل "فرصة تاريخية".

وقال الرئيس التركي خلال مشاركته بإحدى الفعاليات في إسطنبول "لدينا فرصة تاريخية للتقدم نحو هدف تدمير جدار الإرهاب".

وأكد أردوغان أن تركيا "ستراقب عن كثب" لضمان أن تصل المحادثات لإنهاء التمرد إلى "نهاية ناجحة"، محذراً من أي "استفزازات".

وأضاف "عندما يتم إزالة ضغط الإرهاب والسلاح فإن مساحة السياسة في الديمقراطية سوف تتسع بشكل طبيعي".

 

لن يغفر لأي شخص يعرقل هذه العملية

وتابع "لن يغفر أي عضو في هذه الأمة، سواء كان تركياً أو كردياً، لأي شخص يعرقل هذه العملية من خلال خطابات أو أفعال غامضة، كما حدث في الماضي". وأضاف أردوغان: "واجبنا الأساسي تجاه شعبنا إرساء وتعزيز مناخ حاضن وجامع في بلدنا لا يشعر أحد فيه بالإقصاء"، معتبراً أن لدى تركيا "فرصة لاتخاذ خطوة تاريخية نحو هدف هدم جدار الإرهاب الذي بُني بين أخوّتنا التي يمتد تاريخها إلى ألف عام".

وقال أردوغان إن تركيا "ستتابع عن كثب" للتأكد من أن المحادثات لإنهاء التمرد "تصل إلى نهاية ناجحة"، محذرا من أي "استفزازات".

وأضاف أردوغان "عندما يتم القضاء على ضغط الإرهاب والسلاح فإن مساحة السياسة في الديمقراطية ستتوسع بشكل طبيعي".

 

 

الدعوة ستعزز طموحات الحكومة في "تركيا

من جانبه، قال حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يوم الجمعة إن جميع المسلحين الكرد في العراق وسورية، بما في ذلك "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المتحالفة مع الولايات المتحدة، يجب أن يلقوا أسلحتهم بعد الدعوة التي وجهها أوجلان للتخلي عن السلاح.

ولم يصدر بعد رد من قيادة حزب العمال الكردستاني، لكن وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود "قسد"، والتي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني، قالت إن رسالة أوجلان لا تنطبق عليها.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك للصحافيين في إسطنبول إن الدعوة ستعزز طموحات الحكومة في "تركيا بلا إرهاب" إذا جرى الاستجابة لها، لكنه أضاف أنه لن يكون هناك تفاوض أو مساومة مع حزب العمال الكردستاني. وأوضح "بغض النظر عن الاسم الذي تستخدمه، يجب على المنظمة الإرهابية أن تلقي سلاحها، إلى جانب جميع عناصرها وامتداداتها في العراق وسورية".

 

أول تعليق من القصر الرئاسي

في أول تعليق من القصر الرئاسي التركي على دعوة عبد الله أوجلان لتنظيم العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح وتفكيك نفسه، نشر كبير مستشاري أردوغان، محمد أوتشوم، تغريدة عبر حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي ذكر خلالها أن دعوة أوجلان كانت متوافقة مع المحتوى والإطار الذي رسمته مبادرة السلطة التركية التي كشف عنها بهجلي وأردوغان منذ البداية.

وأكد أوتشوم أن دعوة أوجلان أوضحت أنه لم يعد هناك مشكلة هوية ولم يكن هناك شعبين ولا لغتين رسميتين ولا جنسيتين ولا طلب حكم ذاتي ولا حكم فيدرالي بل أنها دافعت عن الدولة الموحدة.

وذكر أوتشوم أن دعوة أوجلان أكدت أن المشكلة الكردية المرتكزة في تركيا على الإنكار والرد قد تم حلها وأن القضية المحورية هى الديمقراطية والاندماج مع الدولة والمجتمع وتطوير الديمقراطية قائلا: “تم الحديث بلغة حاسمة عن إلقاء جميع الجماعات لسلاحها وتفكيك التنظيم لنفسه. هذا يعني الدخول إلى طريق انتهاء الأزمة الكردية الخارجية وهى المشروع الاستعماري الذي فُرض على تركيا عبر الإرهاب ويهدف لتقسيم تركيا. وعندما يتم تصفية الإرهاب كليا سينتهى هذا أيضا وتم إعلان هذه النقطة”.

