×

  رؤى حول العراق

  حان الوقت لإيقاف الفشل والتخبط في العلاقات الخارجية



*حسن الكوفي

 

من الواضح ان جيش المستشارين لم ينجح في افهام رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني معنى الزيارات والاجتماعات السرية، او ان السوداني نفسه عاجز عن الفهم ولا يدرك ان الاجتماعات السرية هي أيضا اجتماعات رسمية يتم التهيئة لها عبر القنوات الرسمية وتكون "السرية" نفسها موضوعا مبدئيا للتفاهم والاتفاق حتى لا يخطيء أحد الاطراف ويعلن ما لا يجب الإعلان عنه، وهو ما حدث في زيارة السوداني الى قطر واجتماعه بالرئيس السوري.

سبق للسوداني ان قام بزيارات وعقد اجتماعات فردية بدون أي تنسيق مؤسساتي مع الرئيس التركي وملك الأردن وولي العهد السعودي في مناسبات متفرقة، وكانت كل هذه الاجتماعات فاشلة ولم تحقق شيئا لا للعراق ولا للسوداني لأن الأطراف المقابلة لا تعترف بهذه اللقاءات التي لا تليق بالقادة حتى في المناسبات الشخصية، فما بالك بالعلاقات الدولية والملفات الحساسة.

لم يستمع السوداني للآراء والنصائح والانتقادات لزياراته السابقة، وربما لم تكن قوية وحازمة بما يكفي، وخاصة من البرلمان والقوى السياسية، لتردعه عن تكرار الأخطاء وارتكاب الفضائح التي تسيء لسمعة العراق، إذ لم يفكر السوداني ابدا بالاحراج الذي يتسبب به للدبلوماسيين العراقيين في الدول التي يزورها بدون علمهم او التنسيق معهم، كما ان عدم معرفة وزارة الخارجية العراقية بتحركات السوداني دليل على تفكك الحكومة وانعدام الثقة بين مكوناتها وغياب الضوابط والمراسيم والأعراف في عملها، وهو ما يضعفها دوليا.

ان العلاقات الخارجية مثل أي ملف رسمي آخر، هي ملك للدولة العراقية وتعبير عن مصالحها ومصالح شعبها وليست عملا شخصيا ولا مصلحة خاصة للسوداني او غيره، وانتهاك البروتوكولات الرسمية والإدارية في التعامل مع الدول الأخرى يلحق الضرر بالدولة العراقية والتزاماتها الخارجية ويتسبب بالفوضى وهو ما يجب إيقافه بحزم.

لقد تبين ان السوداني لا يهتم بالنصائح الودية والآراء التي تصله بشكل شخصي ولذلك يجب ان يكون الاعتراض على منهجه الآن عبر الطرق الدستورية والسياسية المباشرة وإلا فإنه على استعداد لمواصلة نهجه التفردي المنشغل بالبقاء في السلطة والذي يفرط بسيادة واستقلال ومصالح العراق كما حدث مع تركيا التي حصلت من السوداني على اعتراف رسمي باحتلالها للأراضي العراقية، او يبقي الملفات للغموض والتناقض كما هو الحال مع الولايات المتحدة.

حان الوقت لإيقاف الفشل والتخبط في العلاقات الخارجية الذي تسبب به السوداني حتى لا يقع العراق في مزيد من الاحراجات بسبب مسؤول لا يعرف آليات تنسيق الزيارات الخارجية والاجتماعات السرية ويتعرض للفضيحة باستمرار ودون ان يتعلم الدرس.

*مواقع ومنصات خبرية


19/04/2025