×

  المرصد الروسي

  بوتين يكشف عن إستراتيجية الجيش الروسي الجديدة



أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تعمل على تطوير أسلحة فرط صوتية لا مثيل لها على مستوى العالم، وتعهد بتحقيق أهداف تتعلق بتطوير قدرات بلاده النووية، وتحقيق أهداف العمليات العسكرية في أوكرانيا.

وقال بوتين في كلمة أمام قادة الدفاع في موسكو، يوم الأربعاء، وحضرها الآلاف من العسكريين عبر تقنية الفيديو، إنه لا حدود مالية لما ستقدمه الحكومة للقوات المسلحة، مشيرا إلى اقتراب دخول صواريخ "سارمات" المعروفة بالشيطان العابرة للقارات في خدمة الجيش الروسي.

والاجتماع الذي ألقى فيه بوتين كلمته هو اجتماع سنوي مخصص لوزارة الدفاع الروسية لاستعراض إنجازاتها خلال العام الماضي وعرض إستراتيجيتها للعام المقبل.

ووعد الرئيس الروسي بمنح قواته المسلحة كل ما تطلبه لدعم الحملة العسكرية في أوكرانيا.

وأضاف بوتين أن على روسيا الانتباه لأهمية الطائرات المسيرة في الصراع المستمر منذ 10 أشهر في أوكرانيا، قائلا إن صواريخ سارمات الروسية الأسرع من الصوت، التي يطلق عليها "الشيطان 2، ستكون جاهزة للانتشار في المستقبل القريب.

 

الردع النووي

وأكد مواصلة بلاده تطوير قدراتها العسكرية بما في ذلك النووية، وأشار إلى أن صواريخ "تسيركون" الفرط صوتية تدخل الخدمة بالجيش الروسي أول يناير/ كانون الثاني المقبل.

وفي السياق، تعهد الرئيس الروسي بالمحافظة على توازن الردع النووي، الذي وصفه بأنه أساس الاستقرار في العالم، وبمواصلة دعم القدرات النووية الروسية، وزيادة القوة الإستراتيجية بجميع الأسلحة الحديثة، مثل صواريخ سارمات وتسيركون، التي قال إنه لا مثيل لها في العالم.

واتهم بوتين حلف شمال الأطلسي (الناتو) باستخدام قدراته كاملة ضد روسيا، قائلا إن منافسي روسيا الإستراتيجيين لهم هدف تاريخي هو إضعاف روسيا وتفتيتها، بحسب تعبيره.

وقال إن القدرات العسكرية للجيش الروسي تتزايد مع مرور الوقت، مضيفا أن الجيش الروسي سيحقق أهدافه رغم ما وصفها بالأعمال العدائية ضد روسيا من أغلب دول حلف الناتو.

كما أكد أنهم سيقومون بكل ما هو ضروري لزيادة قدراتهم العسكرية خلال ما وصفها بالعملية الخاصة في أوكرانيا، وقال "يجب الاستفادة من خبرة قواتنا العسكرية التي عملت في سوريا".

وأشار الرئيس الروسي كذلك إلى أن لدى بلاده "خبرة جيدة في تصنيع غواصات مسيرة ويجب أن نعمل على توسيع القدرات لمعدات الضربات الاستباقية"، وقال "سنزود قواتنا الإستراتيجية بجميع أصناف الأسلحة الحديثة".

 

حرب أوكرانيا

وفيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا، تعهد الرئيس الروسي بأن تحقق بلاده جميع أهدافها العسكرية في جارتها الغربية.

واعتبر أن النزاع في أوكرانيا "مأساة" للشعبين الروسي والأوكراني، ليس بسبب روسيا وإنما بسبب سياسة الدول الأخرى، وفق تعبيره.

وبشأن عمليات التجنيد التي أمر بها في وقت سابق، قال إن 150 ألف جندي ممن خضعوا للتعبئة الجزئية يُعتبرون احتياطا كافيا للحرب في أوكرانيا.

 

أبرز ما جاء في كلمة بوتين

** كل الشكر لجميع الضباط والجنود الذين يقدمون حياتهم فداء للوطن.

** ضباطنا يذودون عن الوطن بشجاعة وبسالة ويؤدون مهامهم على أكمل وجه، وسوف يكملون أهداف العملية العسكرية الخاصة حتى نهايتها بالكامل.

** أتقدم بالشكر لجميع صنوف الأسلحة في القوات المسلحة الروسية الذين يؤدون واجبهم كما كان الحال في حروب 1812، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية.

** رغم وقوف إمكانيات الناتو قاطبة ضدنا، فإن بسالة ضباطنا ستكمل أهداف العملية الخاصة بالكامل

** العمليات العسكرية طرحت عددا من القضايا التي يجب علينا التعامل معها مثل قضايا الاتصالات، والأتمتة، وتكتيكات حرب البطاريات.

** خبرة العملية العسكرية الخاصة شأنها شأن خبرتنا في سوريا لا بد أن تصبح أساسا للمواد التربوية التي نقدمها للضباط والجنود في الأكاديميات بما في ذلك كلية أركان الحرب.

