×

  المرصد الايراني

  هل يستطيع بايدن التخلي عن اتفاق نووي مع إيران؟



 

في 9 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبعد مكالمة مع جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ومنسق الأمم المتحدة للمفاوضات حول خطة العمل الشاملة المشتركة، غَردَ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قائلاً: "إننا في طريقنا إلى المرحلة النهائية من اتفاق متين وقوي ودائم".

وردت وزارة الخارجية الإيرانية على الاتحاد الأوروبي عن خطة العمل الشاملة المُشتركة بأن "هدف إيران هو توقيع اتفاق دائم"، وأنها "مُستعدة لاختتام المحادثات بما يتماشى مع مسودة مفاوضات فيينا التي كانت نتاج أشهر من النقاشات الجادة والمُكثفَة". وسرعان ما وافقت إيران بعد ذلك على زيارة وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 18 ديسمبر(كانون الأول) حل النزاع القديم  على الانتهاكات الإيرانية المُحتملة لاتفاقية الضمانات النووية.

شكوك حيال نوايا إيران

وقال مسؤولون إقليميون لموقع "المونيتور" الأمريكي أيضاً إن إيران تشير حقاً إلى اهتمامها المُتجدد بإبرام اتفاق نووي. ربما كانت هناك شكوك في نوايا إيران، غير أن المخاطر أكبر من أن نلمس ما يبدو أنه تحوّل محتمل في موقف طهران. فربما تود إيران تغيير دفة الحديث حقاً.

بالتزامن مع تجدُّد الاحتجاجات في إيران، تَجِد طهران أن من الأسهل الإشارة بأصابع الاتهام إلى الأعداء في الخارج، لا إلى سياساتها الرجعية، باعتبارها سبب القلاقل في الداخل.

وبالنسبة للحُكام الدينيين لإيران، ربما سبق السيف العذل، وستظل الحكومة في توتر وصراع أبدي مع قطاعات كبيرة من شعبها، خاصة النساء والشباب.

ووفق الافتتاحية، فإن المردود الاقتصادي للاتفاق النووي لإيران، المتمثل في إنهاء تجميد الأصول ورفع العقوبات المفروضة على الطاقة، والقطاع المالي، سيكون كبيراً.

وربما هناك شعور عام بين بعض قادة إيران الأكثر براغماتية بأنهم أفسدوا الأمور في أغسطس (آب) الماضي، أي قبل شهر من اندلاع الاحتجاجات بعد مقتل مهسا أميني على يد الشرطة.

لقد كان الاتفاق وشيكاً في صيف العام الماضي، غير أن المحادثات تعطّلت بعد أن أثارت إيران قضية الضمانات وطالبت بالمزيد منها تحسباً لانسحاب الولايات المتحدة مجدداً من الاتفاق، كما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018.

فضلاً عن ذلك، فإن عودة بنيامين نتانياهو إلى المشهد السياسي، وهو المُعارض الشديد للاتفاق النووي، رئيساً لوزراء إسرائيل، ربما حفزت أيضاً طهران للرجوع إلى طاولة المفاوضات. فقد صرحَ نتانياهو في الأسبوع الجاري بأنه سيبذل الغالي والنفيس للحيلولة دون حصول إيران على سلاح نووي، حتى دون موافقة واشنطن.

ومن اللافت، تقول الافتتاحية، أن إيران وإسرائيل أبدتا شيئاً من الواقعية في العام الجاري بتوقيعهما اتفاقية الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، بوساطةٍ أمريكية في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي. وكما أشرنا هنا، فإن هذا الاتفاق في الأساس صفقة إيرانية، عبر الحكومة اللبنانية، وحزب الله.

فهل يستطيع بايدن أن يتبني موقفاً واقعياً من إيران؟ يتساءل الموقع.

لقد جعل الرئيس الأمريكي جون بايدن العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني أولوية قصوى لإدارته. وقال مراراً وتكراراً إنه لن يسمح لإيران بتطوير سلاح نووي خلال ولايته، وأن الجهود الدبلوماسية هي النهج الأمثل لتحقيق هذا الهدف.

 فالأمر كان ولايزال، منع إيران من امتلاك القنبلة الذرية، وما يمكن أن يترتب على ذلك، بما في ذلك احتمال انطلاق سباق تسلُّح نووي إقليمي.

وتشعر الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي بالقلق من رفع إيران مستوى تخصيب اليورانيوم لديها إلى 60%، وهو ما يُمثل خطوة فنية واحدة فقط تبعدها عن الـ 90% التي تُعدُّ المستوى المثالي لتخصيب الأسلحة النووية.

ولذلك، تختتم الافتتاحية، إذا اهتمت إيران مجدداً، فعلى الولايات المتحدة أيضاً أن تُظهر اهتمامها، وتُعيد وضع خطة العمل الشاملة المشركة ضمن "أولوياتها الأخرى".

