×

  المرصد الروسي

  الاستفتاءات الروسية..الغرب يرفض ومجلس الأمن يخفق في تمرير قرار الادانة



تقرير فريق الرصد والمتابعى

 

بسبب استخدام روسيا لحق النقض(الفيتو)، فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قدمته الولايات المتحدة وألبانيا لإدانة الاستفتاءات الروسية التي أجريت في الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا في الفترة من 23-27 أيلول/سبتمبر.

حصل مشروع القرار الذي حمل اسم "ما تسمى بالاستفتاءات غير القانونية في أوكرانيا"، على تأييد 10 دول أعضاء ورفض دولة واحدة (روسيا) وامتناع 4 دول أعضاء عن التصويت هي الصين، البرازيل، الهند، والغابون.

 

المندوبة الأمريكية: "الاستفتاء الزائف كان مجهزا في موسكو"

متحدثة مباشرة قبل التصويت على مشروع القرار، اقتبست السفيرة الأميركية، ليندا توماس-غرينفيلد ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة يوم أمس الخميس: "الميثاق واضح وأي ضمّ لأراضي دولة من قبل دولة أخرى نتيجة التهديد باستعمال القوة أو استخدامها هو انتهاك لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".

وقالت إن القرار يطالب كل الدول بعدم الإقرار بأي وضع مختلف في أوكرانيا ويطالب روسيا بسحب قواتها من روسيا بشكل فوري. وأضافت قائلة:

"نحن نتحدث عن دولة عضو في الأمم المتحدة وعضو في مجلس الأمن تسعى لضم أجزاء من دولة أخرى باستخدام القوة. ومخرجات هذا الاستفتاء الزائف كانت مجهزة في موسكو والكل يعرف ذلك"، على حد تعبيرها.

وأوضحت أن بلادها تقدمت بهذا القرار جنبا إلى جنب مع ألبانيا "دفاعا عن كل البلدان لكي تحظى بحق الأمان من أي غزو أو ضم... دفاعا عن السلام والأمن الدوليين".

 

روسيا تقول إن الاستفتاء "يتسق" مع مبادئ الميثاق الدولي

ومتحدثا قبل التصويت، اتهم فاسيلي نيبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة الدول الغربية بالتعمد لدفع بلاده لاستخدام حق النقض(الفيتو).

وقال إن "الغالبية العظمى من المقترعين فضلوا التصويت لصالح الانضمام"، واصفا ذلك بأنه كان "قرارا حرا واعيا" من قبل أولئك الناس.

وأوضح أن الاستفتاء "يتسق تماما مع مبادئ الميثاق الدولي على الرغم من مساعي الغرب وحتى الأمين العام إثبات عكس ذلك".

وأشار إلى أن أكثر من 100 مراقب دولي من ألمانيا وإيطاليا وفنزويلا ولاتفيا قاموا بالرقابة على هذا الاستفتاء وأقروا بأن النتائج كانت مشروعة".

 

"أكبر عملية ضم منذ الحرب العالمية الثانية"

أما مندوبة بريطانيا الدائمة، باربرا وودوارد فقالت إن الخطوة الروسية "تهدد آفاق السلام بشكل أكبر وتقوض مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة وأضافت:

"المناطق التي تدعي روسيا أنها ضمتها تمثل أكثر من 90 ألف كيلو متر مربع وهي أكبر عملية ضم لأراض أجنبية منذ الحرب العالمية الثانية. ما من حل وسط في هذا المضمار".

وتابعت: "بصفتنا أعضاء في مجلس الأمن نتحمل مسؤولية صون السلم والأمن الدوليين وإعلاء ميثاق الأمم المتحدة، ويجب علينا إدانة أفعال روسيا".

 

الإمارات تصف الخطوة الروسية بأنها "تصعيد خطير"

صوتت الإمارات العربية المتحدة لصالح مشروع القرار الأمريكي-الألباني.

ووصفت مندوبتها لدى الأمم المتحدة، السفيرة لانا زكي نسيبة، ضم روسيا "لأربع مناطق" إلى الاتحاد الروسي بأنه "تطور خطير" في هذا النزاع.

