×

  المرصد العراقي

  رئيس الجمهورية: نواجه تحديا كبيرا بانحسار المياه في نهري دجلة والفرات



نص كلمة فخامته في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات..

حضر فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، والسيدة الأولى شاناز إبراهيم أحمد،يوم  الأحد 8 حزيران 2025 في مدينة نيس، حفل الاستقبال الذي أقامه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تكريما لقادة ورؤساء الدول والوفود المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات.

ولدى وصول فخامة الرئيس والسيدة الأولى إلى موقع حفل الاستقبال كان في استقبالهما الرئيس الفرنسي والسيدة بريجيت ماكرون، حيث رحب الرئيس ماكرون وعقيلته برئيس الجمهورية والسيدة الأولى مثمنين مشاركتهما في المؤتمر والتي تجسد اهتمام العراق وحرصه على مد جسور التعاون لمواجهة تحديات التغيرات المناخية والبيئية وحماية الثروات المائية.

وأعرب فخامة الرئيس والسيدة الأولى عن تقديرهما للدعوة، متمنين للمؤتمر النجاح والخروج بمقررات تخدم الإنسانية.

هذا و شارك فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد  يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية فؤاد حسين، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش وعدد من الزعماء وقادة الدول، الأحد 8 حزيران 2025 في حفل افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية.

ولدى وصول فخامة رئيس الجمهورية إلى قاعة مقر انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات كان في استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي رحب بفخامة الرئيس، معرباً عن تقديره لتلبيته الدعوة والمشاركة في المؤتمر، كما وجه الرئيس ماكرون دعوة لفخامته لحضور مأدبة عشاء يقيمها على شرف رؤساء الدول والوفود المشاركة في مؤتمر المحيطات.

 وأعرب فخامة الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد عن شكره للرئيس الفرنسي، متمنيا للمؤتمر النجاح في تحقيق أهدافه التنموية.

وتأتي مشاركة فخامة رئيس الجمهورية في المؤتمر انطلاقا من حرص العراق على تدعيم الجهود والمساعي الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وحماية البحار والمحيطات والموارد المائية من التلوث ومواجهة التغير المناخي والبيئي.

وشهد الاحتفال عرض توصيات الخبراء والمختصين بشأن (الاقتصاد والتمويل الأزرق والعلوم والحماية والتكيف) كذلك زيارة الأجنحة المختلفة.

وفيما ياتي نص كلمة رئيس الجمهورية في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات:

 

"بسم الله الرحمن الرحيم

(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ)

صدق الله العظيم

أصحاب الفخامة

أصحاب المعالي والسعادة

السيدات والسادة

السلام عليكم ورحمة الله..

     يسرنا أن نشارك اليوم في هذا المؤتمر المهم الذي تستضيفه مدينة نيس، مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات والذي يعد منصة متميزة لتبادل الرؤى وتعزيز التعاون بين دولنا من أجل مواجهة التحديات المشتركة، وصياغة مستقبل أكثر استقرارا وعدالة، سيما ان الموارد المائية ومنها المحيطات تعد قضية إنسانية وأمنية وتنموية في آن واحد والتي ظلت لسنوات طويلة خارج مظلة الحماية القانونية الكافية.

      تأتي مشاركة العراق في هذا المؤتمر انطلاقا من الإيمان العميق بأهمية العمل متعدد الأطراف والالتزام بتعزيز الشراكة الدولية لمواجهة تداعيات التغير المناخي والجفاف والتفاوت الاقتصادي وأزمات الأمن الغذائي.

إننا اليوم وفي ظل التغيرات المناخية المتسارعة وارتفاع مستويات التلوث البحري وفقدان النظم الإيكولوجية نواجه تحديات متصاعدة تتطلب منا إجراءات حاسمة وتضامنا عالميا حقيقيا يرتكز على العلم والتمويل من أجل الحفاظ على محيطاتنا ومصادرنا المائية.

     إن المحيطات والبحار ليست مجرد مسطحات مائية بل هي أنظمة حيوية معقدة تلعب دورا محوريا في استقرار المناخ وتأمين الغذاء وتوفير فرص عمل وتنظيم دورة المياه على كوكب الأرض، وأن أمن المحيطات لم يعد قضية بيئية بل بات مسألة أمن دولي وإنساني لكثير من الدول حول العالم وخاصة التي تعاني من شحة الموارد المائية وارتفاع منسوب البحار وباتت المؤشرات العلمية واضحة، سيما في ظل ارتفاع درجات حرارة المياه بمعدلات متسارعة وتفاقم ظاهرة تحمض المحيطات وتراجع المخزونات السمكية وتزايد التلوث بالبلاستيك والمواد الكيمائية.

     نواجه في العراق تحديا كبيرا بانحسار المياه في نهري دجلة والفرات بفعل تأثيرات عدة ومنها التغير المناخي، وبسبب عدم وجود سياسة إدارية وقانونية موحدة للأنهار العابرة للحدود وتراجع إيراداتنا المائية من دول المنبع مما أدى إلى زيادة معدل النزوح الداخلي والخارجي وانخفاض مساهمة الإنتاج الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي.

 

السيدات والسادة

      إن المحيطات والبحار ليست مجرد مورد طبيعي، بل هي إرث إنساني مشترك لذا؛ أصبح من الضروري تسريع العمل الجماعي لتحقيق جزء من أهداف التنمية المستدامة عبر تعزيز الابتكار ودعم الاقتصاد الأزرق وبناء القدرات وخاصة في الدول النامية والجزرية الصغيرة التي تقع على خط المواجهة مع تأثيرات التغير المناخي البحري.

       ما نحتاجه اليوم من هذا المؤتمر هو الخروج باتفاق جماعي لصياغة الاستراتيجية العالمية لحماية المحيطات، وتعزيز الالتزامات الدولية من خلال خطة عمل تستند إلى اتفاقية أعالي البحار.

ومن هذا المنطلق ندعو اليوم الدول جميعها إلى الانضمام لهذه الاتفاقية والمساهمة الفاعلة في تفعيل بنودها، بالإضافة إلى ما يلي:

- توسيع الشراكات الفاعلة بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات البحثية.

- دعم التمويل المبتكر والمستدام لحماية المحيطات وتعزيز المرونة.

- تحقيق التكامل بين وزارات المياه والبيئة والاقتصاد الأزرق في الدول كافة.

- إعداد خرائط هيدرولوجية بحرية ووطنية محدثة وقابلة للتنفيذ.

- تعزيز البحث العلمي والتكنولوجي في مجالات تحلية المياه وحماية النظم البيئية.

- معالجة الفراغ القانوني في أعالي البحار وتعزيز التعاون في إدارة الأحواض المشتركة ومياه البحار المغلقة وشبه المغلقة.

- العمل على حماية المحيطات والبحار، فهي مسؤولية فنية اقتصادية إنسانية، تقع على عاتقنا جميعا، من أجل الحاضر والمستقبل معا.

- التنسيق والتعاون من أجل الوصول إلى اتفاقيات خاصة بالمياه والأنهر والبحيرات تخدم مصلحة الجميع.

ختاما..

أتقدم بجزيل الشكر إلى حكومتي فرنسا وكوستاريكا والأمانة العامة للأمم المتحدة على تنظيم هذا المؤتمر الدولي الذي سيكون نقطة انطلاق مهمة نحو مزيد من التعاون بين شعوبنا.

والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته"..


12/06/2025