أكد رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، أنه لا يمكن لأي حكومة ان تعمل دون اسناد برلماني فاعل، محذراً من أنه من أن النظام السياسي في العراق "لن يصمد طويلاً إذا لم نتوحد في مواجهة التحديات".
وقال رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، في كلمة خلال مراسم الذكرى السنوية لاستشهاد آية العظمى محمد باقر الحكيم، السبت (21 كانون الثاني) إن "الأمم التي تعتز برجالها وتاريخ أبطالها، هي من الأمم التي تنشئ أجيالها على العزيمة والتماسك والوحدة والارادة".
وأضاف أن "من عاصر شهيد المحراب لابد أن يتوقف طويلاً عند منهج الوحدة الوطنية التي رسخها هذا الشهيد الفذ في سلوكه السياسي ونضاله الجهادي ونظرته الثاقبة"، مؤكداً أنه "شهدنا لحظات حرجة من مسار العملية السياسية طيلة العشرين عاماً وعلى مدة خمس دورات برلمانية".
رئيس تيار الحكمة الوطني لفت إلى ان "وعي الشعب واصراره في كل عملية انتخابية على احداث التغيير، لهي مدعاة لتثبيت قواعد آمنة في السلوك السياسي"، مشدداً على أنه "لا يمكن احداث التغيير المنشود والاصلاح المطلوب من دون الالتزام باجماع الكلمة منهجا في العمل السياسي".
كما أكد أنه "لا يمكن لأي حكومة ان تعمل دون اسناد برلماني فاعل"، محذراً من أنه "إذا لم نتوحد في مواجهة التحديات لن يصمد نظامنا السياسي طويلاً، وسيتعرض الى هزات أعنف مما تعرض له طيلة العشرين عاماً".
ورأى أن "التفكير بإعادة النظر في بعض المواد الدستورية أصبح أمراً جدياً وضرورياً ولابد من التوقف عنده"، منوّهاً إلى أنه "مازلنا نفتقر الى نظام انتخابي عادل وموحد غير خاضع لأمزجة الرياح السياسية وتقلباته"، كما "مازلنا نفتقر الى حسم آليات العلاقة الاتحادية والفيدرالية وتطبيقاتها العملية بين الحكومة الاتحادية وبين إقليم كوردستان".
عمار الحكيم أضاف: "نفتقر الى وجود عقيدة عسكرية موحدة وإن كانت متنوعة في مفاصلها الأمنية"، مؤكداً ضرورة "مغادرة لغة التشكيك في ولاءات مؤسساتنا العسكرية والأمنية".
وأشار إلى أنه "لم ننجح في توليد ثقافة البناء والمسؤولية المشتركة بين المواطن والحكومة بالقدر الذي نتمناه"، معتبراً أنه لا حاجة إلى "تدخل خارجي كبير لحل أزمتنا الاقتصادية".
رئيس تيار الحكمة الوطني بيّن أنه "ليس من الصحيح أن نبدأ من الصفر كلما تشكلت حكومة جديدة، وليس من الصحيح أن تنشغل الحكومة بالإجراءات الوقتية (مهما كانت ضرورية) على حساب المشاريع الاستراتيجية التي تشترك في إنجازها الحكومات المتعاقبة.
السوداني : ضرورة الابتعاد عن المناكفات والتجاذبات
وحضر رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الحفل التأبيني الرسمي المقام استذكاراً لاستشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم.وألقى سيادته كلمة بالمناسبة في ما يلي أبرز ما جاء فيها:
🔷 نستذكرُ اليوم الشهادة، لكنْ بطعم النصر الذي تحققَ على الإرهاب، ونستذكر الدماء الزّكية، لكنْ بطعم الأمن والاستقرار الذي أغدقتهُ تلك التضحيات.
🔷 نشارف اليوم على الانتهاء من مشروع قانون الموازنة، وهو مختلف عن السنوات السابقة، وهي المرةُ الأولى أنْ يتمحور قانون الموازنةِ حول البرنامج الحكومي.
🔷 تواصل الحكومة دعمها للبنك المركزي العراقي لإعادة سعر صرف الدولار إلى السعر الرسمي، وهذا جزءٌ من مجمل اقتصادي بحاجة إلى تصدّ شجاع وحلول ناجعةٍ لإنهاء السياساتِ المالية الخاطئة التي ورثتْها الحكومة الحالية.