** لا بد من تطوير العمل مع الوزارات المتخصصة، والتنسيق مع المتخصصين في مجال الإدارات الهندسية والمراكز البحثية.

** توازن الردع النووي هو أساس الاستقرار في العالم.

** سوف تدخل إلى الخدمة صواريخ "سارمات" في المستقبل القريب.

** تدخل إلى الخدمة بدءا من يناير صواريخ "تسيركون" التي ليس لها مثيل في العالم.

** لا بد من الاهتمام بالتفاصيل فيما يخص بالتغذية وبالملبس والمستلزمات الطبية الخاصة بالقوات المسلحة.

** في المجمل لا بد من توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي على جميع مستويات الإدارة.

** لا بد من معالجة المشكلات التي أظهرتها التعبئة الجزئية، لا بد من التحول إلى رقمنة إدارات التعبئة العسكرية، وتحسين أنظمة التنسيق ما بين الإدارات.

** أتقدم بجزيل الشكر لجميع من تطوع لحل بعض المشكلات التي ظهرت أثناء عملية التعبئة الجزئية.

** الهدف الأساسي لعدونا الاستراتيجي هو تفتيت روسيا وتدمير قوتها. روسيا كبيرة وتمثل "تهديدا ما" للبعض.

** دائما ما حاولنا أن نكون جزءا من "العالم المتحضر"، إلا أن أحدا هناك لم ينتظرنا.

** عدد من الموجودين هنا يعرفون جيدا ما حدث في التسعينيات من القرن الماضي، حينما دعم الغرب لـ "القاعدة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية في محاولة لتفتيت روسيا. لكننا، وبمساعدة شعب القوقاز تمكننا من مجابهة هذه التهديدات.

** قام الغرب بـ "غسيل الأدمغة" في محيط الجمهوريات السوفيتية السابقة، بما في ذلك في أوكرانيا، ومع ذلك حاولنا أن نحافظ على علاقات الجوار مع أوكرانيا، ووفرنا القروض، والغاز بأسعار زهيدة، إلا أن ذلك كله ذهب سدى.

** عمل العدو بإصرار، ولا بد من الاعتراف بفعالية، وتمكن من التفريق بين شعبين يربطهما التاريخ والثقافة. دائما ما نعتبر الشعب الأوكراني شعبا شقيقا، ولا زلت أعتبره شعبا شقيقا، وما يحدث هو مأساة، إلا أن ذلك لم يكن بسببنا. كل ذلك بسبب عملية تفتيت "العالم الروسي".

** في 2014 قدم وزراء الخارجية من بولندا وفرنسا وألمانيا إلى كييف ووقعوا على الاتفاق ما بين الرئيس يانوكوفيتش والمعارضة. إلا أنهم أخلوا بوعودهم بعد ذلك بأيام. وحينما سألت "شركاءنا" عن السبب في دفعهم بعد ذلك نحو الانقلاب، لم أحصل على رد.

** تم "غسيل دماغ" الشعب الأوكراني لأعوام، وزرع النازية الجديدة، وجعلوا من الرموز النازية "أبطالا".

** لا أحد يلاحظ "النازية الجديدة"، لأن ذلك ما حدث لدينا في التسعينيات من القرن الماضي، حينما كانوا يرسلون الإرهابيين إلينا، ولم يكن أحد يعير ذلك أدنى اهتمام. بالنسبة لنا كان ذلك يهمنا، أما بالنسبة لهم فوجود النازيين الجدد لا يعنيهم.

** نحن نعرف إمكانياتنا، ونعرف ما يمكن عمله لتطوير ما ينبغي تطويره.

** لدينا كل شيء، كل الإمكانيات لرفع قدراتنا، وسوف نفعل ذلك، دون أي تنازلات. وسوف نفعل ذلك اعتمادا على مواردنا الوطنية حصرا.

** لا نعتزم عسكرة الاقتصاد أو عسكرة الدولة، سنقوم بحل جميع مشكلات القوات المسلحة الروسية دون أي اقتطاع من الحياة المدنية.

** الدولة بأسرها تتطلع إلى القوات المسلحة الروسية وتنتظر تنفيذ جميع المهام الموكلة إليها.

 

البيت الأبيض يعلق

وتعليقا على تصريحات الرئيس الروسي، قال البيت الأبيض إن بوتين لم يظهر أي اهتمام لإيجاد طريق لإنهاء الحرب على أوكرانيا.

وأضاف البيت الأبيض أن من الواضح أن الحرب في أوكرانيا دخلت مرحلة جديدة مع دخول الشتاء وتصعيد روسيا هجماتها.

وعقب كلمة الرئيس الروسي الافتتاحية، صرح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن روسيا تقاتل في أوكرانيا ما وصفها "بقوات الغرب المتضافرة"، بسبب دعمها المالي وشحنات الأسلحة إلى كييف.

وقال وزير الدفاع الروسي إن بلاده ستواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا عام 2023 حتى تحقيق جميع أهدافها، مشيرا إلى أنها ستبني قاعدتين بحريتين في ميناءي برديانسك وماريوبول الأوكرانيين اللذين تسيطر عليهما القوات الروسية.

وذكر شويغو أن من الضروري زيادة عدد أفراد الجيش الروسي إلى 1.5 مليون فرد.


21/12/2022