×

  المرصد الصيني

  مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني يعزز موقع شي جين بينغ



 

*تقرير فريق الرصد والمتابعة

تم انتخاب شي جين بينغ أمينا عاما للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، وذلك خلال الجلسة الكاملة الأولى للجنة التي عقدت يوم الأحد، وفقا لبيان رسمي.وحضر الجلسة، التي ترأسها شي، 203 أعضاء باللجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني و168 عضوا احتياطيا.

وتم تعيين شي أيضا رئيسا للجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي الصيني خلال الجلسة.

وأعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذين تم انتخابهم خلال الجلسة هم: شي جين بينغ، لي تشيانغ، تشاو له جي، وانغ هو نينغ، تساي تشي، دينغ شيويه شيانغ، لي شي.

كما تم انتخاب أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خلال الجلسة، التي اعتمدت أعضاء أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الذين رشحتهم اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

وسمت الجلسة أعضاء اللجنة العسكرية المركزية.

ووافقت الجلسة على الأمين ونواب الأمين وأعضاء اللجنة الدائمة للجنة المركزية لفحص الانضباط الذين تم انتخابهم خلال الجلسة الكاملة الأولى للجنة المركزية الـ20 لفحص الانضباط.

 

العمل بجد لإنجاز مهامنا

وفور حصوله على تفويض جديد لخمس سنوات من اللجنة المركزية الجديدة، تعهد شي «العمل بجد لإنجاز مهامنا».وتؤكد اللجنة الدائمة الجديدة هيمنة شي جينبينغ على السلطة السياسية برأي محللين.

وقال ألفريد وو مولوان خبير السياسة الصينية في جامعة سنغافورة الوطنية: «كلهم رجال شي، هذا يظهر أنه يعتزم أن يحكم لأطول من ولاية ثالثة» وبالتالي إلى ما بعد 2027.

يذكر أنه مع تعذر التوصل إلى توافق حول مرشح في 2012 عمدت مختلف فصائل الحزب في نهاية المطاف إلى تعيين شي كمرشح توافقي.

غير أنه فاجأ الجميع لاحقا بإزالة خصومه للإمساك تدريجيا بكامل السلطات على رأس الحزب والبلد، قامعا بشدة أي معارضة.

وسعيا للبقاء في السلطة، أجرى شي عام 2018 تعديلا دستوريا ألغى بموجبه حد الولايتين المفروض على الرئيس.

و قال شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يوم الأحد، إن الصين ستفتح بابها أمام بقية العالم بشكل أوسع.وأضاف شي خلال لقاء مع الصحفيين في قاعة الشعب الكبرى ببكين: "سنعمل بثبات على تعميق الإصلاح والانفتاح بشكل شامل، والسعي لتحقيق تنمية عالية الجودة"، مشيراً إلى أن الصين المزدهرة ستخلق المزيد من الفرص للعالم.

وقال شي إنه ومثلما لا يمكن للصين أن تتطور بمعزل عن العالم، فإن العالم يحتاج إلى الصين من أجل تطوره.

وأضاف شي أنه وبعد أكثر من 40 عاماً من الإصلاح والانفتاح المستمرين، خلقت الصين معجزة مزدوجة من النمو الاقتصادي السريع والاستقرار الاجتماعي طويل الأجل.

وقال شي إن لدى الاقتصاد الصيني مرونة وإمكانات هائلة، مضيفاً: "إن أساساتها القوية لن تتغير، كما انها ستحافظ على مسار ايجابي على المدى الطويل .

و قال شي جين بينغ، ، إنه يتعين دوما على الحزب المضي قدما في الإصلاح الذاتي خلال مسيرته إلى الأمام.

 

مؤتمر يرفع الراية عاليا ويحشد القوى

وبعد اكتمال كل بنود جدول أعمال المؤتمر الوطني العشرين للحزب، ألقى شي جين بينغ خطابا وقال إنه وبفضل الجهود المشتركة من جميع المندوبين، تكلل المؤتمر بنجاح تام، وحقق أهدافه المتمثلة في توحيد الفكر وترسيخ الثقة وتحديد الاتجاه وتشجيع الإرادة النضالية.

 وإنه مؤتمر يرفع الراية عاليا ويحشد القوى ويدعو إلى التضامن للتقدم إلى الأمام.