وقالت إن هذه الخطوة ستجعل عملية إيجاد حل سلمي أكثر صعوبة، "وتؤثر على سلامة أقاليم وسيادة واستقلال دولة عضو في الأمم المتحدة".

تقف النساء الهاربات من مناطق القتال في إقليمي دونيتسك ولوهانسك في طابور لتلقي المساعدات الإنسانية.

 وأكدت أن المسارات نحو التسوية السلمية لهذا النزاع تكمن في إيجاد حلول يشارك فيها الطرفان. وحثت روسيا وأوكرانيا على العودة إلى طاولة المفاوضات "سريعا ودون شروط مسبقة".

وأشارت إلى أن هذه الحرب طالت أكثر مما ينبغي وزهقت أرواحا أكثر مما ينبغي، مشددة على ضرورة المساعدة على خلق الظروف الملائمة للسلام.

وأعربت السفيرة الإماراتية عن استعداد بلادها للعمل مع كافة أعضاء مجلس الأمن "لإيجاد وسائل للتعامل الفعال مع الأسباب الجذرية لهذا النزاع ودعم المسار الدبلوماسي".

 

أوكرانيا: روسيا تحوّلت إلى ورم سرطاني في جسم مجلس الأمن

حيّا مندوب أوكرانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسا، أعضاء مجلس الأمن، مضيفا أنه يقرّ أيضا بوجود "ممثل روسيا الجالس في المقعد الدائم للاتحاد السوفيتي."

وقال: "لقد علت يده الوحيدة لتعترض على مشروع القرار، وهو ما يشهد مجددا على عزل روسيا ومحاولتها اليائسة في إنكار الواقع."

ووصف ما حدث اليوم في موسكو، في إشارة إلى التوقيع على ضمّ المناطق الأوكرانية، بأنه مسرحية تهدف لإنكار ما هو واضح، وتابع يقول: "النظام الروسي المعتدي والمغامِر يسير باتجاه هزيمته الوشيكة."

وأشار إلى أنه لن يعلّق على "أكاذيب" ليس لها علاقة بالواقع وأوضح بالقول: "في الواقع حاول بوتين أن يستولي على مناطق لا يسيطر عليها عسكريا حتى على الأرض. وفي الواقع تواصل القوات الأوكرانية عملياتها لتحرير أراضينا."

وكشف عن مقتل ما لا يقل عن 30 مدنيا وإصابة 88 بجراح في أعقاب القصف الروسي على زابوروجيا في وقت سابق اليوم (الجمعة)، واصفا ممارسات روسيا بالتطهيرية التي تتعمد قتل وتعذيب الأوكرانيين والضغط عليهم في الأراضي المحتلة.

وتابع يقول: "تمتلك أوكرانيا كل الحق لتحرير أراضيها وأبناء جلدتها وستواصل فعل ذلك بصرف النظر عن كلمات روسيا أو أفعالها."

وفيما يتعلق "بالاستفتاءات الصورية" قال إنها أوجه من الاعتداءات على دولة ذات سيادة وستتم محاسبة أي شخص انخرط في تنظيمها أو إجرائها.

وأكد أن الإخفاق في تمرير مشروع القرار بسبب الفيتو الروسي "يقوّض صورة وسلطة الأمم المتحدة ككل – وهو أمر غير عادل ومؤسف، لأن مجلس الأمن ليس سوى ركيزة واحدة من هذه المنظمة، لكنه مكسور."

لكنه استطرد قائلا: "لحسن الحظ، هذه المنظمة لا يزال بإمكانها الاعتماد على ركائز أخرى تُظهر بشكل متزايد العزم على النهوض واستخدام إمكانياتها لأعلى درجة في خضم الوضع الذي آل إليه مجلس الأمن."

ووصف وجود روسيا في مجلس الأمن بالسرطان: "إن غياب العلاج الضروري حوّل روسيا إلى ورم سرطاني، في جسم مجلس الأمن، يجب إزالته قبل أن ينتشر في منظومة الأمم المتحدة بأسرها."

