أقيمت الاربعاء، في مدينة السليمانية، مراسيم خاصة باحياء الذكرى الثامنة لفاجعة وابادة الايزيديين تحت شعار (جراح شنكال والايزيديين لن تلتئم الا باعادة الاعمار)، بإشراف شاناز ابراهيم أحمد المشرفة على مراكز تنظيمات (السليمانية، جمجمال، شارزور، كرميان ورابرين) وليلوز ابراهيم احمد، وبحضور جمع غفير من الشخصيات والمسؤولين السياسيين والحكوميين.
وخلال المراسيم، وُصف دور الاتحاد الوطني الكردستاني في الدفاع عن الايزيديين، بالتاريخي والمسؤول، كما تم تكريم السيدة هيرو إبراهيم أحمد وشناز إبراهيم أحمد ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني، لحرصهم وايلائهم الاهتمام بشنكال والايزيديين.
وحضر المراسيم داود جندي رئيس لجنة تنظيم المراسيم، مسؤول مركز تنظيمات شنكال للاتحاد الوطني الكردستاني، اذ قال في كلمة له: ان المراسم نظمت باشراف شاناز ابراهيم احمد، ومركز تنظيمات شنكال للاتحاد الوطني الكردستاني بالتعاون مع مكتب تنظيمات الاتحاد الوطني وتحت شعار (جراح شنكال والايزيديين لن تلتئم الا باعادة الاعمار)، فيما تحدث خلال جزء اخر من كلتمه حول الفاجعة والاوضاع الحالية في شنكال واوضاع الايزيديين.
كما وضعت باقات زهور التقدير والوفاء للسيدة هيرو ابراهيم احمد وشاناز ابراهيم احمد، فيما خصصت فقرة اخرى من المراسيم لمعرض فوتوغرافي للمصور ناصح علي خياط تحت عنوان (شنكال في المحنة).
دعم الإيزديين واجب قانوني ومهمة أخلاقية وإنسانية
كما وجرت الاربعاء 3/8/2022، بحضور نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان، ممثل مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق، ممثلي الأمم المتحدة وقناصل وممثليات الدول الأجنبية، المسؤولين الحزبيين والحكوميين في حدود محافظتي دهوك والموصل، أهالي وذوي الضحايا وعدد كبير من المواطنين الإيزديين، مراسم للذكرى الثامنة للإبادة الجماعية للإيزديين في سنجار وضواحيها من قبل تنظيم داعش الارهابي وذلك في قضاء سيميل التابع لمحافظة دهوك.
وفي المراسم وبعد إلقاء عدد من الكلمات من قبل محافظ دهوك ووزير شؤون الشهداء، ألقى رئيس الاقليم كلمة قال فيها :نستذكر اليوم جميعنا بقلوب ملؤها الحزن الذكرى السنوية الثامنة للإبادة الجماعية لسنجار، التي هي كبرى فواجع القرن الحادي والعشرين، والتي ألمّت بالإيزديين وشعب كردستان. فننحني إجلالاً للأرواح الطاهرة للشهداء والقرابين الإيزديين.
الفاجعة التي أتاها داعش، باتت صفحة أخرى دامية في تاريخ كردستان وفرماناً آخر ضد الإيزديين. إذ راح ضحيتها خمسة آلاف طفل وامرأة ورجل إيزدي، ولا يزال هناك 2717 مختطفاً إيزدياً ولا يزال 325 ألف إيزدي يقطنون مخيمات النازحين، ولجأ مائة ألف إيزدي إلى مختلف دول العالم، كما تعرض أغلب سنجار للدمار وبات أهله في حالة مزرية وبلا مأوى.
تصوروا، أنه تم خلال أيام قلائل رمي آلاف الإيزديين بالرصاص، وتم دفنهم في قبور جماعية. واختطفت آلاف الفتيات والسيدات وتم بيعهن في أسواق النخاسة. وجرت محاولات كثيرة لاجبارهن على تغيير ديانتهن.
واضاف:"من هنا أدعو كل الدول والمنظمات العالمية إلى مساندة منطقة سنجار، والشعب الإيزدي الذي تعرض للإبادة الجماعية. المهم دعم الإيزديين في إعمار منطقة سنجار وتأمين الخدمات وكل احتياجات الإيزديين على أرضهم. اللجوء إلى دول العالم خطر عظيم على الإيزديين ويهدد بفناء الإيزديين.