وحلل التقرير المقدم من لجنة الحزب المركزية التاسعة عشرة الذي أجازه المؤتمر الأوضاع الدولية والمحلية، وطرح شعار المؤتمر الوطني العشرين للحزب، واستعرض ولخص الأعمال في السنوات الخمس المنصرمة والتغييرات العظيمة خلال عقد من العصر الجديد، وأوضح المسائل المهمة بما فيها فتح آفاق جديدة لصيننة الماركسية وعصرنتها، والخصائص الصينية والمطالب الجوهرية للتحديث الصيني النمط، وأجرى تخطيطا إستراتيجيا لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية، ووضع ترتيبات كاملة خاصة بالدفع المخطط للترتيبات الشاملة لـ"التكامل الخماسي" والدفع المنسق للتخطيطات الإستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة"، وبيّن اتجاه التقدم وحدد مرشد العمل لتطوير قضايا الحزب والدولة في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد وتحقيق هدف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، رافعا الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، ومتمسكا بالماركسية اللينينية وأفكار ماو تسي تونغ ونظرية دنغ شياو بينغ وأفكار "التمثيلات الثلاثة" الهامة ومفهوم التنمية العلمية، ومطبقا على نحو شامل لأفكار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد.

 ومثّل هذا التقرير بلورة لحكمة الحزب وأبناء الشعب، وبيانا سياسيا وبرنامج عمل لحزبنا في الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقيادتهم في كسب انتصار جديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، كما أنه وثيقة منهجية ماركسية.

 

الأهمية القصوى لإدارة الحزب بانضباط صارم

 ولخص تقرير أعمال اللجنة المركزية التاسعة عشرة لفحص الانضباط للحزب الذي أجازه المؤتمر الاستكشافات التطبيقية والمنجزات المهمة للجان فحص الانضباط من مختلف المستويات خلال دفع إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل تحت القيادة الوطيدة للجنة الحزب المركزية منذ المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب،

وأوضح الأهمية القصوى لإدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل ودفع تنفيذ المشروع العظيم الجديد لبناء الحزب في العصر الجديد بشكل معمق لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية، وكشف عن المغزى المهم لقيادة الثورة الاجتماعية بثورة الحزب الذاتية، وأعلن عزيمة الحزب الراسخة على دفع بناء أسلوب عمله والحكم النزيه ومكافحة الفساد بيقظة وثبات دون توقف على الطريق أبدا. أما مشروع تعديل دستور الحزب الذي أجازه المؤتمر، فجسد المنجزات التي حققها الحزب في الابتكار النظري والتطبيقي والمؤسسي منذ مؤتمره الوطني التاسع عشر، وطرح مطالب واضحة بشأن التمسك بقيادة الحزب الشاملة وتعزيزها ودفع إدارة الحزب بانضباط صارم وعلى نحو شامل بثبات لا يتزعزع والمثابرة على بناء الحزب وتحسينه وتحفيز ثورة الحزب الذاتية. وحشدت اللجنة المركزية الجديدة للحزب التي انتخبها المؤتمر مسؤولين رفيعي الكفاءة في مجال الحكم وممثلين ممتازين للحزب في مختلف المناطق والدوائر والجبهات والقطاعات، ومزاياهم جيدة وانتشارهم متوازن وتكوينهم معقول، وهم مستوفون لمتطلبات لجنة الحزب المركزية وتطلعات الكوادر والجماهير وواقع المجموعات القيادية وصفوف الكوادر، فمن المؤكد أن يتحملوا المهمة التاريخية الجسيمة لتوحيد وقيادة جميع أعضاء الحزب وأبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد في بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية. وانتخب المؤتمر أيضا لجنة مركزية جديدة لفحص الانضباط. وتحدونا ثقة بأن مختلف القرارات والترتيبات المتخذة وشتى المنجزات المحققة في المؤتمر الوطني العشرين للحزب ستؤدي حتما دورا إرشاديا وضامنا مهما للغاية في بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية وفي تحقيق نصر جديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