وأوضح أوتشوم أن مدى تنفيذ هذه الدعوة أصبح قضية عملية وسيتحمل العواقب الممتنعين عن تنفيذ الدعوة قائلا: “قبل توجيه هذه الدعوة، كان من الواضح مدى الاستفزاز الكبير الذي مارسه أولئك الذين حاولوا تخريب وتسميم الدعوة والعهد الجديد عبر مختلف الأساليب. لم يستطيعوا النجاح في هذا ولن يستطيعوا بعد الآن. قيل إنها ستكون دعوة بدون شروط وبدون مساومات وهذا ما حدث بالفعل”.

وواصل أوتشوم حديثه قائلا: “تركيا تبدأ عصرًا جديدًا وباتت مهمة الجميع حماية استقلال تركيا ووحدتها الجغرافية والسياسية تماما مثلما أن تطوير الديمقراطية وتعزيزها طلب ومسؤولية الجميع. لم يعد هناك أي حجة لإقصاء أحد وإبعاد أي طرف. جميعنا تركيا وعلينا إظهار هذا في جميع المجالات كقوة مؤلفة من 86 مليون نسمة”.

 

خطوات فورية نحو التحول الديمقراطي

في الأثناء، قال نائب كبير في حزب "المساواة والديمقراطية للشعوب" التركي المؤيد للكرد يوم الجمعة إن الحزب يريد خطوات فورية نحو التحول الديمقراطي من حكومة الرئيس أردوغان بعد دعوة السلام التي أطلقها أوجلان. وقد تؤدي الدعوة التي أطلقها أوجلان أمس الخميس لحزب العمال الكردستاني لنزع سلاحه وحل نفسه إلى إنهاء صراع مستمر منذ 40 عاماً مع الدولة التركية، وقد تكون لها آثار سياسية وأمنية بعيدة المدى على المنطقة.

 

على الحكومة تحمل المسؤولية والتحلي بالشجاعة

وقام زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال بزيارة زعيم حزب الرفاه الجديد، فاتح أربكان، وبعد الزيارة أدلى أوزال بتصريح بشأن الدعوة التاريخية التي وجهها القائد آبو.

وأكد أوزال انه لا يمكن حل القضية الكردية بمقولة ”لا توجد قضية كردية“، وأردف قائلاً: "من أجل حل هذه القضية، من الضروري للغاية إجراء دراسة على أرضية البرلمان لا يُستثنى منها أي حزب، ويتم تمثيل جميع الأوساط الاجتماعية فيها، ولا بدَّ من القيام بذلك حتماً، حيث إن بداية هذا العمل ونهايته هي الديمقراطية، ومواطنو الجمهورية التركية يعرفون ويميزون ما هو على أرض الواقع، ولا أرى أنه من الصواب أن يستهزئ الحزب الحاكم ورئيس الجمهورية بعقول الشعب في عام 2025، وإذا كنتم ستقومون بعمل ما، فحينها ستتحملون مسؤوليته، وستظهرون شجاعتكم في هذا الصدد، فالشعب قد منحكم هذا الوظيفة والتفويض".

وأشار أوزال إلى أنهم لن يتنصلوا من واجباتهم فيما يتعلق بالعملية الجديدة، وأعرب عن ردة فعله إزاء العيلة الجديدة قائلاً: ”إن مواقع الفاعلين واضحة، ومن المفترض أن موقف شخص واحد غير واضح، إنه يعرف كل شيء، لكنه يتظاهر بأنه أصمّ عندما لا يناسبه الأمر ولا يتماشى معه،  فقد بات الإخلاص أمراً لا بد منه الآن، والجميع يعرف في أي طرف تشغل مكانك في هذه العملية، أنت في صلب مركزها تماماً، ويجب أن تكونوا صادقين وواضحين، ولا يظن أحد بأنه يخدع الآخر، ولا ينبغي لأردوغان وضع عبء كل المخاطر على ظهر شريكه مثل الجبناء، والسعي خلف مصالحه السياسية، فليكن واضحاً وشجاعاً. 

وإذا كان ذلك من أجل خير بلادنا، وإيقاف إراقة الدماء، وإذا كان من أجل رسم الابتسامة على وجوه الناس، ومن أجل ألا تبكي الأمهات، وإذا كان من أجل إحلال السلام، وإذا كان من أجل أن يتخلص مواطنونا الكرد من هذه المشاكل، وإذا كان من أجل أن يشعروا بأنهم مواطنون على قدم المساواة في هذا البلد، فحينها، نحن أيضاً معه".


02/03/2025