وفي ختام كلمته أعرب عن تقدير بلاده للدول التي صوتت لصالح مشروع القرار.

 

فرنسا ستستمر في الوقوف إلى جانب أوكرانيا

من جانبه، قال السفير الفرنسي، نيكولا دوريفيير، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن لشهر أيلول/سبتمبر، إن المناطق التي ضمتها روسيا- تماما مثل القرم- تمثل جزءا لا يتجزأ من أوكرانيا وحدودها المعترف بها دوليا، مؤكدا أن "فرنسا لن تعترف أبدا بهذا الضم غير القانوني، ولا نتائج الاستفتاءات التي أجريت".

وقال إن هذه الخطوة تمثل "انتهاكا فادحا لسيادة واستقلال أقاليم أوكرانيا وكذلك لميثاق الأمم المتحدة."

وأدان استخدام روسيا لحق النقض(الفيتو)، متهما روسيا بإساءة استخدام المسؤوليات التي أعطيت له كعضو دائم في مجلس الأمن.

وأعرب عن أسفه لعدم تمكن المجلس "من الحديث بصوت واحد للدفاع عن سيادة وسلامة أقاليم دولة عضو" في الأمم المتحدة.

وقال إن فرنسا ستستمر في الوقوف إلى جانب أوكرانيا من أجل "مواجهة العدوان الروسي والسماح لها باستعادة كامل سيادتها على كل أقاليمها".

 

بيان وزراء خارجية دول مجموعة السبع بشأن الضم غير المشروع

وصدر نص البيان التالي عن وزراء خارجية دول مجموعة الدول الصناعية السبع، أي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي :

نحن وزراء خارجية دول مجموعة السبع، أي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي موحدون في إدانتنا بشديد العبارة لحرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا وانتهاكاتها المتواصلة لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها واستقلالها.

تشكل جهود الرئيس بوتين الرامية إلى ضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا إلى أراضي الاتحاد الروسي مستوى متدنيا جديدا لانتهاك روسيا الصارخ للقانون الدولي ومثالا آخر على انتهاكات روسيا غير المقبولة لسيادة أوكرانيا وميثاق الأمم المتحدة والمبادئ والالتزامات المتفق عليها في اتفاقية هلسنكي النهائية وميثاق باريس.

لن نعترف يوما بعمليات الضم المزعومة هذه ولا “بالاستفتاءات” المزيفة التي أجريت تحت تهديد السلاح.

نجدد دعوتنا لكافة الدول لتقوم بإدانة الحرب العدوانية الروسية ومحاولتها الاستيلاء على الأراضي بالقوة بشكل جازم، كما ندعو المجتمع الدولي الأوسع إلى رفض السياسة التوسعية الوحشية التي تنتهجها روسيا وجهودها الساعية إلى إنكار وجود أوكرانيا كدولة مستقلة وانتهاكها الصارخ للمعايير الدولية التي تضمن السلم والأمن الدوليين سيادة كافة الدول وسلامة أراضيها.

سنفرض تكاليف اقتصادية إضافية على روسيا وعلى الأفراد والكيانات التي توفر الدعم السياسي أو الاقتصادي لانتهاكات القانون الدولي هذه، سواء كانت داخل روسيا أو خارجها. دعمنا لحق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد حرب العدوان الروسية وحقها المطلق في استعادة أراضيها من روسيا ثابت لا يتزحزح.

ونعيد التأكيد على إدانتنا للخطاب الروسي النووي غير المسؤول، وهو لن يلهينا أو يثنينا عن دعم أوكرانيا طالما دعت الحاجة إلى ذلك.

ينبغي أن تضع روسيا حدا فوريا لحربها العدوانية وتسحب كافة قواتها ومعداتها العسكرية من أوكرانيا وتحترم استقلال هذه الأخيرة وسيادتها وسلامة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا. ونعيد التأكيد على أن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا وشبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من أوكرانيا.