وأكد شي جين بينغ على أننا وبصفتنا مندوبين في المؤتمر الوطني للحزب، لدينا رسالة مجيدة ومسؤولية جليلة، فلا بد لنا من دوام تذكر غاية الحزب الأصلية ورسالته، وترسيخ المثُل العليا والعقيدة السياسية، وتطوير روح تأسيس الحزب العظيمة، والدراسة والاستيعاب الجدي لنظريات الحزب وخطوطه ومبادئه وسياساته، وتنفيذ وتطبيق التخطيط الإستراتيجي للجنة الحزب المركزية بشأن بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل والدفع الشامل لعملية النهضة العظيمة للأمة الصينية، ودراسة دستور الحزب والالتزام به وتنفيذه وصونه بوعي أكثر، والحفاظ على التوافق التام مع لجنة الحزب المركزية أيديولوجيا وسياسيا وعمليا؛ ولا بد لنا من دوام تذكر أن الدولة هي الشعب والشعب هو الدولة، وتطبيق الهدف الأساسي المتمثل في خدمة الشعب بكل أمانة وإخلاص، والحفاظ على ارتباطنا بجماهير الشعب ارتباط اللحم بالدم، والوقوف إلى جانب أبناء الشعب دائما ومشاركتهم في التفكير والعمل، والمبادرة بالتعبير عن مطالب الجموع الغفيرة من أعضاء الحزب وجماهير الشعب، والأداء الصحيح لواجبات المندوبين، والخضوع بوعي لرقابة الحزب والشعب؛ ولا بد لنا من دوام التذكر لما يهم المصالح الحيوية للبلاد، ورفع القدرة على تقييم الأمور واستيعابها وتنفيذها الصحيح سياسيا، والسير في مقدمة الصفوف لحماية سلطة لجنة الحزب المركزية وقيادتها الممركزة والموحدة، والالتزام بالانضباط السياسي والقواعد السياسية، وتعزيز التهذيب الذاتي بروح الحزب وترقية الكفاءة والقدرة، والإسهام بكل ما لدينا من حكمة وقوة في قضايا الحزب والشعب، والعمل كقدوة يُحتذى بها لكل أعضاء الحزب حتى لا نخيب ثقة الجموع الغفيرة من أعضاء الحزب فينا.

وقال شي جين بينغ إنه وخلال فترة انعقاد المؤتمر، قدمت اللجان المركزية لمختلف الأحزاب الديمقراطية واتحاد الصناعة والتجارة لعموم الصين والشخصيات من كافة القوميات والأوساط تهانيها للمؤتمر، وعبرت الجموع الغفيرة من جماهير الشعب عن تهانيها للمؤتمر بوسائط متنوعة، كما بعثت الأحزاب والمنظمات في كثير من الدول برسائل وبرقيات التهنئة إلى المؤتمر، فيطيب لهيئة رئاسة المؤتمر أن تعبر لهم عن شكرها الخالص.

 

 

بدأ رحلته إلى الامتحان الجديد

وأكد شي جين بينغ على أن الحزب الشيوعي الصيني قطع مسيرة الكفاح الممتد لمائة عام، وبدأ رحلته إلى الامتحان الجديد. وعلى مدار المائة عام الماضية، كان الحزب يتحد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد ويقودهم لتحقيق انتصارات عظيمة في الثورة الديمقراطية الجديدة والثورة والبناء الاشتراكيين والإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية، واستهلال العصر الجديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية. إن المنجزات المحققة في المائة عام الماضية كانت مشرقة للغاية، وحزب المائة عام العظيم لا يزال في ريعان شبابه.

ولدينا ثقة وقدرة تامتان على خلق معجزات جديدة أعظم تبهر العالم في المسيرة الجديدة خلال العصر الجديد.

وينبغي لكل أعضاء الحزب الالتفاف الوثيق حول لجنة الحزب المركزية، ورفع الراية العظيمة للاشتراكية ذات الخصائص الصينية عاليا، وترسيخ الثقة بتاريخ كفاح الحزب، وتعزيز المبادرة باستيعاب قانون التاريخ، والجرأة على النضال والإقدام على كسب النصر، والانكباب على العمل والمضي قُدما بهمة وعزم، للاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في أنحاء البلاد وقيادتهم لخوض الكفاح من أجل تحقيق كافة الأهداف والمهام المحددة في المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني.

 

 الصين تواصل دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية

و أعرب شي جين بينغ، عن تعهد الصين للالتزام بتعزيز بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وقال:"سنعمل مع الشعوب من جميع الدول الأخرى على تعزيز القيم الإنسانية المشتركة مثل السلام، والتنمية، والإنصاف، والعدالة، والديموقراطية، والحرية لحماية سلام العالم ودفع تنميته، كما سنواصل تعزيز أعمال بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية."

وأضاف شي أن الحزب الشيوعي الصيني دعا باستمرار شعوب العالم إلى الإمساك بمستقبل البشرية وتقرير مصيرها، مؤكدا على التحديات غير المسبوقة التي تواجه العالم حالياً.

وأضاف شي: "عندما تسعى جميع الدول وراء قضية الصالح العام، يمكننا أن نعيش في تناغم، وننخرط في التعاون متبادل المنفعة، ونتكاتف لخلق مستقبل أكثر إشراقاً للعالم بأسره."

