×


  کل الاخبار

  نحن أمام عملية تحمل وعودا بتحول كبير



الموقع الرسمي لحزب( DEM)/الترجمة والتحرير: محمد شيخ عثمان

عقد أعضاء الهيئة القيادية في حزب DEM ووفد إمرالي، بيرفين بولدان، مدحت سانجار، وفائق أوزغور إيرول، اجتماعا مع رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو في مقر الحزب.

 

سانجار: يجب أن نقبل بأننا دخلنا مرحلة جديدة

 وأعقب الاجتماع بعقد مؤتمر صحفي مشترك حيث  قال مدحت سانجار ما ياتي:

باسم وفدنا، أود أن أتقدم بالشكر إلى السيد الرئيس وهيئته القيادية على حسن الاستقبال. لقد عقدنا اجتماعا مهما، وهدفنا منه لم يكن الإحاطة بالمعلومات فقط، بل التشاور أيضا. إن أهمية وحساسية هذه المرحلة معروفة للجميع. إن خبرة السيد داود أوغلو وفريقه في هذا المجال واسعة وعميقة.

في هذه الزيارة ناقشنا الخطوط العامة وبعض التفاصيل، ولا سيما ما يتعلق بالمرحلة التي نمر بها حاليا، وبالمرحلة المقبلة. علينا أن نقبل بأننا دخلنا مرحلة جديدة. لقد أطلعناهم على الاجتماع الذي عقدناه في إمرالي بتاريخ 2 كانون الأول/ديسمبر، كما نقلنا لهم معلومات حول زياراتنا السابقة إلى الأحزاب السياسية.

ومن الآن فصاعدا، ستستأنف مفاوضاتنا، كنا نعتزم عقد اجتماع مع حزب الشعب الجمهوري والسيد أوزغور أوزيل، إلا أن اللقاء تأجل بسبب وفاة السيدة غلشاه. وبهذه المناسبة، نتقدم مرة أخرى بالرحمة للفقيدة، وبخالص التعازي إلى عموم الأوساط، ولا سيما إلى السيد أوزغور أوزيل. وسيعقد اللقاء في وقت لاحق.

إن متطلبات المرحلة الجديدة كبيرة، وحساسيتها عالية. القضية الأساسية في هذه المرحلة هي توفير الأرضية القانونية وإجراء التشريعات اللازمة. ونرى من المناسب طرح هذه التشريعات تحت عنوان “قانون السلام”. فقانون السلام هو منظومة متكاملة للسلام، وهو مطروح حاليا على جدول أعمالنا.

استمعنا إلى آراء السيد الرئيس ووفده حول هذا الملف، وشاركناهم تقييماتنا بشأن التحضيرات الجارية. إن التوافق السياسي يعد أحد أهم الشروط للسير السليم في مثل هذه العمليات، بل يمكن القول إنه الشرط الأهم. لكن التوافق السياسي يجب أن يستند إلى توافق مجتمعي، وأن يعمل على توسيعه.

نحن أمام عملية تحمل وعودا بتحول كبير، ولديها قدرة تأثير واسعة على السلام الكردي، والسلام في تركيا، والسلام في الشرق الأوسط، بل وعلى التوازنات العالمية. وفي مثل هذه العملية، فإن التوافق السياسي والمصالحة المجتمعية عنصران حيويان.

والطريق إلى ذلك يمر عبر التشاور، وإطلاع الرأي العام، والتحلي بأقصى درجات الشفافية. ومن خلال هذه الزيارات، نهدف أيضا إلى تحقيق ذلك. لقد قدم السيد داود أوغلو، سواء بصفته رئيس حزب المستقبل أو ضمن مجموعة “الطريق الجديد”، مساهمات جدية منذ بداية هذه العملية. وهم يقدمون تقييمات مهمة، إلى جانب التحذيرات والانتقادات، وكل ذلك ذو قيمة كبيرة.

لسنا ممن يميزون بين الدعم من جهة، والتحذير أو النقد من جهة أخرى، أو يقللون من شأن أحدهما. ستكون هناك انتقادات، واعتراضات، وتحذيرات، وعندما نجمع كل ذلك معا، نكون قد وسعنا إمكانات إدارة هذه العملية بالتوافق المشترك.

أجدد شكري مرة أخرى للسيد داود أوغلو وهيئته القيادية. وقد عبروا عن استعدادهم لتقديم كل أشكال الدعم، وكذلك النقد والتحذير متى ما اقتضى الأمر. وأتقدم لهم بالشكر مسبقا على جهودهم السابقة وعلى مساهماتهم المقبلة.

 

بولدان: سنسعى لإدارة آليات تلقي المقترحات والانتقادات بعناية

من جانبها، قالت بيرفين بولدان:أود أن أؤكد أن الاجتماع كان مثمرا للغاية. ومن المهم بطبيعة الحال الاستفادة من خبرات السيد داود أوغلو في المرحلة السابقة. لقد كان لقاء ذا قيمة كبيرة. شاركناه المرحلة التي وصلنا إليها، وطلبنا مساهمته ودعمه في المرحلة الثانية المقبلة.

وعندما نتحدث عن المرحلة الثانية، فإننا نتحدث عن أرضية قانونية، وعن قوانين السلام التي أشرنا إليها سابقا. ولهذا نرى أن أي مساهمة يمكن أن يقدموها تعد مهمة. هذه الزيارات ستستمر بلا شك.

وكما أشار الأستاذ مدحت، سنزور جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، وفي ختام هذه الزيارات نخطط لعقد لقاء مع رئيس الجمهورية. وبالطبع، سنقوم لاحقا بزيارة إلى إمرالي. وفي الزيارة الدورية إلى إمرالي، التي تتم مرة كل شهر، سنشارك هناك ما وصلنا إليه في هذه المرحلة الجديدة.