🔷 اتخذنا جملة من القرارات الجريئة لدعم الدينار العراقي واستقراره، ونحذر من يحاول استغلال الأزمة واللعب على احتياجات الناسِ.
🔷 لم يرتفع سعر الصرف نتيجة قرار حكومي، إنمّا لأن هناكَ من استغل الظروف الوقتية والاضطراب في الأسواق التي لم تألفْ بعدُ التعامل مع الآليات المصرفية الجديدة، التي ستحافظ على الأموال، وهي خطوة مهمة على طريق الإصلاح الاقتصادي.
🔷 نؤكد على أولوية مكافحة الفساد، وتواصل حكومتُنا إسنادها للقضاء والجهات المختصة لملاحقة المطلوبين والعمل لاسترداد الأموال المنهوبة.
🔷أخذنا بنظر الاعتبار، في كلِّ خطواتنا، وفي أهدافِ الموازنة، أن نخفف الفقر المستوطنَ في بعض البيئات والقطّاعاتِ العراقية.
🔷 برزت على رأس هذه المهام، عمليةُ البحث الاجتماعي الكبرى، وتعزيز الشرائح ذات الدخل الأدنى بالسلال الغذائية والبطاقة التموينية.
🔷 واجب الدولة التخطيط والتنمية ومعالجة مواطن الخلل، وخلق الفرص الاقتصادية، وتهيئة الأرضية لعمل القطّاعين العام والخاص، واستيعاب شريحة الشبابِ وتأهيلِهم.
🔷 أولينا العلاقات الخارجية أهميةً خاصة ومستمرون في التواصل وتبادل الزياراتِ مع الأشقاءِ والأصدقاء، وتحضر المصلحة المتبادلة دائماً في كل حواراتنا.
🔷 أشدّد على جميع القوى الفاعلة بضرورة الابتعاد عن المناكفات والتجاذبات التي لم تعدْ وسيلة مناسبة لتصحيح مسار الوضع السياسي في العراق.
🔷 لن نكون ضدَّ الآراء المعارضة التي هدفُها تصحيحُ مَواطن الخلل في جسدِ الدولة، فالصوتُ المعارض المتحلّي بالمسؤولية الوطنية، لا يقل أهمية عن الصوت المُساند.
🔷 سنواصل العمل، ما دامت فيه قيادات شجاعة وجادة، وما دامت مرجعيتُنا الرشيدة ترعى مسيرتها بحكمتها، ومادامَت قواتنا الأمنية، بمختلف صنوفها، قادرة ومتمكنة، تستنهض هممها من تضحيات الشهداء.
الحلبوسي: مجلس النواب حقق مقداراً مهماً لحقوق الشهداء
وأكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، السبت، أن مجلس النواب حقق مقداراً مهماً لحقوق الشهداء.
وقال الحلبوسي في الحفل التأبيني الرسمي بمناسبة استشهاد السيد محمد باقر الحكيم: إن "تضحية السيد محمد باقر الحكيم مثلت علامةً فارقة في تاريخ العراق ونظامِه الديمقراطي"، مشيراً الى أن "أنهارَ الدماء التي قدمها شهداءُ العراق والتضحياتِ تمثل مسؤوليةً تتطلب استحقاقاتٍ والتزاماتٍ".
وأضاف أن "الذين قدَّموا حياتَهم لهذا الوطن كانوا يأملون عراقاً قوياً مقتدراً يسير في ركب الازدهار والتطور"، لافتاً الى أن "مجلس النواب حقق مقداراً مهماً من الإنجاز التشريعي المتعلق بالحقوق الواجبةِ للشهداء وعوائلِهم، وما زال المجلسُ حريصاً كلَّ الحرص على إنجازِ كلِّ التشريعات التي تصب في مصلحة المواطن وتنسجم مع برنامج الحكومة".
زيدان: أي مناسبة تقترن باسم الشهداء لها وقع خاص عند أبناء العراق
وأكد رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان، السبت، أن أي مناسبة تقترن بأسم الشهداء لها وقع خاص عند أبناء العراق.
وقال زيدان في الحفل التأبيني الرسمي بمناسبة استشهاد السيد محمد باقر الحكيم: إن "دماء الشهداء ستبقى تروي شجرة العراق الذي سيبقى شامخاً". واضاف ” كان شهيد المحراب خير خلف لخير سلف”.
