×


  تركيا و الملف الکردي

  جنكيز جاندار لاردوغان: اضبطوا وزير خارجيتكم ونبرته التهديدية



موقع(T-24) التركي/ الترجمة والتحرير : محمد شيخ عثمان

وجه النائب عن حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب جنكيز جاندار انتقادات حادة لوزير الخارجية هاكان فيدان خلال كلمة القاها في الجلسة العامة لمجلس النواب، معتبرا ان التصريحات المتعلقة بسوريا تنطوي على لغة تهديد. وقال جاندار مخاطبا رئيس الجمهورية: ادعو رئيس الجمهورية الى ضبط وزير خارجيته. اللغة التي يستخدمها وزير الخارجية، والتلميحات والتهديدات غير المباشرة التي يطلقها، تجرح قلوب ملايين الكورد في تركيا وسوريا وفي كل مكان. لا يمكنكم الفصل بين كورد تركيا وكورد سوريا.

وجاءت كلمة جاندار بالتزامن مع استمرار مناقشات مشروع قانون الموازنة العامة للادارة المركزية لعام 2026 في البرلمان، حيث القى خطابا لافتا ركز فيه على مسار السلام والمجتمع الديمقراطي، مؤكدا انه لم يتم تخصيص ليرة واحدة في موازنة 2026 لهذا المسار، وقال:نحن مع السلام حتى النهاية، ومستعدون للسير في هذا الطريق حتى تحقيق الهدف، لكن كيف يمكن ان نتوقع منا التصويت ايجابا على موازنة لم تفكر حتى بتخصيص قرش واحد لهذا الهدف؟

وقال جاندار انه يتفق مع كل حرف في تصريحات رئيس الجمهورية رجب طيب اردوغان المتعلقة بمسار تركيا الخالية من الارهاب، مضيفا:قال رئيس الجمهورية في 29 تشرين الثاني: نحن ندرك تماما من هم الذين يزعجهم هذا التحرك الاستراتيجي الذي سيغير مصير المنطقة برمتها. هذه المرة لن تنجحوا. بعون الله سننجح هذه المرة وسننجح جميعا معا. كما قال ان تطبيق اتفاق 10 اذار في سوريا سيحدد مستقبل المنطقة، وان تحقيق اهداف الاتفاق سيكون افضل نتيجة لسوريا، وان هناك اطرافا عديدة لديها خطط واحلام بشأن سوريا، لكن هذا الاتفاق سيفشل مخططات من ينصبون الافخاخ. انا اوافق على كل كلمة قالها رئيس الجمهورية. نعم، هناك اطراف تنصب الافخاخ، وعلى رأسها اسرائيل التي قتلت خلال عامين سبعين الف فلسطيني دون تمييز بين طفل وامرأة.

وتطرق جاندار الى تصريحات وزير الخارجية هاكان فيدان المتعلقة بالعمليات ضد القوى الكردية في سوريا، واعتبر قوله ان صبر الاطراف المعنية بدأ ينفد لغة تهديد، وقال:متى قال رئيس الجمهورية هذه الكلمات؟ في 13 كانون الاول، اي قبل اسبوع فقط. وبعد اقل من اسبوع، نشرت وكالة الاناضول خبرا جاء فيه ان وزير الخارجية قال اننا لا نرغب بالعودة الى المسارات العسكرية، لكن على قوات سوريا الديمقراطية ان تدرك ان صبر الاطراف المعنية ينفد. هل هذه هي نفس اللغة التي استخدمها رئيس الجمهورية؟ هذه لغة تهديد، لغة ستسمم المسار داخل تركيا. هل بهذه اللغة ستعززون الاخوة الكردية التركية التي تتحدثون عنها منذ الف عام؟

واضاف جاندار موجها كلامه مباشرة الى رئيس الجمهورية: اضبطوا وزير خارجيتكم. اللغة التي يستخدمها وزير الخارجية تجعل من المستحيل كتابة الملحمة التي قال رئيس الجمهورية اننا سنكتبها معا.

واكد جاندار ان قوات سوريا الديمقراطية ليست الطرف المستهدف باتفاق 10 اذار بل هي احد الموقعين عليه، موضحا ان الاتفاق يحمل توقيعين فقط، توقيع احمد الشرع بصفته رئيسا انتقاليا لسوريا، وتوقيع مظلوم عبدي بصفته القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية.

وقال ان قوات سوريا الديمقراطية لم توصف قبل الاتفاق ولا بعده بانها منظمة ارهابية، مشيرا الى مفارقة ان هيئة تحرير الشام التي تحكم في دمشق ما زالت مدرجة على لوائح الارهاب لدى مجلس الامن الدولي بموجب القرارات 1267 و1989 و2253، ولم تخرج منها حتى نهاية عام 2025، كما ان احمد الشرع نفسه لم يرفع اسمه من قوائم الارهاب الا قبل شهر ونصف فقط.

واضاف ان تركيا تتعامل منذ اشهر مع هذه الهيئة، وفي الوقت نفسه تطالب قوات سوريا الديمقراطية بالالتزام باتفاق 10 اذار، متسائلا: من يقول ماذا لمن؟

واكد ان اتفاق 10 اذار ليس نصا مقدسا، بل وثيقة من ثماني مواد، وان نظام دمشق لم ينفذ حتى الان المواد الاولى والثانية والخامسة منها، بينما تركز انقرة فقط على المادة الرابعة المتعلقة بدمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية.

واشار جاندار الى انه عند توقيع الاتفاق لم تكن هناك دولة سورية قائمة فعليا، لكنه شدد على ان هناك حوارا قائما بين الاطراف رغم انقطاعه احيانا، داعيا تركيا الى دعم هذا الحوار بدلا من استخدام لغة التهديد، وعدم دفع اي طرف سوري باتجاه اسرائيل.

وختم جاندار بالقول ان نجاح الحوار السوري السوري سيساهم في تعزيز مسار السلام داخل تركيا وترسيخ الاخوة الكردية التركية، مؤكدا مرة اخرى: لا يمكنكم الفصل بين كورد تركيا وكورد سوريا.


21/12/2025