 

بيان الرئيس الامريكي بشأن محاولات روسيا ضم أراض أوكرانية إليها

تدين الولايات المتحدة المحاولات المخادعة التي تقوم بها روسيا اليوم لضم أراض أوكرانية ذات سيادة إليها، فهي تخالف القانون الدولي وتدوس على ميثاق الأمم المتحدة وتزدري الدول المسالمة في كل مكان.

لا يخطئن أحد بالظن إن لهذه الإجراءات أي شرعية، إذ ستحترم الولايات المتحدة دائما وأبدا الحدود الأوكرانية بحسب ما هو معترف بها دوليا، وسنواصل دعم الجهود التي تبذلها أوكرانيا لاستعادة السيطرة على أراضيها من خلال تعزيز قواها العسكرية والدبلوماسية، بما في ذلك من خلال المساعدات الأمنية الإضافية بقيمة 1,1 مليار دولار والتي أعلنت عنها الولايات المتحدة هذا الأسبوع.

وتعلن الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء اليوم عن فرض عقوبات جديدة ردا على مزاعم روسيا الزائفة بضم الأراضي الأوكرانية، وستفرض هذه العقوبات تكاليف على أفراد وكيانات تقدم الدعم السياسي أو الاقتصادي سواء كانت في روسيا أو خارجها لمحاولات روسيا غير القانونية لتغيير وضع الأراضي الأوكرانية. وسنحشد المجتمع الدولي للتنديد بهذه التحركات ومحاسبة روسيا، كما سنواصل تزويد أوكرانيا بالمعدات التي تحتاج إليها للدفاع عن نفسها بدون أن تردعنا جهود روسيا الوقحة الرامية إلى إعادة ترسيم حدود جارتها. وأتطلع إلى التوقيع على قانون من الكونغرس يوفر 12 مليار دولار إضافية لدعم أوكرانيا.

أحث كافة أعضاء المجتمع الدولي على رفض محاولات روسيا غير القانونية لضم أراضي أوكرانيا والوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني طالما دعت الحاجة إلى ذلك.

 

بوتين :هذا المناطق باتت روسية

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية باتت روسية، كما ندّد في خطاب مطوّل بما سماه سيطرة الغرب على النظام العالمي، بينما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتخاذ بلاده "خطوة حاسمة" ردا على الإجراء الروسي.

وفي حفل استضافه الكرملين لمراسم الضمّ، ألقى بوتين خطابا مطولا أكد فيه أن ضم المناطق الأربع الجديدة للاتحاد الروسي يعبّر عن الإرادة الشعبية للملايين، وأنّ سكان تلك المناطق باتوا مواطنين روسيين إلى الأبد.

وحضّ الرئيس الروسي كييف على وقف جميع عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وقال "ندعو نظام كييف إلى التوقف فورا عن القتال، ووقف جميع الأعمال العدائية.. والعودة إلى طاولة المفاوضات".

وأضاف بوتين أن روسيا ستقوم بكل شيء للدفاع عن أراضيها، وعلى نظام كييف احترام ما وصفه بالإرادة الشعبية، مشددا على أن "القوة هي التي ستحدد المستقبل السياسي في العالم".

وأشار في هذا السياق إلى أن الغرب يحاول تغيير أسس النمو في العالم، ويمنع المجتمعات من التطور بوسائلها ومن الدفاع عن سيادتها.

ورأى أن الغرب "تخلى عن قيم الأسرة"، وأوضح أن "المجتمع الروسي لن يتقبل التوجهات الغربية والأنماط السلوكية الشاذة".

واتهم بوتين الولايات المتحدة بفرض سلطة الدولار على العالم بعد الحرب العالمية الثانية، ورأى أن "الغرب يريد تصنيفنا عدوا وأوروبا لا تريد حلا عمليا لأزمة الطاقة، الغرب لا يتراجع عن نشر الدعاية الكاذبة ضدنا، لكن هذه الأكاذيب لن تدفئ الأوروبيين في الشتاء".