وأضاف ، أن ” اي مناسبة تقترن بالشهداء لها واقع خاص في العراق وهو الحاضن الأكبر لرموز الشهادة ضد الأنظمة الدكتاتورية المستبدة وشهداء مابعد 2003 من قبل تنظيم القاعدة وشهداء داعش وشهداء قادة النصر وشهداء الكلمة وحرية التعبير عن الراي وآخرها شهداء الرياضة “، وختم ” دماء الشهداء ستبقى تروي شجرة العراق”.
رئيس الاقليم: يجب تطبيق الدستور بالكامل
وشارك نيجيرفان بارزاني رئيس اقليم كوردستان في مراسم يوم الشهيد العراقي وذكرى استشهاد آية الله العظمى محمد باقر الحكيم وقدم كلمة قال فيها:مع إحياء ذكرى شهيد المحراب، السيّد محمد باقر الحكيم، نستعيد جميع ذكريات النضال المشترك ضدّ الظلم والدكتاتورية. يحظى السيّد محمد باقر الحكيم باحترامٍ كبيرٍ لدى الحركة التحررية الكوردستانية، لأنّه كأحد مؤسّسين الرئيسيين لحركة المقاومة الإسلامية في العراق، كان مؤمناً على طيلة سنوات نضاله بلم شمل كلّ القوى.
ففي مؤتمر نُصرة شعب العراق في طهران عام ألف وتسعمائة وستة وثمانين،ساهم مع والدي إدريس بارزاني في تقوية النضال المشترك للكورد والشيعة وجميع الاطراف والمكونات العراقية. كانت العلاقة القويّة بين السيّد محمد باقر الحكيم والرئيس مسعود بارزاني والرئيس جلال طالباني، تُفرِحُ الشعب العراقي بوحدة المعارضة العراقية وأصبحت عاملاً لكي يدعم المجتمع الدولي الشعب العراقي والمعارضة العراقية ضدّ الدكتاتورية.
هذه العلاقة القويّة بين الأطراف، جعلت المعارضة العراقية في مؤتمر لندن في العام الفين واثنين وكذلك مؤتمر صلاح الدين في شباط ألفين وثلاثة، تتّفق على خطابٍ وبرنامجٍ موحّد لمرحلة ما بعد الدكتاتورية، على أساس ضمان حقوق جميع المكوّنات وإدارة العراق وفق نظامٍ فدرالي".
واضاف رئيس الاقليم:نتيجة بناء الثقة والنضال المشترك لجميع الأطراف في سبيل التحرّر من الدكتاتورية والاضطهاد خلق المحبّة بين جميع قوميات ومكوّنات العراق. ونتيجة لذلك العمل الجماعي، كتبنا معاً دستوراً يحقّق الوحدة بين جميع مكوّنات العراق على أساس تأمين حقوق جميع المكونات بالمساواة.
هذا الدستور هو عقدٌ سياسي واجتماعي بين جميع مكوّنات العراق لا يجوز إهماله مثلما يحصل الآن، بل يجب تطبيقه بالكامل، حتى لا ترى الناس نفسها بعيدة عن العملية السياسية في العراق. يجب ضمان حقوق جميع المكوّنات وفق الدستور وأن يكون نظام إدارة العراق بشكل عملي وحقيقي، نظاماً فدرالیا، وهذا هو المبدأ الأساسي للدستور والنظام السياسي والإداري للعراق، والذي صوّت عليه الشعب العراقي في أكبر استفتاءٍ تٲريخي في العراق.
ومن منظور تطبيق الدستور، فإننا في إقليم كوردستان وبناء على اتفاقية تشكيل الحكومة الاتحادية العراقية، نكرر دعمنا لرئيس الوزراء السيّد محمد شيّاع السوداني، ونأمل أن تنفذ بنود اتفاقية تشكيل الحكومة في وقت قريب. كما ندعم سيادته في سعيه إلى إعادة السلطة المدنية والمحلية إلى جميع المحافظات، وعمله على تمهيد الأرضية للحوار والاتفاق بشأن المشاكل العالقة بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، وسعيه لتأمين الخدمات وإعادة التوازن لمشاركة جميع مكوّنات العراق في جميع مؤسسات الدولة بما فيها الجيش العراقي.