ومثل جميع فئات شعب كردستان، تعرض الإيزديون للإبادة الجماعية على يد الأنظمة العراقية السابقة كافة، هدم النظام السابق العشرات من قرى الإيزديين وتعرض الكثير من الإيزديين للاعتقالات الجماعية والتغييب، وتغيير هويتهم. وبعد العام 2003، تعرضوا للهجمات الوحشية من جانب القاعدة، ومن بينها رمي 40 عاملاً إيزدياً بالرصاص في الموصل، والقتل الجماعي في كرعزير وسيبا شيخدر. بعدها أقدم داعش على إبادة جماعية منظمة لمنطقة سنجار.
مما يستحق الثناء، أن برلمان كردستان أقر القتل الجماعي في سنجار كجريمة إبادة جماعية، وكذلك صدور قانون دعم الناجيات الإيزديات ومن الأقليات الأخرى من جانب البرلمان العراقي. وقام فريق الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم داعش (يونيتاد) بجمع آلاف الوثائق لاستخدامها في المحكمة، وهناك محاولات في العديد من الدول لإقرار فاجعة سنجار كإبادة جماعية.
إن تحويل سنجار إلى محافظة وتخصيص ميزانية لهذا الغرض، قد يكون عاملاً جيداً للغاية لحل مشاكل سنجار ومحو آثار الفاجعة. كما أن هذه الخطوة ستطمئن أهالي المنطقة ليعودوا إلى أرض آبائهم وأجدادهم.
لهذا الغرض، أدعو كل الأطراف الكردستانية والعراقية إلى دعم هذا المقترح، وأدعو المنظمات المحلية والعالمية والدولية إلى عدم تجاهل واجباتها تجاه الإيزديين وتجاه أهالي سنجار الاحبة.
وحسب الآراء فإن الإيزديين مازالوا منهكين وتائهين. بعد الإبادة الجماعية التي حاقت بهم، يحتاج الإيزديون إلى رعاية خاصة ويجب ان يُمنح لهم ذلك.
الكاظمي للايزيديين: الإنصاف والعدالة لقضيتكم قدرٌ لا بد منه
واستذكر رئيس مجلس الوزراء الاتحادي مصطفى الكاظمي الاربعاء، الجرائم الوحشية التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية بحق الأيزيديين، مؤكداً أن الإنصاف والعدالة لقضيتهم قدرٌ لا بد منه.
وقال الكاظمي في تغريدة على منصة تويتر "نستذكر بأسى ولوعة الجريمة النكراء بحق أهلنا الأيزيديين العراقيين". واضاف: أن "الإنصاف والعدالة لقضيتكم قدرٌ لا بد منه، فوجودكم الراسخ على أرض العراق الطيبة لا يمكن التنازل عنه". وتابع، أنه "حضوركم قلب نابض بالتآخي والألفة مع إخوانكم من بقية أطياف شعبنا".
الحلبوسي: نعمل لإنصاف الايزديين
كما استذكر رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الأربعاء، الذكرى الثامنة لإبادة الإيزيديين.
وقال الحلبوسي في تدوينة "مازلنا نعمل مع الجهات المختصة لإنصافهم وتحصيل كامل حقوقهم".
واشنطن تدعو لتطبيق قانون الناجيات الإيزيديات
بدورها أكدت السفيرة الامريكية لدى العراق ألينا رومانوسكي التزام بلادها بعدم تمكين تنظيم داعش الارهابي من فرض أيديولوجيته مرة أخرى، مشددة على ضرورة تنفيذ قانون الناجيات الايزيديات.
وقالت رومانوسكي في تغريدة لها الاربعاء، بمناسبة الذكرى الثامنة على فاجعة شنكال وارتكاب تنظيم داعش الارهابي مجازر إبادة جماعية ضد الايزيديين "ننضمّ اليوم إلى المجتمع الايزيدي في تذكّر أولئك الذين فُقِدوا وكذلك الناجين من الإبادة الجماعية على يد داعش"، مضيفة "نجدد إلتزامنا لضمان عدم تمكّن داعش من فرض أيديولوجيتها البغيضة مرةً أخرى".
وتابعت رومانوسكي "نُشجّع جميع الأطراف على تنفيذ اتفاقية شنكال وقانون الناجين الايزيديين".
احصائية رسمية عن ضحايا الايزيديين على يد داعش
الى ذلك، كشفت المديرية العامة لشؤون الايزيديين في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في اقليم كردستان يوم الاربعاء، عن احصائية جديدة باعداد الايزيديين المفقودين، خلال احتلال تنظيم داعش الارهابي لقضاء شنكال عام 2014.