كما هاجم السياسات الأوروبية قائلا إن أوروبا "تقبل بالخطط الاستعمارية الأميركية الجديدة، والغرب يستهدف شركاءنا والدول المجاورة لنا"، مضيفا أن "القيام بعمليات تخريبية وتفجيرات في خطوط الغاز في البلطيق هو ضمن وسائل مواجهة روسيا، والغرب هو المستفيد".

واتهم الرئيس الروسي الغرب بإنتاج أسلحة بيولوجية، واستخدام البشر في أوكرانيا حقول تجارب، كما أكد أن الولايات المتحدة وبريطانيا "حوّلتا دولا ومدنا إلى أطلال، وواشنطن خلّفت وراءها جثثا في بلدان عديدة".

وشدد في خطابه أيضا على أن روسيا بلد عظيم ولن يقبل أن يعيش على أساس "قواعد دولية مزورة"، وأنه ليس لدى الغرب أي حق أخلاقي في إملاء إرادته في حين يقسم العالم إلى دول متحضرة وأخرى متوحشة.

 

زيلينسكي : نطلب الانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي

في غضون ذلك، أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده اتخذت ما وصفها بالخطوة الحاسمة، بالتوقيع على طلب الانضمام السريع إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسا، مضيفا في فيديو بُث على الإنترنت أن "أوكرانيا لن تتفاوض مع روسيا ما دام بوتين رئيسا لروسيا الاتحادية.. سنتفاوض مع الرئيس الجديد".

وفي وقت سابق، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أن مجلس الأمن القومي والدفاع بحث تدابير ضمان الأمن الجماعي على المستويين الأوكراني والأوروبي.

كما أكدت أن الاجتماع الذي تمّ برئاسة زيلينسكي بحث التصدي لمحاولات روسيا ضمّ أراض أوكرانية، وذلك قبل الإعلان رسميا عن ضمها بالفعل من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

مزيد من ردود فعل دولية

**وفي أول ردود الفعل الدولية على خطاب بوتين وإعلانه ضم المناطق الأوكرانية، قالت وزارة الخارجية الصينية "موقفنا تجاه أوكرانيا ثابت، ويتمثل باحترام سيادتها مع مراعاة الهواجس الأمنية لأي دولة أخرى"، وأضافت "مستعدون للعمل مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد في أوكرانيا".

**من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن "الاتحاد الأوروبي ومواطنيه يقفون مع سيادة أوكرانيا وحقها في الدفاع عن أراضيها حتى تحريرها"، وأكد أن "روسيا تضع الأمن العالمي في خطر عبر ضم مناطق أوكرانية، ولن نعترف بهذه الخطوة".

***بدورها، قالت المفوضية الأوروبية إن شبه جزيرة القرم وخيرسون وزاباروجيا ودونيتسك ولوغانسك أراض أوكرانية، ولن نعترف أبدا بضمها إلى روسيا، مشددة على أن وحدة أراضي أوكرانيا غير قابلة للتفاوض وكذلك سيادتها.

**وأفادت وزارة خارجية بريطانيا بأنها أبلغت سفير روسيا "باحتجاجنا بأشد العبارات على الضم غير القانوني لأراض أوكرانية ذات سيادة".

**من جانبها، أكدت الخارجية الرومانية أنه يجب أن يرفض المجتمع الدولي الضم غير القانوني لأراض أوكرانية من قبل روسيا، كما قالت الخارجية النمساوية إن دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزاباروجيا ستبقى مناطق أوكرانية تماما مثل القرم.

**وأكدت الخارجية البولندية، من جانبها، أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى مكتوف الأيدي في مواجهة الانتهاك الروسي للنظام الدولي، كما قالت الرئاسة المولدوفية "ندين بشدة خطوة روسيا ضم مناطق محتلة بشكل غير قانوني بعد تصويت وهمي أجري بتهديد السلاح".

**وفي واشنطن، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إن بلاده لن تعترف أبدا بإعلان بوتين ضم أراض أوكرانية، مضيفا "لن نعطي أي أهمية لمحاولات بوتين تغيير خريطة أوروبا".

