×


  شؤون دولية

  عن خطة السلام "السرّية" لإنهاء الحرب في أوكرانيا



 

*المرصد/فريق الرصد والمتابعة

سُربت مسودة خطة السلام الأمريكية الروسية على نطاق واسع، التي تقترح تسليم مناطق من إقليم دونباس الصناعي شرقي أوكرانيا، الخاضع للسيطرة الأوكرانية، لتصبح بحكم الأمر الواقع تحت سيطرة روسيا.

انها خطة أمريكية جديدة مكونة من 28 بندا تطرح مسارا مختلفا لوقف الحرب في أوكرانيا، مستندة إلى مزيج من الضغوط السياسية وترتيبات أمنية وتنازلات قد تثير جدلا بشأن فرص تنفيذها.

ووفق المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، فإن المبعوث الدبلوماسي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عملا "بتكتم" على هذه الخطة مدة شهر تقريبا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيناقشها مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب "في الأيام المقبلة".

النص الكامل لخطة ترامب

فيما ياتي ما جاء في الخطة التي تضم 28 نقطة:

1. تأكيد سيادة أوكرانيا.

2. إبرام اتفاقية عدم اعتداء شاملة بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا. وبذلك تُعتبر جميع نقاط الغموض التي ظلت عالقة على مدى الثلاثين عاما الماضية قد سُوّيت.

3. يُتوقع من روسيا ألا تهاجم الدول المجاورة، ومن حلف الناتو ألا يتوسع.

4. سيُجرى حوار بين روسيا وحلف الناتو، بوساطة الولايات المتحدة، لحل جميع القضايا الأمنية وتهيئة الظروف لخفض التصعيد.

5. ستحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية موثوقة.

6. سيُحدد عدد القوات المسلحة الأوكرانية بـ600 ألف جندي.

7. توافق أوكرانيا على تضمين دستورها عدم انضمامها إلى حلف الناتو، ويوافق الناتو على تضمين بند في نظامه الأساسي ينص على عدم دمج أوكرانيا مستقبلا.

8. يوافق الناتو على عدم نشر قوات في أوكرانيا.

9. ستتمركز طائرات مقاتلة أوروبية في بولندا.

10. ستحصل الولايات المتحدة على تعويض عن الضمانات الأمنية.

في حال قامت أوكرانيا بمهاجمة روسيا، ستفقد هذه الضمانات. وفي حال مهاجمة روسيا لأوكرانيا، بالإضافة إلى الرد العسكري المنسق والحاسم، سيُعاد فرض جميع العقوبات الدولية عليها، ويُلغى الاعتراف بالأراضي الجديدة، وجميع المزايا الأخرى لهذه الاتفاقية. وإذا أطلقت أوكرانيا صاروخا على موسكو أو سانت بطرسبرغ دون سبب وجيه، فستُعتبر الضمانات الأمنية لاغية.

11. أوكرانيا مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي، وستستفيد من أفضلية في الدخول إلى السوق الأوروبية على المدى القصير ريثما يتم النظر في هذه المسألة.

12. اعتماد حزمة إجراءات عالمية قوية لإعادة إعمار أوكرانيا، تشمل إنشاء صندوق للتنمية وإعادة بناء البنية التحتية للغاز وإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الحرب، وتطوير بنية تحتية جديدة واستئناف استخراج المعادن والموارد الطبيعية، وكل ذلك مصحوب ببرنامج تمويل خاص يعده البنك الدولي.

13. سيُعاد إدماج روسيا في الاقتصاد العالمي، مع إجراء مناقشات حول رفع العقوبات، والانضمام مجددا إلى مجموعة الثماني، وإبرام اتفاقية تعاون اقتصادي طويل الأجل مع الولايات المتحدة.

14. ستُستثمر 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في مشاريع تقودها الولايات المتحدة لإعادة الإعمار والاستثمار في أوكرانيا، مع حصول الولايات المتحدة على 50% من الفوائد. ستُضيف أوروبا 100 مليار دولار لزيادة حجم الاستثمارات المتاحة لإعادة إعمار أوكرانيا. وسيتم الإفراج عن الأموال الأوروبية المجمدة، بينما يُستثمر ما تبقى من الأموال الروسية المجمدة في آلية استثمار أمريكية روسية منفصلة.

15. ستُنشأ مجموعة عمل أمنية أمريكية روسية مشتركة لتعزيز وضمان الامتثال لجميع بنود هذه الاتفاقية.

16. ستُرسخ روسيا قانونيا سياسة قائمة على عدم الاعتداء تجاه أوروبا وأوكرانيا.