أود التأكيد على أهمية ذلك. خلال هذه العملية، ستستمر مشاوراتنا وحواراتنا، وسنسعى معا إلى إدارة أساليب النقاش وتقديم المقترحات والانتقادات بحرص شديد. وأجدد شكري مرة أخرى للسيد الرئيس وهيئته.

 

داود أوغلو: إنجاز هذه العملية ضرورة  من أجل توازنات الشرق الأوسط

 

بدوره، قال أحمد داود أوغلو:أشكر الجميع مرة أخرى. نحن في مرحلة حرجة. في الشهر الماضي كنت في شمال العراق، وحاولت من هناك متابعة نبض المنطقة. تقع على عاتقنا جميعا مسؤوليات في هذه المرحلة الحساسة. نحن بحاجة إلى إدارة عملية ثلاثية بحذر شديد، وبخطة مدروسة بعناية.

إن اللجنة التي شكلت في البرلمان التركي أدت إلى حد كبير مهمتها. والآن تقع المسؤولية على عاتق رئاسة البرلمان والجهات المعنية في اللجنة لإعداد التقرير في أسرع وقت ممكن، وعرض آراء جميع الأحزاب على الرأي العام في الوقت المناسب، بعد أن تكمل الأحزاب تقديم تقاريرها خلال هذا الأسبوع. هذا أمر بالغ الأهمية.

 

بعد ذلك، يجب إنجاز كل ما يتعلق بالمسار القانوني دون إبطاء. فربما تراجعت وتيرة الاهتمام قليلا لأسباب طبيعية، لكنني ألاحظ أن زخم هذه العملية بدأ يضعف تدريجيا. إن إنجاز العملية في أسرع وقت ممكن ضروري لمنع الاستفزازات المحتملة، وكذلك من أجل الحفاظ على توازنات الشرق الأوسط.

نأمل أن يتحقق هذا التوافق السياسي بأقوى صورة ممكنة وكما أشار الأستاذ مدحت سانجار والسيدة بيرفين بولدان، فإن التملك السياسي والثقافي لهذا المسار أمر أساسي. فإذا تم تجاهل التوافق السياسي، أو تهميش بقية أحزاب وقوى المعارضة، فسيكون من الصعب تحقيق توافق مجتمعي.

خلال لقائنا، أكدنا أننا سنعبر لهم دائما عن مشاعرنا الصادقة في هذا الشأن، وسنواصل الإسهام الإيجابي في هذه العملية.

 

هشاشة عملية السلام في تركيا قد تستمر ما لم يتحقق السلام في سوريا

الركيزة الثانية المهمة هي مسألة نزع السلاح في شمال العراق. وهذه مسألة تقع في الأساس ضمن مسؤولية مؤسسات الدولة، وهيئة الأركان، ووزارة الخارجية. لكن كلما تسارعت هذه العملية، تسارعت معها أيضا عملية بناء الأرضية القانونية في تركيا.

إذا قيل لنا “أكمِلوا أمرا هنا وابنوا آخر هناك”، فلن يؤدي ذلك إلى نتيجة صحيحة لا من حيث المسار ولا من حيث المضمون. نأمل أن تستكمل هذه العملية في أقرب وقت ممكن.

أما الركيزة الثالثة، وهي الأكثر حساسية برأيي، فهي الملف السوري. التطورات في سوريا مقلقة للغاية. إن هجوم تنظيم داعش قبل أيام على جنود أمريكيين يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار لنا جميعا.

علينا إنجاز هذه العملية بأسرع وقت ممكن، مع إيلاء اهتمام خاص للاستفزازات المرتبطة بإسرائيل في الشرق الأوسط، وكذلك التنظيمات الإرهابية مثل داعش، وربما بدعم من بعض الأجهزة الاستخبارية الأخرى.

فيما يخص سوريا، يجب التوصل إلى صيغة تضمن وحدة سوريا في إطار اتفاق 10 آذار، وفي الوقت نفسه تكفل الحقوق الديمقراطية لإخوتنا وأخواتنا الكرد هناك. وينبغي لتركيا أن تكون طرفا مساهما وميسرا وجامعا للأطراف، لا متفرجا، ودون تدخل عسكري.

 

إذا جلبنا السلام إلى سوريا، سنجلب السلام إلى تركيا أيضا

إذا جلبنا السلام إلى سوريا، سنجلب السلام إلى تركيا أيضا. ويجب أن نتذكر جيدا التجربة العراقية، وما خلفته التدخلات التي جرت عام 1991 من نتائج سلبية على جهود السلام في تركيا. إن هشاشة عملية السلام في تركيا قد تستمر ما لم يتحقق السلام الداخلي في سوريا.

لذلك، يجب الإسراع في إنجاز التشريعات القانونية في تركيا، وتسريع عملية نزع السلاح في شمال العراق واستكمالها، وعلى تركيا أن تدعم مسار مصالحة وطنية شاملة في سوريا تضم الأتراك والتركمان والعرب والكرد والدروز والسنة والعلويين، بما يحقق السلام الداخلي هناك.

هدفنا جميعا هو إنهاء كل أشكال الإرهاب والعنف في إطار نظام ديمقراطي في تركيا، وأن تضطلع تركيا بدور بناء للسلام في مواجهة البيئة الاستفزازية في منطقة الشرق الأوسط.

 وأعتقد أن مراعاة أوضاع الضحايا الآخرين في ظروف قانونية مماثلة، ضمن التشريعات القانونية في تركيا، سيسهم في تعزيز الثقة المجتمعية بهذه العملية.


18/12/2025