***وفي الشأن ذاته، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن "الناتو لن يدخل في نزاع عسكري مباشر مع روسيا، ونحن لسنا طرفا في الصراع، ودورنا يتمثل في حماية سيادة أوكرانيا"، مضيفا "نواجه في أوكرانيا حربا ذات خطورة طويلة الأمد، ودعمنا كييف لكي لا تكون للحرب كلفة باهظة علينا".

ورأى أن تهديد موسكو باستخدام أسلحة نووية ابتزاز للمجتمع الدولي وأن على روسيا إدراك أن لا فائز في أي تصعيد نووي، مؤكدا أنه "بعد لغة خطاب روسية طائشة وغير حكيمة، نرى الآن عملية ضم لأراض أوكرانية وهي خطوة تصعيدية خطيرة".

وتابع ستولتنبرغ "إذا أوقفت روسيا القتال فإن أوكرانيا ستقوم بالمثل"، داعيا بوتين إلى إنهاء الحرب على أوكرانيا، كما شدد على دعم حق كييف في اختيار مسارها وتقرير نوع التحالفات الأمنية التي ترغب فيها.

 

ما أهمية الأقاليم الأوكرانية الخمسة التي ضمتها روسيا إليها منذ عام 2014؟

هذه بعض المعلومات عن هذه المناطق التي تصفها كييف والغرب بالمحتلة والتي تشكل 19.4% من الأراضي الأوكرانية واستحوذ الروس على 11.9% منها منذ بداية الحرب في 24 فبراير/شباط، وفق تقديرات "معهد دراسات الحرب" (Institute for the Study of War).

 

لوغانسك ودونيتسك

تشكل هاتان المنطقتان -اللتان ينطق معظم سكانهما باللغة الروسية- حوض دونباس الصناعي في أوكرانيا. ومنذ 2014 حتى 2022، تواصل فيهما نزاع بين الانفصاليين الموالين لموسكو والقوات الأوكرانية.

وفي شباط/فبراير 2022، اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستقلال مناطق الانفصاليين وبرر الحرب التي شنّها في 24 فبراير/شباط على أوكرانيا بأنها ضرورة لإنقاذ الشعوب الناطقة بالروسية من الإبادة، حسب قوله.

وكان عدد سكان منطقة لوغانسك قبل الحرب يبلغ نحو 2.1 مليون نسمة، وتتشارك حدودا من 3 جهات مع روسيا. وحسب معهد دراسات الحرب، يخضع نحو 99% من أراضيها لسيطرة موسكو منذ الهجوم الروسي في الربيع ومطلع الصيف.

ومن بين المناطق الأربع التي أُجريت فيها استفتاءات أخيرا لوغانسك؛ وهي المنطقة الأكثر خضوعا للسيطرة الروسية، لكن ذلك حدث بعد تكبد خسائر عسكرية كبيرة، حسب ما يورده "معهد دراسات الحرب".

ومنذ الهجوم الأوكراني المضاد مطلع سبتمبر/أيلول، الذي أدى إلى استعادة جزء كبير من منطقة خاركيف المجاورة، تستعيد القوات الأوكرانية أيضا أراضي خسرتها في لوغانسك.

وكان عدد سكان منطقة دونيتسك المجاورة، حيث يُنظم استفتاء أيضا، يبلغ قبل اندلاع الحرب 4.1 ملايين نسمة، وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه هي ثالث أكبر مدينة في البلاد.

وقبل الحرب الروسية على أوكرانيا، كان نحو نصف أراضي المنطقة تحت سيطرة الانفصاليين. أما اليوم، فنحو 58% من الأراضي يخضع لسيطرة موسكو وحلفائها، خصوصا مدينة ماريوبول الساحلية التي تتواصل فيها المعارك، ولم تحرز القوات الأوكرانية هناك سوى تقدم بسيط في سبتمبر/أيلول.

 

زاباروجيا

تضم زاباريجيا التي يحدّها البحر الأسود أكبر محطة للطاقة النووية في البلاد، وتطل على نهر دنيبرو، وكان عدد سكانها قبل الحرب 1.63 مليون نسمة.