وقال سعود مستو مدير عام شؤون الايزيديين في الوزارة، ان 6417 من الايزيديين اختطفوا اثناء احتلال ارهابيي داعش قبل 8 اعوام، مشيرا الى ان اعداد الناجين لغاية الان تبلغ 3554، كما تم العثور على 83 مقبرة جماعية. واضاف: ان احتلال عصابات داعش الارهابية لقضاء شنكال، اسفر عن تيتم 2745 طفلا، مشيرا الى ان اعداد النازحين من الايزيديين تبلغ 135 الف و560، فيما غادرت نسبة 20% من الايزيديين خارج البلاد، ويبلغ عدد الايزيديين في المانيا 150 الف لاجىء.
من جانبه قال حسين قائدي مدير مكتب تحرير المختطفين الإيزيديين: ان الجهود مستمرة لاعادة المختطفين والمختطفات من غرب كردستان، مشيرا الى انه تم العثور على 8 مقابر جماعية تم فتح 33 منها.
"آلاف الايزيديين لا يزالون في عداد المفقودين"
في الأثناء، أعلن ديندار زيباري منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان الأربعاء، أن نحو 3000 إيزيدي لايزالون في عداد المفقودين منذ أن هاجم تنظيم داعش قضاء شنكال في صيف العام 2014، مؤكدا في ذات الوقت نزوح 1400 أسرة من القضاء المذكور جراء عدم الاستقرار الأوضاع الأمنية في شنكال.
وقال زيباري في مؤتمر صحفي عقده في اربيل بمناسبة مرور 8 سنوات لهجوم داعش على شنكال، إن مجلس وزراء حكومة إقليم كردستان اصدر القرار رقم 5170 بتاريخ 21/8/2014 بتشكيل لجنة عليا لتعريف الجرائم المرتكبة ضد الأيزيديين على أنها إبادة جماعية. عملت اللجنة على مر السنين لتدويل القضية و رفع شكاواهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف أنه أعيد تفعيل اللجنة في الحكومة الحالية وتواصل تهيئة الظروف للاعتراف بمأساة الإيزيديين و مكونات سهل نينوى كونها إبادة جماعية وتقديم إرهابيي داعش إلى العدالة. اضافة الى ذلك تم تكليف مكتب منسق التوصيات الدولية بالتنسيق مع فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة في جرائم داعش (UNITAD) يتواصل مكتب المنسق مع المؤسسات المعنية وقد تم تقديم العديد من الوثائق ذات الصلة إلى الفريق الاممي حتى الآن.
وحول تعريف جرائم داعش على الصعيد الدولي قال منسق التوصيات الدولية: وثقت حكومة إقليم كردستان ملفات آلاف المختطفين الأيزيديين وبدأت أرشفة وثائق المخطوفين الأيزيديين في 1 كانون الأول 2021 وانتهت في 3 نيسان، خلال هذه الفترة تم أرشفة 3،543 حالة (5،393) صفحة، كما تم تقديم الدعم النفسي لأكثر من (2،234)ضحية.
لتوثيق جرائم داعش قال زيباري، إن حكومة إقليم كردستان نسقت مع يونيتاد، ومن خلال لجنة التحقيق وجمع الأدلة والمعالجة (CIGE)، قامت بأرشفة أكثر من 73،912 صفحة من الأدلة إلكترونياً لهذه الجرائم. بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم (4206) قضايا إلى المحاكم كشكاوى. ومن بين هذه الحالات، تم اكمال (1778) قضية، و يجري العمل على (2428) قضية.
وحول جهود الحكومة لانقاذ المختطفين اوضح منسق التوصيات الدولية، إن حكومة إقليم كردستان بذلت جهودا دؤوبة للإفراج عن المختطفين، فشكلت لجنة لجمع المعلومات و التحقيق في قضايا المخطوفين وخصصت ميزانية لهذا الغرض. اعتبارًا من يوليو 2022، تم إنقاذ 3554 شخصًا: من بينهم 1207 من النساء و 339 من الرجال و 1051 من الإناث و 957 من الأطفال الذكور. بالإضافة إلى ذلك لا يزال 2717 شخصًا في عداد المفقودين.
منسق التوصيات الدولية في حكومة الاقليم اشار الى التعاون القائم بين حكومة الاقليم و اليونيتاد قائلا: كجزء من مشروع الارشفة الإلكترونية لجرائم داعش، ساعدت حكومة إقليم كردستان يونيتاد في الوصول إلى المحفوظات الوثائقية المتعلقة بجرائم داعش التي تم جمعها و حفظها من قبل حكومة إقليم كردستان، بما يتماشى مع التزام العراق بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2379 لمحاكمة داعش على المستوى الدولي.