17. ستتفق الولايات المتحدة وروسيا على تمديد سريان معاهدات حظر الانتشار النووي والسيطرة عليه، بما في ذلك معاهدة ستارت 1.

18. توافق أوكرانيا على ألا تكون دولة حائزة على السلاح النووي وفقا لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

19. ستُشغّل محطة زابوريجيا للطاقة النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسيتم تقاسم الكهرباء المنتجة بالتساوي بين روسيا وأوكرانيا.

20. يلتزم كلا البلدين بتنفيذ برامج تعليمية في المدارس والمجتمع تهدف إلى تعزيز التفاهم والتسامح المتبادلين.

21. سيتم الاعتراف بشبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك كأراضٍ روسية بحكم الأمر الواقع، بما في ذلك من قِبل الولايات المتحدة. سيتم تجميد وضع خيرسون وزابوريجيا على طول خط التماس، مما يُشكل فعليا اعترافا بحكم الأمر الواقع بهذا الخط. ستتخلى روسيا عن الأراضي المتبقية التي تسيطر عليها خارج المناطق الخمس. ستنسحب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تسيطر عليه حاليا في منطقة دونيتسك، وستُستخدم هذه الأراضي لاحقا لإنشاء منطقة عازلة.

22. بعد الاتفاق على الترتيبات المتعلقة بالأراضي مستقبلا، تلتزم روسيا الاتحادية وأوكرانيا بعدم تغيير هذه الترتيبات بالقوة. ولن تبقى أي ضمانات أمنية سارية في حال الإخلال بهذا الالتزام.

23. لن تمنع روسيا أوكرانيا من استخدام نهر دنيبر لأغراض تجارية، وستُبرم اتفاقيات بشأن النقل الحر للحبوب عبر البحر الأسود.

24. ستُشكّل لجنة إنسانية لمعالجة القضايا المتعلقة بتبادل الأسرى، وإعادة الرفات، وعودة الرهائن والمعتقلين المدنيين، وتنفيذ برنامج للم شمل العائلات.

25. ستُجري أوكرانيا انتخابات خلال 100 يوم.

26. يُمنح جميع الأطراف المشاركين في هذا النزاع عفوا كاملا عن أفعالهم خلال الحرب، ويلتزمون بعدم تقديم أي مطالبات أو النظر في رفع أي شكاوى في المستقبل.

27. سيكون هذا الاتفاق ملزما قانونا. وسيُراقب تنفيذه ويضمنه مجلس السلام، برئاسة الرئيس دونالد ترامب. وستُفرض عقوبات على أي انتهاكات.

28. بمجرد قبول جميع الأطراف لهذه المذكرة، يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فور انسحاب الطرفين إلى النقاط المتفق عليها لبدء تنفيذ الاتفاق.

 

 

ما الذي لا تتضمنه الخطة؟

أشار محللون إلى أن الخطة لا تطلب فرض قيود على أسلحة الجيش الأوكراني أو صناعتها العسكرية، رغم وجود بند ينص يقول: "إذا أطلقت أوكرانيا صاروخا على موسكو أو سانت بطرسبرغ فستعتبر الضمانات الأمنية لاغية".

لكنها لا تضع قيودا على الأسلحة بعيدة المدى التي تعمل أوكرانيا على تطويرها - مثل صواريخ فلامنغو ولونغ نبتون.

 

هل هذه خطة سلام نهائية؟

تتطلع الولايات المتحدة إلى المضي قدما بسرعة وفق "جدول زمني صارم" مع هذه الخطة، إذ تشير تقارير إلى أن أوكرانيا لديها مهلة حتى عيد الشكر في أواخر الأسبوع المقبل للموافقة عليها.

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي شارك في صياغة الخطة، وصفها بأنها "قائمة من الأفكار المحتملة لإنهاء هذه الحرب"، فيما قال وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، إنه لا يرى النقاط الـ 28 كخطة نهائية، بعد أن تحدث إلى المسؤول الأمريكي الرئيسي الآخر المعني بالخطة، مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف.

غير أنه في بعض النواحي، تبدو مسودة الخطة وكأنها عمل قيد التطوير، إذ لم تعد بعض التفاصيل التي تسربت إلى المواقع الإلكترونية الأمريكية الخميس واضحة.

 

هل تمثل الخطة قائمة رغبات بوتين؟

يُعتقد أن كيريل دميترييف، المبعوث الخاص لبوتين، أمضى 3 أيام مع ويتكوف في مناقشة هذه الخطة، ما أثار تكهنات بشأن صفقة مُعدة مسبقا لتناسب موسكو. وكان رد فعل روسيا حذرا حتى الآن، لكن بوتين صرح بأنها قد تشكل "أساسا" لتسوية سلمية.