 

المصاعب والصقل الثوري على مدار القرن

واكد انه لايمكن لحزب سياسي أن يحقق مجدا خالدا إلا إذا ظل ملتزما بغايته الأصلية، حتى وإن عانى من كافة التقلبات والاختبارات كافة؛ كما لا يمكن لأي حزب سياسي أن يُقهر إذا ظل ملتزماً بالإصلاح الذاتي، حتى وإن له ماض مجيد.

وإن المصاعب والصقل الثوري على مدار القرن، وخاصة في العقد الأول من العصر الجديد، جعلت الحزب الشيوعي الصيني أقوى وأكثر ديناميكية. وفي مواجهة التحديات والاختبارات الجديدة في المسيرة الجديدة، يتوجب علينا الحفاظ على حالة التأهب القصوى والبقاء متيقظين وحصيفين على طريق خوض الامتحان، ودفع إدارة الحزب بانضباط صارم على نحو شامل وبجهود حثيثة ودؤوبة، من أجل جعل الحزب الممتد تاريخه لمائة عام مصدر حيوية جديدة، وليظل السند الأكثر موثوقية وقوة لأبناء الشعب الصيني في الفترات التاريخية المختلفة".

ونوه شي جين بينغ إلى أنه "في المسيرة الجديدة، يجب علينا مواصلة تعميم القيم المشتركة للبشرية. يواجه العالم اليوم تحديات غير مسبوقة، وندعو دائما شعوب العالم إلى التحكم بمستقبل البشرية وتقرير مصيرها. عندما تسعى جميع الدول وراء قضية الصالح العام، يمكننا أن نعيش في تناغم، وننخرط في التعاون متبادل المنفعة، ونتكاتف لخلق مستقبل أكثر إشراقاً للعالم بأسره. وسنعمل مع الشعوب من جميع دول العالم على تعزيز القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية للحفاظ على سلام العالم ودفع تنميته، ومواصلة تعزيز أعمال بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية".

 

العالم يحتاج إلى الصين من أجل تطوره

واستطرد شي جين بينغ قائلا إن الصين لا يمكن أن تتطور بمعزل عن العالم، وإن العالم يحتاج إلى الصين من أجل تطوره، مضيفا أنه "بعد أكثر من 40 عاما من الإصلاح والانفتاح المستمرين، خلقت بلادنا معجزة مزدوجة من النمو الاقتصادي السريع والاستقرار الاجتماعي طويل الأجل. يتمتع الاقتصاد الصيني بمرونة قوية وإمكانات هائلة ومجال كبير للمناورة، وإن أسسه القوية لن تتغير وستحافظ على مسار إيجابي على المدى الطويل. وإن الصين ستفتح بابها أمام بقية العالم بشكل أوسع. وسنعمل بثبات على تعميق الإصلاح والانفتاح على نحو شامل، والسعي لتحقيق تنمية عالية الجودة، وإن الصين المزدهرة ستخلق المزيد من الفرص للعالم".

وأردف شي جين بينغ "إننا نمضي قُدما في مسيرة طويلة ممتلئة بالأمجاد والأحلام. لقد رُسمت الخطوط العريضة المستقبلية، ونُفخ بوق النداء. يجب علينا إذكاء روح العمل بجد وحماس، والتقدم إلى الأمام بشجاعة وعزيمة من أجل خلق مستقبل أكثر إشراقا".

وختم شي جين بينغ كلمته قائلا "إن أصدقاءنا من الصحافة قد قاموا بأعمال التغطية للمؤتمر بصورة مستفيضة خلال الأيام الماضية، وبمساعدتهم، تمكنا من إسماع صوت الصين ووجهات نظر الحزب الشيوعي الصيني، ما لفت أنظار العالم". وأعرب عن شكره على عملهم الشاق، ورحب بهم لزيارة المزيد من الأماكن في الصين، لتقديم قصص صادقة غير متحيزة للعالم عن البلاد والحزب الشيوعي الصيني والعصر الجديد الذي تشهده البلاد.

 

شي... «وريث الثورة»

عندما تولى شي جينبينغ السلطة عام 2012، توقع المراقبون أن يكون زعيم الحزب الشيوعي الأكثر تقدمية في تاريخ الصين، بسبب تكتمه وتاريخه العائلي... بعد 10 سنوات، سقطت هذه التوقعات بالكامل.

