ژینەرمحمد : حصاد عام مثمر في كركوك
مضى عام على مباشرة المحافظ الجديد لكركوك عمله، غير أنّ ثلاثة أعوام مرّت على الوعد الذي قطعه الرئيس بافل، والذي تعهّد فيه رغم العقبات الداخلية والإقليمية أن يعيد الخضرة إلى كركوك، وأن تستعيد المحافظة المظلومة مكانتها لمصلحة الكورد وكركوك والاتحاد الوطني. وما زالت كلمات الرئيس بافل طالباني ترنّ في الأذهان، حين قال في قاعة مغلقة في بغداد، بينما لم يكن أحد يعرف إلى أين تتجه الأحداث: "مرحباً جناب المحافظ وهو يخاطب ريبوار طه.
إنّ السياسي الكبير وصاحب الرؤية البعيدة، الذي يسعى إلى استكمال ما خططّه الرئيس الراحل مام جلال من خرائط الطريق، هذا ما يُنتظر منه عبر قراءة دقيقة للواقع السياسي وتوازنات القوى وتوزيعها، ليعيد للاتحاد مكانته في العملية السياسية المقبلة. وهذا ما فعله رئيس الاتحاد؛ إذ قدّم بالأرقام والبيانات، ومن خلال وعود صريحة مع القوى العراقية، الأساس المتين لبناء كركوك جديدة. فهو يعلم أنّ أمامه صعوبات وأصوات تهديد وضغوط إقليمية تريد أن تُبقي كركوك بعيدة عن الكورد والاتحاد، غير أنّ إصراره على استراتيجيته الوطنية جعل كركوك تُقدَّم في النهاية على طبق من ذهب لشعبها.
عام مضى، وقد تغيّر الكثير في كركوك؛ فالمحافظ الكوردي والاتحادي مدّ يد الخدمة إلى جميع أنحاء المدينة أكثر من أي وقت مضى، فلم يترك مجالاً للتمييز أو الفُرقة بين مكوّناتها، بل سار بالمدينة نحو الشراكة والوحدة. أخذ على عاتقه إصلاح البنى التحتية، وأطلق مشروعاً نفطياً كبيراً يضع أسساً لخير الأجيال المقبلة في هذه المدينة، كما رفع مكانة الاتحاد الوطني، وتصدّى لكل تلك المحاولات الرامية إلى تعريبها والتي كانت تعود للظهور من جديد.
هذا الإنجاز، الذي تحقق في عام واحد من ولاية المحافظ الجديد لكركوك، يستحق التقدير والدعم والإشادة. فللمرة الأولى يثبت محافظ أنّه باقٍ على عهد الخدمة والانتماء الصادق للأرض وللكورد وكركوك والاتحاد، وأنه قادر على اختبار رؤية الاتحاد الوطنية على جغرافيا معقدة ومليئة بالتحديات، والنجاح في ذلك.
17/08/2025
|