وحسب معهد دراسات الحرب، فإن 72% من مساحة زاباروجيا تحت سلطة موسكو وإدارتها العسكرية.

وتحمل كبرى مدن هذه المنطقة الاسم نفسه، وتسيطر عليها القوات الأوكرانية، إلا أن أكبر موانئها بيرديانسك هو بأيدي الروس.

وسقطت المحطة النووية الضخمة في قبضة الجيش الروسي في مارس/آذار، ومنذ ذلك الوقت يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بقصف محيطها، مما أثار خشية من التسبب بحادثة نووية؛ وتكثفت الدعوات لجعل المنطقة منزوعة السلاح، لكن من دون جدوى حتى الآن.

 

خيرسون

سقط نحو 88% من أراضي خيرسون الواقعة في أقصى غرب المنطقة التي تسيطر عليها موسكو، وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، بأيدي الروس في أول أيام الحرب.

وتُعد المنطقة التي تمتاز بأهمية كبرى للقطاع الزراعي الأوكراني إستراتيجية لموسكو لأنها تقع على حدود شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.

ومن شأن السيطرة الكاملة على خيرسون، وهو أمر مرتبط بالسيطرة على سواحل زاباروجيا ودونيتسك، أن تسمح لروسيا بإحداث شريط موصول بين كل المناطق التي تسيطر عليها في أوكرانيا، بما في ذلك القرم، حتى الأراضي الروسية.

وتشنّ القوات الأوكرانية هجوما مضادا على خيرسون، وقد أعلنت تحقيق بعض التقدم في الأشهر السابقة، وألحقت أضرارا بجسور فوق نهر دنيبرو في محيط المدينة لقطع خطوط إمداد القوات الروسية.

إضافة إلى ذلك، تكثفت الهجمات التي تستهدف مسؤولين روسيين وموالين للروس وقُتل عدد منهم.

 

القرم

ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في 2014 بعد استفتاء عدّته كييف والغرب غير قانوني. وكانت شبه الجزيرة السياحية والزراعية قد أدت دورا في تسميم العلاقات بين كييف وموسكو بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في عام 1991.

ومعظم سكان القرم ناطقون بالروسية، و"منح" الأمين العام للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي السابق نيكيتا خروتشوف ذو الأصول الأوكرانية شبه الجزيرة عام 1954 لأوكرانيا السوفياتية.

لكن في 27 فبراير/شباط 2014، استولت قوات موالية لروسيا على البرلمان المحلي حيث انتخب النواب المستدعون على عجل حكومة مؤيدة لموسكو.

وفي 16 مارس/آذار 2014، خلال الاستفتاء المفترض الذي دانه المجتمع الدولي، صوّت 97% من السكان "لمصلحة" الانضمام إلى روسيا، وفق موسكو.

وتمت المصادقة على الضم بعد يومين عبر معاهدة وقعها الرئيس فلاديمير بوتين بالأحرف الأولى.

ومن بين سكان القرم البالغ عددهم نحو مليونين، 59% هم روس و24% هم أوكرانيون و12% من التتار الذين يعيشون في المنطقة منذ القرن 13.

وبالاستيلاء على شبه جزيرة القرم -التي تمثل مساحتها 4.5% من الأراضي الأوكرانية- استعادت روسيا أيضا ميناء سيباستوبول الكبير، حيث لديها أسطول عسكري منذ القرن 18، يوفر لها باب خروج إلى البحر الأسود، ومنه إلى البحر المتوسط والشرق الأوسط.

ومنذ مايو/أيار 2018، تم ربط شبه الجزيرة بالبر الرئيسي لروسيا من خلال جسر كيرتش الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا.

وتستخدم روسيا القرم كقاعدة خلفية لوجستية، وهي بعيدة من القتال منذ مدة طويلة، لكنها شهدت انفجارات متكررة منذ أغسطس/آب في مطارات عسكرية أو مستودعات ذخيرة.

وتبنّت أوكرانيا في وقت لاحق تنفيذ الهجمات.


01/10/2022