أكدت القمة الأمنية الأسيوية لملتقى (حوار) شانغريلا في ختام أعمالها في سنغافورة يوم الأحد 1/6/2025 أنه لا يمكن مواجهة العدام الأمن بشكل منفرد مشددا على أولوية للأمن الجماعي لصون النظام العالمي.
وقال وزير دفاع سنغافورة تشان تشون سينغ إن المنتدى الأمني كشف في ختام أعمال دورته الـ 22 عن ثلاثة محاور رئيسية من النقاشات وهي أنه "لا يمكن مواجهة انعدام الأمن بشكل منفرد وأن التعاون والمنافسة ليسا نقيضين بل متكاملين وأن لكل دولة وكالة ومسؤوليات سيادية تمكنها من الإسهام في حفظ النظام العالمي".
وقال سينغ خلال الجلسة الأخيرة لأعمال الملتقى إن مشاركة أكثر من 40 ممثلا وزاريا و 40 قائدا عسكريا ومسؤولين دفاعيين من 47 دولة تمثل شهادة على القيمة المتنامية للحدث الدولي كمنصة للحوار الصريح لتأمين السلام وتجنب النزاعات.
وأعرب عن تأييده لما طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته الرئيسية للقمة بشأن الاستقلال الاستراتيجي" قائلا إن دول جنوب شرق آسيا ومنها سنغافورة يجب ألا على الاصطفاف مع أحد المحاور الدولية بل يجب أن تختار "جانب المبادئ لا جانب القوى".
وفي جانب آخر من كلمته أشاد الوزير بمواقف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس ووزير دفاع نيوزيلندا جوديت كولينز ووزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو لطرحهم قضايا تتعلق بالبنى التحتية الحيوية تحت سطح البحر مثل خطوط نقل البيانات والطاقة.
وأكد أن هذا النوع من التهديدات لا يمكن لأي دولة مواجهته بمفردها وأنما يجب حمايته عبر تعاون جماعي معلنا أن سنغافورة وبالشراكة مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ستقود جهود رفع الوعي وصياغة مبادئ مشتركة لتعزيز أمن هذه البنى التحتية.
وأكد المشاركون في الملتقى أن التحديات الأمنية المتزايدة، مثل الإرهاب والتهديدات السيبرانية، لا يمكن لأي دولة مواجهتها بمفردها. وشددوا على أهمية التعاون الجماعي والالتزام بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول كسبيل لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.
وألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمة رئيسية في الملتقى، أكد فيها على ضرورة رفض المعايير المزدوجة في العلاقات الدولية، ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي والتجارة القائمة على القواعد.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث التزام بلاده بدعم حلفائها وشركائها في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، مشيرًا إلى أهمية احترام القانون الدولي، خاصة في ما يتعلق بحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، ومواجهة التهديدات من أطراف تسعى لتغيير النظام الإقليمي بالقوة.
وشارك حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الملتقى، حيث أكد على أهمية التعاون مع شركائه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في ظل التحديات الأمنية العالمية المتزايدة، مشددًا على ضرورة تعزيز الحوار والتعاون مع الدول ذات الفكر المشترك.
من جهته وفي الجلسة ما قبل الختامية التي عقدت بعنوان الروابط الأمنية العابرة للأقاليم) دعا وزير الدفاع الوطني الفلبيني غيلبيرتو تيودورو إلى تعزيز التعاون الأمني العابر للأقاليم على أساس قواعد الحوكمة الدولية مشددا على أن الفهم المشترك للتهديدات والالتزام بالقانون الدولي والعمل الجماعي شروط أساسية لاستدامة الأمن الإقليمي والعالمي.
وأوضح ليودورو أن استقرار النظام الدولي المبني على القواعد القانونية كان عاملا حاسما في تحقيق الطفرات الاقتصادية في آسيا.
وفي معرض تعليقه على الأوضاع العالمية لفت الوزير الفلبيني الى تداعيات الحرب في أوكرانيا والحرب في غزة ما أثر بشكل مباشر على أسواق الطاقة والسلع وأثقل كاهل الأسر الفقيرة عبر ارتفاع أسعار الغذاء والوقود ما يهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وفي سياق متصل أشار الى التحول من التحالفات الصارمة إلى الأطر المرنة المبنية على المصالح المشتركة مستشهدا بجهود حوار الأمن الرباعي (كواد) والشراكة الأمنية الثلاثية (أوكوس ومبادرات الاتحاد الأوروبي تجاه منطقة المحيطين مؤكدا أن هذه الشراكات تربط بين أطراف متباعدة جغرافيا لكنها موحدة في رؤيتها لأمن البحار والأمن السيبراني وسلاسل الإمداد.
ولفت تيودورو الى أن "التفكير الإقليمي لم يعد كافيا" داعيا في هذا المجال الى سلسلة من التدابير أبرزها إطلاق حوارات استراتيجية ثلاثية ورباعية بين التكتلات الإقليمية حول المخاوف الأمنية المشتركة وتعزيز الشراكات الحوارية ل (آسيان) مع الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي وتطوير أطر قانونية مشتركة بشأن حماية البنى التحتية الحيوية.
مشاركة واسعة
واستقطب الملتقى ممثلين من 47 دولة، من بينهم 40 مندوبًا على المستوى الوزاري و20 مندوبًا على مستوى رؤساء قوات الدفاع، بالإضافة إلى أكثر من 20 مسؤولًا دفاعيًا رفيع المستوى وأكاديميين بارزين.
وتعقد هذه القمة سنويا منذ عام 2002 وتعد من أهم المنصات الدولية لمناقشة قضايا الأمن والدفاع في آسيا والعالم وتنظمها مؤسسة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقرها لندن.
حوار شانغريلا (Shangri-La Dialogue) هو منتدى أمني رفيع المستوى يُعقد سنويًا في سنغافورة منذ عام 2002، ويُعد من أهم المنصات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمناقشة القضايا الأمنية والدفاعية. ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، ويستقطب وزراء دفاع وقادة عسكريين وخبراء استراتيجيين من أنحاء العالم.
أهداف الحوار:
1. تعزيز الثقة بين دول آسيا والمحيط الهادئ عبر الحوار الأمني المفتوح.
2. مناقشة التحديات الاستراتيجية مثل النزاعات الإقليمية، التسلح، الإرهاب، والدفاع السيبراني.
3. بناء شراكات أمنية لمواجهة التهديدات المشتركة.
4. تمكين الحوار بين الخصوم مثل الصين والولايات المتحدة أو الهند وباكستان.
أهمية الحوار:
• يُعتبر بمثابة “قمة ميونيخ الآسيوية”، حيث يجتمع صناع القرار في الدفاع والخارجية.
• غالبًا ما يُستخدم كمنصة للإعلان عن تحولات استراتيجية كبرى أو مواقف جديدة من النزاعات الإقليمية، لا سيما:
• بحر الصين الجنوبي
• تايوان
• العلاقات الأمريكية الصينية
• دور الناتو في آسيا
• يُتيح لقاءات ثنائية على الهامش قد لا تحدث في ظروف أخرى.