 

بايدن ينتهج الدبلوماسية وطهران تواصل تمردها

الى ذلك ومنذ قرابة عامين، تحاول الولايات المتحدة التفاوض على إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، لكن كل محاولاتها منيت بالفشل، ومع ذلك ترفض واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون إغلاق الباب أمام المفوضات من باب الدبلوماسية.

وتعكس أسبابهم خطورة الأساليب البديلة، مثل العواقب غير المتوقعة لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، إضافة إلى الاعتقاد بأنه ما زال هناك متسع من الوقت لتغيير مسار طهران حتى لو كانت تتقدم ببطء نحو صنع مواد انشطارية، فهي، بحسب مسؤولين، لم تتمكن من صنعها بعد. كما أنها لم تتمكن كذلك حتى الآن من تقنية صنع قنبلة نووية.

وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي في بروكسل بعد اجتماع لمسؤولي التكتل “أعتقد أن ليس لدينا خيار أفضل من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) لضمان عدم تطوير إيران لأسلحة نووية”. وتقضي خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 بأن تكبح طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عن كاهلها.

وأضاف بوريل “علينا أن نواصل الانخراط قدر الإمكان في محاولة إحياء هذا الاتفاق”.

ويقول دبلوماسيون إنهم يعتقدون أن إيران لم تبدأ تخصيب اليورانيوم حتى 90 في المئة، وهو ما قالوا إنهم يعتبرونه خطا أحمر.

وقال دبلوماسي غربي “إذا استأنفت إيران بوضوح برنامجها العسكري وبدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة، فسيتغير النقاش تماما في الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل”، مشيرا إلى أن المسار الدبلوماسي سيظل مفتوحا ما لم يحدث ذلك.

وأصبح السياسيون الأميركيون أكثر مقاومة لفكرة إبرام اتفاق بسبب حملة القمع الإيرانية القاسية على الاحتجاجات التي بدأت بعد وفاة الشابة الإيرانية – الكردية مهسا أميني (22 عاما) في سبتمبر، أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق.

إيران مستعدة للعودة إلى التزاماتها

إيران مستعدة للعودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، حسبما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية ((إرنا))، نقلا عن كمال خرازي كبير مستشاري المرشد الأعلى لإيران يوم (الاثنين).وقال كمال خرازي خلال منتدى حوار طهران الثالث، "اليوم لدينا القدرة النووية الضرورية لكننا لا ننوي إنتاج قنبلة... لأننا نعتبر أن إنتاج قنابل نووية ممنوع على أساس معتقداتنا الدينية".

وأضاف وزير الخارجية السابق "ومن وجهة نظر استراتيجية، لا نعتبره أمرا رائدا، لأنه إذا اتجهت إيران نحو إنتاج أسلحة نووية، فإن السباق النووي سيبدأ في المنطقة".

وأشار إلى أن امتلاك سلاح نووي ليس بالضرورة عنصرا من عناصر الأمن، ولكن "امتلاك التكنولوجيا النووية هو رادع ويظهر قدرتنا".

وأكد خرازي أن إيران مستعدة للعودة إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 ، لأنه تم حل العديد من المشكلات ذات الصلة حتى الآن وتبقى فقط المشكلة المتعلقة بالضمانات.

 

الاتفاق النووي "في حكم الميت"

وفي تطور لافت  قال الرئيس الأميركي جو بايدن الشهر الماضي إن الاتفاق الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران للحد من برنامجها النووي بات "في حكم الميت"، لكنه لن يقوم بالإعلان عن ذلك، حسبما يظهر تسجيل مصور نشر الثلاثاء.

والتسجيل الذي يبدو حقيقياً وتم تصويره على الأرجح في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر خلال زيارة بايدن إلى كاليفورنيا، تظهر فيه امرأة تطلب من بايدن أن يعلن أن "خطة العمل الشاملة المشتركة" (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)، لم تعد قائمة.إنها بحكم الميت

وتسأل المرأة التي كانت تضع على شعرها شريطة بألوان العلم الإيراني على ما يبدو، بايدن بينما كان يصافح عدداً من الأشخاص "الرئيس بايدن، هل يمكنكم الإعلان أن خطة العمل الشاملة المشتركة باتت في حكم الميت؟".ويجيبها بايدن "لا" لتردّ "لم لا؟".فيضيف "إنها بحكم الميت، لكننا لن نعلن عن ذلك"، ويتابع "القصة طويلة".

وتحضّه المرأة والأشخاص الموجودون إلى جانبها على عدم إبرام اتفاقات مع حكومة طهران.

وتقول "إنهم لا يمثلوننا"، ويضيف آخر "إنهم ليسوا حكومتنا".

ويجيب بايدن "أعلم بأنهم لا يمثلونكم. لكن سيكون بحوزتهم سلاح نووي"، ثم ينتهي التسجيل.


21/12/2022