شي؛ الذي أصبح أمس الأحد بعد فوزه بولاية ثالثة تاريخية على رأس الحزب أقوى زعيم للصين منذ ماو تسي تونغ، أظهر طموحاً بلا حدود وتصلباً حيال المعارضة ورغبة في السيطرة هيمنت على جميع مفاصل الحياة في الصين الحديثة تقريباً.

لم تكن طفولته تدل على صعوده بهذا الشكل في الحزب الشيوعي الصيني.

كان والده شي تشونغ شون بطلاً ثورياً وأصبح نائباً لرئيس الوزراء، ثم هدفاً لماو تسي تونغ خلال الثورة الثقافية.

فقد شي جينبينغ مكانته بين ليلة وضحاها، ويبدو أن أختاً له من أبيه انتحرت بسبب الاضطهاد.

وقال هو نفسه إنه أصبح منبوذاً من قبل زملائه في المدرسة، وهي تجربة يقول عالم السياسة ديفيد شامبو إنها ساهمت في منحه «إحساساً بالانفصال العاطفي والنفسي والاعتماد على الذات منذ سن مبكرة».

في سن الخامسة عشرة فقط أُرسل شي للعمل في ظروف قاسية في الريف حيث كان ينقل الحبوب وينام في كهف ويقول إنه «صُدم» خلال هذه الفترة.

وروى لصحيفة «واشنطن بوست» في 1992 عن جلسات اضطر خلالها لإدانة والده. قال حينذاك: «حتى إذا كنت لا تفهم؛ فأنت مجبر على الفهم». وأضاف أن «ذلك يجعلك تنضج قبل الأوان».

 

لم يكن رجلاً عادياً

اليوم أصبح الكهف الذي كان ينام فيه موقعاً سياحياً لإظهار اهتمامه بالأكثر فقراً. رسم أحد السكان صورة لشخصية شبه أسطورية تقرأ كتباً في فترات الراحة، مؤكداً أنه «لم يكن رجلاً عادياً». وبسبب إرث والده، رُفض طلبه الانضمام إلى الحزب الشيوعي مرات عدة قبل أن يقبل.

في 1974 أصبح شي زعيماً للحزب في قريته. وقد بدأ على حد قول أدريان غيغس: «عند مستوى منخفض جداً»، وتسلق سلم السلطة إلى أن أصبح حاكم مقاطعة فوجيان في 1999، ثم زعيم الحزب في تشيجيانغ في 2002، وأخيراً في شنغهاي في 2007.

وفي نهاية سبعينات القرن الماضي بعد وفاة ماو، جرى رد الاعتبار لوالده مما عزز موقعه.

بعد طلاق زوجته الأولى، تزوج شي من مغنية الأوبرا بينغ ليوان في 1987 عندما كانت أكثر منه شهرة. وتعتقد تساي شيا؛ وهي مسؤولة سابقة في الحزب الشيوعي الصيني تعيش في المنفى بالولايات المتحدة، أنه «يعاني من عقدة نقص، مع العلم بأنه تلقى تعليماً أقل من قادة كبار آخرين في الحزب الشيوعي الصيني».

نتيجة لذلك، فهو «حساس وعنيد وديكتاتوري»، كما كتبت في مجلة «فورين أفيرز».

قال ألفريد ل. تشان، مؤلف كتاب عن حياة الزعيم الصيني، إن شي عدّ نفسه دائماً «وريثاً للثورة».

في 2007، عيّن في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي؛ أعلى هيئة لصنع القرار في الحزب.

عندما حل محل هو جينتاو بعد 5 سنوات لم تسمح حصيلة أدائه بالتكهن بأفعاله من قمع الحركات الاجتماعية ووسائل الإعلام المستقلة واتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في شينجيانغ أو الترويج لسياسة خارجية قوية.

وكتب كيري براون مؤلف كتاب «شي: دراسة في السلطة» أن أهمية الحزب واضحة وكذلك مهمته وهي «جعل الصين عظيمة من جديد».

لكن من الواضح أيضاً أنه يخشى أن تضعف قبضته على السلطة.

وقال كاتب سيرة آخر هو أدريان غيغس لوكالة الصحافة الفرنسية: «كان انهيار الاتحاد السوفياتي والاشتراكية في أوروبا الشرقية صدمة كبيرة»، موضحاً أن شي يعزو الانهيار إلى الانفتاح السياسي. وتابع: «لذلك قرر أن هذا ينبغي ألا يحدث للصين (...) ولهذا السبب يريد قيادة قوية للحزب الشيوعي مع زعيم قوي».


24/10/2022