×


  فاجعة شنكال

  في اليوم العالمي لمناهضة الاتجار بالبشر صرخة من سنجار



*سوران الداوودي

 

في هذا اليوم من كل عام، ترفع الأمم المتحدة لافتاتها، وتُدلي الحكومات ببياناتها، وتُنظم الفعاليات والمؤتمرات باسم “اليوم العالمي لمناهضة الاتجار بالبشر.

لكن هل وصل هذا اليوم إلى سنجار؟

هل طرق أبواب أمهات الإيزيديات اللواتي ينتظرن بناتهن منذ أكثر من عقد؟

هل وقف أحد دقيقة صمت على أطلال القرى التي سُبيت منها النساء كما تُسبى الغنائم في عصور الظلام؟

سنجار ليست مجرد منطقة منكوبة، بل هي جرح مفتوح في جسد الإنسانية.

في آب 2014، حين اجتاح تنظيم داعش الإرهابي هذه المدينة المسالمة، لم يكن هدفه احتلال ألارض فقط، بل كسر روح شعب بأكمله عبر استعباد نسائه وبيعهنّ في أسواق النخاسة ما يزيد عن 6400 إيزيدية، بين امرأة وطفلة، خُطفن على مرأى العالم تم بيعهن، اغتصابهن، تسخيرهن، وتعذيبهن بدم بارد كأنهن لا ينتمين لهذا العصر، ولا لهذا الكوكب، ولا لهذا الوطن وحتى اليوم أكثر من 2500 منهن ما زلن مفقودات, أين هنّ؟

 في سوريا؟ في تركيا في بيوت مقاتلين سابقين من داعش؟

في مخيمات مغلقة؟أم تحت الأرض… حيث لا يصل صوت أحد؟

الأسوأ من الجريمة هو ما جرى بعدها صمت الدولة… وتقصيرها.

بعد مرور أكثر من عشر سنوات، الحكومة العراقية لم تقم بوضع خطة وطنية حقيقية للبحث عن الإيزيديات.

لم تُنشأ هيئة عليا خاصة بهم.

لم تجرِ عمليات بحث دولية منتظمة.

لم تُقدَّم ملفات كاملة للمحاكم الدولية ولم يُعامل ملف الإيزيديات بوصفه جريمة إبادة جماعية متواصلة، بل كحادثة مأساوية عابرة يُذكَر اسمها فقط في الأيام الرمزية أليس من المخزي أن تتحوّل قضية آلاف النساء المختطفات إلى مادة إنشائية وخطابية في المناسبات؟

أليست هذه خيانة ثانية بحقّ الضحية، بعد أن خانها العالم أول مرة حين تركها تُباع في السوق؟

وإن لم تكن المرأة الإيزيدية رمزا لأبشع صور الاتجار بالبشر… إذا فمن هو الرمز ؟

لقد جرّبو كل شيء: الانتظار، الصبر، الصمت، البيانات، المؤتمرات لكن لم يجدوا جثة ابنتهم ، ولا صوتها، ولا قبرا يضعون عليه وردا هذه ليست ذكرى، بل نداء استغاثة ،أين الحكومة العراقية من هذا الملف؟

أين الضمير الدولي؟أين القضاء؟

وأين الذين يُنادون بحقوق الإنسان وهم لم يسمعوا صوت الضحية الحقيقي؟

في هذا اليوم، لا معنى للتضامن الشكلي… بل يجب ان تكون الحقيقة حاضرة .

يريدون معرفة : أين بناتهم؟وما الثمن الذي جعل اختفاء آلاف النساء يمرّ بصمت مخجل؟

العدالة الحقيقية تبدأ من سنجار… أو لن تكون.


02/08/2025