وتسليم الأراضي الأوكرانية إلى روسيا، حتى في منطقة منزوعة السلاح، هو أكبر علامة على الميل نحو الرواية الروسية، لكن تجميد الخطوط المواجهة في الجنوب قد يكون صعبا بالنسبة للكرملين الذي ضم خيرسون وزابوريجيا في دستوره.

وأحد المقترحات يشير إلى "الاتفاق على رفع العقوبات على مراحل وعلى أساس كل حالة على حدة"، وهو ما قد تعتبره موسكو بطيئا للغاية.

لكن خطة "العفو الكامل" عن جميع الأطراف ستلقى قبولا في موسكو ورفضا شديدا في كييف والعواصم الأوروبية.

 

أشار مراقبون إلى أنه رغم ظهور تنازلات كبرى لصالح بوتين، فإن بعض المتطلبات المتعلقة بحلف الناتو قد تكون غامضة جدا بالنسبة للكرملين.

وتطالب روسيا باستمرار بضرورة أن تعالج أي خطة سلام ما تعتبره "الأسباب الجذرية" للحرب. ومن هذه الأسباب وقف توسع حلف الناتو في أوروبا الشرقية، وهو ما يبدو أن مسودة الخطة تتناوله.

وبعض النقاط الـ 28 في المسودة تُشير أيضا إلى مزاعم روسيا بشأن التمييز ضد السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا، دون أن تؤيدها صراحة.

وهناك نقطة واحدة واضحة لكنها متوازنة: "سيتفق البلدان على إلغاء جميع التدابير التمييزية وضمان حقوق وسائل الإعلام والتعليم الأوكرانية والروسية".

وهناك محاولة أخرى واضحة لتحقيق العدالة تأتي من اقتراح توزيع الكهرباء المولدة من محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها روسيا - وهي الأكبر في أوروبا - "بالتساوي بين روسيا وأوكرانيا".

 

ترامب: خطتي لإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا "ليست العرض النهائي"

واعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن إدارته تسعى لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر خطة تتضمن تنازلات أوكرانية واعتراف بضم روسيا لأراضٍ، لكنها ليست العرض النهائي.

القادة الأوروبيون يرحبون بالخطة كأساس للمفاوضات لكنهم يرون أنها تحتاج إلى مزيد من العمل ويرفضون تغيير حدود أوكرانيا بالقوة. مجلس الشيوخ الأمريكي أعرب عن قلقه من التنازلات المقترحة ودعا لدعم أوكرانيا بقوة.وأضاف ترامب، للصحافيين، السبت: "يجب أن تنتهي الحرب بطريقة أو بأخرى". وأجاب بـ"لا" عندما سُئل عما إذا كان هذا عرضه النهائي لأوكرانيا.

ونقل موقع (أكسيوس) الإخباري، في وقت سابق السبت، إن الولايات المتحدة ستجري محادثات في جنيف مع أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي حول خطة ترامب.

 

أوروبا تبحث الرد

وقال قادة أوروبيون وغربيون، السبت، إن خطة السلام الامريكية تمثل أساسا لمحادثات إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، لكنها تحتاج إلى "عمل إضافي"، وذلك في إطار الجهود الغربية للتوصل إلى اتفاق أفضل لكييف قبل الموعد النهائي يوم الخميس.

وخلال اجتماعهم على هامش قمة مجموعة العشرين، سارع القادة الأوروبيون والغربيون إلى صياغة رد منسق على طلب الرئيس الامريكي دونالد ترامب من أوكرانيا قبول خطته للسلام مع روسيا، المكونة من 28 نقطة، بحلول يوم الخميس.

واتفق القادة على أن يجتمع مستشارو الأمن القومي من الترويكا الأوروبية، وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف، الأحد، لإجراء مزيد من المناقشات. وذكرت مصادر دبلوماسية أن إيطاليا سترسل أيضا مسؤولا.

ووجهت عواصم أوروبية كثيرة انتقادات متفاوتة للخطة الامريكية، التي تؤيد المطالب الروسية الرئيسية، إذ حاول القادة الموازنة بين الإشادة بترامب لمحاولته إنهاء القتال وإدراكهم في الوقت نفسه أن بعض بنود اقتراحه غير مقبولة لكييف.

وقال قادة الاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وهولندا وإسبانيا وفنلندا وإيطاليا واليابان والنرويج "تتضمن المسودة الأولية للخطة المكونة من 28 نقطة عناصر مهمة ستكون أساسية لتحقيق سلام عادل ودائم".وأوضحت الدول في بيان "نعتقد أن المسودة تمثل أساسا يتطلب عملا إضافيا".


23/11/2025